الباحث العلمي
يعتبر البحث العلمي من أهم الإنجازات العلمية، وإعداده يتطلب أشخاص أذكياء ومثقفون ومميزون جدا، وذلك نظرا لأهمية ودقة النتائج والنظريات والاختراعات التي يتم التوصل إليها من هذه الأبحاث.
تعريف الباحث العلمي:
– يمكننا تعريف الباحث العلمي بأنه الشخص الذي لديه شغف علمي لاكتشاف المعارف ولإيجاد الحلول لكثير من المشاكل.
– الباحث العلمي يقضي الكثير من وقته باحثا عن المعرفة وكشف ما يجهله حولها، وذلك حتى يتمكن من وضع التفسيرات العلمية لها، وتحقيق إضافة علمية جديدة لها.
– وليكون الباحث العلمي ناجحا فإن ذلك يتطلب منه الكثير من الجهد بهدف زيادة ثقافته، وتوسيع مدارك تفكيره، وتقوية لغته ومهارته العلمية.
– كما يعرف الباحث العلمي بأنه الشخص الذي يجب أن يكون على اطلاع دقيق حول شروط إعداد الأبحاث العلمية، حتى لا يخل بأي منها ويرفض بحثه.
– كما يجب أن يكون الباحث العلمي على استعداد كامل لإعداد البحث من الناحية المادية والنفسية والجسدية والعلمية، بحيث يختار البحث من ضمن قدرته ومهارته وكفاءته.
ما هي أبرز صفات الباحث العلمي الجيد؟
يتمتع الباحث العلمي الجيد بعدة صفات والتي هي:
1- المؤهلات العلمية:
– يجب أن يكون الباحث العلمي مؤهل علميا ضمن مجال البحث المختار، بحيث يكون لديه المهارة والقدرة العلمية الكافية للبحث ضمنه.
– ومن المهم ذكره هنا: على الباحث العلمي أن يكون على اطلاع كبير حول مجال البحث قبل الشروع بإعداده.
تعرف على مميزات الباحث العلمي
2- اكتشاف المجهول:
– يجب أن يكون للباحث حافز كبير لاكتشاف ما يخفى عنه من حقائق ومعارف.
– فإن سعي الباحث لاكتشاف ما هو مجهول سوف يجعله على اكتشاف دائم لمعلومات وأفكار جديدة.
3- اكتشاف نتائج لم يستطيع الباحثون السابقون من اكتشافها:
– من المهم جدا أن يعود الباحث إلى الدراسات السابقة حول موضوع البحث الذي تم اختياره، ليطلع على مقترحات وتوصيات الباحثين.
– حيث يستطيع الباحث من خلال هذه الدراسات أن يبدأ بحثه عند النقطة التي انتهت عندها هذه الدراسات.
4- الاعتماد على المصادر الأساسية:
يجب أن يكون الباحث دقيق عند استناده على المراجع والمصادر العلمية بحيث تكون أصلية وذات موثوقية عالية.
5- احترام جميع الآراء:
– قد يصادف الباحث الكثير من الآراء المخالفة لأراه من قبل باحثين أخرين ويتوجب عليه هنا احترام جميع الآراء.
– فمن أهم صفات الباحث العلمي احترامه للأخرين وتقدير جهودهم وتعبهم.
6- التنظيم:
أثناء إعداد البحث فإن الباحث سيجمع الكثير من المعلومات والأفكار، فمن المهم جدا تنظيم جميع ما تم جمع وتسجيله بشكل متسلسل ومنسق ومتماسك.
7- الالتزام بالأمانة العلمية:
ويقصد بالأمانة العلمية التزام الباحث بذكر أسماء جميع العلماء والكتب والمجلات والمواقع الإلكترونية وغيرها من المصادر العلمية التي تم الاقتباس منها والاعتماد عليها، متبعا إحدى الطرق العلمية في توثيق هذه المصادر.
8- الصبر:
– يعتبر الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي، فإن إعداد البحث العلمي بكل خطواته ومراحله يتطلب الكثير من الجهد.
– حيث يجب أن يكون الباحث صبورا تجاه جميع المعوقات والصعوبات التي ستقف بوجهه وتعرقل بحثه.
9- حب المعرفة والاستطلاع:
– يجب أن يكون الباحث العلمي محبا للاطلاع وبشكل مستمر على مستجدات العلم والمعارف، ومحبا للبحث على كل ما هو جديد ويخفى عنه.
– فمن أهم صفات الباحث العلمي أن يكون فضولي تجاه اكتشاف العرفة ومحبا للتنقيب عنها.
10- الفطنة والذكاء:
يجب أن يتمتع الباحث العلمي بذكاء يكفيه لإجراء بحث علمي، بحيث تمكنه فطنته وسرعة بديته من الملاحظة الدقيقة، ومن وضع الفرضيات، واستنتاج النتائج، وجمع المعلومات وربطها.
11- الموضوعية:
يجب أن تكون أهاف الباحث من البحث عقلانية ومنطقية وموضوعية، فلا يضع أهداف من المستحيل تحقيقها والتوصل لها.
12- التعامل مع عينة البحث بكل احترام:
– إن لعينة البحث العلمي دور كبير في إعداد البحث ونجاحه، لذلك يجب على الباحث عند اختياره لعينة البحث أن يحترم جميع ظروف التي تمر بها هذه العينة، مع احترام نمط تفكيرها وما إلى ذلك، حتى يتمكن الباحث من طرح ما يرد من أسئلة، وجمع ما يرغب من المعلومات.
– كما يجب على الباحث جعل العينة على اطلاع ومعرفة ما يصبو له من البحث.
– كما يجب على الباحث احترام العينة في حال شاركت في العينة أو لم تشارك أو حتى انسحبت بعد المشاركة.
13- الاحتفاظ بسرية المعلومات:
يجب أن يكون الباحث العلمي حريص في الحفاظ على سرية المعلومات التي يحصل عليها من أفراد عينة البحث، أو من خلال جهات محددة تعطي معلوماتها لأغراض بحثية فقط.
14- المساواة:
نظرا لان اختيار عينة الدراسة للبحث العلمي تتم بشكل عشوائي، فيجب على الباحث أن يحقق المساواة ما بين أفراد عينة البحث.
15- إعداد تقارير تتضمن محاور البحث الأساسية:
– من المهم للباحث أن يقوم بوضع تقرير يتضمن أهم محاور البحث وأفكاره الرئيسية.
– كما يجب أن يقوم الباحث باطلاع عينة البحث عليه.
16- وضع جدول زمني:
– يجب على الباحث العلمي أن يقوم بوضع جدول زمني لمراحل البحث، ويلتزم به.
– حيث يقوم بتقسيم الزمن على مراحل البحث العلمي ليتمكن من إنهاء البحث وتسليمه في الوقت المحدد.
17- يجب أن ألا يكون هدف الباحث الأساسي من البحث هو فقط الحصول على الدرجة العلمية:
فالباحث العلمي الناجح يسعى من خلال بحثه إلى تحقيق تقدم معرفي حقيقي للعلوم، وليس هدفه هو الحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه فقط.
18- الدقة عند اختيار موضوع البحث:
إن موضوع البحث له دور كبير في نجاحه، لذلك يجب على الباحث العلمي اختيار موضوع جديد ومبتكر لبحثه مبتعدا عن المواضيع المستهلكة من قبل.
أهمية الأبحاث العلمية على شخصية الباحث العلمي:
وللبحث العلمي أهمية على شخصية الباحث وتتجلى في عدة نقاط:
1- عندما يحقق البحث العلمي هدفه في الوصول إلى نتائج محددة فإن ذلك يعطي الباحث ثقة كبيرة.
2- إعداد الأبحاث العلمية ترفع من مهارة وكفاءة الباحث، كما تزيد من ثقافته، وتنمي قدراته الإبداعية العلمية.
3- إعداد الأبحاث العلمية توسع من أفاق الباحث الفكرية ليصبح لديه قدرة أكبر على تحليل الظواهر والأمور وتفسيرها.
4- اكتشاف طاقات الباحث العلمية والفكرية، لأن إعداد الأبحاث العلمية تنمي داخل الباحث العلمي رغبة كبيرة لنجاح.
5- كما تحقق الأبحاث العلمية للباحث العلمي شهرة واسعة، وترقية علمية، وفرص عمل مهمة.
6- كما تنمي الأبحاث العلمية في الباحث إحساس أكبر بالمسؤولية تجاه البحث حتى يقدم أدق وأفضل بحث.
نستنتج مما سبق:
– الباحث العلمي هو الشخص الذي يعتبر تطوير العلم والمعرفة هو هدفه الأساسي في الحياة، فيكرس كل وقته بين الأبحاث والدراسات حتى يصل أخيرا إلى ما يهدف إليه ويصبو له في تقديم بحث علمي متكامل وناجح.
– وليس أي باحث نقول عنه باحث علمي جيد فهناك عدة صفات أساسية يجب أن يتسم بها الباحث حتى يحقق النجاح المطلوب.
