إن تقديمنا بعض نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي ، جاء نتيجة لإدراكنا ما قد يشعر به بعض الباحثين العلميين والطلاب من حالة قلق تجاه تقديم بحوث علمية متميزة قادرة على تحقيق الهدف الذي دفع الباحث العلمي لإجرائها.

ويبقى للباحث نفسه الذي يجب أن تحسين الانتاجية منطلق من ان يطور من إمكانياته ومهاراته، ويحسن استخدامها في الوقت ذاته بما يساعد على الوصول الى دراسات بحثية متميزة.

وبالتالي من المهم تطوير الباحث أو طالب الدراسات العليا من مهاراته

، وأن يوسع من معارفه، وأن يعمل على اكتساب الخبرات التي تساعده على توجيه إمكانياته بالشكل الصحيح الذي يسمح له الوصول الى نتائج سليمة.

مفهوم البحث العلمي :

يطلق البحث العلمي على مجموعة من الخطوات المنظمة والمنهجية التي يقوم بها الباحث في عمله الأكاديمي الذي ينتمي الى تخصصه العلمي، والتي يمكنه من خلال إجرائها أن يصل إلى اكتشافات جديدة، او حلول لمشكلات علمية او اجتماعية.

كما أن الباحث قد يستهدف نظرية أو بحث علمي سابق ينتمي الى مجاله العلمي، ويعمل على دراسته وتحليله بشكل نقدي

، لتأكيده أو تعزيزه أو نفيه، وهو ما يساعد في التراكم المعرفي على الصعيد المحلي والعالمي، ويكون له دور فعال في تنمية المدارك البشرية.

وتبقى البحوث العلمية الوسيلة الأساس لتطوير العلوم، ولرقي الأمم والمجتمعات، وبالخصوص من خلال دراسة مختلف الظواهر والإشكاليات التي تقف بمواجهة المجتمع، ومن خلال البحث العلمي يمكن الوصول الى الحلول والاستنتاجات المنطقية لها.

أهمية البحث العلمي لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي:

للبحث العلمي فوائد كبيرة واهميته تكون للباحث بشكل خاص، وللعلوم والمجتمعات بشكل عام، وذلك وفق الشكل التالي:

أهمية البحث العلمي بالنسبة للباحث العلمي لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي:

إن اجراء البحث العلمي يفتح للباحث العلمي آفاق معرفية متميزة، وهو يساهم بشكل فعّال في تحسين الإنتاجية في البحث العلمي، وفي تطوير الباحث العلمي من خبرته ومهاراته العلمية والثقافية والفكرية.
تسمح البحوث العلمية للطلاب الحصول على الدرجات العلمية، وهي شرط للحصول على بعض الدرجات مثل شهادة الماجستير أو الدكتوراه.
تساعد الدراسات البحثية الباحث على التعامل والعمل مع الأشخاص الذين يمتلكون خبرات ومعارف واسعة، مما يزيد من خبرته ومعلوماته ومهاراته.
تعزز الدراسات البحثية التنافسية بين الزملاء، وتزيد من احتمالية حصولهم على منح دراسية أو الحصول على الفرص الوظيفية المرتبطة بعمله، وخصوصاً في المؤسسات العلمية أو البحثية.
يمكن للباحث العلمي أن يكون جزء من الفرق البحثية التي يكون لها أعمال وإنجازات مهمة للغاية، على الصعيد العلمي والمجتمعي على المستوى القريب والبعيد.
تساعد البحوث العلمية المهمة ذات الفائدة الكبيرة الباحث العلمي على أن يحصل على عوائد مالية قد تكون ضخمة في حالات عديدة.

أهمية البحث العلمي بالنسبة للعلوم والمجتمعات لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي:

إن الاكتشافات والانجازات العلمية والفكرية التي يصل إليها الإنسان في جميع المجالات تعتمد على البحوث العلمية.
النمو الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع بما يزيد من تطوره ويحقق الرفاهية لأفراده.
العمل على تطوير المجتمعات ورفع المستوى العلمي والثقافي ومستوى الوعي عند مختلف أفراد المجتمع.
الوصول الى تفسيرات علمية منطقية لمختلف المشكلات المجتمعية، وللظواهر الطبيعية والعمل على التوقع والتنبؤ لها، أو إيجاد الحلول المناسبة.
إيجاد الحلول المنطقية العلمية السليمة للظواهر والإشكاليات من جميع المجالات والمستويات الصحية، والمجتمعية، والسياسية، والاقتصادية وغيرها من المجالات العلمية.

نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي:

حدد الهدف بوضوح:

على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يضع هدفاً نصب عينيه، وأن يجعله الحافز الذي ينظر إليه ويدفعه إلى تجاوز العقبات التي تقف عثرة أمامه، او الدافع لتجاوز أي لحظات من الإحباط والضعف خلال المشوار البحثي الطويل والصعب.

لا تنسى الهدف وذكر نفسك به دائماً، ولا تجعل أي عقبة تكسر إرادتك في الوصول الى الهدف

، وبالتأكيد ستكون النتيجة كما تحب وأكثر.

تجنب الضغوط والتوتر:

من أهم نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي، تجنب العمل بجو من الضغط والتوتر

، ولذلك اعمل على الاسترخاء عندما تجد نفسك متعباً أو متوتراً.

وأخذ وقت من الراحة والاسترخاء، بل والقيام ببعض الأنشطة البعيدة عن عملك البحثي

، وربما الذهاب لرحلة لعدة أيام قد تساعدك في بعض الأحيان على الاسترخاء، وبالتالي تعود إلى العمل بشكل أكثر نشاطاً وبذهن منفتح يساعد على الوصول الى هدفك البحثي بأفضل شكل ممكن.

ما تشعر به طبيعي:

قد يظن بعض طلاب الدراسات العليا أن الصعوبات والعقبات التي يمرون بها، لم تمر على احد غيرهم

، في حين أن مواجهة الصعوبات والعقبات يمر به معظم الباحثين العلميين، بل هم قد يكونوا قد تعرضوا إلى عقبات أصعب بكثير.

وللتخلص من هذا الشعور من الأفضل مشاركة الآخرين أفكارك، والمناقشة معهم، فهذا سيطور الكثير من الأفكار لديك

، وقد تلتفت إلى أمور لم تكن قد التفت إليها سابقاً.

وتوجه الى المشرفين أو الطلاب الذين سبقوك في الحصول على الشهادة العلمية العالية، فهم قادرون على مدك بالعديد من نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي.

وتذكر دائماً أن ارتكاب الأخطاء في العمل البحثي من الأمور الطبيعية، وعليك التعلم من تجاربك السلبية أو الإيجابية

، وحاول قد الإمكان الاستفادة من خبرات الآخرين، وتجنب الأخطاء التي وقع بها الطلاب السابقين.

ابحث عن شغفك:

من أكثر الأمور التي يمكن أن تساعدك في الوصول الى بحث متميز ومتكامل هو اختيار المشكلة أو الموضوع البحثي الذي تحب دراسته

، فهذا الامر له انعكاس هائل على اندفاعك نحو العمل البحثي.

وستتجاوز الشعور بالملل أو التعب مهما قضيت من وقت وبذلت من جهد في عملك البحثي، وبالتالي يمكننا القول ان إحدى أبرز نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي تنطلق من اختيار الموضوع الذي تحبه وتميل إلى دراسته.

التعامل الإيجابي:

من المهم للغاية تجنب الطالب أو الباحث العلمي لأية أفكار سلبية، كأن يشعر بأنه يحتاج إلى دعم اكبر من الذي يتلقاه

، أو أنه لا يمتلك الإمكانيات التي تسمح له القيام بالعمل، وبأنه يفتقد إلى التوجيه الذي يحتاجه.

فهذه الذهنية لا بدّ من التخلص منها قبل البدء بالعمل، واحرص على تحويل هذه الافكار السلبية إلى أفكار إيجابية، كالإيمان بقدراتك

، والعمل على تحفيز نفسك لبذل المزيد من الجهود التي تساعد على تحسين الإنتاجية في البحث العلمي.

تذكر أنك بشر:

قد يعمل بعض طلاب الدراسات العليا للوصول الى المثالية المبالغ فيها، وهنا عليك التذكر بأنك بشر وفكر بالأشياء الأهم في بحثك أو رسالتك العلمية

، واحرص على خلو هذه الأشياء من الأخطاء، لأنه مع المثالية الزائدة لن تكون راضياً عن عملك بالرغم من مجهوداتك الكبيرة، وعملك الجيد.

اقرأ المزيد: طريقة عمل بحث علمي متكامل

تطوير الباحث العلمي للمهارات البحثية لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي :

يمكننا ان نعتبر بأن تطوير الباحث العلمي لمهاراته البحثية هي النصيحة الأهم من نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي

، وهذا الامر يحتاج من الباحث اتخاذ العديد من الاجراءات.

فأهم الأجزاء الحيوية من عملية الكتابة الأكاديمية تنطلق من امتلاك مهارات البحث العلمي

، التي تساعد على امتلاك الكفاءة والقدرة على الوصول الى بحوث علمية جديرة تساهم في تطوير العلوم والمجتمعات.

ومن أهم الأساليب التي تساعد على تطوير الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا لمهاراته البحثية نذكر:

الاطلاع الواسع على الدراسات السابقة لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي :

إن الباحث العلمي الذي يعمل على تطوير مهاراته البحثية، يعمل على توسيع قراءاته في المراجع والمصادر المنتمية لتخصصه العلمي عموماً وعلى نطاق واسع، وعلى المراجع المرتبطة بتخصصه العلمي بشكل خاص.

وتتعدد المراجع والدراسات التي يمكن الاعتماد عليها، ومنها الكتب، والبحوث، والمقالات، والمؤتمرات

، وإصدارات المجلات العلمية المحكمة المعتمدة، وغيرها من الدراسات السابقة المتنوعة.

التأكد من موثوقية المراجع والمصادر:

على الباحث العلمي أن يحرص عند اعتماده على المصادر والمراجع التأكد من موثوقيتها وسلامتها

، وهناك العديد من المجالات العلمية التي لا تقبل المصادر والمراجع بمجرد ارتباطها بمشكلة أو موضوع البحث.

فهي يجب ان تكون دراسات ومصادر حديثة، لأن بعض المجالات تشهد تطورات كبيرة ومتسارعة.

وبالتالي على الباحث العلمي التأكد من خلال ما يمتلكه من مهارات تحليلية ومهارات نقدية من سلامة المصادر وموثوقيته

، والتأكد من ان المعلومات الواردة في المصدر متوافقة مع المعلومات في الدراسات المماثلة.

وأن يسعى لأن يعرف هل الباحث من الباحثين المعروفين أصحاب الخبرة والموثوقية في مجاله العلمي

، أم أنه من الباحثين الذين يعتمدون على وجهة نظرهم الشخصية بدلاً من الموضوعية والحياد.

الحيادية والموضوعية :

على طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي أن يحافظ على الحياد والموضوعية، والابتعاد عن الميول والرغبات الشخصية

، وهذه من اهم نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي، ولتطوير المهارات البحثية.

وبالتالي يجب أن يتقبل الباحث المعلومات حتى تلك التي لا تتوافق مع ميوله، وأن يعرض النتائج بشكل منطقي سليم بعيد عن أية ميول أو رغبات شخصية، فلا يقتصر على عرض ما يتوافق مع رغبة الباحث، وتقبل الإجابات والنتائج المفاجئة وعرضها بشكل موضوعي سليم.

المنهجية والتنظيم لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي :

على الباحث العلمي خلال كامل مشواره البحثي الطويل العمل وفق منهجية علمية سليمة وصحيحة

، وأن يكون العمل وفق ترتيب وتنظيم سليم، والابتعاد عن العشوائية التي تسيء لأي بحث علمي وتبعده عن تحقيق أهدافه.

في حين يساهم التنظيم السليم في تحسين الإنتاجية والوصول الى النتائج المنطقية الصحيح.

وبذلك نكون قد اطلعنا على :

مفهوم البحث العلمي، وأهمية البحوث العلمية بالنسبة للباحث العلمي، او بالنسبة للعلوم والمجتمعات.

وبالإضافة الى ذلك فقد تعرفنا على كيفية تطوير الباحث العلمي للمهارات البحثية التي يمتلكها.

وألقينا الضوء على نصائح لتحسين الإنتاجية في البحث العلمي.

سائلين الله تعالى التوفيق في عرض كل ما يقدم الفائدة للطلاب الاعزاء.

المصادر:

أهمية البحث العلمي، 2020، موضوع

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

تعرف علينا أكثر