معايير البحث في الفكر التربوي
- سبتمبر 17, 2020
- البحث العلمي
مقدمة :
يمكن أن نعرّف الفكر على أنّه فعل إنساني مبني على التأمل والاستنتاج والإدراك والقدرة على الاختيار لحل المسائل والمشكلات من خلال القياس والملاحظة. أمّا الفكر التربوي فيمكن تعريفه بأنه دراسة آراء المفكرين الخاصة بالعملية التعليمية وأهدافها وفلسفتها ووسائلها. البحث في الفكر التربوي قد يتم من خلال المفاهيم والمعاني والأسس النظرية بشكل مجرد عن الواقع التربوي، أو يتم من خلال آراء وتصورات العاملين في مجال التربية والتعليم.
أساليب البحث في الفكر التربوي :
- الأسلوب الأكاديمي: يرتكز على الدرجة العلمية للباحث في المجال التربوي، يشرح هذا الأسلوب الأفكار المجردة والنظرية للفكر التربوي.
- الأسلوب المهني: يشمل هذا الأسلوب تصورات العاملين والناشطين في الميدان التربوي وكل ما يتعلق بالعملية التربوية بشكل عملي.
الغرض من البحث في الفكر التربوي :
- معرفة الواقع الحقيقي فيما يتعلق بمعدلات الالتحاق والتسرب من التعليم، ومقدار جودة التعليم.
- بناء معرفة جديدة فيما يتعلق بالمنهجية، وطرق التدريس وغيرها من المجالات الأساسية.
- زيادة المخزون المعرفي في المجال التربوي.
- إدراك وحل المشاكل المتعلقة بالصفوف الدراسية والمؤسسات التعليمية والمستويات الإدارية والسياسية.
- اختراع طرق تدريس جديدة واستراتيجيات منهجية وتقنيات فعّالة.
- تقييم أثر مناهج التدريس الجديدة.
- تحديد وتقييم الصفوف الدراسية وأساليب التدريس الحديثة التي تدعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
- توعية المعلمين وزيادة معرفتهم بأحدث تقنيات التقييم.
خصائص البحث في الفكر التربوي:
بعد تحليل مناقشات التربويين البارزين وعلماء الاجتماع، يمكن استخلاص الخصائص التالية للبحث في الفكر التربوي:
- البحث التربوي موجّه نحو حل مشكلة.
- البحث هو استفسار مستمر بهدف الوصول للمعرفة.
- البحث يرتكز على التعميم، وتطوير المبادئ والنظريات.
- يعتمد البحث على الخبرات التي يمكن ملاحظتها والأدلة التجريبية.
- لا يعتمد البحث على الوحي والعقائد كوسيلة لتأسيس المعرفة.
- يرتكز البحث على مراجعة متعمقة للأدبيات ذات الصلة.
- يعتمد البحث على إجراءات جمع بيانات صحيحة وموثوقة.
- يتطلب البحث ملاحظات وأوصاف دقيقة.
- يطبق البحث إجراءات منهجية وعلمية للدراسة.
- يتضمن البحث جمع بيانات جديدة من مصادر أولية أو ثانوية.
- يعتمد البحث على إجراءات مصممة بعناية مع تحليل دقيق.
- يتطلب البحث خبرة كبيرة.
- البحث عملية موضوعية ومنطقية تتطلب إلغاء التحيز الشخصي.
- البحث ينطوي على السعي لإيجاد حل للمشاكل التي لم تحل.
- يمكن نسخ بعض أجزاء من البحث للاستفادة منها في أبحاث أخرى.
- البحث يتطلب النشاط والصبر وعدم التسرع.
- البحث يتطلب الشجاعة أحياناً.
- يشمل البحث الكمي اختبار الفرضيات باستخدام تقنيات إحصائية مناسبة.
- يشمل البحث النوعي وصفاً موضوعياً كثيفاً للبيانات الدقيقة.
العوامل المؤثرة في الفكر التربوي :
- عوامل دينية.
- عوامل جغرافية كالتضاريس والمناخ.
- عوامل سياسية مثل الحراك الاجتماعي والمواطنة وتكافؤ الفرص التعليمية.
- عوامل لغوية، يجب أن تُكتب الأفكار التربوية بلغة رائجة ومعروفة مما يمنحها القوة والاستمرار.
- عوامل اقتصادية.
- طبيعة علاقة الفرد بالمجتمع.
ملامح الفكر التربوي في العصر الحديث :
- التربية الحديثة تستفيد من نتاج العلوم الأخرى الاجتماعية والتطبيقية والإنسانية والفكرية والطبيعية والمهارية.
- ظهرت وسائل اجتماعية أخرى تساهم في التربية إلى جانب البيت والمدرسة، مما يؤدي إلى زيادة حجم المعرفة بشكل متسارع.
- التربية الحديثة تحاول التوافق مع متطلبات سوق العمل.
- تعدد المذاهب الفكرية التربوية وتأثرها بالحركات الفلسفية السابقة.
- التلميذ هو محور المناهج والخبرات والأساليب في العملية التربوية.
- مراعاة اتجاهات وميول المتعلمين والفروق بينهم.
- احترام الإنسان وإرادته والاهتمام ببنائه التربوي من النواحي النفسية والعقلية والجسمية.
- التأكيد على مفهوم إلزامية التعليم واستمراره.
- مراعاة النواحي النفسية والاجتماعية في التربية، واختيار ما يناسب عقل الطفل من طرائق التدريس.
- التركيز على البيئة وأهميتها ودورها في تشكيل الخبرة والمعرفة بالإضافة للكتب الدراسية.
- الفلسفة يجب أن تسعى لتغيير العالم وتطويره وليس مجرد تفسيره.
- التربية يجب أن تحول اهتمام الإنسان من الروحانيات والمثالية إلى العالم الطبيعي والواقعي.
- التركيز على الأنشطة التربوية المرافقة بالإضافة للدراسات النظرية والإنسانية.
- التركيز على التجريب والملاحظة والاستقراء والقياس والأساليب العلمية واستخدامها في التدريس.
- تشجيع التلاميذ على التفكير والاستقراء وحل المشكلات بالطرق العلمية.
- رفض فكرة العقاب في التربية.
- تعتبر المدرسة بيئة اجتماعية وتربوية صغيرة ضمن المجتمع.
إيجابيات الفكر التربوي الحديث :
عند المقارنة بين آراء المفكرين التربويين في العصور السابقة مع آراء المفكرين في العصر الحديث يمكن أن نلخص أهم الاختلافات وأهم إيجابيات الفكر التربوي الحديث بالنقاط التالية:
كانت تتمثل غاية التربية في العصور السابقة في إعداد الإنسان من النواحي الخلقية والجسمية والعقلية ليتكيف مع متغيرات الحياة. التربية الحديثة تركز على تجهيز الطالب وتنمية الاستعدادات لديه ليعرف كيف يتعلم بحيث تزداد المعرفة وتتضاعف باستمرار.
التربية في العصور السابقة كانت تقوم على موضوعات محددة لتثقيف الإنسان ثقافة سليمة وتعتمد بعض الطرائق اللازمة لتعليم الطفل بسرعة وإتقان. التربية الحديثة تركّز على اختيار المنهج الذي يتناسب مع القدرات والاستعدادات والميول، ويمكن التعامل مع هذا المنهج بمرونة وبطرق مختلفة لإيصال الأفكار للتلميذ.
التربية في العصور السابقة تركز على أن المعلم هو الأساس في العلمية التربوية والتلميذ مجرد متلقي للمعلومات والأفكار من هذا المعلم.
التربية في العصور السابقة تقوم على التلقين والحفظ، بينما التربية الحديثة تؤكد أنه على التلميذ أن يفكر ويحدد الفروض والبدائل اللازمة لحل المشكلة.
التربية في العصور السابقة تركز على الأسلوب الاستقرائي كطريقة للتعليم. التربية الحديثة تؤكد على الطرق التجريبية مع الاهتمام بالتفكير والاستقراء وإيجاد الحلول بالطرق العلمية ويبقى المعلم هو المرشد والموجه.
التربية في العصور السابقة كانت تهتم بالروحانيات والمثالية، أما التربية الحديثة تهتم بالعالم الطبيعي الذي نعيش فيه ونتعامل معه.
كانت المدرسة سابقاً مؤسسة اجتماعية لا بد منها للفرد والمجتمع، أمّا المدرسة اليوم فهي بيئة اجتماعية مصغرة عن المجتمع ومناسبة للتربية والتعليم.
كان الهدف من التربية قديماً إعداد جيل يمتلك صفات خلقية وجسمية وعقلية تساعده على التكيف في الحياة، أمّا التربية اليوم فهي تهتم بالأنشطة بمختلف أشكالها باعتبارها جزء مهم من المنهج.
التربية القديمة كانت تعتبر أن العلم غير ضروري في المراحل الأولى من الطفولة، لأن الطفل في بداياته يركز على الغرائز والطبيعة. التربية الحديثة تعتبر التلميذ هو محور العملية التعليمية والتربوية بخبراتها ومناهجها وطرائقها.
خاتمة :
تأتي أهمية الفكر التربوي من مدى تأثير نظرياته في التطبيقات التربوية العملية، بالتالي لا بد من توافقه مع التغييرات المجتمعية. هذا الفكر التربوي يجب أن يكون قادراً على إيجاد حلول للأزمات التربوية المعاصرة وأن يبتعد عن الأفكار السطحية والمتناقضة. من نقاط ضعف الفكر التربوي أنه لا يتعرض للنقد والتحليل بالطريقة المناسبة التي تسمح بتقييمه بالشكل الصحيح وتطويره بما يتلاءم مع التغييرات التربوية المعاصرة. في النهاية يجب التأكيد على ضرورة إدخال الأساليب التربوية الحديثة والتقنيات المتطور وتطبيقها بشكل صحيح مع المحافظة على التراث الإنساني للمجتمعات.
اقرأ ايضا
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة