يشكل إنجاز الأبحاث العلمية، والرسالات الأكاديمية كرسائل الماجستير والدكتوراه هاجساً لدى كثير من الطلاب، فإعداد هذه الأبحاث أمراً لا يُستهان به أبداً، فهو يشكل بوابة العبور لهؤلاء الطلبة لنيل الدرجات المنشودة، والأهداف التي يطمحون إليها، لهذا تجد الكثير منهم يحاول التمكن من فهم عناصر البحث العلمي، والإلمام الشامل بأدواته، ومفاهيمه الواسعة، ومناهجه، وخطواته، وانطلاقاً من هذه الرغبة وهذا السعي قدمنا لكم في هذا المقال كافة التفاصيل الخاصة بمفهوم ملخص البحث العلمي، والذي يعدّ أحد أركان الأبحاث العلمية، والدراسات الجامعية المختلفة، وقبل التطرق إلى هذا المصطلح لا بدّ لنا من التوسع في فهم مصطلح البحث العلمي، وعناصره الأساسية.

تعريف البحث العلمي

يعتبر البحث العلمي البوابة التي يعبر من خلالها الطلاب، والمحاضرون الأكاديميون، وكل مختص بمجاله للوصول إلى المعلومات

الأكيدة، ودراسة الظواهر والقضايا المعاصرة استناداً إلى خطوات منهجية محددة وواضحة التفاصيل، وهو الوسيلة المنطقية

والموضوعية التي يتم من خلالها الكشف عن الحقيقة، وفحص البراهين، وترسيخ المعلومات، وتوسيع الآفاق، والمعرفة الممنهجة

التي تعتمد على التمحيص، والبحث عن الأدلة المنطقية، والاستطلاع، والإحصاءات، كما أنه مجموعة الخطوات المتسلسلة،

والمتتابعة التي يخوضها الباحث بدءاً من معرفة المشكلة البحثية، وتحليلها، وجمع بياناتها، وتوثيق تلك البيانات، وصولاً إلى الخروج

بالنتاجات، والحلول الناتجة عن المقارنات، والإحصاء، والتحليل، إضافةً إلى ذلك يمكن تعريف البحث العلمي على أنه الوسيلة أو

الأداة التي يتمّ من خلالها سد نقص معرفي معين، أو ربط وتجميع مفاهيم بعيدة أو قريبة عن بعضها البعض.

تعرف على كيفية عمل بحث علمي متميز من هنا

عناصر البحث العلمي

يتكون البحث العلمي عادةً من أربعة عناصر أساسية، اعتماداً على وصفه كنظام سلوكي مترابط، وفيما يأتي ذكر لهذه العناصر الأربعة:

مدخلات البحث العلمي:

تعني المدخلات كافة التفاصيل المتعلقة بالمشكلة البحثية، وشعور الباحث تجاهها، وإحساسه بأهميتها، الذي ينشأ عنه سعياً

للتوصل لحلها، إضافةً إلى إلمامه واطلاعه على تفاصيل الظاهرة أو القضية التي تخضع للدراسة، مما يساعد على رفع مستوى التصدي للمعيقات المحتملة لدى الباحث.

عمليات البحث العلمي:

والمقصود هنا كافة التقنيات والخطوات التي جهزها الباحث للقيام ببحثه العلمي، والتي تشتمل على المنهجيات المتبعة في

البحث، والتصميم الإحصائي الخاص بهذه المنهجيات، كما أنها تتضمن الأدوات والأجهزة والعينات اللازمة لإنجاز هذا البحث.

المخرجات:

وتعني جميع التوصيات والنتاجات المنبثقة من إنجاز الأبحاث العلمية كاستطلاع الرأي، ونتائج الإحصاءات، والتجارب المخبرية.

ضوابط التقييم:

وتشكل هذه النقطة تقييماً للبحث العلمي، وكافة عناصره الثلاث السالفة الذكر، والمراحل المتعلقة به، ويكون ذلك التقييم عن طريق اللجنة المختصة بمجال مشكلة الدراسة.

تعرف على عناصر البحث العلمي بالتفصيلمن هنا

ملخص البحث العلمي

يمكن تعريف ملخص البحث العلمي على أنه الطريقة أو الأداة التي يتمّ من خلالها تلخيص البحث أو الرسالة بطريقة علمية

مختصرة، ودقيقة، والذي يُساعد على تشكيل الفهم، والأفكار الجيدة، والصورة العامة عن فحوى البحث العلمي، أو الدراسة

الجامعية لدى القارئ، بهدف إعطاءه الفرصة لأخذ القرار فيما إذا كان هذا البحث أو الرسالة في مجال اهتمامهم أم لا، مما يعطي

لهم الحرية، ويوفر عليهم الوقت والجهد، ويتكون ملخص البحث العلمي من فقرات عديدة واضحة، ومختصرة، وسهلة العرض

تتضمن أهم المفاهيم والمعلومات التي تتعلق بالبحث العلمي ككل، والأهداف المرجوة من إعداده، والنتائج المتوقعة منه،

وتتم كتابة الملخص أو الموجز عادةً في بداية البحث العلمي أو الأطروحة، لكونه يمثل نقطة العبور أو الدخول لأي بحث أو رسالة.

تعرف على خطة البحث العلمي تعريفها وأهميتها وعناصرها من هنا

مكونات ملخص البحث العلمي

يوضح ملخص البحث العلمي غالباً أربعة عناصر أساسية للبحث أو الرسالة الأكاديمية، وهي:

1- يحدد ملخص البحث العلمي موضوع البحث أو مشكلة الدراسة.

2- يوضح الملخص المنهج الذي تم استخدامه من قبل الباحث، ويبين فيما إذا كان هذا المنهج تجريبياً أم أنه دراسات الحالة، أم على شكل استبيان، وغير ذلك.

3- يعرض ملخص البحث النتاجات المتوقعة من البحث العلمي، والتوصيات الخاصة به، بالإضافة إلى الاستنتاجات الخاصة.

4- يحتوي ملخص البحث العلمي على المراجع الموجزة بصورة سلسلة.

تعرف على مكونات البحث العلمي وأدواته من هنا

قواعد أساسية لكتابة ملخص البحث العلمي بصورة ناجحة

هناك العديد من القواعد الرئيسية التي يحتاج الباحث للوقوف على أهم ملامحها، وجوانبها، ومن أهمها ما يأتي:

1- يشكل ملخص البحث العلمي نموذجاً مصغراً عن البحث العلمي أو الرسالة، تماماً كالشبه الحاصل بين نموذج البناية المصغر

والتي تم تصميمها بواسطة المهندس المعماري، بما تحتويه على تفاصيل دقيقة وشاملة، لذا يعدّ النموذج المصغر للرسالة وهو

الملخص الوسيلة التي تعطي الصورة أو الفكرة العامة والشاملة عن البحث المحدد، ومن هنا يتوجب على الباحث الحرص على ضمان الشمولية عند إعداده لملخص البحث.

2- يعتبر ملخص البحث العلمي وحدةً مستقلة ونصاً قائماً بحد ذاته، ومنفصلاً عن متن البحث أو الرسالة، لذا يتوجب على الباحث

إعداد الملخص بصورة مفهومة، ومتكاملة، ومستقلة بحد ذاتها.

3- يعد ملخص البحث العلمي واحداً من أهم مكونات البحث العلمي، حيث إنه يمثل الجزء الظاهر في شبكات الإنترنت المتعلقة

بالرسائل الجامعية، أو في النشرات المفهرسة للرسائل الأكاديمية كرسائل الماجستير والدكتوراة، لذا فإنه يشكل المرآة الخاصة

بالبحث العلمي، والصورة التي تعرض قوته.

4- تتم كتابة ملخص البحث العلمي كآخر جزء من أجزاء البحث العلمي، على الرغم من كونه أول جزء من الأجزاء يظهر مطبوعاً.

5- لا تعدّ كتابة ملخصات الأبحاث العلمية أمراً سهلاً للغاية كما يتوقع البعض، إذ إنّ عملية التلخيص تعني كبس أو ضغط أكبر مقدار من المعلومات والبيانات في مساحة صغيرة نسبياً.

6- يتدرج ملخص البحث العلمي من أهداف الرسالة، ومناهجها، وأدواتها إلى تلخيصه للنتاجات الرئيسية التي تمّ التوصل إليها من الباحث.

تعرف على كيفية اختيار منهج البحث العلمي ! من هنا

كما أنه يجب على الباحث:

1- تجنب ذكر أو الإشارة إلى أية جداول، أو مراجع، أو أشكال، أو صور، أو معلومات، أو نتاجات لا يحتويها البحث أو الدراسة.

2- يعرض ملخص البحث العلمي الصورة العامة والفكرة الأساسية التي تعكس الأسلوب الخاص بصاحب الرسالة، ومهاراته

الإنشائية، ولغته، وقدراته التعبيرية، وقوتها، ووضوح وترابط أفكاره، بالإضافة إلى أنه يتم بيان الشخصية العامة للباحث في هذا

الملخص، لذا فعلى الباحث مراعاة الاختصار، والصياغة بعدد أقل من الكلمات قدر المستطاع، واختيار الفقرات والجمل والكلمات

المكونة لها بشكل دقيق، وواضح، والحرص على الكتابة بلغة غير فنية، ومألوفة للقارئ، ومقنعة مع تفادي الاختصار غير المفهوم.

3- لا يمكن اعتبار التوصيات العلمية كأحد أجزاء البحث العلمي، أو الدراسة، لذلك فعلى الباحث العلمي تجنب ذكرها في بحثه،

إذ يعتبر الملخص إخباراً بما تم تحقيقه في البحث أو الرسالة، أما فيما يتعلق بالتوصيات الخاصة فهي عبارة عن الطريقة التي يتم

من خلالها تطبيق النتاجات والاكتشافات الجديدة، كما أنها تعدّ مسألةً خاصة برأي الباحث، وفكره، لذا لا يمكن للباحث ذكر هذه التوصيات إلا في قسم منفصل عن البحث نفسه.

4- يمثل طول ملخص البحث العلمي نقطةً مهمة يتوجب على الباحث الانتباه لها، إذ لا يجب أن يزيد طول الملخص عن فقرة

واحدة تتم كتابتها في صفحة واحدة، والتي لا يجب أن تتجاوز عدد كلماتها عن 200 كلمة، أو 300 كلمة في بعض الأحيان،

كما تتم كتابة هذا الملخص بعد ذكر اسم الباحث، وعنوان البحث الخاص به، وسنة تقديمه، وأن يتم ذكر كلمة ملخص قبل البدء به.

اقرأ أيضاً:

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

تعرف علينا أكثر