مناهج البحث

إن إعداد الطالب أو الباحث العلمي لأي بحث علمي يستلزم منه معرفة وإلمام كامل بجميع مناهج البحث العلمي، وأن يلتزم بمنهجية البحث وبخطوات كتابته العلمية الاكاديمية المعروفة عالمياً.

تعريف مناهج البحث

إن مناهج البحث هي الطرق او الأساليب التي يعتمد عليها الباحث العلمي في إطار سعيه لحل مشكلة أو ظاهرة البحث الذي يقوم بدراسته، حيث يختار الباحث المنهج العلمي المتلائم مع طبيعة بحثه، ويسير وفق خطوات تفكير أكاديمية مرتبة تبعد البحث العلمي عن العشوائية، وهذا ما يسمح له أن يصل الى نتائج بحثية دقيقة وصحيحة.

على  الرغم أن مناهج البحث ظهرت منذ القدم، لكنها بدأت بالتطور الى ما نعرفه حالياً بداية من القرن الثامن عشر، لتتأصل وتوضع لها قواعد ونظم علمية خاصة مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

ولذلك يفترض على أي باحث علمي أو طالب أن يعرف كل المعلومات المتعلقة بالمناهج العلمية، لأن اختيار المنهج العلمي المتناسب مع الدراسة التي يقوم بها سيساعده على الوصول الى نتائج دقيقة، بينما قد يوصل سوء اختيار المنهج الى فشل البحث.

وعلى الباحث ان يبين مناهج البحث التي اعتمد عليها في دراسته، وسبب اعتماده عليها، علماً أننا نجد بعض المناهج العلمية قد تكون متناسبة مع اختصاصات علمية معينة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن كل من المنهج المقارن والمنهج الوصفي والمنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي هي الأفضل في البحوث التربوية أو البحوث الاجتماعية، بينما نجد الباحث في العلوم التطبيقية العلمية يعتمد في معظم الأحيان على المنهج التجريبي أو المنهج الكمي، علماً أن ما ذكرناه لا يمكن اعتباره قاعدة عامة ولكنه الأكثر استخداماً في معظم الابحاث العلمية.

أشهر مناهج البحث العلمي

هناك العديد من المناهج العلمية التي يقرر الباحث في دراسته اعتماد واحد منها أو أكثر، وذلك كي يضمن جودة عمله البحثي ووصوله الى نتائج علمية دقيقة وصحيحة، وذلك من خلال اختياره للمنهج البحثي الذي يمنحه أكبر قدر من الإيجابيات، وتكون سلبياته قليلة جداً بالنسبة الى مشكلة أو ظاهرة البحث العلمي، فما هي أشهر مناهج البحث العلمي:

المنهج التجريبي:

وهو احد مناهج البحث العلمي المستخدمة بكثرة، كونه يتميز بالمرونة وبقدرة التكيف مع كافة الظروف
ويلاحظ الباحث العلمي من خلاله مشكلة أو ظاهرة معينة متكررة، فيجري التجارب عليها ويعدل فيها للوصول للنتائج المنطقية الصحيحة.

ولهذا المنهج فضل كبير على تطور العلوم، وتبقى سلبيته الأبرز أنه لا يقدم الجديد لأنه يعتمد على التجارب والاختبارات دون اكتشاف أشياء جديدة.

المنهج الوصفي:

وهو أحد أهم مناهج البحث العلمي وأكثرها استخداماً، فقد لا نرى بحث علمي لا يستخدمه منفرداً ويعتمد عليه ليكون أساس الدراسة
أو يستخدمه رفقة منهج علمي آخر.

يقوم الباحث العلمي من خلال هذا بجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بمشكلة أو ظاهرة البحث، ويصفها ويضع تقارير مفصلة ودقيقة عنها، علماً أن المنهج الوصفي يدرس الظواهر بحالتها الواقعية، ويتعرف على المؤثرات التي تصيب الظواهر والتغييرات التي تطرأ عليها نتيجة هذه المؤثرات، وبالتالي يستخلص النتائج حول أسباب حصول الظاهرة أو المشكلة، مع كل ما يرتبط بهذه الظاهرة.

 

المنهج التحليلي:

إن هذا المنهج العلمي لا يستخدم بشكل منفرد، فهو عادة ما يستخدم الى جانب منهج آخر من مناهج البحث العلمي ليكون مكملاً له، ولنطرح مثال عن استخدام هذا المنهج، سنتحدث عن دراسة لظاهرة استقطاب العمالة الأجنبية الى المملكة العربية السعودية وما هي الآثار السلبية لها على المواطنين السعوديين، فيمكن للباحث استخدام المنهج الوصفي في إطار تعريفه القارئ بكل ما يتعلق بهذه الظاهرة، ويستخدم المنهج التحليلي عبر الوسائل الإحصائية التي تفكك ظاهرة البحث لعدد من الظواهر الاولية، ودراسة كل منها بتعمق وتحليلها ثمّ إعادة تركيبها للوصول الى النتائج البحثية  العامة النهائية.

 

المنهج الاستنباطي:

يعتمد هذا المنهج على الانتقال من الكل الى الجزء، فتأتي الانطلاقة من القاعدة العامة الكلية أو النظريات العامة
فيستنبط منها ما يمكن تطبيقه على الجزء للوصول الى جزئيات معينة.

وفقاً للمنهج الاستنباطي ما ينطبق على فرد من أفراد مجموعة معينة ينطبق حتماً على باقي الأفراد فيها
وهو على ثلاثة أنواع الاستنتاج التحليلي والاستنتاج الرياضي والاستنتاج الصوري، ويستخدم المنهج الاستنباطي
الذي يعد أحد أشهر مناهج البحث العلمي أدوات ثلاث هي التجريب العقلي والتركيب والقياس.

المنهج الاستقرائي:

وهو المنهج المعاكس تماماً للمنهج الاستنباطي، حيث يتم الانتقال فيه من الجزء الى الكل، حيث يقوم الباحث عند اعتماده على المنهج الاستقرائي بتقسيم ظاهرة البحث الى أجزاء، ويقوم بالبحث والدراسة لكل جزء بمفرده لينتقل في المرحلة التالية الى مرحلة التعميم، علماً أن هذا المنهج من مناهج البحث العلمي، يقسم الى نوعين هما الاستقراء الكامل (اليقيني) والاستقراء  الناقص (غير اليقيني).

المنهج التاريخي:

وهو من مناهج البحث العلمي التي ترجع الظاهرة أو المشكلة الى الماضي، فيتم جمع مختلف البيانات والمعلومات السابقة
الخاصة بظاهرة مشابهة لظاهرة البحث، ويتعرف الباحث العلمي على نشأتها وكيف تطورت
ثمّ يربط بين تلك الظاهرة والواقع الحالي لمشكلة الدراسة، ليتم التنبؤ بما قد يحصل مستقبلاً.

ويستخدم الكثير من الباحثين العلميين هذا المنهج سواء بمفرده أو رفقة مناهج علمية أخرى
ومن أبرز العلماء الذين قاموا بالبناء على هذا المنهج وتطويره ابن خلدون وماكس فايبر وكارل ماركس.

المنهج الكمي:

ويساعد هذا المنهج على إظهار نتائج بحثية علمية مقترنة بأرقام محددة غير قابلة لأي شك
وهذا ما يجعله من المناهج المستخدمة بكثرة، لأنه من المناهج الموثوقة التي تلاقي قبولاً من الباحثين العلميين والعلماء
الذين قد يقومون باستخدامه في الكثير من الاحيان رفقة مناهج أخرى كالمنهج التجريبي أو المنهج التاريخي أو المنهج الوصفي.

المنهج المونوجرافي:

ويطلق على هذا المنهج من مناهج البحث العلمي اسم آخر هو “منهج الحالة الواحدة”
وهو يشبه الى حد ما المنهج الاستقرائي، وذلك لأن الباحث الذي يعتمد عليه في الدراسة أو البحث العلمي الذي يقوم بإعداده
يقوم بدراسة عينة واحدة من ضمن العينة الكاملة أو الكلية، ويعمم النتائج التي يحصل عليه من دراسة الجزء على كامل العينة.

فعلى سبيل المثال عندما تتم دراسة حول مدى الفائدة التي تحققها شركة بترول معينة في بلد معين
يمكن تعميم النتائج على كافة الشركات المماثلة لهذه الشركة بذلك البلد.

منهج المسح الاجتماعي:

وهو من ضمن مناهج البحث العلمي المستخدمة بكثرة في الأبحاث الوصفية، حيث يعتمد عليه الباحث العلمي
عندما تحتاج دراسته الى التعرف على إحصائيات محددة من داخل مجتمع الدراسة، كأن يعرف عدد السكان في منطقة ما
أو عدد طلاب كل مرحلة من مراحل التعليم على سبيل المثال
وهذا ما يجعل هذا المنهج مفيد لمن هم في موقع المسؤولية ويحتاجون الى مسح اجتماعي لمعالجة ظاهرة ما أو مشكلة معينة.

 

المنهج الفلسفي:

وهو من المناهج المستخدمة بدراسة المفاهيم المعنوية الغير قابلة للقياس الكمي
كالإيمان او القيم أو الأخلاق أو العدل وغيرها من الأمور، وأبرز القواعد التي يعتمد عليها هذا المنهج من مناهج البحث هي الظن (الشك)
حيث يتم وضع الاسئلة وتوضع لها المبررات للوصول الى الحلول المطلوبة.

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments