أهداف طرق البحث العلمي
الفضول لمعرفة الأشياء والظواهر وأسبابها، وكيفية تطويرها دفع الباحثين لإجراء الكثير من الدراسات والأبحاث، وتبعا لأهمية هذه الأبحاث قام الخبراء والمختصين بتنظيم العمل البحثي وتقسيمه إلى عدة طرق، بحيث يختار الباحث الطريقة التي تناسب وتلائم بحثه إلا أنها جميعها تصبو إلى أهداف مشتركة، في مقالتنا هذه سنتعرف على ” أهداف طرق البحث العلمي ” .
طرق البحث العلمي :
يجب على الباحث الاطلاع على جميع طرق البحث العلمي قبل إعداد البحث، حتى يتمكن من اختيار الأنسب والأفضل لبحثه، وهنا نتساءل لماذا تتعدد طرق البحث العلمي؟
تتعدد طرق البحث العلمي تبعا لموضوع البحث ونوعه ولطبيعة المشكلة التي يتناولها، فالأبحاث العلمية ذات المواضيع الاجتماعية تتطلب طريقة مختلفة في الإعداد عن الأبحاث الاقتصادية أو الهندسية .
فما هي طرق البحث العلمي ؟
فيما يلي سيتم ذكر أهم طرق إعداد الأبحاث العلمية، والتي هي :
■ الطريقة الأولى : اتباع الباحث المنهج الوصفي :
يعتبر المنهج الوصفي في طليعة طرق البحث العلمي، ويستخدم بكثرة في الأبحاث النظرية، وبشكل أقل في الأبحاث التجريبية، ويسمى المنهج الوصفي بالمنهج التحليلي أيضا، حيث يقوم الباحث بطرح الأسئلة حول مشكلة البحث، ومن ثم يقوم بجمع المعلومات التي تتعلق بها، حتى يتمكن من معرفة الأسباب التي أدت إلى ظهورها، ووضع الحلول الفعالة لها .
وتتميز هذه الطريقة بما يلي :
1- دقة المعلومات التي يتم الحصول عليها حول طبيعة الظاهرة المدروسة وواقعها.
2- وللمنهج الوصفي دور كبير في تفسير الظواهر المتنوعة .
3- يساعد الباحثين على دراسة أبحاثهم في المجالات المتعددة.
4- يساعد في كشف العلاقة ما بين متغيرات البحث وتفسير وتوضيح هذه العلاقة .
أما سلبيات هذه الطريقة هي :
1- عدم إمكانية تعميم النتائج التي تم الوصول لها .
2- صعوبة في وضع التنبؤات المستقبلة .
3- صعوبة في صياغة فرضيات البحث واختبارها، لأن المنهج الوصفي يعتمد على الملاحظة في جمع البيانات والمعلومات.
3- صعوبة في تعريف المفاهيم والمصطلحات نظرا لكونها تختلف بين الباحثين.
4- وقد يواجه الباحث في بعض الأحيان صعوبة في القياس لبعض المواصفات والخصائص .
■ الطريقة الثانية : اتباع الباحث المنهج التجريبي :
يعتبر المنهج التجريبي من أكثر الطرق العلمية منطقية، وتكون نتائج هذه الطريقة على شكل أرقام، ويعتمد الباحث على التجارب في كشف الظواهر ومعرفة طبيعتها، وتعتبر من أقل الطرق التي تتعرض للنقد من قبل المختصين والخبراء، وتتلاءم هذه الطريقة بشكل كبير مع الأبحاث الفيزيائية والكيميائية والعلوم الرياضية.
ولهذه الطريقة ميزات عديدة، وهي :
1- من خلال هذه الطريقة يتمكن الباحث من معرفة الأسباب التي تؤثر على النتائج .
2- توفر للباحث إمكانية الضبط والتحكم بالمتغيرات المختلفة التي تحدث على المتغير التابع .
3- وأهم ما يميز هذا المنهج المرونة وقدرته على التكيف مع شتى الظروف .
بينما سلبيات هذه الطريقة تكمن فيما يلي :
1- عدم إمكانية تعميم النتائج، لأن التجارب تحدث على عينة محددة .
2- ترتبط دقة النتائج بالأدوات التي يتعمد عليها الباحث .
3- عدم إمكانية تطبيق بعض التجارب على الإنسان، فيتم تطبيقها على الحيوانات والذي سيؤدي للحصول على نتائج تختلف عن الواقع .
4- للباحث دور كبير في عملية التحكم وضبط العوامل التي تؤثر على النتائج .
■ الطريقة الثالثة : اتباع الباحث للمنهج الاستقرائي :
ويطلق عليه أيضا بالمنهج الاستنباطي، وتعتمد هذه الطريقة من طرق البحث العلمي على مبدأ الانتقال من أجزاء البحث بعدما تم جمع المعلومات عنها إلى الكل ليتم بعدها تعميم النتائج ، أي الانتقال من الحالة الخاصة إلى العامة، ونلاحظ استخدام هذه الطريقة في الأبحاث الاجتماعية، والأبحاث الطبيعية على اختلاف مواضيعها.
ويقسم المنهج الاستقرائي إلى قسمين وهما :
1- المنهج الاستقرائي الناقص :
يعتمد الباحث هنا على دراسة شاملة ومتكاملة لجزء محدد من الظاهرة، ليتم تعميم النتيجة التي توصل لها على الظاهرة ككل .
2- المنهج الاستقرائي التام :
وهنا يقوم الباحث بدراسة جميع جوانب الظاهرة المدروسة، ومن ثم يقوم بتفسيرها وتحليها، ويتطلب ذلك وقت طويل .
■ الطريقة الرابعة : اتباع الباحث للمنهج الاستدلالي :
أو ما يسمى بالمنهج التاريخي، حيث يقوم الباحث بهذه الطريقة بالانتقال من العام إلى الخاص على عكس المنهج الاستقرائي، ويستخدم بشكل كبير في الأبحاث التربوية، والأبحاث التعليمية.
■ الطريقة الخامسة : اتباع الباحث للمنهج المقارن :
وتعتمد هذه الطريقة على المقارنة ما بين ظاهرتين محددتين بأسلوب موضوعي ومنطقي، وتستخدم طريقة المنهج المقارن بشكل واضح في الأبحاث القانونية، والأبحاث الشرعية، والأبحاث الاجتماعية .
أهداف طرق البحث العلمي :
برغم من تعدد طرق إعداد الأبحاث العلمية إلا أن جميعها تهدف إلى عدة أهداف أساسية .
فما هي أهداف طرق البحث العلمي ؟
▪ الهدف الأول :
تقديم مواضيع جديدة لم يسبق وأن تم البحث والدراسة بها .
▪ الهدف الثاني :
السعي بشكل دائم إلى ايجاد أحكام جديدة ونتائج هامة .
▪ الهدف الثالث :
وتهدف طرق البحث العلمي بشكل أساسي إلى تحقيق تطور علمي في شتى المجالات والنواحي، وتقديم اكتشافات جديدة، وتطوير ما تم اكتشافه سابقا .
▪ الهدف الرابع :
وتسعى طرق البحث العلمي إلى إكمال الأبحاث التي لم يقم أصحابها بإكمالها لأسباب وظروف مختلفة .
▪ الهدف الخامس :
وتهدف أيضا إلى جمع الحقائق والوثائق المتفرقة والمبعثرة، بهدف الحفاظ على المادة العلمية من أي ضياع أو فقدان .
▪ الهدف السادس :
وتهدف أيضا إلى إعادة عرض المعلومات السابقة والقديمة بأسلوب جديد وعصري باستخدام أساليب وطرق لم يتم استخدامها من قبل.
▪ الهدف السابع :
التفسير والتوضيح، بعض من طرق الأبحاث العلمية تهدف إلى تفسير وشرح الظواهر وأسبابها .
▪ الهدف الثامن :
يعد من أهم أهداف طرق البحث العلمي التثبت، حيث يقوم الباحث باتباع إحدى طرق البحث العلمي لإعادة دراسة بحث سابق تم إعداده من قبل باحثين أخرين، إلا أن يقوم بإعادة دراسته في بيئة مغايرة عن البيئة الأساسية، وضمن ظروف مغايرة، وعينة مختلفة أيضا، فإذا حصل الباحث على نفس النتائج للبحث الأصل يقوم بتثبيته .
▪ الهدف التاسع :
تهدف طرق البحث العلمي إلى الإلمام الكامل حول الظاهرة المدروسة، وتشكيل تصورات ورؤى حديثة حولها .
▪ الهدف العاشر :
بعض طرق البحث العلمي تهدف إلى تحديد ووصف خصائص أفراد وشخصيات محددة .
الهدف الحادي عشر :
تهدف أيضا طرق البحث العلمي إلى تحديد ما هي إمكانية تكرار وإعادة وقوع ظاهرة أو شيء محدد، أو تحديد العلاقة التي تربط بين الأشياء .
▪ الهدف الثاني عشر : اختبار فرضيات الباحث وإيجاد العلاقة السببية ما بين متغيرات الباحث في البحث .
نستنتج مما سبق :
قبل إعداد البحث يجب على الباحث اختيار الطريقة الصحيحة حتى يتمكن من تقديم بحث علمي متكامل ودقيق، ومن المهم ذكره أيضا أن بإمكان الباحث استخدام أكثر من منهج علمي في البحث .
اقرأ ايضا
