تعريف المقدمة في البحث العلمي

تعريف المقدمة في البحث العلمي

يعتبر البحث العلمي من أهم الأدوات العلمية التي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات الدقيقة الكفيلة بتسليط الضوء بشكل مفصّل على قضية معينة
ويهدف البحث لحل مشكلة معينة من خلال التعرف على كافة العوامل الداخلية والخارجية المحيطة بها
وذلك باستخدام الطرق الحديثة في الحصول على المعلومات من مصادرها المتعددة وتحليلها ودراستها بعمق للوصول إلى النتائج المختلفة
ويتكون البحث من أجزاء مختلفة تصل إلى خمسة فصول على الأقل، ويبدأ البحث بالمقدمة التي سنناقش تفاصيلها في هذه المقالة نظراً لأهميتها. 

تعريف المقدمة في البحث العلمي

تعتبر المقدمة من أبرز الطرق الترويجية التي تجذب القرّاء للاطلاع على كافة محتويات البحث، ويجب كتابة مقدمة البحث بشكل مختصر وشامل في الوقت ذاته
كما يوصى أن تُكتب بلغة قوية وواضحة، وأن تكون مشوقة وجاذبة للقارئ، مع الحرص على اختيار موضوع حديث ومهم
وذلك لتفادي ضياع الجهود في قضية مُستهلكة ليست محط اهتمام الناس.

المقدمة هي أولى خطوات البحث العلمي لقدرتها على جذب انتباه القارئ لاستكمال القراءة
وتعكس المقدمة كل ما يدور في البحث العلمي من مشكلة البحث والتوجهات الخاصة به، ومن ثم فإن المقدمة عبارة عن وصف للبحث نفسه
حيث يصف الباحث للقارئ ما سيقوم به من خلال العرض السريع للموضوعات التي سيتناولها ويجعل القارئ على علم مسبق بالنقاط الأساسية في البحث. 

عناصر المقدمة

بما أن المقدمة هي وصف للبحث بشكل عام فهي تحتوي على مجموعة من العناصر، حيث يبدأ الباحث بالحديث العام عن البحث وموضوعه
وكذلك بيان مشكلة البحث ومبرراته التي دعته للقيام ببحثه، وتحديد حدود البحث وعرض للدراسات السابقة وتوضيح المنهج الذي سوف يتبعه الباحث في بحثه
ثم ذكر عناوين أبواب وفصول ومباحث البحث، وبالتالي ستشمل المقدمة العناصر التالية:

  • موضوع البحث:

    يعرض الباحث موضوع البحث بشكل شامل والمشكلة التي يتم طرحها في البحث العلمي.

  • مشكلة البحث:

    عرض المشكلة التي يتناولها البحث بصورة مجردة.

  • مبررات البحث:

    يطرح من خلاله الباحث الأسباب التي لفتت نظر الباحث نحو الموضوع المطروح وجعلته يفضل البحث فيه عن غيره من الموضوعات الأخرى مع توضيح فائدته للعلم.

  • حدود البحث:

    الإطار الزمني والمكاني والموضوعي للبحث.

  • الدراسات السابقة:

    الاستعانة بالدراسات السابقة التي تناولت نفس الموضوع والتي تم استخدامها في البحث
    وإجراء مقارنة بين موضوع البحث والدراسات السابقة لتوضيح ما أضافه البحث من إضافات جديدة.

  • منهج البحث:

    عرض المنهج الذي اعتمده الباحث مع توضيح الأدوات التي تم الاستعانة بها.

  • خطة البحث:

    عرض لمحة عن أبواب وفصول البحث.  

 

خدمة اعداد ونشر الابحاث العلمية

 

خصائص المقدمة المثالية

  • البدء بجلة افتتاحية قوية ذات معنى.
  • ترقيم المقدمة بترقيم منفصل.
  • الإيجاز والاختصار في المقدمة لتتضمن العناصر الأساسية فقط.
  • كتابة المقدمة بعد الانتهاء من البحث لعرض كافة الجوانب دون السهو عن نقطة ما.

أهمية كتابة مقدمة البحث العلمي

كتابة المقدمة هي إحدى خطوات كتابة البحث العلمي التي من شأنها أن تساعد الباحث على كتابة بحث علمي متكامل
فكتابة البحث العلمي تتطلب من الباحث معرفة جيدة حول كيفية كتابة مقدمة البحث بصورة مبدعة
والتي تتطلب معرفة الباحث وإدراكه لتطبيق كل خطوة من خطوات كتابة البحث العلمي على نحو سليم، ومن هنا يمكن القول بأن مقدمة البحث العلمي تتطلب حرص شديد من قبل الباحث ليعكس انطباعاً جميلاً حول جودة وكفاءة محتوى البحث العلمي ككل وليس فقط مقدمة البحث العلمي، وتتمثّل أهمية كتابة مقدمة البحث العلمي في النقاط التالية:

  • إذا كانت مقدمة البحث العلمي مكتوبة على نحو ممتع من حيث اللغة، فهذا من شأنه أن يشجّع القارئ على الاستمرار في عملية قراءة المقدمة، وبالتالي باقي البحث العلمي، وكذلك اعتماده كمصدر من مصادر البحث العلمي الموثوقة.
  • إذا كانت مقدمة البحث العلمي تحتوي على حصيلة علمية جيدة، فهذا يساعد القارئ على الاستعانة بها في كتابة ما يريده حول موضوع البحث العلمي.
  • إذا كانت مقدمة البحث العلمي تحتوي على معلومات شاملة حول موضوع البحث العلمي، ويقدم القارئ على قراءتها منذ البداية، فهذا يعكس انطباعاً جميلاً حول مدى الجودة التي يحققها الباحث العلمي في كتابة البحث العلمي، ولا سيّما المقدمة.
  • إذا كانت مقدمة البحث العلمي مكتوبة بشكل يعطي انطباعاً حول كفاءة الباحث العلمي في الكتابة
    فإن ذلك حتماً سينعكس على العلامة التي يحوزها الباحث العلمي، حيث يقوم المشرف على البحث العلمي بالاطلاع في البداية على مقدمة البحث العلمي
    فإذا تكونت لديه صورة جيدة عن اللغة والمحتوى وتراكيب الجمل والسياق فإن هذا له دور كبير في وضع علامة يرضى بها الباحث العلمي.

حجم مقدمة البحث العلمي

لا توجد قاعدة محددة مصطلح عليها من الجانب المنهجي بالنسبة لحجم مقدمة البحث، ويلعب الجانب المظهري دوراً كبيراً في ذلك
وقد يكون للقيمة الوظيفية لمقدمة البحث أيضاً دور في تحديد الحجم
فبمجرد ما يستشعر الباحث أن المقدمة كافية، يبدأ في تناول ما يليها من أجزاء بحثية، ويختلف حجم المقدمة حسب نوع البحث والغرض منه كما يلي: 

  • أبحاث مراحل التعليم الأساسية:

    هنا نجد مقدمات بحثية ما بين نصف صفحة وصفحة كحد أقصى، وذلك يتناسب مع حجم الرسائل من هذا النوع
    والتي تبلغ 20 صفحة على أقصى تقدير، وبما يحافظ على الهيئة الشكلية للبحث، وبالتالي إحداث التناسق المنشود. 

  • أبحاث التخرج الجامعي:

    تهدف أبحاث التخرج الجامعي إلى معرفة المكتسبات التي تحصّل عليها الطلاب والطالبات خلال فترة الدراسة في مرحلة معينة، وأصبحت تلك البحوث شرطاً أساسياً لمنح الطلاب درجة البكالوريوس، ويستند تنفيذها إلى شخص أو أكثر
    حسب القواعد المنظمة لكل كلية ويبلغ حجم أبحاث التخرج الجامعي بين 40-60 صفحة
    ومن ثم فإن الحجم المناسب لمقدمة البحث بين صفحتين وثلاث صفحات كحد أقصى. 

  • أبحاث الدراسات العليا بنوعيها الماجستير والدكتوراه:

    تعتبر أبحاث الدراسات العليا، سواء ماجستير أو دكتوراه من أرقى أنواع الأبحاث، ونجد تشدداً كبيراً من جانب الجهات البحثية بما يتعلق بهذه الرسائل والأبحاث، ويبلغ حجم رسالة الماجستير بين 150 و200 صفحة
    أما الدكتوراه فقد تتخطى حاجز 400 صفحة في بعض الأحيان، مع اعتبار بأن الكم لا يهم والأهم هو الكيف والنوعية والقيمة العلمية
    المرجوة من تلك الرسائل، ومن ثم فإن مقدمة البحث في رسائل الدراسات العليا بين ثلاث صفحات وخمس صفحات، وتختلف مضامينها على حسب التخصص. 

خاتمة

تحتوي المقدمة على أهداف البحث العلمي، أي يقوم الباحث بعرض كافة الأهداف المرجو تحقيقها من كتابة البحث خاصته،
ويحدد ماهية الأهداف التي من شأنها أن تبيّن للقارئ مدى أهمية متابعته لقراءة البحث العلمي كله ومعرفة المدى الذي وصل له الباحث العلمي في تحقيق الأهداف التي كان قد نصّها في مقدمة البحث العلمي، ولا شك أن هذه الأهداف توضّح الغرض من كتابة الباحث لبحثه ولا سيّما المطالب الرئيسية والفرعية التي يطمح الباحث العلمي في تحقيقها عند الوصول إلى كتابة نتائج البحث العلمي،
ومن هنا يمكن القول بأن مقدمة البحث العلمي تمثّل أهم الخطوات الواجب على الباحث العلمي اتباعها من أجل استخدام لغته الخاصة في عرض أفكاره
في مقدمة البحث العلمي، وهي المتمثلة في دوافع كتابة البحث العلمي وأهمية اختيار موضوع البحث العلمي دون غيره من المواضيع.

 

اقرأ ايضا

أساسيات البحث العلمي

كيفية عمل بحث مدرسي بطريقة سهلة

مناهج وأدوات البحث العلمي

خطوات البحث العلمي بالتفصيل

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments