أهداف البحث العلمي وخصائصه
انطلاقا من أهمية الأبحاث العلمية، وأهمية إعدادها، وما لها من دور كبير في تقدم العلم، لذلك سنقوم باطلاعك عزيزي القارئ من خلال هذه المقالة على أهم أهداف البحث العلمي وخصائصه .
ما هي أهداف البحث العلمي ؟
تعتبر أهداف البحث العلمي من أهم خطوات إعداد البحث، حيث يجب أن يحدد الباحث ما هو الهدف من دراسته.
وتختلف الأهداف تبعا لنوع البحث وطبيعته، فالأبحاث التطبيقية تهدف إلى الوصول لنظريات جديدة، وإيجاد الأسباب التي أدت إلى نشوء الظواهر المختلفة، بينما البحث النظري يهدف بشكل أساسي إلى النتائج المجردة، ويتعاون البحث التطبيقي مع النظري في كثير من الأبحاث بهدف إيجاد الأجوبة لتساؤلات عديدة .
ومن أهم أهداف البحث العلمي نذكر :
⮚ الهدف الأول : الوصف :
ويعد الوصف من أبزر أهداف البحث العلمي، فهو يختص بوصف كل ما له علاقة بالبحث العلمي من ملاحظات وتعاريف وقضايا، ولا يهتم الباحثون في وصف عناصر التي ليس لها صلة بموضوع البحث.
فمن خلال الوصف:
1- يقوم الباحث بوصف المعلومات والحقائق التي تم جمعها حول ظاهرة معينة فإما يثبت صحة نظرياته التي دونها في بداية البحث أو يثبت عدم صحتها .
2- ومن خلال وصف المعلومات يستطيع الباحث أن يفسر الظواهر ويحلل أسباب ظهورها، ويضع الفرضيات للبحث .
3- يعتبر الوصف هام في توضيح جميع التعريفات والمواضيع المتناولة في البحث، وتعريف العلاقة المتبادلة فيما بينها .
4- ومن خلال الوصف يسعى الباحث للوصول إلى حقائق أو دراسات أو اكتشافات جديدة، كما يسعى إلى وصف الواقع بصورة دقيقة وموضوعية.
⮚ الهدف الثاني : التنبؤ :
إن وصف الحقائق والأحداث يمنح الباحث القدرة والإمكانية لوضع تنبؤاته، ويقصد بتنبؤات الباحث أي توقعاته المستقبلية لجميع التغيرات والتطورات التي ستطرأ على الظاهرة المدروسة في البحث، ويتم إثبات هذه التنبؤات خلال البحث، حيث يقوم بدراسة الظاهرة ودراسة جميع الاحتمالات التي من المتوقع أن تؤثر عليها، إضافة لدراسة الظروف التي من الممكن أن تحدث تغير على هذه الظاهرة, فغالبا ما تكون توقعات الباحث وتنبؤاته مؤقتة وقابلة للدراسة والقياس والاختبار .
⮚ الهدف الثالث : التفسير :
يهدف البحث العلمي أيضا إلى تفسير الظواهر ومعرفة الأسباب التي أدت إلى حدوثها، وكشف الأسباب التي جعلتها تحدث .
ويقسم التفسير في البحث العلمي إلى قسمين :
1- القسم الأول : أبحاث علمية يتم تفسيرها بشكل بحتي :
يقدم هنا الباحث تقدم نظري ملحوظ في المجال المعرفي المتخصص به.
2- القسم الثاني : أبحاث علمية يتم تفسيرها بشكل تطبيقي :
بينما يقدم هنا الباحث نتائج علمية مهمة تعود فائدتها على المجتمع ككل .
⮚ الهدف الرابع : التقويم :
▪ ومن أبرز أهداف البحث العلمي تقويم الظاهرة التي يتم إجراء البحث عليها، والهدف من ذلك التأكد من تحقق الأهداف المرجوة من هذه الظاهرة .
▪ وعند قيام الباحث بتقويم الظاهرة يحصل على نتائج إضافية لم تكن ضمن حسبان وتوقعات الباحث، وتسمى هذه الأهداف بالأهداف الغير المقصودة ومن المهم أن يقوم الباحث بإعطائها قدر كبير من الاهتمام حتى يقوم بتقييمها فيما إذا كانت مهمة أو غير مهمة .
⮚ الهدف الخامس : الدحض والتنفيذ :
ومن أهم أهداف البحث العلمي الوصول إلى نتائج دقيقة وصحيحة، حيث يقوم بإجراء العديد من التجارب حتى يتأكد من صحة نظرياته أو من عدم صحتها، وتلعب هنا التجارب دور هام وكبير في التأكد من صحة نتائج البحث وصحة تنفيذها .
⮚ الهدف السادس : التثبت :
ومن أهداف البحث العلمي التثبت ويقصد به عودة الباحث إلى أبحاث علمية لباحثين سابقين والتأكد من صحة هذا الأبحاث، حيث يقوم الباحث بإجراء التجارب للمرة الثانية في بيئة جديدة، وعلى عينة بحث جديدة، وضمن ظروف تختلف عن الظروف الأساسية التي تم إجراء البحث فيها، وبعدها يقوم الباحث بالتثبيت في حال تم الوصول إلى نفس نتائج البحث السابق، أما في حال اختلفت النتائج يتم نفي البحث .
⮚ الهدف السابع : إيجاد معارف عصرية :
ويعتبر إيجاد المعارف العصرية من الأهداف الهامة للبحث العلمي، فكلما قدم الباحث أبحاث عصرية وحديثة مواكبة لمجريات الواقع وتطوراته كلما ارتفعت من قيمته وزاد شأنه، فمن المهم جدا تقديم أبحاث جديدة ومبتكرة تحقق تطور ملحوظ ومهم .
⮚ الهدف الثامن : التحكم والضبط :
وتعد من أهداف البحث البارزة، حيث يقوم الباحث بتحكم وضبط الحدود العلمية للظاهرة المدروسة مستعينا بعدة أدوات كي تبقى الظاهرة تحت السيطرة .
ما هي خصائص البحث العلمي ؟
من الضروري عزيزي القارئ الاطلاع الجيد حول خصائص البحث العلمي قبل إعداد البحث الخاص بك كونها مهمة ولازمة لنجاح البحث، وهذه الخصائص هي :
1- الموضوعية :
وتعتبر من أهم خصائص البحث العلمي، حيث يجب أن يتنحى الباحث بمشاعره وآرائه الشخصية عند نقل وجمع المعلومات والحقائق حول ظاهرة البحث، وعند نقل النتائج والحلول التي تم الوصول لها أيضا، حيث يقدم كافة البيانات والحقائق التي جمعها سواء أكانت توافق تفكيره وتصوراته أو تعارضها .
2- الاختبارية والدقة :
يجب أن تكون مشكلة البحث المختارة من قبل الباحث قابلة للبحث والاختبار والقياس، لذلك يجب أن يتأكد الباحث من إمكانية جمع المعلومات الدقيقة حول الظاهرة المدروسة، فهناك الكثير من الظواهر التي من الصعب إجراء تجارب عليها نظرا لسرية بياناتها، ويجب أن يكون الباحث حريص حول المعلومات التي يتم جمعها بحيث تكون دقيقة بما يكفي حتى يتمكن من إجراء الاختبارات الإحصائية عليها، وحتى يتمكن من تفسير نتائجها وتحليلها، بهدف التأكد من صحة توقعاته وتنبؤاته حول الظاهرة .
3- إمكانية تكرار النتائج :
ويقصد بها بإمكانية الحصول على نفس النتائج عند تكرار البحث في ظروف وخطوات ومنهج مشابه
ويعد إمكانية الحصول على نفس النتائج من الخصائص الهامة كونها تعزز ثقة الباحث وتؤكد على دقته عند إجرائه لجميع مراحل وخطوات البحث، والمنهجية العلمية التي قام باتباعها .
4- القدرة على التنبؤ :
ومن خصائص البحث العلمي قدرة الباحث على وضع الكثير من التوقعات والتنبؤات المبينة على الدراسة والبحث والاطلاع الكثير
ونلاحظ ذلك بشكل واضح على الأبحاث التي تختص في العلوم الاجتماعية والطبيعية .
5- الانفتاح الفكري :
للعلم أبواب كثيرة وتطورات واكتشافات متجددة دائما، لذلك يجب أن يكون الباحث مستعد لطرح أفكار جديدة ومبتكرة بشكل دائم، ودون أن يتحيز في حال كانت تعارض مسلماته أو معتقداته
فلولا الانفتاح الفكري لما وصل العلم إلى هذه الدرجة من التطور والتقدم وعلى جميع الأصعدة .
6- عدم الإسراع بإصدار الأحكام :
التروي والتأني وعدم الإسراع بإصدار الأحكام من الخصائص الهامة للبحث العلمي
حيث يجب أن تكون أحكامه مقترنة بالبراهين والحجج المنطقية .
نستنتج مما سبق :
أهداف البحث العلمي وخصائصه عديدة وفيما سبق تم ذكر أبرزها، حيث يتوجب على الباحث العلمي الاطلاع الدقيق عليها
حتى يتمكن من إعداد بحث علمي متكامل ومنظم محقق لجميع أهداف البحث ومستوفي كافة خصائصه .
اقرأ ايضا
