محتويات المقال
1 التحيز في البحث العلمي (BIAS)

التحيز في البحث العلمي (BIAS)

إن عدم الموضوعية مع التحيز في البحث العلمي (BIAS) من أكبر المشكلات التي قد يقع بها الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا، والتي قد تؤدي الى فشل البحث وعدم وصوله الى النتائج المنطقية المطلوبة.

 

فتجنب الأهواء والميول الشخصية والدراسة المنطقية الموضوعية من الاركان الأساسية في الكتابة الأكاديمية، وذلك بما يضمن الاختيار السليم لمشكلة البحث والإحاطة بها من جميع جوانبها بمعزل عن أي تحيز أو رغبات شخصية أو مجتمعية.

 

لا يأتي التحيز في البحث العلمي دائماً بشكل مقصود، فهو في الكثير من الأحيان يأتي بشكل غير مقصود

، ولكن ذلك سيبقى من العوامل السلبية المؤثرة على جودة البحث.

 

التحيز في البحث

 

تعريف التحيز في البحث العلمي (BIAS)

إن التحيز في البحث العلمي (Bias) هو :

الميل أو الانحياز أو التفضيل الشخصي والذاتي لأمور تتعلق بالبحث العلمي دون أن يكون خلف هذه الميول مبررات ودوافع منطقية سليمة، مما يهدم أحد أبرز أركان البحث العلمي المرتبطة بالموضوعية والحياد. 

ولهذا التحيز العديد من الجوانب التي قد يظهر بها خلال الدراسة البحثية، وهو ما سنحاول الاطلاع عليه في سطورنا القادمة.

 

أبرز أشكال التحيز في البحث العلمي (BIAS)

تتعدد الأشكال التي يظهر من خلالها التحيز في البحث العلمي (BIAS)، ومن ابرز هذه الأشكال يمكننا ان نذكر:

 

  • التحيز في اختيار مشكلة البحث العلمي

إن نجاح البحث العلمي يستمد بداية من الاختيار السليم للمشكلة الدراسية التي يفترض أن تكون لها اهمية وفائدة للعلوم والمجتمعات

، وأن تكون قابلة للقياس والدراسة والحل، مع توافر المعلومات والبيانات التي تسمح بإثراء البحث.

ويظهر التحيز بشكل أساسي عندما يختار الباحث العلمي مشكلة لا تمتلك الأهمية الكبيرة او لا تكون أهميتها جماعية

، في نفس الوقت الذي يصل فيه الى مشكلة أكثر قيمة وأهمية، ولكنه لا يتجه الى دراستها لأنه يمتلك ميول تجاه الدراسة الحالية التي ليست لها الأهمية التي تسمح الوصول الى بحث علمي ذو قيمة عالية.

 

  • التحيز في جمع المعلومات من المصادر والمراجع

من أبرز أشكال التحيز في البحث العلمي (BIAS) هو:

التحيز في اختيار المعلومات والبيانات التي يجمعها الباحث العلمي من المصادر والمراجع، أو الانحياز في اختيار هذه المصادر نفسها.

فلا يكون اختياره لمراجع ومصادر بحثه بناءً على موثوقيتها وحداثتها وارتباطها بالبحث العلمي الحالي، وعلى دورها في إثراء وإغناء البحث

، وإنما يختار من المصادر ما يتناسب مع ميوله وآرائه الشخصية او النظرة المجتمعية.

رغم أن الابتعاد عن الموضوعية بهذا الشكل كفيل بإفشال الدراسة البحثية، وعدم وصولها الى النتائج المنطقية السليمة

، لأن الدراسات البحثية يفترض أن تعتمد على اهم الدراسات السابقة وأكثرها موثوقية وقدرة على إغناء البحث الحالي.

 

  • التحيز باختيار أفراد عينة البحث

هناك الكثير من الدراسات البحثية التي تعتمد في جمع المعلومات والبيانات المرتبطة بموضوع البحث على:

عينة الدراسة التي تمثل مجتمع البحث بشكل صحيح.

وتبقى سلامة تمثيل العينة للمجتمع البحثي وامتلاكها لجميع خصائصه ومواصفاته شرط أساسي لنجاح الدراسة ووصولها الى نتائج منطقية سليمة.

وهو ما يستلزم أن يكون الاختيار موضوعي بعيد عن التحيز لأفراد عينة الدراسة، لأن التحيز سيؤدي الى اختيار عينة لا تمثّل المجتمع البحثي بالشكل الحقيقي والواقعي.

وهو ما يؤدي بدوره الى إعطاء العينة الى معلومات وبيانات غير سليمة مما يؤثر سلباً على دقة وصحة نتائج البحث العلمي.

ويبقى الاختيار العشوائي وفق الطرق المتعددة المعتمدة في اختيار عينة الدراسة

، هو الاختيار الامثل بحيث يكون لجميع أفراد مجتمع البحث فرص متساوية ليكونوا من ضمن أفراد عينة الدراسة.

 

  • التحيز في البحث عند اختيار الأداة الدراسية

إن اختيار الأداة الدراسية بشكل حيادي وموضوعي له دور أساسي في الوصول الى معلومات وبيانات سليمة

، تؤدي بدورها الى نتائج منطقية سليمة.

ومن أبرز أشكال التحيز في البحث العلمي (BIAS) التحيز في اختيار أداة الدراسة

، فينحاز الباحث الى اختيار الأداة الاكثر راحة له، والأقل مجهودات وتكلفة، دون أن يهتم بسلامة ودقة المعلومات التي قد تمنحها هذه الأدوات.

 

  • التحيز في وضع الأسئلة وترتيبها

من المهم للغاية ان يضع الباحث العلمي الموضوعية والحياد نصب عينيه عندما يضع الاسئلة للبيانات او المقابلات الخاصة بالبحوث العلمية.

فيبتعد عن الميول الشخصية أو المجتمعية عندما يحدد أسئلة البحث، ويتجه الى صياغة موضوعية لأهم الأسئلة التي تفيد في الوصول الى البيانات والمعلومات المطلوبة.

فلا يقوم بحجب أي سؤال يجب أن يسأله لأنه لا يتناسب مع ميوله وأهوائه، وأن لا يضع أسئلة لا فائدة ولا طائل حقيقي منها بل هي مجرد تلبية لمعتقدات وميول شخصية.

ومن جهة أخرى فإن تجنب التحيز في البحث العلمي يستوجب من الباحث أن يضع الأسئلة ضمن ترتيب وتنظيم منطقي موضوعي

، بالتنقل من العام الى الخاص والأكثر  تحديداً، لأن للسياق الذي تطرح فيه الأسئلة دور أساسي في نجاح البحث العلمي.

 

اقرأ المزيد: أخطاء قد تقع فيها عند إعداد خطة البحث

 

  • التأثير على أفراد عينة الدراسة

هناك العديد من الاساليب التي قد يستخدمها بعض الباحثين والتي تخل بالموضوعية وتؤدي الى التحيز في البحث العلمي

، ومنها التأثير على أفراد عينة الدراسة ليمنحوا الباحث إجابات معينة، وقد يكون هذا التأثير مقصود او غير مقصود

، كما انه قد يتم عبر بعض الإيحاءات بلغة الجسد لتشير للمبحوث ما الذي عليه إجابته.

وهذا النوع من التحيز له تأثير سلبي كبير على سلامة البيانات والمعلومات البحثية، وبالتالي على دقة نتائج البحث.

ومن التأثيرات التي قد تؤثر على سلامة المعلومات والبيانات وجود جهة راعية أو ممولة

، وبالتالي فإن المبحوث بشكل شعوري أو غير شعوري سيقدم المعلومات والبيانات التي تتوافق مع مصالح الجهة الممولة والراعية، دون الاهتمام بسلامة البحث ونتائجه.

 

فعلى سبيل المثال إذا كانت الدراسة حول جودة الاغذية لمنتج معين

,فإن العاملين في شركة أو مؤسسة ما لن يكونوا مؤهلين لتقديم الإجابات الدقيقة لأنهم أصحاب مصلحة ستؤثر على إجاباتهم.

 

  • تحيز أفراد عينة الدراسة

وهو من انواع التحيز في البحث العلمي الذي لا يرتبط بالباحث العلمي، وإنما يرتبط بأفراد عينة الدراسة

، الذين قد يجيبون على أسئلة الاستبيان او المقابلة بشكل متحيز.

بحيث لا تنبع إجابتهم من الحقيقة والواقع، وإنما قد تنبع من رغبتهم إظهار أنفسهم أشخاص ذوي شأن وقيمة

، وبالشكل الذي يحقق لهم قيمة اجتماعية، او بما يجلب إعجاب الباحث او المجتمع بهم.

وهو ما سيؤثر على دقة وسلامة المعلومات التي يحصل عليها الباحث، والتي ستؤثر بعد تحليلها على سلامة نتائج البحث.

كما ان الاستهتار بقيمة البحث العلمي من أشكال التحيز لدى افراد عينة الدراسة، بحيث لا يقدر بعضهم قيمة الدراسة البحثية

، ويجيبون بشكل عشوائي أو مخالف للواقع، مما يؤدي الى التأثير على سلامة البيانات البحثية، وسلامة حلول واستنتاجات البحث.

 

  • التحيز في اختيار المعلومات والبيانات

إذا أرنا التحدث عن أخطر أشكال التحيز في البحث العلمي (BIAS) فإنه بتأكيد هذا النوع من الانحياز وانعدام الموضوعية.

فمن خلاله يقوم الباحث العلمي باختيار الاجابات والبيانات والمعلومات التي تتناسب مع ميوله وآرائه ونظرته الشخصية

، او نظرة المجتمع، ويتجاهل ما وصل اليه من معلومات وبيانات أخرى من أفراد عينة الدراسة لمخالفتها معتقداته ورغباته.

وكنتيجة لهذا التحيز يصل البحث الى ما يتوافق مع قناعات الباحث الشخصية، وإن كانت هذه النتائج التي وصل اليها البحث غير موضوعية بل وخاطئة في معظم الأحيان.

 

  • التحيز في البحث عند النشر

من أشكال التحيز في البحث العلمي تحيز النشر الذي يرتبط بالبحوث الأكاديمية المنشورة

، ويحصل هذا التحيز عندما تؤثر نتائج الدراسة على قرار نشرها.

فمن الطبيعي ان المجلات العلمية لا تقبل نشر الدراسات التي تكون نتائجها غير سليمة

، (التي لم تصل الى نتائج إيجابية مثبتة وذات مصداقية)، وتكون مثل هذه الدراسات غير مثيرة للاهتمام والنشر.

وهو ما قد يدفع الباحث الى التحيز نحو تصميم أسئلة او فرضيات تؤدي إلى نتائج ليست منشورة سابقاً وجديدة

، دون ان يكون الامر مرتبط بشكل حقيقي وواقعي بالدراسة وما تمّ دراسته فيها.

 

وفي الختام نسأل الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض أهم المعلومات التي تحتاجون اليها حول:

تعريف التحيز في البحث العلمي (BIAS)، وعن أبرز الأشكال التي يظهر بها هذا التحيز.

 

المصادر:

الإنحياز في البحث العلمي  أمثلة الإنحيازات الشهيرة في الدراسات العلمية  10 أمثلة على التحيز، 2021، الدكتور

الانحياز في البحث العلمي الانحياز في مرحلة التخطيط، 2021، الباحثون السوريون

تحيز النشر، 2022، ويكيبيديا

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments