محتويات المقال
1 نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي

نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي

محتويات المقال

جاء عرضنا مجموعة نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي، نتيجة لأهمية كتابة المقدمة الجيدة المتكاملة في أي بحث أو

رسالة علمية، وذلك لرفع جودة الدراسة وتشجيع القراء على الاطلاع عليها.

حيث تعتبر المقدمة في الرسائل العلمية من أهم عناصر الدراسة، وهو ما يوجب الاهتمام بها بشكل كبير، وهذا ما يتغافل عنه

الكثير من الباحثين العلميين والطلاب، الذين يتعاملون مع المقدمة كعنصر ثانوي تتم كتابته بتسرع ودون حرص على أن تكون عناصره وخصائصه متكاملة.

وهو ما سيؤثر على جودة وتقييم الدراسة، وسينفر القراء عن متابعة القراءة للبحث أو الرسالة العلمية، وهذا ما يجب الحذر منه

وتجنبه وذلك من خلال بذل جهد أكبر في كتابة المقدمة البحثية ذات الأهمية الكبيرة.

ونظراً لأهميتها فإننا سنخصص هذا المقال للاطلاع على مفهوم المقدمة وشرح أهميتها، والتعرّف على خطوات كتابتها وعلى

خصائص المقدمة الجيدة، مع عرض مجموعة نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي.

 

اقرأ ايضاً: شروط مقدمة البحث العلمي 

نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي

مفهوم المقدمة في البحث أو الرسالة العلمية.

إن المقدمة في أي بحث أو ورقة أو رسالة علمية هي ثاني العناصر الرئيسية للدراسة، على اعتبارها العنصر الذي يأتي بعد عنصر

العنوان الذي يأتي في واجهة أي بحث أو دراسة علمية.

وتستخدم المقدمة عادةً لكي تمهّد وتروّج للبحث أو الدراسة العلمية، وهو ما يستلزم الاهتمام كثيراً بصياغتها بالشكل السليم مع

الحرص على تضمينها جميع عناصر المقدمة البحثية.

بحيث تستخدم المقدمة للاطلاع المختصر على موضوع الدراسة البحثية وعرض فائدتها وأهميتها، والاطلاع على مراحل البحث

الرئيسية، مع عرض العلاقة بين أهم المتغيرات المستقلة والتابعة للبحث العلمي.

وتعمل المقدمة على عرض المنهجية المعتمدة بالدراسة مع توضيح سبب اختيارها، وتبيان دورها في وصول الدراسة إلى نتائج وحلول منطقية سليمة.

مع ضرورة توضيح أهداف البحث الرئيسية، والدراسات السابقة ومختلف المصادر الأساسية التي تعتمد عليها الدراسة الحالية.

علماً ان نجاح كتابة مقدمة البحث العلمي يشترط كتابتها بلغة واضحة ومفهومة وبسيطة، مع الاعتماد على العبارات المتسلسلة والمترابطة.

بالإضافة إلى ضرورة العمل قدر الإمكان على تجنب الاعتماد على المصطلحات العلمية، أو الكلمات التي تقبل التأويل

أو الغامضة، كما يفترض العمل على الابتعاد عن الاقتباس إلا في حال الحاجة الأساسية للاقتباس في المقدمة البحثية.

لأن الاقتباسات والشروحات المطولة ستكون مملة ومنفرة لأي قارئ، وهذا ما يتناقض مع السمة الرئيسية لمقدمة البحث أو الرسالة

العلمية، والتي تفترض أن تكون المقدمة موجزة ومختصرة.

وبذلك نكون قد ألقينا نظرة أولية على مفهوم المقدمة الجيدة للبحث أو الرسالة العلمية، وتعرفنا باختصار عن شروط ومعايير كتابتها بالشكل السليم ذو الجودة العالية.

ولأن المقدمة وكما أشرنا تلي صفحة الغلاف التي تحتوي العنوان الدراسي، فهي ستكون أول عنصر أو خطوة يطلع عليها القارئ في الدراسة العلمية.

وهو ما يمنحها الأهمية الكبيرة باعتبارها ستترك لدى القارئ الانطباع الأول عن مدى جودة الدراسة العلمية، وعن إمكانيات ومهارات الباحث العلمي ومدى قدرته على الوصول إلى دراسة علمية سليمة وصحيحة.

وبذلك نكتشف أهمية المقدمة البحثية وضرورة الحرص على كتابتها بالشكل الأمثل، وأن تحتوي جميع عناصر المقدمة، ويكون

أسلوب كتابتها أسلوب لغوي قوي يترك الانطباع الإيجابي لدى القارئ أو لجان التقييم المختصة.

وهذا ما يدفع الكثير من طلاب الدراسات العليا أو الباحثين العلميين للاعتماد على المقدمة المختصرة لإظهار معارفهم في مجالهم

العلمي، ولتوضيح الإمكانيات والمعارف والمهارات التي يمتلكونها بالجانب اللغوي.

مع ضرورة الحرص على إظهار الأسلوب القوي ذو اللغة السليمة والجذابة التي ترفع من جودة الدراسة البحثية، وهذا سيساهم

بشكل فعال في عدم إهمال القارئ للدراسة بل الحرص على متابعة قراءتها والغوص في ما تتضمنه من محتوى.

 

أهمية كتابة المقدمة الجيدة للبحث العلمي.

جاءت ضرورة الاطلاع على نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي من أهمية الكتابة السليمة للمقدمة البحثية.

وتبقى الناحية الأساسية التي تظهر فيها قيمة المقدمة، فهي من خلال كونها العنصر الترويجي الذي يمنح طالب الدراسات العليا أو

الباحث العلمي فرصة فريدة لإظهار أهمية دراسته والفوائد الرئيسية التي ستحققها الدراسة لتخصصها العلمي.

أو بمساهمتها في تطور المجتمعات وإيجاد الحلول المهمة جداً لها، ولإظهار معارف ومهارات الباحث العلمي موضوعياً ولغوياً بما

يساعد على إقناع القارئ بمتابعة القراءة للدراسة البحثية.

وعلى العكس من ذلك فإن الاهمال لمقدمة البحث العلمي وعدم احتوائها على العناصر الرئيسية لها، أو في حال كتابتها بأسلوب

لغوي ضعيف يؤثر على الجودة الخاصة بالبحث العلمي، فإن قرار القارئ سيكون بشكل طبيعي هو عدم إكمال القراءة للدراسة العلمية.

فالمقدمة التي لا تتجاوز الصفحة الواحدة أو بضع صفحات (وفقاً لمستوى وحجم البحث العلمي) سيكون لها تأثير كبير وانطباع

واضح عن الإمكانيات والمعارف التي يمتلكها الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا، وعن أهمية الموضوع الذي يتناوله البحث أو الرسالة العلمية.

وهذا ما يدفعنا لتقديم نصيحة هامة للغاية بالحرص على كتابة مقدمة الدراسة البحثية بالشكل المختصر الجذاب والمنتظم، وتبيان

سلامة وأهمية الدراسة العلمية، وإظهار الجودة المعتمدة في الكتابة الأكاديمية للمقدمة في البحث أو الرسالة العلمية.

ويبقى أكثر ما يظهر أهمية مقدمة البحث العلمي أنها توضح الخطوط العريضة والهيكل العام والنقاط الرئيسية للبحث العلمي.

مع تقديمها النظرة الشمولية التي تمنح الفهم الأولي لأبرز المعلومات والمراحل والبيانات البحثية، حيث يعمل الباحث العلمي على

أن يضع ملخص دراسي مفهوم وموجز لكنه بنفس الوقت شامل للدراسة البحثية.

مما يجعل المقدمة الخارطة الرئيسية لطريق البحث العلمي بما يعكس سلامته وكفاءته، وتوضيح أهمية البحث والفائدة المنتظرة

منه، وهو ما سنساعدكم على الوصول إليه من خلال عدة نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي.

 

عناصر كتابة مقدمة البحث العلمي.

إن أهم نصيحة من نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي هي بالاتباع الكامل لجميع عناصر كتابة المقدمة البحثية، وأن تكون

صياغة كل عنصر من هذه العناصر متكاملة وسليمة.

 

ولكن ما هي أهم عناصر كتابة مقدمة البحث العلمي؟

 

  • العبارة الافتتاحية (الاستهلالية).

على الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا أن يستهل مقدمة البحث العلمي بإحدى العبارات الاستهلالية الملائمة والتي يفضل أن

تكون متناسبة مع موضوع البحث، ومن خلال هذه الجملة يمهد الباحث العلمي لباقي العناصر في مقدمته البحثية.

وكثيراً ما يتم الاعتماد في الجملة الافتتاحية على إحدى آيات الذكر الحكيم، أو أحد الأحاديث عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام،

كما يمكن الاعتماد على مثل او عبارة مأثورة، أو بيت من الشعر يتناسب مع الموضوع الدراسي، أو غير ذلك من الجمل القوية التي يمكن اعتمادها لاستهلال المقدمة والبحث العلمي بشكل عام.

فعلى سبيل المثال يمكن أن يستهل الباحث العلمي لبحثه الذي يتناول أحد مواضيع الزواج  في مجتمع معين بقوله تعالى:

” فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ”.

 

  • منح القارئ لمحة شاملة عن الموضوع البحثي.

يعتبر هذا العنصر أحد اهم عناصر المقدمة في الدراسات البحثية، مما يجعل ما نذكره بهذه الفقرة من ضمن نصائح هامة في كتابة

مقدمة البحث العلمي.

حيث تكون المقدمة جيدة وفعالة من خلال التعريف المختصر بالإشكالية أو الظاهرة البحثية التي يدور حولها البحث قيد الدراسة

فتعرض أهم المعلومات حولها بشكل يوضح ماهيتها بشكل مختصر ومبسط بالوقت ذاته.

كما أن المقدمة تشمل في هذه المرحلة عرض موجز للأسباب التي دفعت طالب الدراسات العليا او الباحث العلمي لأن يختار هذا

الموضوع الدراسي بالتحديد، مع توضيح أهمية دراسة هذا الموضوع، وما هي الفوائد التي ينتظر تحقيقها من الدراسة العلمية.

بحيث يمر الباحث بشكل سريع وواضح على الفوائد المتوقعة من هذه الدراسة البحثية وما يمكن أن تساهم فيه من تطور التخصص

العلمي للباحث، أو ما يمكن أن تساهمه في تطور الأمم والمجتمعات، أو في إيجاد الحلول للإشكاليات التي تواجهها، أو ما تحققه من رفاهية وتطور لأفراد هذه المجتمعات.

وبهذا العنصر تظهر بشكل كبير إمكانيات ومهارات الباحث العلمي وقدرته على العرض الموجز المختصر، ولكنه شامل يظهر

بشكل واضح مشكلة البحث العلمي وأهم العناوين والمحاور التي يتناولها البحث الحالي.

 

  • توضيح العلاقات الأساسية بين المتغيرات البحثية.

قد تستهدف الدراسة العلمية إيجاد العلاقات التي تربط بين المتغير أو المتغيرات المستقلة، مع المتغير او المتغيرات التابعة، وهو ما

يشير الباحث العلمي إليه بشكل مختصر من خلال مقدمته البحثية التي تظهر المتغيرات الرئيسية للدراسة سواء منها المتغيرات

المستقلة، او متغيرات البحث التابعة، أو المتغيرات الوسيطة.

 

  • توضيح الحدود الأساسية في البحث العلمي.

من العناصر الرئيسية الواجب الالتزام بها بشكل دائم في المقدمة البحثية، وذلك بشكل مختصر بحيث تعرض الحدود الموضوعية

المتواجدة في جميع الدراسات البحثية من مختلف التخصصات الموضوعية.

كما يتم عرض الحدود البشرية أو الحدود المكانية أو الحدود الزمانية، وذلك في حال ارتبطت الدراسة بمجتمع معين، أو بمكان

أو أمكنة مكانية معينة، أو في حال ارتبطت بزمان أو أزمنة محددة.

 

  • تحديد المنهجية العلمية المعتمدة.

على الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا ان يحرص في مقدمته البحثية على تبيان المنهج أو المناهج العلمية التي سيعتمدها في

بحثه أو رسالته العلمية.

وفي حال اعتماد الباحث العلمي على منهج أو أكثر من منهج علمي (مع ما يحتاجه هذا الأمر من مهارة وخبرة ومعرفة)، فيفترض الإشارة إلى ذلك بصورة موجزة في مقدمة الدراسة.

مع ضرورة أن يظهر الباحث العلمي سبب اعتماده على هذه المنهجية العلمية تحديداً، والإشارة إلى ارتباطها بالموضوع البحثي، ودورها في الوصول إلى البيانات المنطقية السليمة التي تساهم في وصول الدراسة العلمية إلى نتائج دقيقة سليمة.

 

  • توضيح الاستشهادات والاقتباسات في حال وجودها.

على الرغم من أن إحدى أبرز نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي هي تجنب الاقتباسات والاستشهادات بالدراسات السابقة

قدر الإمكان، لأن ذلك يتعارض مع الطبيعة المختصرة للمقدمة.

 

ولكن هناك في بعض الحالات التي يحتاج فيها الباحث العلمي للاستشهاد بالمقدمة ببعض الدراسات السابقة لكي يبرز موضوع

دراسته، وهنا يمكن القيام بذلك ولكن مع الاختصار قدر الإمكان بعمليات الاقتباس.

 

  • إظهار الأهداف الرئيسية للبحث العلمي في العنصر الختامي للمقدمة.

إن عرض الأهداف الرئيسية من العناصر الرئيسية في المقدمة البحثية التي يعتبر إغفالها من الأمور التي تضعف الدراسة العلمية

بالكامل، وهو ما يستوجب من الباحث العلمي أن يعرض بشكل مختصر لأهداف البحث العلمي الأساسية.

علماً أن إظهار هذه الأهداف يساهم في توضيح قيمة الدراسة العلمية، ونكون أمام دراسة أكثر أهمية لها أهداف قابلة لأن تتحقق

وهو ما يساهم في تحقيق الدراسة للغايات التي يسعى الباحث الوصول إليها.

وبالإضافة إلى ذكر البيانات وكيفية جمعها وما هو الأسلوب أو الأدوات البحثية المعتمدة في جمع بيانات البحث العلمي

مع الإشارة إلى سلامة بيانات البحث العلمي، وأنها من البيانات الموثوقة المستمدة من مصادر أولية أو ذات مصداقية.

كما تتم الاشارة إلى كون أسلوب جمع المعلومات هو مصادر غير مباشرة كالكتب والبحوث والاوراق العلمية، او إصدارات

المجلات العلمية المحكمة أو المؤتمرات العلمية أو غيرها من الدراسات السابقة.

أو يشير الباحث إلى جمعه البيانات بشكل مباشر من الظاهرة العلمية أو من مجتمع البحث أو العينة الدراسية المعبرة عنه والممثل له بشكل كامل.

 

خصائص مقدمة البحث العلمي.

إن فهم أبرز نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي يحتاج من الطالب أو الباحث العلمي إدراك جميع خصائص مقدمة البحث

العلمي، والتي يمكن اختصارها بالنقاط التالية التي يفترض الالتزام بها للوصول إلى المقدمة الجيدة والمقبولة:

 

  • مقدمة البحث العلمي الموجزة والمختصرة.

إن الإيجاز والاختصار من أهم سمات مقدمة البحث العلمي أو أية رسالة أو دراسة علمية، فعدم الالتزام به سيؤدي إلى مقدمة غير

سليمة لا تحقق الهدف المطلوب منها، وأبرزها أن القارئ سيشعر بالملل ولن يتحفز على الاستمرار بقراءة باقي عناصر البحث العلمي.

والوصول إلى هذا الأمر الضروري في المقدمة لا يعني تجاهل أي عنصر من العناصر المتعددة التي اطلعنا عليها بفقرتنا السابقة،

بل يكون بعرض كل عنصر من هذه العناصر بشكل كامل لكنه موجز ومختصر، وهذا الامر يساعد على إظهار ما يمتلكه الباحث

العلمي أو طالب الدراسات العليا من إمكانيات في مجاله العلمي أو في مهاراته اللغوية.

ويبقى عامل الإيجاز عامل أساسي في وصول القارئ إلى فكرة شاملة لكنها مختصرة عن البحث العلمي، وهو ما قد يكون

أهم عوامل التحفير للاستمرار في قراءة البحث أو الرسالة العلمية.

 

  • حجم مقدمة البحث العلمي.

إن المقدمة الجيدة لأي دراسة انتمت وبغض النظر عن مجالها العلمي فسمتها الاساسية هي الإيجاز والاختصار، ويفترض أن لا

تحتوي على التكرار أو الحشو، مع عدم الاعتماد قدر الامكان على الاقتباسات او الشروحات، ولكن هذا لا يعني أن الحجم موحد للمقدمة بين مختلف الدراسات العلمية.

فحجم المقدمة يختلف من مستوى دراسي إلى آخر ومن تخصص علمي إلى آخر، وهو ما يتأثر بموضوع الدراسة العلمية أو حجم البحث العلمي.

فالبحث الجامعي وحلقات البحث لا تكون المقدمة فيه بحجم يتجاوز صفحة واحدة فقط، فهي بأحجام تتراوح بين الـ 200 كلمة حتى 300 كلمة لا أكثر.

في حين أن حجم المقدمة بالرسائل العلمية قد تكون بما يقارب الصفحتين أو الثلاث صفحات بالنسبة لرسائل الماجستير، أما مقدمة

رسالة الدكتوراه فقد تصل إلى اربع صفحات أو إلى خمس صفحات بمعظم الدراسات.

 

  • الاعتماد على لغة قوية لكنها مفهومة وواضحة.

من الخصائص الأساسية لأي مقدمة بحث علمي ناجح أنها من عناصر البحث العلمي التي يستخدم فيها الباحث العلمي كلمات

واضحة ومفهومة وبسيطة، والتي يبتعد فيها قدر الإمكان أية كلمات غامضة أو غير مفهومة، او أية مصطلحات علمية.

وهي من العناصر التي يجب أن يعمل من خلالها الباحث العلمي على أن يربط بين مختلف الجمل والعبارات التي تظهر متناسقة

وسليمة، والتي يحاول الباحث من خلالها إظهار مقدراته اللغوية العالية التي تساهم مع أهمية موضوع الدراسة في تحفيز القراء على متابعة الاطلاع على الدراسة البحثية.

وهو أمر لا يمكن أن يكون سليم وناجح إلا مع خلو المقدمة كما كامل الدراسة العلمية من أية أخطاء نحوية أو لغوية أو إملائية، وأن

تكون اللغة المعتمدة في كتابة مقدمة البحث العلمي لغة بسيطة قابلة للفهم من جميع القراء بما فيهم القراء الغير متخصصين بالمجال العلمي للدراسة العلمية.

 

  • التناسق والترابط في كافة عناصر وخطوات المقدمة.

أشرنا في فقرتنا السابقة إلى العناصر المختلفة التي يفترض أن تحتويها مقدمة أي بحث او رسالة علمية، وهو ما يلزم الاهتمام

بصياغتها بالشكل السليم.

لكن هذه الصياغة لعناصر المقدمة لا يمكن أن يكون ناجحاً إلا في حال التناسق والتسلسل الذي يسمح لكافة العناصر بشكل متكامل

ومترابط، بداية من الاستهلال بالعبارة الأولى مروراً بجميع العناصر الأخرى وصولاً إلى العنصر الأخير للمقدمة.

فكما أن وجود العناصر والالتزام بها أمر أساسي في سلامة المقدمة العلمية، وكما أن الوضوح والبساطة في الكلمات والعبارات

فإن الترابط والتناسق والتسلسل هو عامل أساسي في الوصول الى المقدمة الجيدة التي ترفع من جودة البحث العلمي.

 

  • إظهار المصادر الدراسية الأساسية.

على الباحث العلمي أن يحرص على الوصول إلى دراسة أكاديمية متكاملة وذلك من خلال الاعتماد على المصادر والمراجع

البحثية السليمة والموثوقة والتي يكون موقعها عادةً متن الدراسة البحثية.

ولكن هناك بعض الحالات التي يحتاج الباحث العلمي فيها إلى شيء من الاقتباس سواء الحرفي المباشر أو غير المباشر مع إعادة

الصياغة، وذلك بهدف توضيح الموضوع البحثي بشكل كامل.

وهو ما يستوجب توثيق أية مصادر اعتمدت عليها الاقتباسات وذلك بشكل علمي موضوعي سليم، يلتزم بالطريقة المحددة من

الجهة التي ستقدم إليها الدراسة البحثية.

وهذا ما يساهم بالمحافظة على جميع مجهودات الباحثين السابقين ويساهم بتحقيق الأمانة العلمية، كما يجنب الباحث العلمي الظهور

بمظهر المنتحل او السارق الادبي، بالإضافة إلى مساهمة علميات التوثيق في منع دس المعلومات البحثية الغير صحيحة، وبإظهار موثوقية المصادر المعتمدة ومدى حداثتها.

وهنا نشير إلى أن العديد من الدراسات البحثية وبالخصوص النظرية منها يكون موضوع البحث فيها دراسة بحث او نظرية سابقة من أجل نقدها، بما يوضح نقاط القوة ويسمح بتعزيزها، وبما يوضح نقاط الضعف والثغرات البحثية ويسمح بمعالجتها وسدها.

وهنا من الضروري والأساسي أن يشار إلى النظرية أو الدراسة السابقة التي سيعمل الباحث العلمي على نقدها وذلك من خلال كتابة مقدمة البحث العلمي.

 

نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي.

هناك العديد من النصائح التي تساعد على الوصول إلى المقدمة البحثية الجيدة، وسنحاول الاقتصار على ذكر أهم نصائح هامة في

كتابة مقدمة البحث العلمي، ومن أبرز هذه النصائح نذكر ما يلي:

 

  • الانتقال في المقدمة من طرح الافكار العامة إلى الأفكار المتخصصة أكثر.

إن سلامة كتابة المقدمة للبحث او الرسالة العلمية تتطلب من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يقوم بتعريف الموضوع

البحثي بشكل عام وشامل، ومن ثمّ يتوجه لأن يضيق ويركّز على مواضيع ومحاور البحث أو الدراسة العلمية قيد الدراسة.

وهذا الأمر يحتاج من الباحث العلمي أن يعتمد على الجمل والعبارات التي تكون مفهومة بسيطة وموجزة، بالشكل الذي يسمح

للقراء أن يأخذوا لمحة عامة ولكنها شاملة لجميع محاور الدراسة البحثية وبشكل خاص المحاور الرئيسية منها.

وهذا أمر لا يمكن أن يصل الباحث العلمي إليه دون امتلاكه خبرات وإمكانيات عالية من النواحي المهارية أو المعرفية او اللغوية

بالشكل الذي يساعد الباحث على صياغة المقدمة التي تقنع القارئ بأن يستمر بقراءة الدراسة البحثية.

 

  • تجنب الغرق بتفاصيل الدراسة أو البحث العلمي.

من المهم عند عرض نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي أن نذكر هذه النصيحة التي يجب الأخذ بها من أي باحث علمي او طالب دراسات عليا.

إن إحدى أبرز السمات الرئيسية في المقدمة للجيدة للبحث العلمي هي أن تكون مختصرة وموجزة (كما ذكرنا سابقاً)، وهو ما

يحتاج من الباحث العلمي أن لا يغرق ويتعمق بتفاصيل المعلومات والمواضيع التي تتناولها الدراسة.

وذلك يحتاج لعدم الإطالة عند صياغة المقدمة، وأن لا يتم إغراقها بتفاصيل تسيء إليها وتشعر القراء بالنفور والملل، وهذا ما

سيبعد المقدمة عن الاختصار والايجاز التي تعتبر أهم خصائص المقدمة.

علماً ان هذا الامر يسمح للباحث العلمي أن لا يطيل بالمقدمة بالشكل الذي يزيد من حجمها عن الحجم الطبيعي للمقدمة، وهو عامل

 إضافي لتحفيز القارئ على أن يواصل الاستمتاع بالقراءة، دون ان يشعر بالنفور أو بعدم الرغبة بإكمال قراءة الدراسة البحثية.

 

  • التنسيق السليم والمميز للمقدمة في البحث العلمي.

إن المقدمة وكما ظهر معنا من أبرز عناصر البحث العلمي، فهي العنصر الترويجي للدراسات العلمية البحثية التي تعتبر من أهم وأرقى الأنواع في الكتابات الأكاديمية، والتي تعتبر بدورها أرقى أنواع البحوث البعيدة عن العشوائية والتي تحتاج لأن تكون منظمة ومرتبة في جميع العناصر والمراحل البحثية.

وهذا الأمر يفترض من أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا أن يحرص على أن يكتب المقدمة البحثية الفعالة ذات الأسلوب المنظم والمنسق، وهو ما يحتاج من الباحث العلمي أن يلتزم بمختلف العناصر في المقدمة ويعمل على كتابتها بصورة مترابطة ومنطقية وبتسلسل منطقي سليم.

والمقدمة الجيدة وكما ذكرتا تحتاج الاعتماد على العبارات المترابطة والمتسقة، المؤلفة من كلمات واضحة وسليمة.

 

كما أن إحدى نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي تستوجب تنسيق مقدمة الدراسة البحثية، والتي يمكن أن تختلف بين مجال

علمي ومجال آخر، وبين موضوع بحثي وآخر، وإن كان تنسيق المقدمة في معظم الأحيان في المجالات العلمية المتنوعة يكون من خلال ما يلي:

 

أول عنصر يكون من خلال العبارة الافتتاحية الاستهلالية، ليتم الانتقال للعرض الموسع للإشكالية أو الظاهرة البحثية، والانتقال

للتخصيص عبر ذكر أبرز مراحل وعناوين الدراسة العلمية حسب الشكل أو الأسلوب المعتمد في العرض.

وفي الخطوات اللاحقة يأتي عرض الباحث العلمي لأهمية الدراسة قيد البحث، والفوائد المتوقع الوصول إليها من خلال دراسة

الموضوع البحثي، مع العرض الموجز للمنهج أو  المناهج العلمية المعتمدة، وسبب الاعتماد عليها مع دور المنهجية المتبعة في

الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة للدراسة البحثية.

ووفق التنسيق الخاص للمقدمة البحثية يتم عرض الأهداف الرئيسية للدراسة العلمية، والعرض لأبرز الدراسات السابقة التي يتم

الاعتماد عليها بشكل كبير في الدراسة الحالية.

بالإضافة إلى عرض الأساليب والطرق التي تعتمد في جمع بيانات ومعلومات البحث العلمي الحالي، وعرض مدى مصداقيتها

وحداثتها وصلتها الوثيقة بالموضوع البحثي بالشكل الذي يسمح الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

 

  • لا تعرض في المقدمة كافة البيانات والمعلومات البحثية.

من اهم أهداف كتابة المقدمة في البحوث والرسائل والدراسات العلمية هو جذب القراء والعمل على تحفيزهم لأن يستمروا في

القراءة لكامل البحث العلمي، وهو ما يحتاج منح اللمحة الموجزة ولكنها عامة عن موضوع البحث ومراحله الرئيسية.

وجذب القارئ هنا يفترض من طالب الدراسات العلمية أو الباحث العلمي أن يبتعد عن الشروحات المطولة أو العرض الممل.

ومن هنا بات يمكننا الإشارة من ضمن نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي إلى ضرورة عدم عرض جميع أو معظم البيانات والمعلومات الدراسية بالمقدمة.

وأن يترك الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا معظمها لعرضه ضمن متن الدراسة البحثية، وهذا ما يساعد على تحفيز القراء

على أن يستمروا بقراءة البحث ليتعرفوا على البيانات والمعلومات والحقائق والنتائج التي يرغبون التعرف عليها.

في حين أن عرض معظم البيانات والمعلومات البحثية في المقدمة سيؤدي إلى إطالتها، وهو ما يتعارض الاختصار والإيجاز

باعتباره السمة الرئيسية للمقدمة البحثية.

وهذا سيساهم في جعل القارئ لا يكمل قراءة الدراسة البحثية، لأنه حصل من خلال المقدمة على أبرز المعلومات والبيانات التي يريد أن يطلع عليها.

وعلى الباحث العلمي أن يحرص بذلك من خلال الذكاء والفطنة التي يمتلكها على كتابة المقدمة البحثية التي تحمل جميع خصائص

المقدمة الجيدة التي تعرض معلومات وبيانات معينة، وتحفز القارئ على الاستمرار بقراءة متن الدراسة البحثية للوصول إلى باقي المعلومات والبيانات والحقائق الأساسية والمهمة ذات الفائدة الكبيرة.

 

  • عدم الاعتماد قدر الإمكان على المصطلحات العلمية أو الاقتباسات من الدراسات السابقة.

نعيد ونذكّر بالسمة الرئيسية للمقدمة في أي بحث أو ورقة أو دراسة علمية وهي سمة الإيجاز والاختصار بالشكل اذي يبقي المقدمة

ضمن إطار الحجم المنطقي لمقدمة الدراسة العلمية، وهو ما يساهم بعدم الإحساس بالنفور والملل من قبل الباحث العلمي.

وهذا الأمر من ضمن ما يحتاج اعتماد الباحث على الكلمات المفهومة والبسيطة التي يفهمها كافة القراء، سواء كانوا متخصصين

بالمجال العلمي للبحث أو لم يكونوا متخصصين به.

وهنا يفترض من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا تجنب الكلمات الغامضة في مقدمته العلمية، وأن لا يعتمد على

المصطلحات العلمية في المقدمة إلا عند الاضطرار لذلك.

فهذه المصطلحات لن يفهمها غير المتخصصين بالمجال العلمي، وهو ما يستوجب وضع تعريفات وشروحات عن المصطلحات

المستخدمة، وهذا ما يتعارض مع الطبيعة الموجزة للبحث.

وبالإضافة إلى كل ذلك فإن الباحث العلمي يفترض أن يتجنب بالمقدمة الاقتباسات غير المباشرة مع إعادة الصياغة، او الاقتباسات

الحرفية المباشرة، إلا في الحالة التي يضطر إليها لذلك وبحدود الاقتباس الدنيا، لأنه بحاجة لتوضيح أكبر للموضوع في الدراسة البحثية.

فالاقتباسات المبالغ بها بالمقدمة ستزيد من حجم البحث العلمي بما يتناقض مع اختصار وإيجاز المقدمة، مع ضرورة إبراز الباحث

العلمي في مقدمته أسلوبه المميز الخاص وما يمتلكه من إمكانيات كبيرة ومهمة.

 

  • اعمل على تأخير كتابة مقدمة البحث العلمي حتى الانتهاء من كتابته.

 

يمكننا اعتبار هذه هي النصيحة الذهبية من ضمن نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي، وبالخصوص لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين الجدد.

فالمقدمة وكما ظهر معنا من خلال هذا المقال لها العديد من الخصائص والسمات، وتتضمن العديد من العناصر الواجب صياغتها

بالشكل السليم، ومن ضمن العناصر تحديد مختصر لمراحل الدراسة العلمية والمنهجية المتبعة بالدراسة غير ذلك من معلومات وبيانات تحتويها مقدمة البحث العلمي.

وهذا الأمر لن يكون الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا متمكناً منه قبل إجراء الدراسة البحثية وكتابتها بشكل متكامل ومثالي.

ولذلك لا حاجة لقيام الباحث العلمي لأن يكتب مقدمته الدراسية قبل إجراء الدراسة، لأنه لن يكون على إلمام شامل بجميع مراحل

الدراسة، وأبرز تفاصيلها، وما ستؤول إليه من نتائج وبالتالي لن تمون المقدمة شاملة لجميع العناصر الواجب أن تحتويها.

وهو ما يجعل الوقت المثالي لكتابة المقدمة هو بعد الانتهاء من كتابة جميع مراحل الدراسة العلمية، لأن الباحث سيكون على دراية

بكل مكنونات الدراسة وبالتالي يكون أكثر قدرة على التعبير عنها من خلال المقدمة البحثية المختصرة.

 وبالتالي يتم الوصول إلى المقدمة عالية الجودة التي ترفع من كفاءة وقيمة الدراسة البحثية، التي تساهم في تشجيع القراء على أن

يطلعوا على مضمون ومحتوى البحث أو الرسالة العلمية.

وبناءً عليه نكتشف أن موقع المقدمة في البحوث والرسائل العلمية كأول العناصر بعد العنوان الذي يشكّل واجهة الدراسة، لا يعني

انه حتماً يجب ان تكتب مباشرةً بعد اختيار عنوان البحث العلمي، بل على العكس فإن الأفضل هو تأجيل كتابتها إلى ما بعد كتابة جميع مراحل البحث العلمي.

 

  • احرص على الالتزام بدليل الجهة التي سيتم تقديم البحث العلمي إليها.

إن جميع الجامعات والجهات العلمية تحرص على أن تضع دليل خاص بها يتناول البحوث والأوراق العلمية ومختلف الدراسات

المقدمة إليها، بحيث لا يتم قبول أي بحث علمي لا يلتزم بهذا الدليل ومختلف الشروط المفروضة فيه.

ومن ضمن ما يحتويه الدليل من معايير أو شروط نجد الأمور المرتبطة بالمقدمة الخاصة بالبحث أو الدراسة البحثية.

وبالتالي يستوجب على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا قبل كتابة دراسته الاطلاع على الدليل الخاص بالجهة التي ستقدم

إليها دراسته العلمية، وأن يحرص على أن ينسق ويكيّف بحثه العلمي بما فيه المقدمة بالشكل الذي يتناسب مع ذلك الدليل والشروط والمعايير والاجراءات المفروضة، وهو ما يساهم في بقبول البحث او الدراسة العلمية.

 

الملخص.

وبذلك نكون قد اطلعنا ما هو مفهوم المقدمة في البحث أو الرسالة العلمية؟ وعرضنا أبرز الأمور التي تظهر أهمية كتابة المقدمة

الجيدة للبحث العلمي، ثمّ تعرفنا على مختلف العناصر الرئيسية الواجب أن تكون متواجدة حين كتابة مقدمة البحث العلمي.

وانتقلنا بعد ذلك للتعرف على أهم خصائص مقدمة البحث العلمي التي يفترض الحرص وجودها في أي مقدمة دراسة بحثية.

لنلقي الضوء بعد ذلك بشكل موسع على أبرز نصائح هامة في كتابة مقدمة البحث العلمي، سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في

تقديم كل ما هو مفيد للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا الأعزاء.

 

المصادر:

نصائح لكتابة مقدمة البحث العلمي، 2023، أكاديمية الوفاق للبحث العلمي والتطوير

أهمية مقدمة البحث العلمي، 2022، موضوع

شروط مقدمة في البحث العلمي، 2020، master theses

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments