محتويات المقال
1 تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)

تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)

محتويات المقال

إن تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)، من الأمور التي يجب على جميع الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا معرفتها بشكل دقيق، لأن التجربة والملاحظة من الوسائل الأساسية في جمع بيانات الدراسة.

فلا يمكن لأي بحث علمي أن ينجح إلا مع الوصول إلى المعلومات والبيانات الموثوقة والدقيقة، وهو ما يكون من خلال

إحدى أدوات جمع المعلومات، ومنها ما يكون من خلال الملاحظة العلمية، أو التجربة التي تحتاجها بعض الدراسات البحثية.

 

التصنيفات في البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات :

أبرز التصنيفات في البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات :

تتعدد التصنيفات للبحث العلمي، وذلك يكون وفق معايير مختلفة، وهو ما سنطلع عليه باختصار من خلال هذه الفقرة.

إن تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة) يقع ضمن تصنيف الأبحاث العلمية وتصنيفاتها

وفق مصادر البيانات والمعلومات، وهو ما قد يقع ضمن نوعين رئيسيين وهما:

بحوث مكتبية تعتمد في جمع المعلومات والبيانات على الدراسات السابقة ومختلف المصادر والمراجع كالكتب، والموسوعات العلمية، المجلات المحكمة والمؤتمرات العلمية، الأبحاث والرسائل والاوراق العلمية وغيرها من الدراسات السابقة.

 البحوث الميدانية، وتكون في البحوث الاجتماعية والعلمية التي تنتمي للعديد من المجالات العلمية.

والتي تحتاج إلى جمع المعلومات والبيانات من العينات الدراسية ومن التجارب.

وذلك من خلال الادوات الدراسية المختلفة كالمقابلات والاستبيانات والاختبارات.

ويقع تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة) ضمن هذا الجزء الخاص بجمع البيانات والمعلومات في البحوث الميدانية.

 

تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة):

إن الملاحظة والتجربة في البحث العلمي من العمليات التي تجمعها علاقات وثيقة.

فالملاحظة: هي من أولى الخطوات في التجربة، وجزء رئيسي منها، فالباحث العلمي يبدأ التجربة بملاحظة

دقيقة لكل ما يرتبط بالتجارب، حتى يستطيع وضع فرضيات بحثية دقيقة.

 

الملاحظة وفق تقنيات جمع البيانات:

الملاحظة وفق تقنيات جمع البيانات:

إن الملاحظة من أهم الأمور الواجب الاطلاع عليها بشكل تفصيلي من خلال تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة).

يقوم الباحث العلمي من خلال اعتماده على الملاحظة كأداة يجمع من خلالها معلومات وبيانات بحثه العلمي

إلى تركيز الانتباه باتجاه المشكلة أو الظاهرة البحثية، أو التجربة التي يقوم بها.

وذلك لفهمها بشكل عميق، وجمع المعلومات الميدانية عنها، لتغطية حاجة البحث الذي لا يمكن أن تجمع معلوماته وبياناته بشكل نظري ومكتبي.

تعتمد الملاحظة على الانتباه والتدقيق من قبل الباحث العلمي للإشكالية أو الظاهرة أو التجربة موضوع دراسته البحثية.

بهدف التقصي والتحري عنها وسبر أغوارها، وهو ما يسمح بالوصول بها إلى:

اكتشاف العلاقات بين المتغيرات البحثية، وتحديد النتائج بشكل سليم.

وبناءً على ما سبق نستطيع أن نعرّف الملاحظة البحثية بالعملية التي يجريها الباحث العلمي.

عبر مشاهدة ومراقبة التجربة أو الظاهرة أو المشكلة البحثية، باستخدام نسق سليم علمياً يخدم الأهداف والخطة المحددة بشكل مسبق.

وهو ما يسمح بالوصول إلى معلومات وبيانات دقيقة يمكن من خلال تنظيمها ودراستها وتحليلها الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية لموضوع البحث.

 

اقرأ ايضاً: مثال على الملاحظة في البحث العلمي

 

أهمية استخدام الملاحظة في جمع البيانات البحثية:

إن استخدام الملاحظة ضمن تقنيات جمع البيانات والمعلومات البحثية يظهر بشكل رئيسي من خلال ما يلي:

1. تعتبر من أدق وأكثر ادوات جمع البيانات والمعلومات استخداماً وشيوعاً بالعديد من التخصصات والدراسات الميدانية.

2. تعتبر الملاحظة في الحالات التي يحسن الباحث العلمي استخدامها، إحدى أدوات وتقنيات جمع المعلومات الأكثر مصداقية ودقة.

3. تسمح المعلومات والبيانات الدقيقة التي تجمع من خلال الملاحظة بالوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة مثبتة بالأدلة والبراهين.

 

أنواع الملاحظة كتقنية في جمع البيانات:

من خلال التصنيفات الرئيسية التي نتحدث من خلالها عن تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)، من المهم الاطلاع على التصنيفات الرئيسية للملاحظة التي تنقسم بدورها إلى تصنيفات فرعية وهي على الشكل الآتي:

 

  • أنواع الملاحظة وفق الاعداد المسبق:

1. ملاحظة عفوية بسيطة لا تعتبر ملاحظة علمية بحثية بل ملاحظة ممهدة لها، وخلالها لا يضع الباحث العلمي أهداف وخطط مسبقة.

2. ملاحظة مقصودة منظمة، وهي ملاحظة علمية بحثية يضع الباحث لها الخطط والأهداف المسبقة للكيفية التي ستقوم بها الملاحظة.

حيث يبني الباحث العلمي من خلال هذه الملاحظة فرضيات بحثه التي يضع الباحث العلمي من خلالها توقعاته لما ستصل إليه الدراسة من حلول واستنتاجات.

 

  • أنواع الملاحظة وفق مكان القيام بها:

1. حسب هذا التصنيف من أنواع الملاحظة فإن الملاحظة ترتبط بالاختبار أو التجربة، فمكانها هو مكان إجراء التجربة العلمية التي يقوم بها الباحث العلمي.

2. الملاحظة التي تتم في مكان حدوث الظاهرة او مكان تواجد العينة الخاضعة للدراسة، ليراقب سلوكيات العينة دون أن تشعر العينة البحثية بوجود من يراقبها، وهي تكون بالبيئة الطبيعية خارج المختبرات.

 

  • أنواع الملاحظة حسب العينة المشاركة بالدراسة:

1. ملاحظة مع مشاركة وفيها لا يظهر الباحث العلمي شخصيته ويدخل ضمن أفراد العينة الدراسية دون أن يعلموا من هو، بل يعتقدون أنه واحد منهم، كأن يكون البحث حول مشفى معين ويدخل الباحث كمريض لا أحد يعلم بما يقوم به من ملاحظات علمية.

2. ملاحظة دون مشاركة وتكون ملاحظة معمقة ودقيقة يراقب فيها الباحث الظاهرة البحثية او الأفراد الخاضعين للدراسة، دون ان يشعروا به ولكن دون مشاركتهم بأي شيء، ودون أن يقوم بأي تأثير على الظاهرة أو المجتمع البحثي، بل يقتصر عمله على الملاحظة والتدقيق وتدوين المشاهدات المرتبطة بموضوع البحث.

 

  • أنواع الملاحظة حسب الغاية والهدف:

1. ملاحظة محددة يضع الباحث العلمي من خلالها معايير وأسس محددة للمعلومات والبيانات البحثية التي يتم جمعها من الباحث العلمي، سواء كانت البيانات التي جمعت نوعية أو كمية.

ملاحظة غير محددة ومن خلالها فإن الباحث العلمي يجري الدراسات البحثية التي تسعى لجمع جميع البيانات التي ترتبط بالظاهرة أو الموضوع البحثي.

 

  • أنواع الملاحظة وفق عدد الأفراد الخاضعين للدراسة:

1. ملاحظة فردية تكون الملاحظة خاصة بفرد أو حالة واحدة فقط.

2. ملاحظة جماعية يتابع الباحث العلمي من خلالها إلى متابعة الأفراد المتعددين للعينة الدراسية،وذلك للاطلاع على صفاتهم وخصائصهم المرتبطة بالموضوع البحثي.

 

خدمة توفير اداة الدراسة (تقنيات جمع البيانات )

خطوات الاعتماد على الملاحظة كتقنية جمع بيانات البحث:

من خلال تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)، وفي حال الاعتماد على الملاحظة لجمع معلومات وبيانات البحث، فإن الباحث العلمي يقوم بالخطوات التالية:

1. إن الخطوة الأولى تكون من خلال تحديد إشكالية او ظاهرة البحث العلمي، والتي يتضح للباحث العلمي من خلال:

دراسة أبعادها بأن التقنية الأفضل للوصول إلى المعلومات والبيانات السليمة والدقيقة تكون من خلال الملاحظة العلمية.

وهذا الامر يحتاج ان يكون الموضوع البحثي واضج وحدوثه متكرر، وله قابلية للملاحظة والتدقيق وجمع المعلومات.

 

2. وضع أهداف البحث وأهداف إجراء الملاحظة، وهو ما يسمح للباحث العلمي أن يركز المعلومات والبيانات البحثية المحددة.

 

3. تحديد التجربة او الظاهرة او العينة البحثية، والاختيار الجيد والسليم للمجتمع او العينة المستهدفة بالملاحظة.

 

4. صياغة بطاقة الملاحظة بشكل سليم وصحيح بحيث تتضمن هذه الصياغة مجموعة من الصفات والسمات التي كان إجراء الملاحظة بهدف الوصول إليها.

 

5. تحديد مدة القيام بالملاحظة، وتحديد أفضل مكان لإجرائها والحصول منها على المعلومات والبيانات الدقيقة.

فالمكان والزمان المناسبين لهما دور أساسي في الوصول إلى البيانات والمعلومات الدقيقة.

 

6. تحديد الباحث العلمي بشكل دقيق للنشاطات التي ترتبط بالملاحظة.

 

7. جمع البيانات والمعلومات من الملاحظة وتدوينها بشكل فوري مباشر، وهنا يمكن للباحث العلمي ان يستعين عند

الحاجة بالأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة كالحاسوب او الهاتف الذكي أو الكاميرا أو غيرها من الادوات أو التقنيات الحديثة.

 

8. من المفيد والضروري بالكثير من الأحيان مثل الملاحظة المرتبطة بالتجربة إعادة الملاحظة بأوقات متعددة ومتباعدة.

وأن يتم تدوين الملاحظات في كل مرة والعمل لاحقاً على المقارنة بين هذه الملاحظات للتأكد من ثبات الملاحظة وسلامتها، ومن إمكانية الاعتماد عليها في الدراسات البحثية.

 

متى تستخدم الملاحظة كتقنية جمع معلومات البحث العلمي؟

إن تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)، يستلزم معرفة متى تستخدم الملاحظة

كتقنية جمع معلومات البحث العلمي؟ وذلك للوصول إلى المعلومات والبيانات البحثية التي يكون الوصول إليها من خلال ما يلي:

 

1. امتلاك الباحث العلمي قاعدة أولية واسعة ترتبط بتخصصه العلمي عموماً، وبموضوع الدراسة البحثية بشكل خاص، وذلك لكي يتمكن من إجراء الملاحظة بالشكل السليم.

 

2. إن الملاحظة ونجاحها من أكثر أدوات وتقنيات جمع البيانات ارتباطاً بإمكانيات ومعارف الباحث العلمي، ومن قدرته على الملاحظة الدقيقة.

وهو ما يستلزم امتلاك الباحث العلمي للخبرة والمهارة ودقة الملاحظة، وان يبتعد الباحث ويتجرد من ميوله وأهوائه الشخصية، فيعمل بصورة موضوعية حيادية تسمح بالوصول إلى بيانات سليمة.

 

3. إدراك الباحث العلمي بشكل كامل لأهمية ما يقوم به من عمل أثناء الملاحظة، ليبقى مهتماً ومركزاً على جمع البيانات وترجمة ما ينتبه إليه بصورة سليمة ومنطقية.

 

4. على الباحث العلمي أن يعمل على التدوين المباشر للملاحظات الدقيقة المرتبطة بموضوع او تجربة البحث العلمي.

وأن يتمكن من صياغة الفرضيات الملائمة قبل الشروع بالقيام بالملاحظة التي تحتاج إليها الدراسة البحثية للحصول على البيانات الدقيقة والسليمة.

 

5. إن سلامة الاعتماد على الملاحظة تتوقف على امتلاك الباحث العلمي لحواس سليمة، فالملاحظة تعتمد بشكل رئيسي

على الحواس التي يمتلكها الباحث العلمي.

 

6. إن إجراء الملاحظة بشكل سليم وجمع البيانات والمعلومات الدقيقة لن يكون كافياً للوصول إلى نتائج البحث السليمة.

إلا في حال أحسن الباحث العلمي تنظيم وترتيب هذه البيانات وتحليلها بالشكل السليم.

 

مميزات الاعتماد على الملاحظة في جمع بيانات البحث العلمي:

1. إن المباشرة والبساطة من السمات الأساسية للملاحظة، فالباحث العلمي يراقب ويلاحظ الظاهرة أو التجربة بشكل بسيط وسهل، فهي أداة غير مصطنعة تسمح بالوصف الدقيق للمشاهدات المرتبطة بالموضوع العلمي.

 

2. تعتبر الملاحظات من أكثر الأدوات الدراسية فعالية بمساعدة الباحث على صياغة سليمة لفرضيات بحثه العلمي.

 

3. إن عدم معرفة الافراد الخاضعين للدراسة بوجود من يراقب ويدون تصرفاتهم وسلوكياتهم، يدفعهم للتصرف بشكل طبيعي وفق طبيعتهم وسجيتهم، وهو ما يسمح بجمع معلومات وبيانات دقيقة وعميقة، يمكن عند دراستها وتحليلها بالشكل السليم الوصول إلى نتائج منطقية دقيقة.

 

4. إن الملاحظة تتميز بحيادتها في جمع بيانات ومعلومات البحث العلمي، فالباحث من خلال ملاحظته لا يتدخل على الإطلاق بالظاهرة التي يقوم بمراقبتها.

 

5. توفر الملاحظة المعلومات والبيانات بشكل مباشر، وذلك لأن الباحث العلمي يقوم بتدوين مشاهداته بشكل مباشر، عند قيام المبحوثين بسلوكيات معينة أو عند حدوث الظاهرة المستهدفة بالدراسة.

 

6. هناك العديد من السلوكيات والبيانات التي لا يمكن جمعها في البحوث الميدانية من خلال الادوات السابقة كالاستبيان او المقابلة، وتكون الملاحظة الاداة الامثل للوصول إلى البيانات السليمة.

 

7. هناك العديد من الحالات التي لا يستطيع المبحوث تقديم البيانات والمعلومات الصحيحة للباحث لسبب أو لآخر، كالإحراج أو المرض أو غير ذلك، مما يجعل الملاحظة التقنية الافضل لجمع المعلومات.

8. يمكن للباحث العلمي أن يلاحظ إلى جانب سلوكيات المبحوث مشاعره كذلك، وتسمح للباحث العلمي دراسة كافة الجوانب التي ترتبط بحياة المجتمع أو العينة البحثية.

 

عيوب الاعتماد على الملاحظة في جمع بيانات البحث العلمي:

1. إن الخاضعين للدراسة يجب ان لا يشعروا بأن هناك من يراقبهم ويلاحظ سلوكياتهم، لأنهم في حال لاحظوا ذلك فقد يتجهون إلى تغيير السلوكيات بما يؤثر على سلامة ودقة نتائج البحث العلمي.

 

2. تعتبر الملاحظة من التقنيات المحدودة في جمع البيانات فهي ترتبط بزمان ومكان معين، ويصعب اختيارها واستخدامها مع العينات البحثية الكبيرة.

 

3. تعتبر أكثر تقنيات وأدوات جمع المعلومات تأثراً بمهارات ومعارف ودقة الملاحظة للباحث العلمي، وبالتالي فإن إجراء الملاحظة من باحث لا يحمل المواصفات المطلوبة معرفياً ومهارياً قد يؤدي إلى معلومات وبيانات غير دقيقة.

 

4. قد تتأثر الملاحظات بميول ورغبات الباحث العلمي، وهي من اكثر الادوات البحثية إمكانية للتأثر بآراء ومواقف الباحث العلمي.

 

5. إن القيام بالملاحظة يتأثر بشكل كبير بالعوامل الخارجية سواء كانت مرتبطة بظروف الباحث الشخصية كالمرض أو الإرهاق مثلاً، او الظروف المناخية والطقس على سبيل المثال.

 

6. تبقى الملاحظة محدودة الإجراء بمكان محدد، فلا يمكن أن يكون الباحث العلمي متواجداً بالوقت نفسه في عدة أمكنة، وبالتالي فإن الاعتماد على الملاحظة من الصعب أن يكون بالأحداث التي تكون مترابطة وتحدث في عدة أماكن.

 

نصائح هامة عند الاعتماد على الملاحظة في جمع معلومات البحث العلمي:

إن نجاح الملاحظة عند الاعتماد عليها يحتاج من الباحث العلمي أن لا يتغافل عن مجموعة من الاجراءات البحثية ومن أهمها نذكر الآتي:

1. تحديد الظاهرة أو الإشكالية او التجربة التي ستتم ملاحظتها وجمع المعلومات والبيانات عنها بشكل دقيق.

 

2. إعداد الباحث العلمي لسجل خاص يقوم بالتدوين عليه لكل ما يشاهده ويلاحظه من بيانات ومعلومات ترتبط بالموضوع البحثي الذي يعمل على دراسته.

 

3. من المفيد بل والضروري ان يتم تدوين البيانات والملاحظات بشكل فوري، والعمل على ترتيبها وتنظيمها مباشرةً.

 

4. إن صدق ودقة الملاحظة تستند غلى تصرف الأفراد الخاضعين للدراسة على سجيتهم وطبيعتهم، وهو ما يستوجب الاهتمام بعدم ملاحظتهم ولفت انتباههم بأن هناك من يراقبهم، وبالتالي تتأثر سلوكياتهم، التي تؤثر بدورها سلبياً على سلامة البيانات التي تمَ جمعها.

 

5. ترك الميول والاهواء الشخصية جانباً، والعمل الدقيق والموضوعي الذي يسمح بتدوين الملاحظات والبيانات الدقيقة التي توصل إلى نتائج دقيقة وموثوقة.

 

7. إن الملاحظة من تقنيات جمع المعلومات والبيانات التي تحتاج إلى وقت يختلف من ملاحظة بحثية إلى اخرى، ومن المهم جداً على الباحث عدم التسرع وتجنب اختصار الوقت الذي تحتاجه الملاحظة، وذلك ليتمكن من الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.

 

8. في حال كانت الملاحظة تحتاج إلى تكرار في أوقات متباعدة ولأكثر من مرة، يجب إعادة الملاحظة ومنحها ما تحتاج إليه من وقت للوصول إلى البيانات والمعلومات السليمة التي توصل إلى استنتاجات منطقية صحيحة.

 

9. على الباحث العلمي عند إعداد التقرير الخاص بالدراسة البحثية بعد قيامه بالملاحظة أن يبتعد عن كافة أشكال الميول الشخصية والتحيز، وأن يلتزم بأعلى معايير الحيادية والموضوعية.

 

التجربة وفق تقنيات جمع البيانات:

بعد أن اطلعنا على الملاحظة فإن تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)، يدفعنا للانتقال والاطلاع على التجربة في البحث العلمي.

 

مفهوم التجربة في البحث العلمي:

إن التجربة في البحث العلمي أو ما يسمى التجربة العلمية، هي التي تحصل عندما يعمل الباحث العلمي على:

إجراء تعديلات وضبط للمتغير المستقل لتظهر أمامه التأثيرات التي يحدثها على المتغير او المتغيرات التابعة، حيث يعمل الباحث العلمي على ملاحظة التأثيرات بشكل واضح جلي ودقيق.

فالباحث العلمي هو من يعد بيئة التجربة ويرتبها ويقوم بها ويعمل على تسجيل ملاحظاته عليها، والتجربة العلمية من العمليات التي يقوم بها الباحث لرصد الظاهرة أو الإشكالية الاجتماعية أو الطبيعية.

إن التجربة تساهم في اختبار الفرضيات البحثية بهدف تأكيدها والتحقق منها للتأكد من سلامتها وصحتها، او تؤدي إلى تفنيدها ورفضها.

فالتجربة تساعد على التأكد من أحد الفرضيات العلمية من خلال معالجة المتغير المستقل تجريبياً، وبعد رصد أثر الضبط والمعالجات للمتغير المستقل وتأثيراته على المتغير التابع في مختلف الظروف، بما يساهم في الوصول إلى نتائج التجربة العلمية.

وبناءً على ذلك يمكننا القول أن الملاحظة المقصودة هي التي يحدثها الباحث العلمي بشكل عمدي في ظروف

يصنعها الباحث، ويقوم بتنظيم التجربة والمعلومات بالشكل الذي يسمح بالتأكيد أو النفي للفرضيات البحثية.

فالعملية التي يقوم بها الباحث تهدف للوصول إلى النتائج العلمية المثبتة بالبراهين والأدلة، والتي تقوم على:

أساس الملاحظات العلمية الدقيقة، وبالتالي الوصول إلى بيانات علمية سليمة.

 

أهمية التجربة في البحث العلمي:

يستخدم الباحث العلمي التجارب البحثية للتعرف على أسباب السلوكيات أو الظواهر أو الموضوع الذي يتناوله

البحث العلمي، وبهذا المجال تشير السلوكيات إلى الأسباب التي تؤدي لحصول الظاهرة البحثية.

يقوم الباحث العلمي بتصميم التجربة وترتيب الظروف التي تسمح بإجراء الملاحظة في الوقت الذي يقوم به بالتجربة.

ويبحث في الفرضيات في الوقت المحدد للتجربة.

 قام العلماء المسلمون سابقاً بتطوير المنهج التجريبي واستخدامه بالعديد من العلوم، والذي أخذه عنهم الاوروبيون في عصر النهضة وعملوا على تطويره.

وقد كان له دور كبير في دفع عجلة الابتكار والبحث العلمي، وما كان من الممكن ان نصل إلى ما نشهده من تطور

هائل حالياً دون الاعتماد على التجارب والاختبارات، والتي ستساهم في الوصول إلى أمور لا نستطيع تخيلها حالياً.

وبالإضافة إلى ذلك فإن التطبيقات العملية التي تحصل في التجارب ترسخ بالأذهان المعلومات.

وهي عامل محفز للشغف تجاه الابتكار والابداع والشغف بالعلوم.

 

خطوات إجراء التجربة العلمية:

إن إجراء التجربة في البحث العلمي تمر بالعديد من الخطوات والمراحل، ومن أبرز هذه الخطوات نذكر ما يلي:

 

  • تحديد موضوع البحث العلمي:

إن الخطوة الاولى تكون من خلال تحديد إشكالية أو موضوع البحث العلمي التي تحتاج إلى إجراء التجارب.

وذلك للوصول بها إلى نتائج وحلول منطقية سليمة، فلا يمكن وجود  بحث علمي لأي مجال علمي انتمى دون أن يرتبط بإشكالية أو ظاهرة بحثية معينة.

وهنا تكون الخطوة الأولى بتحديد الموضوع الذي يستحق إجراء التجربة وملاحظتها ومتابعتها، لتكون هذه نقطة البداية لانطلاق البحث التجريبي.

 

  • البحث وجمع البيانات والمعلومات:

يقوم الباحث العلمي بمراجعة للمصادر والمراجع التي يمكن ان تساعده في التعرف على الظاهرة أو الموضوع البحثي، والتأكد من العوامل التي يمكن أن تؤثر عليها.

ويضع بعض الاسئلة التي يجد أن الإجابة عليها من الأمور التي قد تفيد عمله البحثي، مع وضع الخطط المحكمة

لعمله البحثي، والتي يستفيد بها من المصادر والمراجع المكتبية التي اطلع عليها.

 

  • وضع الفرضيات العلمية:

ومن خلال هذه الخطوة يتجه الباحث العلمي لوضع فرضيات البحث التي تظهر توقعاته لما ستصل إليه نتائج التجربة.

والتي تظهر العلاقة بين متغيرات البحث.

حيث تبنى الفرضيات بناءً على معارف وخبرات ومهارات الباحث، وهي قد تكون فرضيات صحيحة أو خاطئة.

وهو ما سيتم التأكد منه من خلال الفقرة اللاحقة.

 

  • إجراء التجربة واختبار الفرضيات والوصول إلى الاستنتاجات:

يحدد الباحث العلمي وقت وبيئة التجربة العلمية، والتي يعمل من خلالها على اختبار فرضيات البحث العلمي، من خلال:

ضبط وتحكم بالمتغير أو المتغيرات المستقلة، وقياس تأثيرها على المتغير او المتغيرات التابعة.

حيث يعمل الباحث العلمي على مراقبة دقيقة لما يحدث نتيجة التجارب، ويدون مباشرةً الملاحظات والمشاهدات التي يعمل لاحقاً على تنظيمها وترتيبها ودراستها وتحليلها.

ليصل إلى الحلول والاستنتاجات المنطقية السليمة المثبتة بالبراهين والأدلة، والتي تؤكد فرضيات البحث أو تنفيها.

 

خصائص التجربة العلمية:

من خلال مقالنا حول تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)، نصل إلى الاطلاع على خصائص التجربة في البحث العلمي، وأبرز هذه الخصائص نذكر:

 

  • المعالجة التجريبية:

والمقصود بهذه المعالجة التغيرات والاجراءات التي يقوم الباحث العلمي بإحداثها على المستجيبين أو المتغيرات التي تخضع للاختبار والبحث، والهدف هو معرفة التأثيرات والنتائج التي ستحصل نتيجة إجراء التجارب.

 

  • الضبط:

والمقصود بها سيطرة الباحث العلمي على عدد من المتغيرات التي ترتبط بالموقف التجريبي، والهدف تحديدها وضبطها والسيطرة عليها لعدم حصول تأثيرات جانبية على المواقف التجريبية.

 

  • العشوائية:

والمقصود بالعشوائية توزيع أفراد كل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على أسس ومعايير عشوائية، وهو ما يمنع التحيز والميول التي يمكن أن تحصل، والتي تؤثر بحال حدوثها على سلامة إجراءات التجربة وسلامة النتائج العلمية.

 

 

الملخص:

وبذلك نكون قد اطلعنا من خلال مقالنا “تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)”.

على أبرز التصنيفات في البحث العلمي، ومن أبرزها تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة).

ومن ثمّ قمنا بتفصيل المعلومات حول الملاحظة من ضمن تقنيات جمع البيانات، وأهمية استخدام الملاحظة بجمع معلومات البحث، وما هي أنواع الملاحظة كتقنية في جمع البيانات؟ وما هي خطوات الاعتماد على الملاحظة كتقنية جمع بيانات البحث؟ ومتى تستخدم.

 بالإضافة إلى عرض مميزات وعيوب الملاحظة كأداة للبحث العلمي، ووضعنا مجموعة نصائح هامة عند الاعتماد على الملاحظة في جمع معلومات البحث العلمي.

ومن جهة اخرى تحدثنا عن مفهوم التجربة وفق تقنيات جمع البيانات، وعن أهمية التجربة في البحث العلمي، وأهم خطوات اجراء التجربة العلمية، وأبرز خصائص التجربة العلمية.

سائلين الله تعالى أن نكون وفقنا في مقالنا حول تصنيف البحث العلمي وفق تقنيات جمع البيانات (الملاحظة والتجربة)، في تقديم كل ما هو مفيد للباحثين العلميين والطلاب الأعزاء.

 

المصادر:

أنواع البحوث العلمية وتصنيفاتها، 2022، مبتعث

 

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments