الاقتباس وشروطه

الاقتباس وشروطه

الاقتباس وشروطه

يمر الطلبة والباحثين العلميين خلال رحلتهم البحثية في العديد من المحطات المهمة، والخطوات الأساسية، إذ يتطلب العمل على إنجاز أي بحث أو رسالة أكاديمية الإلمام الشامل بجميع المفردات، والأدوات، والمفاهيم، والأساسيات الخاصة بالأبحاث الأكاديمية، وتعد مصادر المعلومات والبيانات الركن الرئيسي في عملية البحث عن الحقيقة، حيث تبنى عليها جميع الأبحاث والدراسات اللاحقة، كما يعتبر الاقتباس أحد أهم العناصر الأساسية التي يحتاج إليها الطلاب في عملية النقل عن المراجع والمصادر الأصلية للمعلومات في الأبحاث العلمية، ولقد أعددنا لكم هذا المقال المختص بالإجابة عن جميع الأسئلة المعنية بمفهوم الاقتباس وشروطه وقواعده؛ رغبةً منا في هذا الموقع بتعميم الفائدة على جميع من يبحث عنها بشغف.

تعريف الاقتباس

يمكن تعريف الاقتباس لغةً واصطلاحاً، فالاقتباس لغةً هو الأخذ والتحوير، والتزود من الفائدة، والنقل عن المراجع على اختلاف

طبيعتها، وماهيتها، وهو مصدر اقتبس، وجذره (ق، ب، س)، وقد جاء هذا التعريف في المعجم الوسيط، إضافةً إلى المعجم

المُعاصر، كما ظل هذا المعنى متواتراً عن العرب في جميع المعاجم اللغوية، مما يشير إلى نفس الكلمة، أما الاقتباس اصطلاحاً

فهو نقل، وأخذ الكلام عن الآخرين بغض النظر عن التعامل به أو استخدامه، وهو عملية التكرار لأقوال وعبارات أشخاص معروفين

عن طريق التعريف بمرجع أو مصدر الاقتباس، ويُعرف الاقتباس في الأبحاث العلمية أو الدراسات الأكاديمية على أنه عملية

الاستشهاد والاستدلال بالنتاجات التي صدرت عن الآخرين كالأقوال، والأفكار، وغيرها من صور الإبداع الفكري والعلمي، ويتشابه

تعريف الاقتباس في اللغة والاصطلاح مع الاقتباس في البحث العلمي، إلا أنّ الأخير يتقيد ببعض الشروط والخصائص التي تصب في أهداف البحث العلمي المحدد.

أهمية الاقتباس وشروطه في البحث العلمي

يعدّ الاقتباس في الأبحاث العلمية أحد الركائز التي تقوم عليها خطة البحث، والذي يهدف إلى تقوية المحتوى، وتدعيم البحث،

وهو من بين أقدم الوسائل المفيدة والمعروفة في جمع المعلومات المفيدة، ولا يعدّ الاقتباس عمليةً سهلةً؛ إذ يتطلب القيام به

تطبيق العديد من الشروط الخاصة كالإشارة إلى المصدر الذي تمَ الاقتباس منه، كما يعتبر الاقتباس المنطلق الذي يبدأ منه

الباحثين نحو الأفكار المبدعة، والآفاق الواسعة، والجديدة، وعلى الرغم من أنّ الأفكار المبنية قد تم اعتمادها في الماضي إلا أن

الظروف والإمكانات والبيئة قد تتغير بتغير الزمن، مما يعني اختلاف النتائج إذا تمّ إجراء التجارب في ظروف أخرى اعتماداً على الأساليب العلمية.

الاقتباس وشروطه وضوابطه في الأبحاث العلمية

يتحدد الاقتباس في البحث العلمي بالعديد من الشروط والضوابط الخاصة التي يجب أن يهتم بها الباحث، ومن أهمها ما يأتي:

  • الحفاظ على المعنى الأصلي للمادة المُقتبسة سواءً كان الاقتباس بصورة نصية مباشرة، أو غير ذلك، مع ذكر مؤلف المصدر،

أو كاتبه، ويكون ذكر الكاتب بالإشارة إليه في القائمة النهائية للمصادر، أو في مضمون البحث نفسه.

  • الاهتمام باقتباس المعلومات الضرورية فقط، فليس من الضروري ذكر جميع المعلومات في المصادر الأصلية،

لذا على الباحث اختيار المعلومات التي تصب في هدف البحث، وتتناسب مع مجال التخصص.

  • توضيح الأسباب التي جعلت الباحث يقوم بالاقتباس من المصدر أو المرجع المحدد، بالإضافة إلى بيان الأسباب التي دعته

للحاجة إلى الاقتباس في بحثه العلمي أو النقطة البحثية المحددة، ويكون ذلك بالتعقيب على ما تم اقتباسه من أفكار أو تعريفات أو آراء.

  • تجنب كتابة المعلومات السريعة والجزئية.
  • اقتباس الأفكار والأقوال المنطقية والتي تتوافق مع أفكار الباحث في الدراسة، وأدلته المنطقية.
  • تجنب طمس هوية الباحث، وشخصيته، إذ قد يقع العديد من الكتاب في بعض الأخطاء المشابهة كعدم توضيح الرأي الخاص به، أو نقده الشخصي، أو تعليقاته.
  • اختصار الاقتباس الطويل وعدم الإسهاب في سرد التفاصيل، خاصةً إذا كان الاقتباس يقارب طول الصفحة.
  • الاستئذان من صاحب المادة المُقتبسة إذا كان الاقتباس شفوياً من المحاضرات المختلفة كالمحاضرات الصفية.
  • يمكن للطالب أو الباحث اعتماد الحذف لبعض الكلمات دون المساس بالمعنى الأصلي.
  • الاهتمام بالترقيم الواضح والصحيح للمراجع والمصادر.
  • اعتماد المصادر والمراجع الأصلية قدر المستطاع.
  • الانتباه إلى الدقة، والحذر عند نقل المعلومات واقتباسها.
  • تجنب التنافر بين الاقتباس والسياق الذي تم وضعه فيه.

خدمة فحص السرقة الادبية

القواعد الأساسية للاقتباس في البحث العلمي

يتطلب الاقتباس اتباع الباحث العلمي للعديد من القواعد الأساسية، ومنها ما يأتي:

  • على الباحث تحري الأمانة العلمية، والإشارة الواضحة للمصدر أو المرجع الذي تم الاقتباس منه.
  • على الباحث تحمل المسؤولية عند نقله للأفكار والمعلومات من أصحابها، بحيث يتجنب تحريف المعنى الأصلي للفكرة المُقتبسة.
  • من الضروري أن يتجنب الباحث استخدام الاقتباس من الآراء والأفكار التي تعكس رأي الباحث، ووجهة نظره فقط، لذا فإن من الواجب عرض جميع الآراء في الموضوع نفسه.
  • تجنب الإكثار من الاقتباسات، وجعل البحث مجرد استشهاد واقتباسات لآراء وأفكار الآخرين.
  • وضع الاقتباس بين قوسين، بهدف تمييز الكلام المُقتبس عن سياق البحث.

أنواع الاقتباس في الأبحاث العلمية

تتعدد أنواع الاقتباس في الأبحاث العلمية، والدراسات الأكاديمية، ومن أهم أنواع الاقتباس ما يأتي:

الاقتباس المباشر:

وهو أن يقوم الباحث بنقل حرفي للمعلومات من مصدرها الأصلي، أي أن يأخذ النص مباشرةً دون أي تغيير في الألفاظ أو الجمل،

وعند استخدام الاقتباس المباشر على الباحث وضع النصوص المقتبسة بين علامات التنصيص، ووضع رقم المرجع آخر الاقتباس،

ويعدّ هذا الاقتباس مصدراً للثقة عند غالب القراء.

الاقتباس غير المباشر، أو اقتباس الفكرة:

ويعني هذا الاقتباس الفهم الشامل بكافة معاني، وأفكار المعلومات من المصادر الأصلية، ثم تلخيص هذه الأفكار وكتابتها باللغة

الخاصة بالباحث، وبلغة علمية دقيقة، ويمتلك التوثيق في الاقتباس أهميةً كبيرة، لما له من زيادة الثقة بالمعنى المُقتبس،

وتكمن أهمية استخدام الاقتباس غير المباشر لضمان عدم فقدان السلاسة والتوافق بين محتويات النص.

الاقتباس الجزئي:

ويعني هذا النوع من أشكال الاقتباس أن يأخذ الباحث أجزاءً محددة بشكل دقيق من المصدر أو المرجع العلمي المختار، وتكمن

أهمية الاقتباس الجزئي في توضيح، وبيان مكانة وأهمية أجزاء النصوص المقتبسة، والتي تم استخدامها للباحث والقارئ على

حد سواء، ويتحدد هذا النوع من الاقتباس بالعديد من ضوابط التوثيق الخاصة لضمان الدقة والأمانة العلمية.

إعادة الصياغة:

إذ يمكن تعريف هذا النوع من الاقتباس على أنه شكل من أشكال الاستشهاد في البحوث العلمية، وتعني إعادة الصياغة اختصار

وترتيب الأفكار بطريقة جديدة تمثل شخصية الباحث، ومفرداته الخاصة بعيدة عن طريقة المصدر أو النص المقتبس منه.

أهمية التوثيق في الاقتباس

بعد الاطلاع على محاور مفهوم الاقتباس وشروطه ، وأنواعه في البحث العلمي، وأهم قواعده تبين لنا مما سبق أهمية استخدام

التوثيق عند القيام بالاقتباس، إذ يعتبر الاقتباس والتوثيق طرفين مترابطين لا يتم معناهما دون الآخر، إذ يعتمد الباحث العلمي في

إعداده لبحثه أو رسالته الأكاديمية على الاقتباس بشكل كبير، والاستشهاد بالأقوال، والآراء العديدة، المؤيد منها، والمعارض على

حد سواء، كما تعتبر الهوامش والمراجع في البحوث العلمية أمراً غير مقتصر على الاقتباسات فقط، بل تتعدى ذلك إلى ضم جميع

المراجع أو المصادر العلمية التي يُستفاد منها في البحث المحدد أو الدراسة المعنية.

اقرأ المزيد:

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments