بشكل عام يهتم ويهدف العلم بالعثور على إجابات للأسئلة واكتساب المعرفة حول الكون، أو على الأقل الجوانب التي يمكن ملاحظتها منه، فمن الممكن استخدام مجموعة متنوعة من منهجيات البحث العلمي للإجابة على هذه الأسئلة واكتساب هذه المعرفة، وهناك أنواع مختلفة من التصاميم التي يمكن استخدامها في البحث العلمي، وقبل النظر في التصميمات المختلفة، من المفيد معرفة ما يهدف البحث العلمي إلى القيام به، وإدراك بعض الأمثلة على أهداف البحث العلمي.

ما هو مفهوم أهداف البحث العلمي؟

يتفق العديد من الباحثين على أن الأهداف المرجوة من البحث العلمي هي الوصف، التنبؤ، الشرح أو الفهم، ويضيف بعض الأفراد التحكم والتطبيق إلى قائمة الأهداف، في هذه المقالة سنركّز على مناقشة الوصف والتنبؤ والتفسير أو الفهم، والهدف الأكثر أهمية للبحث العلمي وهو التوصّل إلى تفسيرات تصف أسباب الظاهرة، فهناك ثلاثة شروط ضرورية لتحديد سبب وتأثير تجربة بحثية وهي تباين الأحداث، التسلسل الزمني المناسب، وإزالة الأسباب البديلة المعقولة.

صياغة وكتابة أهداف البحث العلمي

حتى تتم صياغة أهداف البحث العلمي بطريقة صحيحة ومقبولة، هناك مجموعة من السمات والخصائص الأساسية تتضمن دور المنهج العلمي في تحديد أهداف البحث أو الرسالة العلمية وتأطيرها في صورة أهداف عامة وأخرى محددة، وقد أشار العلماء والباحثين إلى طريقة صياغة وكتابة تلك الأهداف ومواصفاتها على النحو التالي:

لا بُد أن يكون الهدف نابعاً من مشكلة البحث ويشير إلى إيجاد الحلول لها، أي إن الهدف لا بد أن يكون وثيق الصلة بمشكلة وموضوع البحث ويساعد على توفير الحلول لتلك المشكلة.
صياغة الهدف بالاعتماد على اللغة الرئيسة الخاصة بإعداد البحث، ولا بد أن يكون مصاغاً بطريقة سلسة وواضحة خالية من الغموض أو الألغاز أو الكنايات والتشبيه المبالغ فيه خصوصاً إذا كان البحث باللغة العربية، ولا سيّما إذا كان الباحث يسعى إلى تقديم دراسة بتحديات علمية وليس إلى استعراض مهاراته البلاغية.
من الضروري أن تكون أهداف البحث تحمل إجابات عن الفرضيات التي يتم وضعها للبحث.
على الرغم أن البحث العلمي قائم على فكرة التخيل والابتكار للوصول إلى كل ما هو جديد وحديث، إلا إنه لا بد أن تأتي أهداف البحث في إطار منطقي إلى حد ما، فلا يستقيم مثلاً، أن تكون مشكلة البحث هي حل مشكلة الازدحام والنقل ويكون هدف البحث هو كيفية بناء شوارع فوق السحاب!
تطبيق مبدأ الكفاية العلمية في أهداف البحث، فيجب ألاّ يتم إهمال أي جزء من مشكلة البحث التي يطرحها الباحث دون أن يقوم بكتابة هدف لإيجاد حل أو تفسير لها.

أمثلة على أهداف البحث العلمي

للبحث فئتان، البحث العلمي البحت والبحث العلمي التطبيقي، فالغرض أو الهدف الرئيسي من البحث العلمي البحت هو إيجاد تفسير لسبب حدوث أشياء معينة في العالم الطبيعي، في المقابل يتعامل البحث العلمي التطبيقي مع البحث عن إجابات لأسئلة محددة تساعد البشرية مثل البحث الطبي أو الدراسات البيئية، فيركّز البحث العلمي التطبيقي بشكل أكبر على اختبار النظريات بدلاً من تناول المبادئ المجردة كما هو الحال مع البحث العلمي البحت، وفيما يلي سنستعرض أهم أهداف البحث العلمي:

شرح وتحسين الفهم:

أهم هدف في البحث العلمي هو الشرح، طريقة تحقيق ذلك هي من خلال تحديد أسباب ظاهرة معينة، فهناك ثلاثة شروط أساسية مهمة تشارك في تحديد أسباب وتأثيرات ظاهرة، وهي: فهم تباين أحداث معينة، إنشاء تسلسلات صحيحة في ترتيب زمني
استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى.

التباين في أحداث معينة (العلاقات):

من الضروري أن ترتبط المتغيرات في الظاهرة لمعرفة العلاقة بين متغيرين معينين
ومن الضروري تحديد ما إذا كانت العلاقة نتيجة للصدفة، فغالباً ما يكون المراقب العادي (غير العالم) غير جيد في الحكم على وجود العلاقات
لذلك من الضروري استخدام الأساليب الإحصائية في البحث العلمي لتحديد ما إذا كانت العلاقات موجودة واختبار قوتها.

حدد التسلسل الصحيح بالترتيب الزمني:

إذا كان الموقف أ هو الذي يتسبب في الموقف ب
فيجب أن يأتي الموقف أ قبل ب، وبعبارة أخرى “السبب يسبق أي تأثيرات”.

القضاء على الأسباب المحتملة الأخرى (حقيقية أو غير مزيفة): إذا كانت العلاقة بين الموقف 1 والوضع 2 غير زائفة
فلا يمكن أن يكون هناك موقف 3 يمكن أن يتسبب في كل من 1 و2 بطريقة تجعل أي علاقة بين 1 و2 يزول وجودها عندما
يتم السيطرة على3. عند محاولة تحديد علاقات السبب والنتيجة
فإن أحد أصعب الشروط التي يجب تلبيتها هو القدرة على القضاء على الأسباب الأخرى ذات المصداقية أو المحتملة.

الوصف:

الوصف هو إشارة إلى أي إجراءات تُستخدم في تصنيف وتعريف مختلف الموضوعات وأي علاقات موجودة بينها. الأوصاف في البحث العلمي تسهّل إنشاء المسلمات والتعميمات، على سبيل المثال تسمح عملية جمع المعلومات حول عدد كبير من الأشخاص للباحث بوصف خصائص العضو العادي في المجموعة أو متوسط سلوك أو أداء الأعضاء داخل المجموعة. لا يعني استخدام الملاحظات لوصف أنماط التجمعات السكانية الكبيرة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأشخاص في المجموعة

ماذا يعني الوصف

هذا يعني أن الباحثون يستخدمون أنماط أو سلوكيات متوسطة لمحاولة وصف الأحداث أو الموضوعات
تسمح الطريقة الوصفية بدلاً من ذلك للباحثين أو العلماء بوصف ملاحظاتهم لشخص واحد أو ظاهرة واحدة. في العلم والبحث العلمي يجب أن يكون الوصف دقيقاً ومنهجياً، فالتعريفات المستخدمة في البحث العلمي ذات الطبيعة العملية هي من النوع التشغيلي، وعادةً ما تميز هذه الأنواع من التعريفات الصفات والمفاهيم والأحداث في شكل عمليات من النوع الذي يمكن ملاحظته أو من خلال الإجراءات المستخدمة لقياسها. يهتم معظم الباحثين فقط بوصف العناصر ذات الصلة بدراسة البحث العلمي، ولا يهتمون عادة بالعناصر أو الملاحظات التي ليست ذات صلة بدراستهم أو بالبحث العلمي.

التنبؤ:

عند تطوير أوصافهم للأحداث في البحث العلمي، يميل الكثير من الباحثين إلى عمل تنبؤات
فغالباً ما يميل وصف الأحداث إلى توفير منصة للتنبؤ، وأحياناً على شكل فرضيات
والتي عادة ما تكون تنبؤات مؤقتة وقابلة للاختبار حول العلاقات المحتملة الموجودة بين المتغيرات.

من الشائع أن يتم تطوير الفرضيات في البحث من مجموعات من المفاهيم أو النظريات المترابطة
التي تشرح مجموعات البيانات وتتنبأ بالنتائج البحثية.

المهم بالنسبة للباحثين هو توقع أداء متأخّر أو طويل الأجل، على سبيل المثال، هل من الممكن التنبؤ من المعدل التراكمي للطلاب الجامعيين بأنهم سيحققون نتائج جيدة على مستوى الدراسات العليا؟ هل من الممكن أن نقول أو نتوقع أن التحيزات المعرفية لن تحدث في حالة الأشخاص الأكثر ذكاءً؟ هل من الممكن أن نقول أو نتوقع أنه من المحتمل أن يعيش الناس لفترة أطول إذا التزموا بنظام غذائي صحي؟

استخدام متغيرات البحث العلمي للتنبؤ

عندما يكون من الممكن استخدام متغيرات البحث العلمي للتنبؤ بالمتغيرات الأخرى
يمكن القول إن هذه المتغيرات لها نوع من الارتباط البحثي، حيث تختلف مجموعة متنوعة من المقاييس في نفس الوقت
مما يجعل من الممكن التنبؤ بقيم متغير معين عندما تكون قيم المتغيرات الأخرى معروفة.

مستويات اليقين التي يمكن من خلالها إجراء التنبؤات تختلف عادة
وتستخدم معاملات الارتباطات لتقييم مقدار أو مستوى العلاقة الموجودة بين المتغيرات
فيما يتعلق بكل من اتجاه وقوة العلاقة المحتملة
بعبارة أخرى معاملات الارتباط هي العوامل التي تهدف إلى تحديد كيفية تباين المقاييس ومدى نجاحها.

خاتمة

في هذه المقالة تحدثنا عن مفهوم أهداف البحث العلمي، وأهم الشروط اللازمة لكتابة وصياغة هذه الأهداف
بالإضافة لشرح هذه الأهداف وبعض الأمثلة العملية على استخدامها، وذلك حتى يتسنى للباحثين الجدد إدراك ماهية
وأدوات البحث العلمي ومعرفة طريقة استخدامها.

اقرأ ايضا

مصادر المعلومات في البحث العلمي

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

تعرف علينا أكثر