المنهج التاريخي للبحث العلمي

المنهج التاريخي للبحث العلمي

يعتبر المنهج التاريخي واحداً من أهم المناهج المتبعة في البحث العلمي بالإضافة إلى المنهج التجريبي و المنهج الوصفي ، حيث تستخدم تلك المناهج في البحث العلمي بإتّباع طرق وأساليب محدّدة من قبل علماء مختصّون حتى يستطيع الباحث الحصول على دراسة مثاليّة ومرتّبة تلبّي أهدافه من إجراء البحث .

يُعرّف المنهج التاريخي

يُعرّف المنهج التاريخي بأنه عمليّة إحياء للماضي عبر تجميع الأدلّة الماضية ودراستها وتقويمها ثم القيام بعمليّة التأليف وعرض الحقائق بشكل دقيق ومنسّق في المدلولات وفي التأليف ، في سبيل الوصول إلى عدد من البراهين التي تُظهر للباحث نتائج واضحة وعلميّة ، حيث لايمكن للمجتمع الإنسلاخ عن ماضيه وخاصة في التجارب الإنسانيّة ،حيث نستطيع من خلال تلك التجارب والأحداث التعرّف على مكامن الأخطاء ثم محاولة تجنبها ، بالإضافة إلى العمل على تحسين وضع المستقبل في شتى المجالات .

المنهج التاريخي

إضافة لهذا فإن المنهج التاريخي معني بوصف الأحداث وصفاً كيفيّا ، حيث يقوم برصد العناصر والأحداث ثم دراستها وتفسيرها ومناقشتها ، فنستطيع عبر ذلك الوصف فهم واستيعاب الواقع وتوقّع أحداث قريبة وبعيدة في المستقبل.

هناك بعض النقاط التي يجب توفّرها في الباحث للقيام بدراسة وفق المنهج التاريخي مثل التحلّي بالصبر والجد في جمع المعلومات ، وأن يكون مؤهلاً للنقد الموضوعي ، كما ينبغي عليه أن يكون شغوفاً ومحبّاً لمادة بحثه التاريخيّة لكي يحصل على نتائج مفيدة . 

أهميّة  المنهج التاريخي :

تبرز أهمية المنهج التاريخي في البحث العلمي في العديد من النقاط أهمها :

  • يستخدم هذا المنهج للبحث في المشاكل المعاصرة وإيجاد الحلول لها على ضوء الخبرات ونتائج الدراسات الماضية .
  • يساهم المنهج التاريخي في توسيع مدارك ومعارف الباحث وذلك عن طريق التعرّف على بعض السجلّات والمدونات المتنوعة خلال فترات التاريخ المختلفة .
  • يساهم المنهج التاريخي في نقد الأبحاث والدراسات السابقة والتعّرف على طبيعتها وتوضيح النقاط الإيجابية والسلبية فيها مع إظهار وجهة نظر الباحث في ذلك .

 

ما هي اجراءات المنهج التاريخي :

عند اختيار الباحثون المنهج التاريخي لدراسة ظاهرة معيّنة يتوجّب عليهم اتّباع بعض الإجراءات المرتّبة ، سنقوم بتوضيحها عبر الفقرات الآتية :

إيجاد مادة البحث :

يتوجّب على الباحث في البداية اختيار مشكلة البحث وتحديدها ، حيث يتم تحديد المشكلة البحثيّة وفق نسقين ، هما البعد المكاني والتاريخي ، كما يشترط أيضاً أن تكون تلك الدراسة ذات أهميّة وتناسب المنهج التاريخي بالإضافة إلى التأكد مسبقاً من توافر الإمكانيات المطلوبة للقيام بالبحث .

جمع البيانات والمعلومات :

يتم القيام بهذه الخطوة عن طريق مراجعة كل المصادر والمراجع المتعلّقة بالبحث (بقسميها الأوليّة والثانويّة) ، ثم اختيار البيانات والمعلومات المتعلّقة والمرتبطة بمادة البحث .

المنهج التاريخي ؟اعداد منهجية الدراسة موقع Master Theses

فحص ونقد البيانات والمعلومات التاريخيّة :

في هذه الخطوة يقوم الباحث بفحص كل المعلومات والبيانات التي قام بجمعها والتأكّد من سلامة مصادرها ، وذلك لوجود بعض الأخطاء والمغالطات في تلك الكتب وعلى الباحث أن يكون متيقظاً لذلك ، وكلما كانت المعلومات مأخوذة من كتب بعيدة زمنيّاً من حاضرنا كلما احتاجت الى التدقيق والتمحيص أكثر للتأكد من صحتها وصلاحيّة استخدامها ، ويتم النقد في المنهج التاريخي خارجيّاً ( أي تتبع مصداقيّة المرجع وكاتبه) أو داخليّاً (أي فحص المعلومات المجموعة والتأكّد من صحتها).

القيام بوضع الأسئلة والفرضيات :

فبعد أن قام الباحث بجمع بياناته وتجهيزها ثم نقدها ، يقوم بصياغة العديد من الأسئلة التي تمثّل مفتاح البحث العلمي
وإيجاد الحلول الممكنة للمعضلة المختارة للدراسة ، ويتم عادةً وضع أشكال وأنماط مختلفة للأسئلة التي ترتبط بمشكلة البحث .

تسجيل نتائج البحث :

ويتم في هذه المرحلة عرض كل النتائج التي توصّل إليها الباحث بدراسته
حيث يتبع الباحث في هذه الخطوة ترتيباً مكانيّا أو زمانيّاً أو موضوعيّاً بحيث يتناسب هذا الترتيب مع مادّة الدراسة .

ملخص البحث ونتائجه :

تعتبر هذه الخطوة هي الأخيرة في اعداد بحث علمي وفق المنهج التاريخي ، حيث يتم عرض تلخيص للمعلومات والنتائج التي قام الباحث بمناقشتها في متن البحث ، كما يجب على الباحث عدم التحيّز لأفكاره في هذه المرحلة أي التحلّي بالموضوعيّة ،ليتمكّن من الحكم على دراسته التي قام بها والتأكّد أنّه حقّق النتائج المرجوّة ،ثم تقديم بعض النصائح والمقترحات للقيام بأبحاث مشابهة في المستقبل .

 

ميزات المنهج التاريخي :

  • من أهم الميزات في المنهج التاريخي هي الفائدة التي تقدمها الشعوب الماضية عبر تجاربها الانسانيّة للشعوب المعاصرة التي تنتقل عبر الدراسات التي يجريها الباحثون في المجالات المختلفة.
  • يعد هذا المنهج ملائما بشكل كبير للعديد من مجالات الدراسة والبحث العلمي مثل الاقتصاد
    وعلم الاجتماع والفلسفة وحتى الجوانب العلميّة البحتة كالفيزياء والكيمياء … .
  • من أهم نقاط القوّة في المنهج التاريخي أنه لا يكلّف الباحث الكثير ماديّاً ، فإنّ معظم البيانات والمعلومات التي يجمعها الباحث تكون في كتب ومراجع مُتاحة ، ويقوم بها لوحده فلا داعي لإيجاد عينات للدراسة
    و استخدام أدوات البحث العلمي كالملاحظة والاستبيان …  .
  • الفائدة الشخصيّة التي يجنيها الباحث من المنهج التاريخي ،
    والتي تتمثّل في قدرته على الحياد والإبتعاد قدر الإمكان عن معتقداته الشخصيّة و التمكّن من التعاطي بموضوعيّة مع القضايا البحثيّة .

 

عيوب المنهج التاريخي :

  • تعتبر صعوبة التحقق من المصادر التاريخيّة من أكثر النقاط الشائكة في المنهج التاريخي
    حيث يعتمد الباحث على المصادر والمراجع في إغناء بحثه ، مما يؤثّر سلباً على البحث .
  • عدم القدرة على تجربة الأحداث والوقائع المتعلّقة بموضوع الدراسة ، كونها كلها جرت في الماضي
    مما يجعل نتائج البحث العلمي في محل الشك والريبة .
  • صعوبة تعميم النتائج التي وصل إليها الباحث في دراسته في الكثير من المواضيع التاريخيّة للأبحاث
    وبالتالي عدم القدرة على ذكر توقّعات أو تخمينات للمستقبل كما أسلفنا سابقاً .

 

تلك كانت أهم النقاط في مراجعة المنهج التاريخي للبحث العلمي ، والذي يعتبر من أهم المناهج المتبعة في الدراسات والأبحاث العلميّة.

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments