تساؤلات البحث العلمي (أسئلة البحث)

تساؤلات البحث العلمي (أسئلة البحث)

تتطلب الأبحاث أو الرسائل العلمية عددًا من المراحل، كي يصل الباحث إلى ما يتمنَّاه من نتائج، وينبغي أن يتحرَّى الباحث الموضوعية في ذلك؛ بمعنى أن يكون طرفًا مُحايدًا، وينأى بنفسه عن وضع رؤى شخصية بعيدًا عن المنهجية العلمية المتبعة، وكذا وجب أن يكون مُثابرًا ومُجتهدًا، ويُعطي للبحث العلمي الأهمية المناسبة، ويتحرى الدقة فيما يسوقه من معلومات، مع الابتعاد عن الأمور التي لا تمس موضوع البحث بصلة، وداعمه في ذلك هو الاطلاع الموسع على ما يرتبط بما يقوم به من بحث أو رسالة، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الربط بين كافة محتويات البحث، وسوف نلقي الضوء في مقالنا على أحد الأجزاء المهمة في البحث؛ وهو تساؤلات البحث العلمي (أسئلة البحث).

ما تساؤلات البحث العلمي؟

تساؤلات البحث العلمي، أو كما يطلق عليها البعض أسئلة البحث، من بين العناصر المحورية عند تنفيذ الأبحاث العملية، وهي عبارة عن ترجمة وبلورة لأهداف البحث في صورة استفهامية، وتبدأ بالأدوات الاستفهامية المتعارف عليها مثل: لماذا، أو ماذا، أو هل، أو ما، أو كيف؟.. إلخ، وأسئلة البحث بمثابة تصورات أو  توقعات نابعة من ذهن الباحث، ويعتقد أنها الحل المناسب لإشكالية أو قضية البحث، وفي البداية، وقبل إثبات صحتها فإنها قابلة للجدل، والباحث يقطع الشك باليقين؛ من خلال الإجابة عن تلك الأسئلة عبر إجراءات البحث العلمي.

ما أهمية تساؤلات البحث العلمي؟

• الأهمية العلمية: تتضح أهمية تساؤلات البحث العلمي من الجانب البحثي؛ كونها إجراءً منهجيًّا مهمًّا،

ويتعلق بالأبحاث الوصفية على وجه الخصوص، وفيها يجد الباحثون ضالتهم لتعضيد البحث،

والسير بخُطى ثابتة لانجاز المهام المرتبطة بموضوع البحث.

• الأهمية التحفيزية: تُعد تساؤلات البحث العلمي بمثابة محفز للباحث، من أجل مطالعة المعلومات والبيانات غير المباشرة،

ويتمثل ذلك في الكتب والمقالات والدوريات العلمية، سواء الورقية أو المعروضة على شبكة الإنترنت،

والهدف في النهاية هو التوصل لإجابة عن تلك الأسئلة بصورة شافية، ومن خلال  تدعيم ذلك بالبراهين والشواهد والقرائن،

ولا ينبغي أن ننسى كذلك ما يقوم به الباحث من جمع لمعلومات محورية عن طريق اختياره لعينة الدراسة، وانتقاء أداة من أدوات البحث العلمي الشهيرة مثل المقابلة أو الاستبيان أو بطاقة الملاحظة،

وذلك  بعد القيام  بعملية اختبار أولي، ثم التنفيذ الفعلي لجمع المعلومات من المبحوثين في مرحلة لاحقة. 

ما العلاقة بين تساؤلات البحث والمنهج الوصفي؟

إن تساؤلات البحث العلمي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنهج الوصفي، وذلك يجعلنا نتناول إشكالية مهمة، وهي المعدود واللا معدود،

فالبحث العلمي قد يتناول قضية تربوية أو اجتماعية مثل ظاهرة الزواج المبكر، أو الأطفال المنحرفين، أو التسرب داخل المدارس،

ومن ثم يمكن تحليل تلك القضايا في صورة سمات وخصائص وتوجهات، وترميزها، وهنا يصبح المنهج الوصفي هو الطريق الأمثل لحل تلك الإشكاليات،

أما البحوث التي تتناول قضايا رقمية بمعنى يمكن قياسها بالأعداد، مثل الإشكاليات الفيزيائية أو الكيميائية، وذلك هو ما تتضمنه البحوث الطبيعية بوجه عام؛ فإن المناسب في تلك الحالة هو المنهج التجريبي، غير أن ما سبق ذكره هو الشائع، وليس بالعام.

اعرف أكثر عن المنهج الوصفي وخصائصه

ما السمات التي يجب أن تتوافر في تساؤلات البحث العلمي؟

• الوضوح والبساطة: إن وضع الباحث لتساؤلات البحث العلمي لا بد أن يكون وفقًا لجمل مفهومة، وخالية من المفردات المبهمة،

اللهم إلا إذا كان هناك حاجة ملحة لتضمين أسئلة البحث بمصطلحات علمية أساسية، ويعتمد عليها البحث،

وهنا ينبغي على الباحث أن يضع تعريفًا لغويًا وإجرائيًا لتلك المصطلحات في جزء منفصل ومستقل بذاته في البحث أو الرسالة العلمية؛ كي يكون هناك توافق مفاهيمي بين الباحث والمُطلعين على البحث.

• تضمين الأسئلة بالمتغيرات: كي يضمن الباحث أن الأسئلة تنبع من موضوع البحث الأساسي؛ فلا بد أن تتضمن المتغيرات التي يدور حولها البحث،

والمتغير عبارة عن سمة أو رقم يزيد أو ينقص.

• القابلية للتفسير: من المهم أن تكون أسئلة البحث واقعية، ومقبولة، ويمكن السعي والاطلاع على المعلومات عبر المصادر والمراجع لتفسيرها،

وليست أسئلة غير واقعية غير قابلة للتحقيق والقياس في نهاية البحث.

ما الفرق بين تساؤلات البحث العلمي والفرضيات والافتراضات؟

تساؤلات البحث العلمي:

• تُصاغ في صورة استفهامية.
• تتضمن متغيرًا واحدًا مستقلًا، أو متغيرين مستقلًا وتابعًا.
• الشائع استخدام تساؤلات البحث العلمي في البحوث الاجتماعية والتربوية.
• يمكن صياغة سؤال بحث رئيسي، وتتبعه أسئلة فرعية ذات علاقة.

فرضيات البحث العلمي:

• تُصاغ في صورة خبرية.
• تتضمن كل فرضية علاقة بين مُتغير مستقل (متغير مُؤثر)، ومُتغير تابع (مُتغير مؤثر عليه).
• الشائع استخدام الفرضيات في البحوث المرتبط بالعلوم الطبيعية.
• يمكن صياغة أكثر من فرضية على حسب المتغيرات التي يتضمنها البحث.

الافتراضات في البحث العلمي:

الافتراضات عبارة عن  قواعد أو نظريات سبق إثباتها والتأكد من  صحتها، وتستخدم كمعطيات مبدئية في بعض الأبحاث العلمية،

وعلى سبيل المثال في حالة افتراض أحد الباحثين بأن تطبيق الجودة الشاملة هو الأفضل لرفع مستوى المبيعات في شركة ما؛

فإنه بذلك يعتمد على أمر صحيح، ولكن يرغب في تطبيقه بشكل خاص، ومن ثم يسعى لإثبات صحة ذلك بشكل تفصيلي.  

ما مصادر صياغة تساؤلات البحث؟

يوجد أكثر من مصدر أو طريقة يمكن عن طريقها أن يصوغ الباحث تساؤلات البحث العلمي (أسئلة البحث)، وسنوضحها فيما يلي:

• الخبرات الشخصية للباحث: إن مجال البحث العلمي تُخصصي، بمعنى لا يستطيع أن يقوم شخص بإعداد وتنفيذ بحث في التربية؛ إلا إذا كان قد درس ذلك بشكل مستفيض في إحدى كليات التربية،

والأكثر من ذلك تنفذ الأبحاث على حسب قسم التخرج فهناك بكلية التربية؛ قسم اللغة العربية، واللغة الانجليزية، وعلم النفس، ورياض الأطفال… إلخ،

وبالمثل جميع الأبحاث العلمية، وقد يكون هناك خبرات تراكمية لدى الباحث أثناء الدراسة في فترة الجامعة، وبما يساعده في صياغة تساؤلات البحث العلمي كحل أولي للموضوع المطروح.

• تجميع وتركيب المعلومات: إن بلورة المعلومات لتُكون صورة مركبة في مُخيلة الباحث حول طبيعة أو مشكلة البحث،

تساعده في صياغة أسئلة البحث، وفي تلك الفترة الزمنية التي نعيشها أصبح تداول المعلومات سهلًا للغاية،

حيث إن المواقع الإلكترونية مليئة بالمعلومات، ولكن ينبغي هنا أن يتحرى الباحث الدقة،

ويلجأ إلى المواقع الموثقة مثل: المجلات العلمية المحكمة، والدوريات العلمية، والموسوعات… إلخ.

• الإبداع الذهني والتوفيق:  كثير من المشاكل العلمية تبدو في غاية الغموض، ولا يتوافر لها معلومات،

وتلك النوعية من أصعب أنماط الأبحاث، وفيها يلعب الإبداع الذهني والتوفيق الإلهي دورًا كبيرًا في بلوغ الباحث لتساؤلات البحث العلمي المناسبة، ومن ثم السعي لتفسيرها والخروج بالبراهين المناسبة، والتي تقنع القُرَّاء.

• اقرأ المزيد عن تفاصيل البحث العلمي:
• منهجية البحث العلمي (خطوات الإعداد، الأنواع)
• أدوات البحث العلمي العينة، الاستبيان، المقابلة، الملاحظة
• الملاحظة في البحث العلمي

• كيفية عمل بحث مدرسي بطريقة سهلة