محتويات المقال
1 الدراسات السابقة في البحث

الدراسات السابقة في البحث

الدراسات السابقة في البحث

البحوث السابقة هي مصدر إلهام لا غنى عنها بالنسبة للباحث، فكل بحث ما هو إلا امتداد للبحوث التي سبقته، لذلك لابد من استعراض الأدبيات، أي معرفة الأعمال التي أُنجزت من قبل حول الموضوع الذي يشغل بالنا، فالأدبيات الموجودة حول موضوع ما هي طريق للاستكشاف وقراءة النصوص الملائمة تسمح للباحث بالإحاطة بموضوع بحثه الخاص وضبطه بصورة جيدة.

الغرض من مراجعة الدراسات السابقة

يُقصد بمراجعة البحوث السابقة تلخيص أو تجميع أهم نتائج البحوث السابقة المرتبطة بالمشكلة، ولا تقتصر مراجعة البحوث السابقة على مجرد تجميع نتائج البحوث المرتبطة بالمشكلة، بل لابد للباحث من أن يقوم بدراسة نقدية لما يقرأه، بحيث تكون العملية في النهاية عملية تأليف ترتكز على المعرفة القائمة في مجال تربوي أو نفسي محدد بعناية، ولذلك فإن مراجعة البحوث والدراسات السابقة تساعد على أن يكتسب الباحث والقارئ بصيرة أبعد من مجرد استعراض للنتائج التي تمخضت عنها تلك البحوث، وتتضمن مراجعة البحوث السابقة أنواعاً عديدة من المصادر منها :المجلات العلمية المتخصصة والتقارير والكتب العلمية والحوليات والوثائق الحكومية والرسائل العلمية، وقد تتضمن مناقشات نظرية، كما تتضمن مراجعة للمعرفة والمعلومات المرتبطة بالمشكلة والأوراق والمقالات الفلسفية ووصف وتقويم الممارسات الحالية وعرضها للبحوث الميدانية.

مصادر الدراسات السابقة

المصادر الأولية:

هي الوثائق والمطبوعات التي تشتمل على معلومات وتصورات جديدة أو أفكار معروفة، وهي تلك المصادر التي قام الباحث بتسجيل معلوماتها مباشرة استناداً إلى الملاحظة أو التجريب أو الإحصاء أو جمع البيانات ميدانياً لغرض الخروج بنتائج جديدة وحقائق غير معروفة سابقاً مثل الرسائل الجامعية، المقالات، المجلات، تقارير البحوث، الملتقيات.

مصادر المعلومات الثانوية:

هي المصادر التي تعتمد في معلوماتها على المصادر الأولية (تعتمد على معلومات تم تسجيلها سابقاً مثل الكتب الدراسية، المعاجم).

المصادر الثلاثية: جاءت نتيجة لزيادة الإنتاج الفكري العالمي مثل الإنترنت.

أهمية الدراسات السابقة في البحث

تعد عملية استعراض الدراسات السابقة في البحث العلمي ذات أهمية بالغة، فهي تؤدي كثيراً من المهام للباحث أثناء تنفيذه لهذه العملية وللقارئ عند قراءته لما كتبه الباحث حول هذه الدراسات، وتتمثل أول هذه المهام بالنسبة للباحث في التأكد من أن هذه الدراسات السابقة لم تتطرق للمشكلة التي هو بصدد بحثها بنفس المضمون والمنهج، فالقصور في المنهج قد يؤدي إلى نتائج غير صادقة والقصور في المضمون يعني وجود جوانب للموضوع لا تزال في حاجة إلى البحث أو التعديل ويؤدي هذا بالتالي إلى البرهنة على أهمية المقترح وجدوى تنفيذه

وتكمن أهمية الدراسات السابقة فيما يلي :

  • الاطلاع على الدراسات السابقة يساعد الباحث على الاختيار السليم لبحثه ويجنبه مشقة تكرار بحث سابق، كما تمكنه من التأكد أن جميع العوامل التي تؤثر في حل المشكلة التي تضمنها البحث.
  • تعرّف الباحث بالصعوبات التي وقع بها الباحثون الآخرون وما هي الحلول التي توصلوا إليها لمواجهة تلك الصعاب، ومن ثم يتجنب الوقوع في الأخطاء التي وقع بها الآخرون.
  • تزويد الباحث بالعديد من المراجع المتعلقة بموضوع بحثه، فغالباً تحتوي تلك الدراسات على بعض التقارير الهامة التي لم يطلع عليها الباحث بعد.
  • تزويد الباحث بالأدوات والإجراءات التي يمكن أن يستفيد منها في إجراءاته لحل مشكلته.
  • إغناء البحث وبيان أصالته عن طريق الرجوع إلى الأطر النظرية والفروض التي اعتمد عليها الآخرون والنتائج التي أوضحتها دراساتهم وكذلك استعراض أوجه النقص والاختلاف في تلك الدراسات.
  • الاستفادة من نتائج الأبحاث والدراسات السابقة في مجال بناء فروض البحث اعتماداً على النتائج التي توصل إليها الآخرون وأيضاً في مجال استكمال الجوانب التي وقفت عنها الدراسات السابقة.
  • تساعد الباحث في تحديد الإطار النظري لموضوع بحثه، وتعديل هذا الإطار بحسب المستجدات البيئية التي قد تفرض أحياناً بعض التغير في الأسس النظرية والفرضيات التي تقوم عليها الدراسة العلمية.
  • تحديد وتكوين العنوان الكامل للبحث بعد التأكد من شمولية العنوان لكافة الجوانب الموضوعية الدقيقة والجغرافية المكانية وكذلك التاريخية.
  • تساعد الباحث في اختيار أداة أو وسيلة أو تصميم أداة مشابهة لأداة أخرى ناجحة لتلك البحوث.
  • استكمال الجوانب التي وقفت عليها البحوث السابقة، لأن في ذلك تجانس وتكامل لسلسة البحوث العلمية في مجال تخصصه.

كل هذه النقاط تعطي الدراسات السابقة أهمية بالغة في البحث ابتداءً من كونها تساعد الباحث في بلورة مشكلة بحثه وتحديد أبعادها، أي أنه بواسطتها يمكن تحديد الإطار التصوري لبحثه وصولاً إلى النتائج، ومنه يحدد ما إذا كان بحثه قد توصل إلى نتائج جديدة أو فيها إضافة.

عرض الدراسات السابقة

تختلف طريقة عرض الدراسات السابقة من باحث لآخر، وذلك حسب ما يريد الباحث تبريره وإبرازه فيما يخص توافق واختلاف بحثه عن هذه الدراسات السابقة، لذلك سنقدم أهم النقاط التي يجب عرضها في الدراسات السابقة، حيث يستطيع الباحث من خلال هذه النقاط إجراء عملية المقارنة، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين ما جاء في هذه الدراسات وما ذهب إليه في بحثه:

تقديم الدراسة:

يقوم الباحث بهذه الخطوة حفاظاً على الأمانة العلمية وتعريف الدراسة، حيث يذكر فيها عنوان الدراسة، صاحب الدراسة
الجهة التي أشرفت على الدراسة (الجامعة، المؤسسة)، والسنة التي أُنجزت فيها الدراسة ومكان الدراسة (البلد).

جوهر الإشكالية:

المقصود بجوهر الإشكالية هو أن الباحث يجري تلخيصاً للإشكالية يحدد فيها أهم النقاط التي تخللت الإشكالية، أي يقوم بحصر الأبعاد التي تناولتها الدراسة.

خدمة تلخيص الدراسات السابقة

عرض فرضيات الدراسة:

يقوم الباحث بعرض هذه الفرضيات لكي يبرز ما إذا كان قد تبنى إحدى هذه الفرضيات أم قام بصياغة فرضيات جديدة بما يتوافق مع الأبعاد التي تبناها.

أهداف الدراسة:

يذهب الباحث إلى عرض الأهداف التي قامت عليها الدراسات السابقة لما لها من أهمية في تبرير اختيارات الباحث للأبعاد التي تبناها.

أهم المداخل النظرية أو المقاربات النظرية:

يقوم الباحث بعرض أو ذكر أهم المداخل النظرية أو المقاربات التي تبنتها هذه الدراسات السابقة في تفسير مشكلتها.

الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية:

يقوم الباحث بعرض كل الإجراءات والتدابير التي اُستخدمت في هذه الدراسات السابقة والمتعلقة بالدراسة الميدانية
حيث يتم عرض مجالات الدراسة، أدوات جمع البيانات، منهج الدراسة، عينة ومجتمع الدراسة.

نتائج الدراسة:

يتم عرض كل النتائج التي توصّلت إليها الدراسات السابقة.

الأخطاء الشائعة في تحضير الدراسات السابقة
  • الاعتماد على المصادر الثانوية بكثرة.
  • الاعتماد على المقالات غير العلمية التي تُنشر في المجلات اليومية.
  • التركيز على نتائج الدراسات عند رجوعنا للمقالات العلمية.
  • اختيار الدراسات السابقة التي ليس لها علاقة مع موضوع الدراسة.
  • في كثير من الأحيان يخطئ الطلبة في كتابة المراجع، مما يمنع الباحثين الآخرين من الاستفادة من نفس المرجع.
خاتمة

الباحث الناجح هو الذي يبدأ من حيث انتهى إليه غيره من الباحثين، حيث تتشكل لديه معارف واسعة تؤهله لأن يكون أكثر قدرة على الإبداع والابتكار في بحثه
ولا يتم ذلك إلاّ من خلال عمل مسح للدراسات السابقة حول موضوع بحثه ليجمع كل ما كُتب ونُشر في المؤلفات والمراجع والبحوث الميدانية المنشورة في الدوريات العربية والأجنبية والرسائل العلمية إضافة لما نُشر في المؤتمرات العلمية المتخصصة والتقارير العلمية التي تصدرها مراكز البحوث، ثم يقوم بتحليل ونقد هذه الدراسات ويدرس أهم ما جاء فيها بحيث يصل لتحديد أفضل الأدوات والأساليب والمناهج لدراسته الحالية ومن خلال هذا الاطلاع يمكن للباحث الوقوف على مجموعة تساؤلات، وتكون تلك بمثابة إشكالية لدراسة جديدة ومنطلقاً لبناء فروض بحثه.

 

اقرأ ايضا

: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا

 [email protected]

00962786468632

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments