موقع اعداد رسائل الماجستير و الدكتوراة
كان المنهج العلمي المقارن قديما عبارة عن أسلوب وطريقة للحوار، وتم تطوير هذا المنهج حتى أصبح من أهم الوسائل التي يتم من خلالها دراسة الكثير من القضايا والظواهر الهامة، حيث استطاع هذه المنهج من تحقيق الكثير من التطور والتقدم وعلى صعيد الكثير من التخصصات العلمية المتنوعة، في هذه المقالة سوف نتحدث عن “مقدمة على المنهج المقارن”.
▪ تعود نشأة المنهج المقارن إلى الفترة اليونانية، ويعتبر الفيلسوف أرسطو أكثر الفلاسفة وأبرزهم استخداما للمنهج المقارن، حيث استخدم أرسطو المنهج المقارن في كثير من الدراسات التي تناولت الظواهر الاجتماعية والسياسية ، واستطاع أرسطو من خلال هذا المنهج تحقيق الكثير من التطور لهذه العلوم .
▪ حيث تم الاعتماد على عمليات المقارنة من قبل كل من أرسطو وأفلاطون في كثير من القضايا والأفكار التي كانت تعتبر محورية و من الضروري مناقشتها .
▪ تطور المنهج المقارن عبر مراحل التاريخ على يد الكثير من العلماء والفلاسفة، ليصبح هذا المنهج جزء هام في دراسة القضايا والمشاكل الاجتماعية والسياسية والقانونية وغيرها .
الفارابي، وابن خلدون، وميكيافيلي الذي طور من خلال هذا المنهج الكثير من القضايا السياسية عن طريق المقارنة بين سياسات الدول واستنتاج أوجه التشابة والاختلاف بينها.
▪ لكن مازال يتراود في أذهاننا حول مفهوم المنهج المقارن، وكيف يتم التعامل معه وتطبيقه على الأبحاث والدراسات المختلفة ، وسنجاوب على هذا التساؤل فيما يلي :
▪ يعرف المنهج المقارن بأنه المنهج الذي يعتمد على مبدأ المقارنات، ويعرف بأنه أحد الأشكال التي تعبرعن التجربة الغير مباشرة، حيث يعتبر المنهج المقارن من المناهج الأصيلة نظرا لاستخدماته الكثيرة في دراسة الظواهر، حيث اعتمد الباحثين والعلماء على تطبيق المقارنات على المشاكل أو الأدوات أو النتائج التابعة لمختلف الظواهر التي حدثت وتحدث ، حتى يتمكن أخيرا من التوصل إلى نتائج هامة حول إيجابيات وسلبيات هذه الظواهر .
▪ ويعتبر المنهج العلمي المقارن من الأدوات الهامة التي تستخدم في دراسة الأبحاث التي تتألف من مجموعة من الظواهر أو الأدوات أو النتائج التي ممكن مقارنتها، حيث يعمل هذا المنهج على ايجاد أوجه التشابه وأوجه الاختلاف لكل منها، ويتم ذلك بعد الحصول على الكم الكافي من المعلومات حول الظاهرة من أجل تحليلها وتفسيرها.
للمنهج المقارن عدة أهداف، فيما يلي سنذكر أهم هذه الأهداف :
من أهم أهداف المنهج المقارن المساعد في تسهيل دراسة وفهم الكثير من المؤلفات العلمية، ويتم ذلك من خلال تلخيص هذه الكتب وتبسيطها، حيث تجزئتها إلى جزأين: جزء يحتوي على نقاط التشابه، والأخر يحتوي على نقاط الاختلاف، وكان لذلك دور كبير في مساعد الباحثين لفهم الكثير من المؤلفات والكتب العلمية .
2- كما يهدف المنهج المقارن إلى المساعدة في تحديد ما يناسب الطلاب من مؤلفات ومواد دراسية، واستبعاد ما لا يناسبهم من مواد دراسية، وذلك عن طريق تطبيق المقارنة على الدراسات المختلفة واستنتاج ايجابيات وسلبيات كل منها .
ومن أهداف المنهج المقارن دراسة النصوص بشكل دقيق لمعرفة جميع عناصرها ومكوناتها، ليتمكن هذا المنهج أخيرا من استنتاج العلاقات والرابط ما بين هذه النصوص وعناصرها التي تم تطبيق المقارنة عليها .
4- ومن أبرز أهداف المنهج المقارن تعميم النتائج بشكل كامل أو الوصول إلى مرحلة متقدمة من التعميم لنتائج التي تم التوصل لها وذلك من خلال تطبيق المقارنات على المشاكل البحثية أو الظواهر المختلفة.
5- كما يهدف المنهج المقارن لتوصل لنتائج ومعارف ومتغيرات وحقائق لم تكن مكتشفة أو معروفة من قبل .
6- ومن أهداف المنهج المقارن الوصول إلى تخصصات علمية جديدة، وذلك من خلال دراسة النظريات المختلفة وتحديد كل من أوجه التشابه والاختلاف فيما بينها، وسينتج من ذلك دراسات عميقة تساعد على تقسيم النظريات والحصول على معرفة جديدة .
كما للمنهج المقارن هدف أساسي في تجنب الباحث من الوقوع بأي خطأ من الأخطاء التي تم ارتكابها من قبل باحثين سابقين، وذلك من خلال قيام الباحث لتجارب تبعا لهذا المنهج، وكان لذلك دور كبير في تقويم ثقافة معينة عند الباحث.
كما كان للمنهج دور كبير وهادف في تفسير الكثير من المواضيع والقضايا المعقدة والغامضة، حيث استطاع أن يضع تحليلات تويضيحة هامة لها .
للمنهج المقارن ثلاثة أبعاد والتي هي :
ويسمى أيضا بالبعد التاريخي، وفي هذا البعد يقوم الباحث العلمي بدراسة أحد الظواهر ضمن مرحلتين زمنيتن متباينتن، بحيث يقوم الباحث بتحليل وتفسير الظاهرة في كل مرحلة على حدى، حيث تتم المقارنة على اعتبار إحدى تلك المرحلتين نقطة مرجعية يعود لها الباحث .
أما البعد المكاني يتم تطبيق المقارنة فيه على أساس وجود الظاهرة ضمن مكان محدد، ليتم دراستها في مكان أخر .
ويقصد بالبعد الزماني والمكاني للمنهج المقارن بـأنه يحدد الظواهر الموجودة في زمان ومكان معين، ليقوم بدراستها في زمان ومكان أخرين .
ومن المهم ذكره أيضا هو كيفية تتم المقارنة وما هي شروط وقواعد تطبيقها.
للتطيق المقارنة عدة شروط وقواعد، والتي هي :
1- من أهم شروط المقارنة أن تطبق على حادثتين أو مشكلتن أو ظاهرتين، حيث يجب أن لا يتناول الباحث حادثة أو ظاهرة للتطبيق المقارنة .
2- كما يجب على الباحث أن يقوم بجمع كافة المعلومات والمصطلحات التي تتعلق بالظواهر وموضوع مقارنتها
حتى يتمكن من تطبيق المقارنة بكل دقة وتعمق .
3- ومن شروط المقارنة الهامة هو أن لا يخلط الباحثين بين قضيتين أساسيتن وهما : تطبيق المقارنة
والدراسة التاريخية عند استخدام الباحث الاجتماعي للمنهج المقارن، أو عند دراسة الحادثة الاجتماعية في فترات زمنية أو في أماكن مختلفة
فإن ذلك يعتبر سرد وتحليل للظواهر وفي هذه الحالة يتم استخدام المنهج المقارن التاريخي .
4- كما تشترط المقارنة أيضا أن تتم عملية المقارنة على جميع عناصر الظاهرة سواء أكانت مهمة أو غير مهمة
حتى يتجنب الباحث من الوقوع في أخطاء تجعله لا يحقق هدفه وغايته من هذه المقارنة .
5- ومن أهم شروط المقارنة أن تكون الظاهرة أو الحادثة المدروسة مقيدة بكل من الزمان والمكان .
6- أن تكون الأبعاد المأخوذة عند تطبيق المقارنة من وحي الواقع وبعيدة عن أي تصنع .
7- ومن أهم شروط المقارنة أيضا، أن يأخذ بعين الاعتبار قواعد الاختلاف والتشابه
ويقصد بذلك في حال كان التشابه في المضمون يدرس الاختلاف الشكل
وفي حال كان التشابه في الشكل يدرس الاختلاف المضمون .
يعتبر المنهج المقارن المنهج القديم الحديث نظرا لتطوره ضمن العصور
وعند استخدام هذا المنهج في دراسة الظواهر يجب على الباحث الاطلاع الكافي حول جميع قواعد وشروطه.
اقرأ ايضا
: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة
أول موقع عربي يقوم باعداد رسائل الماجستير والدكتوراة من الألف إلى الياء بطريقة أكاديمية ممنهجة وباحترافية عالية لتحقيق أفضل النتائج للطلبة من كافة الدول حول العالم ومن معظم الجامعات العربية وغير العربية من مختلف التخصصات العلمية، تم البدء بهذا الموقع كخطوة ريادية وبالتعاون من أهل الخبرة والاختصاص بحيث نقوم بخدمة طلبة الدراسات العليا من خلال اعداد رسائل الماجستير واعداد الأبحاث والأوراق العلمية وتحكيمها ونشرها.