خطوات المنهج شبه التجريبي
كان عجز المنهج التجريبي تجاه الكثير من القضايا أبرز أسباب نشوء المنهج شبه التجريبي، حيث يقوم المنهج التجريبي بدراسة الظواهر كما هي دون أن يكون للإنسان أي تدخل بها، ودون أي يسبب أي تغير على الظاهرة بعد دراستها، ولإعداد هذا المنهج عدة خطوات سنتعرف لاحقا .
ما هو تعريف المنهج شبه التجريبي ؟
▪ يعرف المنهج شبه التجريبي على أنه أحد أنواع المنهج التجريبي، حيث يدرس هذا المنهج العلاقة ما بين متغيرات البحث دون أن يقوم الباحث بتطبيق أي نوع من أنواع التحكيم عليها، حيث تتم الدراسة كما هي على الواقع.
▪ يعتبر تطبيق المنهج شبه التجريبي حل لكثير من الأبحاث التي تظهر لديها صعوبات وتحديات كثيرة عند دراستها تبعا للمنهج التجريبي، وتكون أسباب هذه الصعوبات مختلفة فبعضها يعود لأسباب دينية، وبعضها لأسباب أخلاقية وغيرها .
▪ من تسمية المنهج بأنه شبه تجريبي، أي أنه ليس منهج تجريبي متكامل وحقيقي، حيث يقوم الباحث بدراسة كل من المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة إلا أن اختيار عينات الدراسة لا تكون بشكل عشوائي وغير مرتب، وإنما يتخذ الباحث بعض من الإجراءات وتدابير معينة .
ما هي خطوات المنهج شبه التجريبي؟
هناك عدة خطوات للمنهج شبه التجريبي والتي سنقوم بذكرها فيما يلي :
الخطوة الأولى :
في الخطوة الأولى يجب على الباحث أن يقوم بدراسة كاملة وشاملة للموضوع الذي يريد البحث عنه وتطبيق المنهج شبه التجريبي عليه، بحيث يحدد الأهداف المرجوة من البحث، والتي من المهم الوصول لها .
الخطوة الثانية :
يتم اختيار عينة الدراسة كخطوة ثانية من خطوات المنهج شبه التجريبي، ويتم اختيار عينة الدراسة من ضمن المجتمع المدروس والمستهدف حتى يتمكن الباحث من وضع مجموعة التدخل للمنهج شبه التجريبي .
الخطوة الثالثة :
يقوم الباحث في الخطوة الثالثة بتحديد المجموعة الثانية من عينة البحث والتي هي مجموعة المقارنة، والتي يجب أن تكون مطابقة إلى حد كبير مجموعة التدخل التي تم تحدديها في الخطوة السابقة .
الخطوة الرابعة :
إن إعداد المنهج شبه التجريبي يتطلب استخدام طرق التحليل الكمي، وهذا ما يتطلب من الباحث في هذه الخطوة إجراء حسابات تتعلق بأحجام العينة حتى يتم تقدير كافة الاختلافات الموجودة ما بين المجموعتين .
وعلى اعتبار أن المنهج الشبه التجريبي نوع من أنواع المنهج التجريبي كما ذكرنا سابقا فما هو الفرق ما بين هذين المنهجيين ؟
الفرق بين المنهج التجريبي والمنهج شبه التجريبي :
1- الفرق الأول : الضبط والتحكم :
يعد الفرق في الضبط والتحكم من أبرز الفروق بين المنهجين، في المنهج التجريبي يتمتع الباحث بقدرة تحكم كبيرة في ضبط متغير مستقل واحد كحد أدنى، وهذا ما يؤدي إلى إمكانية دراسة أثر هذا المتغير على المتغيرات التابعة الأخرى، وهذا ما يوصل البحث إلى نتائج دقيقة وهامة نظرا لإجراء التجارب ضمن بيئة محددة بعيدة عن تأثير العوامل الخارجية .
2- الفرق الثاني : العشوائية :
تعتبر العشوائية من أهم الفروق ما بين المنهج التجريبي والمنهج شبه التجريبي، حيث تعتبر العشوائية شرط أساسي في المنهج التجريبي حيث يتم استخدامها في اختيار عينات التجربة، التي بدورها تقسم إلى أقسام، ويتم توزيع مفردات التجربة المستخدمة ضمن البحث بشكل عشوائي ما بين كل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية، ومن جهة أخرى لا تعتبر العشوائية من الشروط الأساسية في إعداد المنهج شبه التجريبي .
3- الفرق الثالث : الصدق الداخلي والصدق الخارجي :
ويعد هذا الفرق من أهم الفروق ما بين كل من المنهجين، ونقصد بالصدق بأنه النسبة التي تحققها التجربة من الأهداف المرجوة منها والتي تم وضعها بشكل مسبق، حيث نطلق على الاختبار بأنه اختبار صادق نظرا لقياسه الأهداف التي يجب أن يقيسها .
ويقصد بالصدق الخارجي بأنه القدرة على تعميم النتائج التي تم التوصل لها من هذا الاختبار، بحيث يتمكن الباحث من تعميم النتائج خارج نطاق عينة البحث، أي من الممكن استخدام هذه النتائج على مواقف مشابهة لها .
ويقصد بالصدق الداخلي بأن التغيرات التي تطرأ على المتغيرات التابعة ناتجة عن أثر المتغير المستقل
وليس بسبب عوامل أخرى بغض النظر عن طبيعة هذه العوامل وماهيتها .
ما هي شروط وقواعد المنهج شبه التجريبي؟
هناك عدة شروط لإعداد المنهج التجريبي والتي يجب العمل بها وتطبيقها، وهذه الشروط هي :
1- القاعدة الأولى : الضبط التجريبي :
ويقصد بالضبط التجريبي بأنه التحكم في متغيرات البحث لكن من الناحية الكمية، وتتم عملية التحكم بشكل دقيق
والتي تؤدي بدورها إلى تصنيف هذه المتغيرات إلى كل من متغيرات تابعة ومتغيرات مستقلة بحيث يدرس أثر الأولى على الثانية لملاحظته قبل التجربة وبعد القيام بها أيضا .
2- القاعدة الثانية : استخدام مجموعتين متكافئتين :
وتعبر من القواعد الهامة للمنهج شبه التجريبي حيث يتم استخدام مجموعتين وهما:
مجموعة تجريبية :
وهي المجموعة التي تتعرض للتغيرات التي تدعى بالتغيرات المستقلة.
مجموعة ضابطة :
هي المجموعة التي يتم مقارنتها بالمجموعة السابقة .
3- القاعدة الثالثة : معالجة التجربة :
فبعد التقسيم إلى كل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية، يتم توجيه المتغير المستقل إلى المجموعة التجريبية بهدف معرفة النتائج
ومقارنتها مع المجموعة الضابطة بعد إنهاء هذه التجارب .
4- القاعدة الرابعة : التقويم :
ويعتبر التقويم القاعدة الأخيرة التي من خلالها يتم تصنيف النتائج من خلال تحديد أثار المتغير المستقل السلبية والأثار الإيجابية على المجموعة الضابطة .
تصاميم المنهج شبه التجريبي :
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل تطبيق المنهج التجريبي غير مجدي وأبرزها الأسباب الاجتماعية التي يصعب تطبيقها على الأفراد
أو لأسباب سياسية لا يمكن أن يتطرق لها الباحث وغيرها، لذلك تم اللجوء للمنهج شبه التجريبي وإعداد تصاميم له
حيث تم وضع عدة تصاميم للمنهج شبه التجريبي وأبرز هذه التصاميم نذكر :
1- تصميم المجموعة الضابطة غير المتكافئة :
من أهم مميزات هذا التصميم الصدق وبشكل خاص الصدق الداخلي، حيث يتمكن الباحث من هذا التصميم استخدام كل من المجموعة الضابطة
والمجموعة التجريبية بصورتها الطبيعية، والذي يلعب دور بتخفيف من الترتيب ضمن هذه المجموعات، فلأفراد لا يعلمون هنا أنهم جزء من التجربة .
2- تصميم السلسة الزمنية :
يتميز هذا التصميم بقدرته على المحافظة على دقة النتائج وذلك من خلال ضبطه لكثير من العوامل التي تؤثر عليها
ومن أبرز هذه العوامل عامل النضج، وعامل الاختيار وغيرها، إلا أن عامل التاريخ لا يمكن التحكم به وذلك يعتبر من أحد عيوب هذا التصميم .
3- التصميمات التجريبية الحقيقة :
وللقيام بهذا التصميم هناك عدة الطرق والتي هي :
▪ استخدام العشوائية .
▪ تحديد أفراد عينة الدراسة عن طريق المزاوجة .
▪ المقارنة بين المجموعات المتجانسة .
▪ الاعتماد على مفردات البحث .
▪ الاعتماد علة تحليل التباين .
نستنتج مما سبق :
يجب على الباحث الالتزام في خطوات المنهج شبه التجريبي عند الاعتماد عليه أثناء دراسة ظاهرة ما
وذلك حتى يتمكن من الوصول إلى الأهداف المرجوة بكل دقة ومصداقية .
اقرأ ايضا