مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس
- نوفمبر 9, 2020
- البحث العلمي, المقالة العلمية, مناهج البحث العلمي
مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس
عند بحثنا في مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس، سنجد أن الانسان استخدم أساليب مختلفة في أثناء محاولته لفهم ودراسة الظواهر النفسية، وقد كانت رحلة العلماء والباحثين العلميين طويلة عبر الزمن وهم يحاولون اكتشاف أسرار ومكنونات الحقائق الانسانية النفسية والحياة العقلية.
ولكن الوصول الى الحقائق المرتبطة بعلم النفس، تحتاج الى اتباع مناهج البحث في علم النفس، والتي تطورت عبر الزمن حتى وصلنا الى علم النفس الحديث الذي يستند على العديد من الأمور التي اوصلت الى الحقائق العلمية، وبالتالي التعرف على السلوك والتفكير الانساني، ومن أهم هذه الامور هي التأمل أو الملاحظات.
ارتبط تطور علم النفس باعتماد الانسان على العلماء والباحثين العلميين المتخصصين الذين يستخدمون أساليب مناهج البحث في علم النفس، والتي تتميز بدقتها ومنهجيتها وتنظيمها الكبير.
وهنا يجب أن نذكّر بتعريف البحث العلمي الذي هو الوسيلة الاساسية لتطور العلوم من مختلف الاختصاصات، ومنها علم النفس.
تعريف البحث العلمي:
هو عدد من الجهود والدراسات التي يقوم بها الباحث العلمي بشكل علمي منظم، ليصل الى حقائق ومعارف جديدة بشكل صحيح ودقيق، وأن يساهم بتحليل وإثبات صحة جميع العلاقات المرتبطة بهذه المعارف والحقائق، كما يمكن تعريفه بأنه الدراسة التي تستخدم المناهج العلمية والطرق العلمية بهدف الوصول الى اهداف علمية مرتبطة بالتخصص العلمي الذي تنتمي اليه الدراسة.
بعد أن أوردنا مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس، من المفيد التعرف على أنواع مناهج البحث في علم النفس.
أهم مناهج البحث في علم النفس:
هناك أساليب ومناهج متنوعة اعتمد عليها الانسان في إطار سعيه لتفسير الظواهر النفسية والسلوكية، فكان الاستنباط الداخلي أو مبدأ التأمل هما الوسيلتان اللتان اعتمد عليهما الانسان في العصور القديمة كي يلاحظ نفسه ويفهم مشاعره الداخلية، وفي نفس الوقت تمّ الاعتماد على الملاحظات الخارجية التي ظهر أنها أكثر موضوعية.
ومع تطور مناهج البحث في علم النفس ظهرت حديثاً عدة مناهج علمية متخصصة بهذا المجال العلمي المهم للغاية ومن أبرزها:
المنهج التجريبي:
إن المنهج التجريبي يستخدم التطبيق العملي وعمليات التجريب للعلوم النظرية، وهذا ما يجعله أحد أدق المناهج العلمية البحثية، ونظراً لأهميته الكبيرة فقد اعتبر المصدر الوحيد للمعرفة عند بعض العلماء والفلاسفة أمثال ديفيد هيوم وجون لوك.
يعتمد المنهج التجريبي على تطبيق الطالب او الباحث العلمي للملاحظة العلمية الدقيقة
ثمّ تحويل ما ينتج عن الملاحظة من أفكار الى أسئلة وفرضيات بحثية تعتمد على القيام بالتجارب المتعددة
والهدف هو الوصول الى نتائج منطقية مفهومة وواضحة، ولديها قابلية للتطبيق، وبعد أن يتم إثباتها بالقرائن والبراهين، يمكن أن تتحول الى قوانين ونظريات علمية.
يعتبر تخصص العلوم الإنسانية بصورة عامة وعلم النفس بصورة خاصة من أكثر المجالات العلمية التي استفادت من الخطوات العملية والتطبيقية التي يوفرها المنهج التجريبي الذي يعتبر من أهم مناهج البحث في علم النفس
ولكن الظواهر السلوكية الإنسانية تكون غير ثابتة وغير مادية بل هي تتصف بالوعي والإرادة والتجرد، وبالتالي فإن تقييد هذه الظواهر بإجراءات تجريبية تحصل في المختبرات الخاصة هو أمر صعب وغير مناسب
مما جعل المختبرات الحقيقية للظواهر الإنسانية السلوكية هي البيئة الطبيعية التي تتواجد الظواهر المراد دراستها، كالعائلة أو المجتمع أو المدرسة على سبيل المثال.
وبالتالي فإن العملية التجريبية في علم النفس تعتمد على مبدأ الملاحظات الموجهة والمقصودة
فيدرس الباحث العلمي الذي يستخدم المنهج التجريبي عدد من التأثيرات والعلاقات التي تجمع بين متغيرات متعددة
ليتم تفسير هذه العلاقات عبر استخدام الضبط والتحكم والاختبارات والتجريب.
لماذا يعتبر الكثير من الباحثين العلميين المنهج التجريبي أفضل مناهج البحث في علم النفس:
- لأن المنهج التجريبي هو الأقرب الى الموضوعية.
- يمكن للباحث الذي يستخدم المنهج التجريبي أن يسيطر على مختلف العوامل المؤثرة على الظواهر السلوكية.
سنحاول من خلال مقالنا مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس أن نبحث بكيفية سير الأبحاث والدراسات التي تعتمد المنهج التجريبي
والتي تبدأ من دراسة الظاهرة التي تشكّل موضوع البحث بشكل مفصل وجمع كافة المعلومات عنها، ثمّ تحديد المشكلة البحثية
وتبيان الهدف من الدراسة البحثية وهل الهدف هو تفسير ظاهرة ما أو التنبؤ بالمستقبل أو ضبط العوامل المؤثرة بظاهرة البحث.
المنهج الذاتي:
إن المنهج الذاتي يعتبر احد أقدم وأعرق مناهج البحث في علم النفس الذي قام الانسان باستخدامه في إطار محاولاته البحثية
لفهم السلوك الإنساني، ولكن بالوقت ذاته لم يكن هذا المنهج يعتمد على العلم بشكل كبير.
حيث يعتمد المنهج الذاتي بشكل خاص على التأمل الباطني المعروف باسم “الملاحظة الداخلية”
وهنا يهتم الباحث باختيارات وملاحظات الفرد للحالات النفسية الشعورية التي يمر بها فيكون اهتمام الفرد بالبحث والدراسة
منحصر حول الشعور الذي يؤثر فيه من خلال المتابعة الدقيقة لمصادره المختلفة
فعلى سبيل المثال عندما يكون اهتمام الفرد بظواهر طبيعية خارجية كالأمطار والحالة الجوية، فيمكن اعتبار هذا الفرد عالم أو باحث في علم الطبيعة
بينما يصنف بدارس للسيكولوجيا اذا كان اهتمامه بدراسة عمليات الإدراك والأحاسيس التي ترافق إحدى الظواهر الخارجية، التي يقوم بوصفها وتحليلها.
وتبقى أبرز سلبيات وعيوب هذا المنهج من مناهج البحث في علم النفس، أنه يعتمد على مهارات وقدرات الشخص الواحد بتطبيق الوصف ثمّ التحليل
وبالتالي فإن عملية تعميم النتائج من الفرد الى الجماعة غير ممكن
بالإضافة الى أن الموضوعات البحثية التي يمكن ان تدرس باستخدام الملاحظة الداخلية (التأمل الباطني) تبقى محدودة، وهذا ما سيجعل النتائج محدودة كذلك.
المنهج التتبعي:
من الضروري الاطلاع على المنهج التتبعي في مقالنا مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس
فهذا المنهج يهتم بصورة أساسية بدراسة عملية النمو النفسي بمختلف المراحل العمرية، فتجري عمليات المتابعة لمجموعة محددة من الصغار بعمر معين
ويجري اخضاعهم للعديد من الاختبارات النفسية التي تستخدم الأدوات والوسائل القياسية في
أثناء فترات دورية ثابتة (ربما تكون يومية أو اسبوعية أو شهرية على سبيل المثال لا الحصر).
وعلى الرغم من دقة وثبات النتائج في هذا المنهج، لكن تبقى المشكلة الأساسية لهذا المنهج احتياجه لوقت طويل
تجري خلاله مراقبة الظواهر النفسية والتطور عند الأفراد.
المنهج التاريخي:
يقوم المنهج التاريخي بدراسة مختلف الظواهر من خلال دراسة ظواهر مشابهة لها في الزمن الماضي
والتأكد من صحتها ومحاولة اسقاطها على الزمن الحالي للتنبؤ بالمستقبل، يبقى هذا المنهج من أكثر مناهج البحث في علم النفس استخداماً.
المنهج الوصفي:
وفي فقرتنا الأخيرة من مقال مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس، نصل الى المنهج الوصفي الذي يعتبر أحد أكثر المناهج العلمية استخداماً
بالعديد من التخصصات العلمية ومنها علم النفس، حيث يستخدم لوصف إحدى الظواهر الدراسية
ولفهم مكوناتها وجمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة فيها.
وبذلك نكون قد عرضنا لكم تعريف البحث العلمي، وتحدثنا في مقالنا مقدمة عن مناهج البحث في علم النفس عن أهم المناهج البحثية
المستخدمة في هذا التخصص الهام للغاية.
أقرأ ايضا
كيفية عمل بحث مدرسي بطريقة سهلة
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة