المنهج شبه التجريبي
المنهج شبه التجريبي هناك الكثير من التجارب والمواقف التي لم يتمكن الباحثون من التعامل معها ودراستها بشكل كامل عن طريق المنهج التجريبي، ويعود ذلك لأسباب مختلفة، حيث كان من الواضح عجز المنهج التجريبي في الدراسات التي تتعلق بالإنسان لعدم إمكانية تطبيق التجارب عليه، وهذا كان من أبرز الأسباب والدوافع التي جعلت الباحثين يقومون بإنشاء المنهج الشبه التجريبي .
ما هو المنهج شبه التجريبي :
▪ يعرف المنهج الشبه التجريبي بأنه أحد أنواع المنهج التجريبي، ويلجأ له الباحث عندما يصعب عليه تطبيق المنهج التجريبي على دراساته وأبحاثه، ويعود ذلك لعوامل مختلفة قد تكون دينية أو ثقافية أو اجتماعية وغيرها .
▪ يدرس المنهج الشبه التجريبي العلاقة بين المتغيرات دون أن يتم التدخل بها من قبل الإنسان، حيث يستطيع الباحث في هذا المنهج التحكم بالمتغير المستقل ، ومن ثم يقوم بدراسة أثر هذا المتغير على المتغيرات التابعة، حتى يتم أخيرا دراسة الأسباب ونتائجها .
▪ المنهج الشبه التجريبي
ليس بحث تجريبي متكامل وحقيقي، وذلك على اعتبار وجود إمكانية معالجة المتغير المستقل والتحكم به، وغالبا ما يتم استخدام المنهج الشبه التجريبي في الحالات التي يصعب فيها وضع إعدادات عشوائية وغير محددة للمجال، أو يكون ليس صعب وحسب وإنما من المستحيل وضع تعيينات وأوامر عشوائية .
▪ إذا السمة الأساسية التي يفقدها المنهج الشبه التجريبي ليكون منهج التجريبي هي الشرط العشوائي، لذلك تعتبر تجارب المنهج الشبه التجريبي غير كاملة ومضللة، وهذا ما يسبب للباحثين الشعور بالاستياء والضيق .
▪ غالبا ما يتم استخدام هذا المنهج في دراسة فعالية علاج لأمراض وحالات مختلفة نفسية أو جسدية، وأحيانا في بعض الحالات التعليمية، وفي دراسة الظواهر الإنسانية .
ما هي شروط المنهج التجريبي ؟
لإعداد تجارب المنهج الشبه التجريبي بشكل ناجح ومتقن لابد من تطبيق شروطه وقواعده على أكمل وجه، ومن هذه الشروط نذكر :
1- الشرط الأول : الضبط التجريبي :
ويقصد بالضبط التجريبي بأنه التحكم من النوع الكمي الذي يطبق على المتغيرات حتى يتم تقسمها وتصنيفها إلى متغيرات مستقلة ومتغيرات تابعة، ويكون هذا التحكم دقيق وضروري، حيث يتم قياس تأثير المتغيرات المستقلة، وملاحظة تأثيرها على المتغيرات التابعة قبل البدء بالتجربة وتدخل المتغير المستقل وبعد البدء بها .
2- الشرط الثاني : استخدام مجموعتين متكافئتين :
وهذه المجموعتين هما :
مجموعة تجريبية :
هذه المجموعة التي ستتعرض للتغير، حيث يتم تغيرها تبعا للمتغير المستقل .
مجموعة ضابطة :
أما هذه المجموعة فسيتم مقارنتها بالمجموعة السابقة، أي المجموعة التجريبية .
3- الشرط الثالث : معالجة التجربة :
ويقصد بمعالجة التجربة هي معالجة الشرط السابق ،حيث يتم معالجة ودراسة المجموعة التجريبية بعد تعرضها للمتغير المستقل ومقارنتها بالمجموعة الضابطة .
4- الشرط الرابع : التقويم :
وهنا يتم يتقييم أثر المتغير المستقل فيما إذا كان سلبي أو إيجابي على المجموعة التجريبية .
ما هي إيجابيات المنهج الشبه التجريبي ؟
سنتعرف الآن على بعض من أهم إيجابيات هذه المنهج، والتي هي :
1- يعتبر المنهج الشبه التجريبي مفيد جدا في الحالات التي يكون من الصعب اجراء التجارب لها، أو وضع مجالات وتعيينات عشوائية وقد يعود ذلك لعدة أسباب والتي من الممكن أن تكون دينية أو أخلاقية أو غير ذلك من أسباب تفرض قيود عدة .
2- ويعتبر هذا المنهج هام جدا في الأبحاث التي تتعلق بالبيئة والطبيعة، ولذلك على اعتبار استخدامه مفيد للبيئة ويقلل من الكثير من مخاطرها .
3- ومن أيجابيات المنهج الشبه التجريبي إمكانية الاستفادة من النتائج المتماثلة والمتشابهة، حيث يمكن تعميميها على بعض التجارب القريبة الشبيهة بها .
4- كما يعتبر مفيد وجدا في دراسة الأبحاث التي يتطلب إعدادها فترات زمنية طويلة ليتم إنهائها .
ما هي سلبيات المنهج الشبه التجريبي ؟
للمنهج الشبه التجريبي بعض السلبيات ولابد من ذكرها للاطلاع عليها، وهذه السلبيات هي :
1- إن نتائج هذا المنهج غالبا ما تكون مشوك بموثوقيتها وصدقها وذلك بسبب عدم القدرة على التحكم بالمشاركين في التجارب عند إعدادها .
2- وفي بعض الأحيان تكون الأدلة والبراهين التي تم التوصل لها ضعيفة وغير كافية.
3- ومن أبرز سلبيات المنهج الشبه التجريبي عدم القدرة على تحديد نتائج أسباب البحث، وذلك بسبب عدم تطبيق التوزع العشوائي الذي يؤدي إلى حدوث مقاربة ما بين معلومات وبيانات البحث .
أهم التصاميم للمنهج الشبه التجريبي :
لقد تم تحديد بعض التصاميم للمنهج الشبه التجريبي من قبل كل من العالم ستانلي والعالم كامبل، كما تم تحديد بعض المفاهيم والرموز لهذا المنهج، وأشهر هذه التصاميم هي :
1- تصميم المجموعات الضابطة الغير متكافئة :
▪ يعتبر هذا التصميم مشابه بشكل كبير لتصميم القبلي البعدي، إلا أنه يختلف عنه من حيث التقسيم الغير متكافئ للمجموعات .
▪ في هذه الحالة يتمكن الباحث من التعيين العشوائي لكل من المجموعات الضابطة والتجريبية، برغم من أن التعيين العشوائي من أهم شروط المنهج ويجب تطبيقه قدر المستطاع.
▪ في هذا النوع من التصميم لا يستطيع الباحث من تقسيم الأفراد بشكل عشوائي إلى مجموعات والذي يؤثر سلبا على مصداقية البحث، مما يضطر إلى التعامل مع المجموعات كما هي عند قيام الباحث بالمقابلات والمعالجات .
تصميم المجموعات الضابطة الغير متكافئة
▪ كما يواجه هذا التصميم الكثير من التحديات الأخرى والتي ترتبط بدراسات الانحدار الإحصائي
وغيرها من التحديات التي تتعلق بكل من عامل التاريخ، وعامل النضج، وعامل الاختبار والتفاعل فيما بين هذه العوامل .
▪ ولكي يستطيع الباحث العلمي التعامل مع هذا المنهج يجب عليه تحليل البيانات لكل مجموعة بهدف تحديد الاختلاف فيما بينها .
▪ يتميز تصميم المجموعات الغير المتكافئة بالقدرة على التحكم بالعوامل التي من الممكن أن يكون لها تأثير كبير على مصداقية وموثوقية النتائج .
2- تصميم السلسة الزمنية :
▪ يعتبر هذا التصميم من أبرز وأهم تصماميم المنهج الشبه التجريبي، يتشابه هذا التصميم مع تصميم القبلي البعدي
إلا أن الاختلاف يكون في اختيار الأعضاء الذي لا يتم عشوائيا .
▪ في هذا التصميم يجب على الباحث التعامل مع المجموعة ويقتنع بها، ومن ثم يقوم بتطبيق الاختبار القبلي ولعدة مرات متوالية، ليتم أخيرا
إدخال المتغير المستقل لقياس التغير الناتج أخيرا .
▪ يتميز تصميم السلسلة الزمنية بقدرته على التحكم بعوامل عدة قد يكون لها تأثير كبير على صحة النتائج .
3- التصميات التجريبية الحقيقية :
▪ يتمكن الباحث من القيام بالتصميمات التجريبية الحقيقية بعدة طرق وذلك بهدف التوصل إلى التكافؤ الأمثل للمجموعات، ومن هذه الطرق :
أ- الطريقة العشوائية .
ب- استخدام طرق المزاوجة .
ج- مقارنة المجموعات المتجانسة .
د- استخدام المفردات البحث كوسيلة تحكم في المتغيرات الخارجية .
و- استخدام تحليل التباين كوسيلة إحصائية لتحقيق التوازن بين المجموعات .
نستنتج مما سبق :
لقد كان استخدام المنهج الشبه تجريبي بتصماميه المختلفة حل لدراسة الكثير من القضايا والدراسات، فمن أهم فوائد هذا المنهج الثبات والموضوعية .
