مفهوم المقترح البحثي

مفهوم المقترح البحثي

تحمل الأبحاث العلمية، والدراسات الجامعية في طياتها العديد من الخطوات والتفاصيل الدقيقة، والمهمة التي تُلزم الباحث بفهمها، والتوسع في الاطلاع عليها للوصول إلى كتابة البحث العلمي الناجح، وتعدّ الأبحاث العلمية عالماً واسعاً من المفاهيم والمعطيات، وتجربةً فريدة من تجارب العلوم الحياتية الكبيرة التي يخوض غمارها الباحثين، أو طلاب الجامعات للارتقاء بالمجتمع، والتوصل إلى الحقائق العلمية المختلفة، وإنّ أهم خطوات البحث العلمي الناجح والتي تؤهل لقبول هذا البحث بغض النظر عن حقيقة نتائجه المميزة أو مدى أهميته هي خطوة كتابة المقترح البحثي بطريقة متقنة، ومبدعة، حيث تعكس هذه الخطوة المدى الشامل للبحث العلمي، والغرض الأساسي منه، لذلك كان لزاماً علينا في هذا المقال تزويد الباحثين، وطلاب العلم بأهم المعلومات حول مفهوم المقترح البحثي أو خطة البحث العلمي؛ لتأهيلهم لكتابة البحث العلمي الناجح.

تعريف المقترح البحثي

يُعرف المقترح البحثي على أنه الوصف التفصيلي، والدقيق الخاص بأهم الإجراءات، والطرق، والآليات، والاستراتيجيات التي يعتمد

عليها الباحثون للخوض في دراسة إحدى المشاكل البحثية المختلفة، ويتضمن المقترح البحثي على المبرر أو المبررات التي

تفسر الفرضيات المبنية من قبل الباحث، أو الأسئلة المطروحة منه، كما يتضمن هذا المقترح المعلومات الشاملة عن الخطوات،

والأساليب التي سيسير عليها الباحث العلمي للوصول إلى تحديد الطبيعة الخاصة بالبيانات التي سوف يقوم بجمعها، بالإضافة

إلى الطريقة الخاصة بجمع البيانات، وتحليلها، وتوضيح المشكلة البحثية بدقة، وباختصار يمكننا القول بأن المقترح البحثي يرمي

إلى الإجابة عن ثلاثة أسئلة وهي: ماذا ينوي الباحث القيام به؟، ولماذا يقوم بكل هذا الجهد؟، وأخيراً ماهي خطوات القيام بهذا الجهد؟.

ويمكن تعريف المقترح البحثي أيضاُ على أنه البوصلة أو التصور المستقبلي الذي يساعد السائر على إدراك خط السير، كما أنه

أهم الخطوط العريضة التي تساعد الباحث على إكمال دراسته، بالإضافة إلى أنه الخطة التعريفية للطريقة الخاصة بتنفيذ البحث

من عدة زوايا كالمادة العلمية، وطريقة تحليلها، وجمعها، والطريقة الخاصة بعرض النتائج المرجوة من البحث العلمي.

خدمة اعداد خطة البحث

أهمية كتابة المقترح البحثي

تعدّ كتابة المقترح البحثي المعيار الأساسي، والوحيد الذي يُمكن من خلاله الحكم على الجدوى الخاصة بالبحث العلمي،

وأهميته، حيث إنّ البحث العلمي يكون مجهولاً قبل التنفيذ، بالإضافة إلى أن المقترح البحثي يعتبر المقياس الذي يثبت جدارة

الباحث العلمي، ويوضح أهم قدراته، ويعتبر إقناع الباحث العلمي للجنة المطلعة على البحث أو الجهة المسؤولة عن الإشراف

على تنفيذه الهدف الأساسي من إعداد وكتابة المقترح البحثي، حيث يجتهد الباحث العلمي في إثبات أن البحث العلمي الخاص

به سيسد حاجةً مهمة من حاجات مجال التخصص المعين بشكل نظري، وعملي، بالإضافة إلى عرض فهم الطالب أو الباحث

لمشكلته البحثية، والإلمام بأهم المهارات اللازمة لإنجاز البحث العلمي،

وفيما يأتي عرض لنقاط أخرى من نقاط أهمية كتابة المقترح البحثي:

  • يساعد المقترح البحثي أو خطة البحث على توضيح الهدف الأساسي من الدراسة بدقة عالية، إذ لا يمتلك الباحث عادةً

تلك الصورة العميقة عن موضوع الدراسة أو البحث دون الجهود المسبقة لكتابة المقترح البحثي، مما قد يؤدي إلى عدم معرفة

الوقت اللازم لإجراء البحث العلمي، أو الإمكانيات الخاصة بالباحث العلمي.

  • تساعد كتابة المقترح البحثي على توضيح الطريق الأفضل، والأيسر للوصول إلى الهدف المنشود بنجاح.
  • يساعد المقترح البحثي على تصور أهم العقبات التي قد تواجه الباحث عند إجراء البحث العلمي الخاص به، مما يمكنه من

الاستعداد للعقبات أو المشكلات قبل البدء بإعداد البحث العلمي، وبالتالي فإن ذلك يجنب الباحث من الندم على اختيار موضوع

الدراسة المعين، أو تغييره، لذا فإنّ كتابة المقترح البحثي يعدّ بمثابة الخطوة التي تساعد على حفظ الوقت، والمال، والجهد.

  • تساعد كتابة المقترح البحثي على تقييم البحث قبل تنفيذه من قبل اللجنة المشرفة عليه، إذ يوضح المقترح البحثي

أهمية موضوع الدراسة، والجهد المبذول لإنجازه، بالإضافة إلى قدرة الباحث ووضوح المنهج الخاص به.

  • تساهم كتابة المقترح البحثي أو خطة البحث على إجراء المتابعة من قبل الباحث، كما تشكل مرجعاً مهماً للباحث للرجوع

إليها في حال نسيانه لبعض العناصر المختلفة، بالإضافة إلى أن المقترح البحثي يعدّ مرشداً لتقييم الخطوات التي لم تنجز في أي لحظة من اللحظات.

خدمة إعداد ونشر البحوث

اقرأ ايضاً: التصور المقترح في البحث العلمي: مفهومه وأهميته

 

أهم النصائح لكتابة المقترح البحثي بصورة ناجحة

1- صياغة المشكلة البحثية بشكل دقيق، وباستخدام الطريقة اللفظية، أو التقريرية، عن طريق التعبير عن مشكلة الدراسة

بجملة خبرية، أو في صيغة سؤال لتوضيح العلاقة التي تجمع بين المتغيرات الأساسية في البحث العلمي.

2- دعم البحث العلمي، وأهميته بالنتائج الخاصة بدراسة تقدير الموقف.

3- تحديد الإطار النظري المختار، والذي سيساعد الباحث في دراسته، بالإضافة إلى تحديد الهدف المنشود من هذا الإطار.

4- بيان المنهج البحثي، ونوعه، وأدوات البحث المستخدمة في البحث العلمي، بالإضافة إلى تحديد المجتمع المختار لاستخراج

عينة البحث العلمي، ونوعها، والأسباب التي أدت لاختيارها، وخطوات فعل ذلك.

5- صياغة أهداف الدراسة بطريقة علمية مناسبة.

6- تحديد الأساليب الإحصائية المتبعة من قبل الباحث العلمي في معالجة البيانات، وتحليلها، والتوصل إلى النتائج.

7- وضع التصور الخاص بالأبواب، والفصول، والمباحث المحتوية على الأفكار المختلفة، سواءً أكانت أفكاراً أساسية أم فرعية.

8- التجديد في طرق كتابة البحث العلمي، مع عدم إهمال الأطر المعيارية، والعامة عند القيام بالتجديد.

9- أن يبتعد الباحث عن العناوين المستهلكة للبحوث العلمي، والتي قد تم إشباعها بالبحث والدراسات، والاقتراب من العناوين الجاذبة.

10- اختيار المقترحات البحثية القابلة للتطبيق، إذ إنه من الممكن قبول بعض المقترحات البحثية من قبل اللجنة المشرفة، ثم يكتشف الباحث أن هذا المقترح ليس سهلاً للتطبيق.

11- إنّ من أهم النقاط الواجب الالتفات إليها هي أن كتابة المقترح البحثي يعتبر أحد فنون صياغة الكلمة، لذا من المهم أن يحاول الباحث الوصول إلى الإبداع، والحرفية لجعل مقترحه مميزاً.

عناصر المقترح البحثي وطريقة كتابته

يتضمن المقترح البحثي العلمي من عدةّ عناصر أساسية إضافةً إلى عنوان البحث أو الدراسة، وقائمة الملاحق، والمراجع،

وفيما يأتي توضيح لتلك العناصر:

العنوان:

من الواجب على الباحث التفكير مطوّلاً عند اختيار العنوان الرئيسي للمقترح البحثي، إذ يعكس عنوان المقترح الفكرة الواضحة،

والمختصرة، والمشوقة عن موضوع الدراسة، أو المشكلة البحثية المعينة.

العناصر الأساسية الخاصة بمقترح البحث:

وتشمل خلفية الدراسة، ومراجعة الدراسات السابقة، والمنهجية، ويمكن توضيح كل منها كما يأتي:

1- خلفية الدراسة: تنقسم خلفية الدراسة إلى عدّة عناصر وهي:

2- المقدمة: وفيها يتم شرح السياق العام الذي تشكّلت منه المشكلة البحثية.

3- توضيح المشكلة البحثية: وأهدافها، وافتراضاتها، وأسئلتها الخاصة.

4- تعريف المصطلحات: وهنا يتمّ توضيح المفاهيم والمصطلحات التي تعتمدها الأسئلة أو الفرضيات.

5- الافتراضات: والتي تشمل تحديد الحقائق المهمة والصحيحة، وذكرها.

6- المحددات: والتي تتشكل من العوامل المؤثرة على نتائج الدراسة، وقابلية ذلك للتعميم على المجتمع الخاص بتلك الدراسة.

7- مراجعة الدراسات السابقة: من الواجب على الباحث تقديم الوصف الخاص بالمراجعة للدراسات السابقة في المقترح البحثي، للوصول إلى التبرير والإقناع بأهمية الدراسة.

8- المنهجية: وتتضمن ما يأتي:

  • عينة المجتمع، وتوضيح كافة أبعادها.
  • الأدوات والأجهزة والموارد.
  • الإجراءات والخطوات المتبعة.
  • التصميم والأساليب اللازمة لتنفيذ المجهود الخاص بالبحث.
  • تحليل البيانات.

9- قائمة المراجع: حيث يحتوي المقترح البحثي على القائمة التي توضح المراجع الأولية والثانوية المستخدمة.

10- الملاحق: يتم وضع كافة المعلومات الإضافية للمقترح البحثي في هذا القسم.

 

اقرأ ايضاً:

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments