محتويات المقال
1 مزايا و عيوب المنهج التاريخي

مزايا و عيوب المنهج التاريخي

مزايا و عيوب المنهج التاريخي

 تعريف المنهج التاريخي:

المنهج التاريخي من أهم المناهج المعتمد عليها في مجال البحث العلمي،
حيث يقوم الباحث بجمع الحقائق والمعارف والمعلومات من خلال دراسة الأحداث والظواهر التاريخية والأثار والرسائل و الوثائق التي مضت وغيرها، من أجل إعادة إحيائها وتقويمها وفحصها ونقدها وترتيبها وتصنيفها، ومن ثم يتم عرضها وبشكل دقيق حتى نصل للنتائج الإيجابية في النهاية، ويعتمد الباحث على أسس علمية منهجية أثناء بحثه، فمن مبدأ أن العالم لا يستطيع أن يعيش منفصلا عن ماضيه، فلابد من دراسة ما حصل عبر الزمن لتجنب الأخطاء و فهم الواقع وتنبؤ المستقبل القريب و البعيد.

مزايا و عيوب المنهج التاريخي

أهمية المنهج التاريخي :

تبرز أهمية المنهج التاريخي من خلال ما يأتي :
1- استخدام المنهج التاريخي في حل و تفسير مشكلات تحدث في الحاضر، معتمد بذلك على مصادر وحقائق و خبرات تاريخية.
2- قدرة الباحث على توقع المستقبل، من خلال إسقاط الوقائع التي تحدث في الحاضر على الماضي وتحليلها.
3- قدرة المنهج التاريخي على تأكيد أهمية التفاعلات التي حدثت في زمن مضى وتأثيرها على الأحداث التي حدثت في التاريخ.
4- القدرة الدائمة على دراسة أبحاث و معلومات في الماضي لم يسبق وتم دراستها، وذلك بسبب تطوير وسائل البحث في المنهج التاريخي.
5- يقدم المنهج التاريخي إمكانية إعادة الدراسة لأي بحث و وضع تقييم لفرضيات ونتائج قديمة، وإمكانية تحديثها.
6- زيادة ثقافة و تطوير ذهن الباحث، من خلال اطلاعه على وثائق ومدونات قديمة وبالتالي تزويده بالمزيد من المعلومات.

مزايا المنهج التاريخي :

وهنا سنتطرق إلى أبرز مزايا المنهج التاريخي:

1- الميزة الأولى:

يتميز المنهج التاريخي بقدرته على فهم كيفية نشأة الظواهر الاجتماعية، وذلك لأن الباحث في هذا المنهج يعمل على دراسة تاريخ الظاهرة و تحليلها، مما يسهل عليه فهمها، فهناك بعض الظواهر تكون متناقضة وغير مفهومة وهنا يستطيع الباحث من خلال تتبع خطواتها عبر الزمن من تفسيرها واستنباط أسبابها.

2- الميزة الثانية :

يتميز المنهج التاريخي بأنه مناسب لدراسات أبحاث كافة الاختصاصات و المجالات العلمية، كالفيزياء، والكيمياء، وعلم الاقتصاد، والإدارة، و العلوم الطبيعية، وعلم الاجتماع، والفلسفة وغيرها.

3- الميزة الثالثة :

ويتميز المنهج التاريخي أيضا بإمكانية استخدامه مع مناهج بحث أخرى، و نذكر في مقدمتها المنهج التجريبي، والمنهج المقارن، والمنهج التحليلي، والمنهج الوصفي.

4- الميزة الرابعة :

يتميز المنهج التاريخي بقدرته على ايجاد أسباب الظواهر، فبما أن المنهج التاريخي يعتمد على تتبع خطوات الظواهر عبر الزمن، فذلك حتما سيساعد في إيجاد أسباب ظهورها أو اختفائها أو تطورها أو أسباب تراجعها.

تعرف على تاريخ المنهج العلمي من هنا

5- الميزة الخامسة :

يعتمد الباحث في المنهج التاريخي على الاسلوب العلمي، و يتمثل ذلك في الشعور بالمشكلة وتحديدها، وصياغتها، ومراجعة المصادر، والكتابات السابقة، ودراسة فرضياتها المناسبة، وبالنهاية تحليل النتائج، وتفسيرها، ودراسة ماهية الأخذ بها.
6- الميزة السادسة :
يستعين الباحث في المنهج التاريخي على المصادر الأولية والثانوية لجمع كل المعلومات و الحقائق التي تخص بحثه، والتي تشكل أداة قوية و مميزة في هذا المنهج عندما يتم نقد هذه المصادر نقدا داخليا و خارجيا.
7- الميزة السابعة :
عدم وجود تكلفة مادية، لا يتكلف الباحث في المنهج التاريخي ماديا عند القيام ببحثه، لأنه ليس بحاجة لأدوات بحث أو تجارب عملية أو عينات دراسية، فأساس بحثه يعتمد على مراجعة الكتب وجمع المعلومات والبيانات من المراجع.

8- الميزة الثامنة :

القدرة على تنبؤ المستقبل القريب و البعيد، يستطيع الباحث في المنهج التاريخي على التنبؤ في للمستقبل لما ستؤول إليه الظاهرة المدروسة في بحثه وذلك استنادا على ماضيها، فالكثير من الباحثين كان لهم توقعات بأحداث وتغيرات اقتصادية و اجتماعية كبيرة.

9- الميزة التاسعة :
عدم حاجة الباحث للإجراء تجارب تخص بحثة، فكل ما يتوجب على الباحث في المنهج التاريخي العودة للماضي وإن احتاجت فرضيات دراسته لإجراء تجارب لإثباتها، فالعودة للأبحاث القديمة ستؤدي الغرض.

10- الميزة العاشرة :
القدرة على التحليل الدقيق للظاهرة، لأن الباحث في المنهج التاريخي يحلل الظاهرة من كل الجوانب الزمانية و المكانية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي أثرت على تلك الظاهرة وقت حدوثها بالماضي.

تعرف على تعريف المنهج العلمي ونشأته من هنا

اعداد منهجية الدراسة

عيوب المنهج التاريخي :

وهنا سنذكر أبرز عيوب المنهج التاريخي :

أولا :

رغم اعتماد الباحث في المنهج التاريخي على الاسلوب العلمي في دراسة و تحليل الظاهرة التاريخية، إلا أنه يواجه صعوبة في تطبيقه و ذلك لما يحتاجه هذا المنهج من اسلوب وتحليل وتفسير مختلف.

ثانيا :

عدم القدرة لإخضاع الظاهرة التاريخية لتجريب، وهذا يسبب الكثير من الشكوك حول النتائج لأن البحث في المنهج التاريخي يعتمد على الأحداث والمعلومات ووقائع حدثت في الماضي و لا يمكن تجريبها، وإن تعرض المصادر و المراجع لتزوير الذي بدوره أيضا سيصعب اثباتها لعدم القدرة على تجريب معلوماتها.

ثالثا :

عدم القدرة على التحقق والإثبات الدائم للمراجع والمصادر والحقائق التي يعتمد عليها الباحث في دراسته، والذي من المحتمل أن يسبب بعض الضعف لبحثه.

رابعا :

عدم قدرة الباحث أحيانا بعد إنهاء دراسته من وضع نظرة مستقبلية لبعض الظواهر والتنبؤ لها، لما يجده من صعوبة في تعميم النتائج التي توصل إليها، والذي سببه صعوبة تكرار هذه الظواهر بتفاصيلها كاملة، وارتباط هذه الظاهر بظروف محددة من ناحية الزمان أو المكان،.

خامسا :

وفي الحقيقة لا يقدم المنهج التاريخي صورة كاملة عن الظاهرة المدروسة، وذلك تبعا لتعلق هذه الظاهرة بالماضي
وبمصادر تاريخية يشك بموثوقيتها لما تتعرض له من ضياع وتحيز.

سادسا :

هناك صعوبة في الربط ما بين السبب و النتيجة، وذلك بسبب تعقيد البيانات والمعلومات التاريخية التي يعتمد عليها الباحث في المنهج التاريخي
وبسبب صعوبة وضع فرضيات لبعض الظواهر و صعوبة التحقق منها أيضا.

سابعا :

إن أبرز عيوب المنهج التاريخي هي عدم وجود للخصوصية، وعدم القدرة على تفسير العبقرية الأدبية، و تناسي الإبداع.

تعرف على خطوات منهج البحث التاريخي من هنا

صفات الباحث في المنهج التاريخي :

و هناك بعض السمات على الباحث في المنهج التاريخي أن يتحلى بها نذكر منها :

  1.  أن يتمتع بقدرة على تقديم نقد موضوعي.
  2. أن يكون الباحث لديه قدر واسع من الثقافة و الاطلاع .
  3.  وأن يتحلى الباحث في المنهج التاريخي بالصبر والجدية لما يتطلب منه البحث.
  4. إعطاء جمع المعلومات و البيانات وقت كافي لجمعها بدقة.
  5. و من أبرز صفات الباحث أن يكون شغوفا بالتاريخ و المادة التاريخية لإعطاء بحث مفيد .
  6. أن يكون الباحث بعيد عن التعصب لطائفة أو لمذهب أو لعرق أو لرأي ولأي ميول خاص به .

وفي خلاصة القول نستنتج : لقد تولى المنهج التاريخي بكل مزاياه و عيوبه اهتمام كبير من قبل الباحثين و العلماء وفي مختلف مجالات العلمية، لما يعتمد على استرداد الماضي وتطبيقه على ما سيحدث في الحاضر، مما وسع تطبيق هذا المنهج في العديد من الدراسات و الأبحاث و في شتى المجالات، كالمجال السياسي والاقتصادي والفني والفلسفي والطبي وغيرها معتمدا الاسلوب العلمي في البحث .

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments