الاقتباس في البحث العلمي

إن الاقتباس في البحث العلمي من العمليات الاساسية التي تبنى عليها الكثير من الدراسات العلمية، فهي الداعم الذي يقدم البيانات

والمعلومات التي تساعد على إجراء البحث وإثراء الدراسة والوصول بها الى النتائج المنتظرة.

وبالتالي فإن معرفة كيفية إجراء الاقتباس وإدراك أهميته أمر أساسي لا بدّ لأي طالب أو باحث علمي أن يعرفه، وأن يدرك كيفية القيام به.

وذلك ليتمكن من القيام بهذه العملية بشكل مميز يساعد على نجاح الدراسة ووصولها الى أهدافها، وحتى لا يكون الاقتباس من العوامل

المؤثرة سلبياً على قبول البحث أو الرسالة العلمية.

فحص السرقة الأدبية - الأقتباس في البحث العلمي

مفهوم الاقتباس في البحث العلمي.

إن عملية الاقتباس في البحث العلمي هي العملية التي يقوم من خلالها الطالب أو الباحث العلمي بنقل نص أو عدة نصوص من مصدر

واحد أو عدة مصادر، وقد يكون ذلك بعملية اقتباس كامل حرفي مباشر، أو بشكل غير مباشر عبر اقتباس مع إعادة صياغة.

ويساهم الاقتباس في توفير الكثير من الجهد على الباحث العلمي الذي يمكن أن يقتبس البيانات والحقائق الموثوقة الجاهزة

ويوجه

جهده ووقته الى أمور جديدة تساهم في تطور العلوم والمجتمعات.

علماً أن عمليات الاقتباس للنصوص السابقة يمكن أن تكون للاستفادة من البيانات الواردة فيها، كما يمكن ان تكون بهدف

مناقشتها والمقارنة معها، أو لتصويبها، أو تعزيزها، أو نفيها.

وفي جميع أنواع الاقتباس فإن التوثيق السليم لجميع الاقتباسات المباشرة أو غير المباشرة، أمر أساسي لا يمكن نجاح الدراسة العلمية من دونه.

 

اقرأ ايضاً: نسبة الاقتباس في البحوث والأوراق العلمية

 

أهمية الاقتباس في البحث العلمي.

تساهم عمليات الاقتباس في البحث العلمي في زيادة قيمة البحث العلمي، وفي إضفاء الثقة على الدراسة وإغناء البحث

وذلك في حال استخدام الباحث العلمي الاقتباس بالشكل السليم، فما هي الأمور التي تظهر أهمية الاقتباسات في البحث العلمي:

1. تساهم عمليات الاقتباس في تأكيد وتأصيل الأفكار الدراسية، وأن يصبح الباحث العلمي متمكن بشكل أكبر من تخصصه العلمي

عموماً ، ومن موضوع بحثه بشكل خاص.

 

2. إن الاقتباس لبعض المفاهيم والمصطلحات والتركيبات اللغوية المكتوبة باللغة الإنجليزية أو العربية تساهم في فهم الدراسة البحثية

وبوصول معانيها إلى القارئ بأسرع وأسهل وقت ممكن.

 

3. إن الاقتباسات في الدراسات العلمية لها دور كبير في توضيح عدد من المعاني الواردة بالدراسة الحالية، وبالخصوص في بعض المجالات

العلمية المرتبطة بعلم النفس أو علوم الإدارة، أو القانون والعلوم الاجتماعية.

 

4. هناك العديد من الدراسات التي يكون الهدف منها نقد دراسة أو بحث علمي سابق، أو توضيح بعض الأخطاء الواردة فيه وتصحيحها

كما أن النقد العلمي للدراسة السابقة قد يستهدف تعزيز البحث أو النظرية والكشف عن فجوات بحثية مرتبطة بها.

 

5. للاقتباسات في البحوث العلمية دور إيجابي كبير يساعد على أن يستكمل الباحث العلمي كافة المتطلبات والشروط الدراسية البحثية.

 

6. يبنى التطور العلمي في مختلف المجالات على تراكم المعارف المنتمية الى المجال العلمي، وبالتالي فإن اقتباس المعلومات والبيانات

والحقائق الموثوقة يوفر الوقت والجهد على الباحث الذي لا يقوم بإعادة دراسة حقيقة مثبتة.

بل يكون الهدف هو تطوير العلم عبر الوصول الى النتائج الجديدة والحلول والاستنتاجات التي تقدم الفائدة للعلوم والمجتمعات.

 

7. يعمل الباحث العلمي عبر الاقتباس من المصادر الموثوقة الى إظهار مختلف وجهات النظر العلمية، سواء تلك التي تؤيد أفكاره العلمية

أو تلك التي تعارضها، وهذا ما يشكّل عامل رئيسي في إغناء الدراسة العلمية.

 

8. يمكن للباحث العلمي أن يستخدم الاقتباس من المصادر الأولية لكي يبرهن على سلامة نتائج دراسته وتأكيدها.

 

أنواع الاقتباس في البحث العلمي.

  • الاقتباس الحرفي.

وهو من أكثر أنواع الاقتباس في البحث العلمي استخداماً، ويحدث عندما يقوم الباحث العلمي بنقل النص الوارد بالدراسة

السابقة كما هو بشكل حرفي دون إجراء أي تعديل أو إضافة او حذف.

يشير الباحث الى أنه استخدم الاقتباس المباشر الحرفي من خلال وضعه النص المقتبس بين علامتي التنصيص ” “.

مع وضع رقم إلى جانب علامة التنصيص يتوافق مع الرقم الموجود بالهامش أو في قائمة المصادر والمراجع التي تكون بنهاية

البحث، ويتم توثيق المصدر بشكل أكاديمي سليم وفق إحدى طرق التوثيق الأكاديمي المتعارف عليها عالمياً.

ومن الأمور التي يجب أن لا يتجاهلها الباحث العلمي عدم تجاوز كل إقتباس من الاقتباسات حجم ستة أسطر، أما في حال

كان الحجم يتجاوز الستة أسطر، فيفترض استخدام المسافات في الفصل بين النص المقتبس ومتن البحث أو الرسالة العلمية.

 

  • الاقتباس مع التلخيص.

وهو من أنواع الاقتباس الغير مباشر في البحث العلمي، ومن خلال هذا الاقتباس يقوم الباحث العلمي بإعادة الصياغة

مع الاختصار للنص الوارد في المصدر أو المرجع المقتبس منه.

فهنا يتم المحافظة على أفكار وبيانات وحقائق النص المقتبس منه، ولكن مع تغيير في الكلمات واختصار الفقرات دون

الإساءة أو التحريف في المعنى الوارد بالمصدر.

بحالة الاقتباس الغير مباشر يوضع النص المقتبس بين قوسين (..)، مع وضع الرقم المتسلسل بجانب القوس، والقيام

بتوثيق النص بنفس أسلوب التوثيق الذي ذكرناه في الاقتباس المباشر.

 

  • الاقتباس مع التحليل والشرح.

وهو من أنواع الاقتباس في البحث العلمي التي تقوم على إعادة صياغة البحث العلمي، ولكن مع شكل مختلف

بل ومعاكس للأسلوب السابق الذي يعتمد على الإيجاز والاختصار.

فهذا الأسلوب يتجه فيه الباحث الى التحليل والشرح للنص الوارد في المصدر، وإعادة الصياغة له بشكل تحليلي أعمق وأوضح وأوسع وأكثر تفصيلاً.

وكذلك الأمر يوضع النص المقتبس بين قوسين (..)، مع وضع رقم متسلسل بجانب القوس، وإجراء التوثيق كما ذكرنا في فقرة الاقتباس المباشر.

 

  • الاقتباس المختلط.

وهو من أنواع الاقتباس الغير مباشر، والذي يجمع بين كلا الاسلوبين السابقين، فمن جهة يقوم الباحث باختصار

وإيجاز النص المقتبس، ومن جهة أخرى يتوسع في نص آخر في المصدر ويعمل على تحليله وشرحه وتوضيحه.

كما أنه قد يجمع بين الاقتباس الحرفي المباشر، والاقتباس مع إعادة الصياغة وفق أحد الأشكال التي أشرنا إليها.

 

وظائف الاقتباس في البحث العلمي.

إن الاقتباس والاستعانة بما ورد بالمصادر والمراجع الموثوقة المختلفة المرتبطة بموضع البحث العلمي كلياً أو جزئياً، له العديد من الوظائف ومن أهمها:

1. العمل على التأصيل الموضوعي والعلمي لمختلف الآراء والأفكار العلمية المرتبطة بموضوع البحث.

2. الاستدلال على الآراء والأحكام التي يذهب إليها الباحث العلمي ويسعى لإثباتها بالأحكام والادلة.

3. يساعد الاقتباس في البحث العلمي الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا أن يتفاعلوا فيما بينهم

وأن يعملوا على تبادل الآراء والتحليل والنقاش بما يساعد توليد الاكتشافات والأفكار المبتكرة والجديدة.

4. الوفاء بقواعد ومتطلبات الدراسات والبحوث العلمية.

5. العمل على جمع الآراء والأفكار المختلفة المرتبطة بموضوع البحث العلمي، والعمل على دراستها بشكل دقيق

والمقارنة فيما بينها، وإظهار نقاط الضعف والقوة فيها، بما يساهم في الوصول الى موضوع بحثي متميز يحقق المعارف المطلوبة منه.

 

شروط الاقتباس في البحث العلمي.

تتعدد الضوابط التي على الباحث العلمي الالتزام بها عند قيامه بعمليات الاقتباس في البحث العلمي، ومن أبرز هذه الضوابط والشروط نذكر:

1. على الباحث العلمي الالتزام بالأمانة العلمية في اقتباسه بغض النظر عن نوع هذا الاقتباس

بحيث يبقى النص المقتبس مطابق في المعاني الواردة فيه مع المعنى الوارد في النصوص الأساسية.

 

2. من الأساسي أن يتم الاقتباس للأمور الموثوقة والحديثة المرتبطة بموضوع البحث العلمي، بما يحقق الفائدة

المنتظرة من الاقتباس بالبحث الحالي، وبما يغني الدراسة الحالية وإثرائها.

 

3. على الباحث العلمي أن يبتعد عن أي شكل من أشكال الانتحال أو السرقة الأدبية، وهوما يستلزم التوثيق

السليم للنصوص المقتبسة، وفق إحدى الطرق المتعارف عليها اكاديمياً مثل طريقة هارفارد أو APA على سبيل المثال.

 

4. من المهم أن لا تكون الفقرة المقتبسة طويلة، وفي حال كانت طويلة العمل على اقتباسها مع إعادة الصياغة والاختصار

كما في النوع الذي تعرفنا عليه، حيث تتسبب الاقتباسات المطولة بوقوع الباحث بالخطأ، وفي شعور القارئ بالملل وتشتيت ذهنه وأفكاره.

 

5. من الأمور المفيدة بل والضروري في الكثير من الأحيان قيام الباحث العلمي بالتعقيب على النص المقتبس، وهو ما يظهر

سبب القيام بالاقتباس أو النقل، مع ضرورة تبيان الباحث لأهمية المصدر المقتبس منه ودور الاقتباس في تحقيق أهداف البحث الحالي.

 

6. من الأمور الاساسية التي لا بدّ من الانتباه إليها مراجعة الشروط الشكلية والموضوعية، التي تفرضها الجامعة أو المجلة

المحكمة أو أي جهة علمية سيقدم إليه البحث أو الرسالة العلمية.

ومن خلال هذا الاطلاع التأكد من نسب الاقتباس المسموح بها من هذه الجهة، والعمل على أن لا تتجاوز الدراسة المقدمة

نسبة الاقتباس المسموح بها بما يتسبب برفض البحث وعدم الوصول الى الهدف المطلوب من تقديمه.

 

7. الابتعاد عن التكرار والحشو في الاقتباس وعدم الخروج عن موضوع البحث الحالي.

 

8. الاعتماد على المصادر الموثوقة والحديثة، وتجنب الاعتماد على أي مصادر غير موثوقة تؤثر على جودة البحث ووصوله إلى النتائج والحلول المنطقية.

 

الفارق بين السرقة الأدبية والاقتباس الصحيح.

إن الاقتباس عندما يكون في الحدود المسموح بها من الجهة التي يقدم اليها البحث أو الرسالة العلمية، ويوثق بالشكل السليم فهو مفيد بل وضروري لإثراء وإغناء البحث العلمي.

أما السرقة الأدبية فتكون عند الاقتباس الحرفي، او بأحد أشكال الاقتباس مع إعادة الصياغة التي ذكرناها سابقاً، ولكن الباحث العلمي أو الطالب لا يشير الى قيامه بعملية الاقتباس، فهو لا يقوم بتوثيق المصادر التي اعتمد عليها ولا يشير الى المرجع ومؤلفه، ولا يظهر ان هناك عملية اقتباس أساساً.

وهو بذلك يستخدم جهد الآخرين على انه جهود شخصية له، ليكون بذلك منتحل أو سارق أدبي، وهنا يجب انتباه الطلاب الاعزاء، فإن جميع الجامعات والمجلات والمؤسسات العلمية العالمية، تعتمد على أبرز البرامج التي تكتشف السرقات الادبية وتظهر نسب الاقتباس في حال تجاوزها النسب المقبولة.

وهو ما سيكشف السرقة الأدبية، وبالتالي فإن الطالب او الباحث العلمي لن ينجح في دراسته، وسيظهر على انه منتحل أو سارق ادبي، مع ما يسببه ذلك من أمور سلبية على مختلف الأصعدة.

وبالتالي نجد أن عملية التوثيق الأكاديمي السليم هي الفرق الأساسي بين السرقة الأدبية، وبين عملية الاقتباس في البحث العلمي التي تعتبر من العمليات الأساسية التي تساهم في نجاح الأبحاث وبالتالي تطور العلوم والمجتمعات.

 

المصادر:

تعريف الاقتباس وأهميته وأنواعه والفرق بينه وبين السرقة الأدبية، 2021، مبتعث

أهمية الاقتباس في البحث العلمي، 2022، BTS

الاقتباس في البحث العلمي، 2022، موضوع

أساسيات الكتابة الأكاديمية، 2022، كلية الآداب جامعة الملك سعود

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments