مثال على البحوث النقدية
- فبراير 15, 2021
- البحث العلمي, المقالة العلمية
مثال على البحوث النقدية
البحث العلمي من أهم سبل تطور الأمم وتقدمها، وهو وسيلة من وسائل الرقي الفكري والمادي للمجتمعات، إذ تنبري البحوث العلمية لمعالجة مشكلات المجتمعات في شتى المجالات، إضافة إلى إسهامها في إعداد المختصين المهتمين بمجال بحثي محدد، وإعداد الباحثين لتولي مسؤولية التدريس في الجامعات والإشراف على الرسائل العلمية ومناقشتها، وهو سعي دائم إلى المعرفة وتقديم حلول لمشكلات المجتمع والرقي بثقافة المجتمعات وآدابها والإجابة عن أسئلة محددة وغيرها من الأهداف التي تنبري لها البحوث العلمية، وفي هذه المقالة سنطرح مثالاً على البحوث النقدية.
مقدمة ومشكلة الدراسة:
تقيد الباحث بمعظم الشروط التي يجب مراعاتها عند كتابة المقدمة، ولكنه جعل المقدمة في أربع صفحات وهذا يخالف الشروط الواجب مراعاتها في كتابة البحث (صفحة ونصف)، وأحاطت المقدمة بجميع أبعاد موضوع الدراسة وكانت معبرة عن البحث، وجعل الباحث المقدمة مدخلاً للوصول إلى مشكلة الدراسة، وأوضح فيها أسباب اختيار مشكلة الدراسة، وأبرز أهمية موضوع مشكلة الدراسة في نقاط واضحة
توافر العينات والمصادر والمراجع
واعتمد الباحث في مقدمته على دراسات وبحوث سابقة وتوصيات موضوعية مما جعل رسالته رصينة ومحكمة. أمّا مشكلة الدراسة فقد صاغ الباحث مشكلة الدراسة صياغة محددة ودقيقة على شكل سؤال
ودون استعمال مصطلحات فنية وأكاديمية، فالباحث يمتلك الخبرة الكافية والقدرات والإمكانات العملية لحل مشكلة الدراسة التي اختا
رها وتعد المشكلة التي اختارها الباحث مبتكرة وجديدة، وعند اختيار الباحث لمشكلة الدراسة راعى تحقق الأدوات والمستلزمات الكافية
من تمويل مالي أو معنوي وتوافر العينات والمصادر والمراجع، واختار الباحث المنهج العلمي الصحيح للمشكلة وهو المنهج المسحي الوظيفي، واستفاد الباحث من نتائج الدراسات والبحوث السابقة لتفادي النقص والقصور في مجال مشكلة الدراسة، واهتم الباحث بالارتباط الوثيق بين مشكلة الدراسة وأهدافها.
أهداف الدراسة:
التزم الباحث بوضوح الأهداف ودقتها وإمكانية تحقيق هذه الأهداف في ضوء الجهد والوقت المخصصين للدراسة ومنطقيتها وواقعيتها، والصلة الوثيقة لهذه الأهداف بمشكلة الدراسة، والانسجام بين الأهداف ومحتوى البحث، وابتعد الباحث عن الأهداف الجانبية أو الفرعية.
أهمية الدراسة:
وضّح الباحث أهمية الموضوع وجدوى دراسته وذلك بعرض بعض الأدلة والشواهد ومن هذه الأدلة توضيح ما يمكن أن يقدمه الباحث في حل مشكلة أو إضافة علمية، وكذلك الإحصاءات ذات العلاقة المباشرة بموضوع البحث، والآراء التي طرحها أفراد العينة عن أهمية موضوع الدراسة.
أسئلة الدراسة:
نلاحظ ارتباط أسئلة الدراسة بمشكلة الدراسة ارتباطاً وثيقاً، وصياغتها في أسلوب محدد ودقيق وبشكل مباشر وواضح دون استعمال مصطلحات غامضة وغريبة، وارتباط كل سؤال من أسئلة الدراسة بهدف واحد من أهداف الدراسة، وكذلك تحديد أسئلة الدراسة للإطار العام لنتائج الدراسة، أمّا حدود الدراسة ومصطلحاتها فقد تم التعليق عليها في المقدمة.
ترتيب البحث:
تقيد الباحث تقريباً بترتيب أجزاء البحث من حيث الصفحات التمهيدية ومتن الرسالة وفصول الدراسة وما تحويه من مشكلة الدراسة وأهميتها، وأدبيات الدراسة، ومنهجية الدراسة وإجراءاتها، وعرض وتفسير وتحليل النتائج ومناقشتها، ومن ثم عرض التوصيات والنتائج والمراجع والملاحق.
الشكل المادي والفني للبحث:
اختار الباحث موضوع يتصف بالجدية والحداثة والابتكارية، وكان لون غلاف الرسالة هو الأزرق الفاتح وهذا لون مناسب
واختار الباحث عنوان بحثه بشكل يجذب القراء ويكرّس حقيقة البحث ومحتواه، ويدل دلالة واضحة في مجال موضوع الدراس
ةويصف العنوان مشكلة البحث في كلمات محددة وواضحة ودقيقة وشاملة دون إطالة مملة أو إيجاز واختصار يخل بوضوح الموضوع
واحتوى الغلاف على اسم الباحث رباعياً دون رقمه الجامعي واسم الدكتور المشرف والفصل الدراسي والسنة
وتقيد الباحث بكتابة نفس معلومات الغلاف الخارجي للرسالة في صفحة العنوان، واستخدم الباحث صفحة واحدة للإهداء وصفحة واحدة للشكر والتقدير، أمّا ملخص
محتويات عنوان الفهرس
الرسالة فقد اشتمل على خلاصة فعلية لما قام به من عمل وإجراءات بشكل واضح بالخط العريض، وجعل الباحث عنوان فهرس المحتويات بشكل عريض، والتزم الباحث بتسلسل الفصول والعناوين الرئيسية والفرعيـة في قائمة المحتويات كما هي تماماً بالبحث، وكان فهرس المحتويات في أربع صفحات بشكل منظّم وغير متداخل، وفهرس الجداول معنون بشكل عريض بحيث يكون رقم الجدول على يمين الصفحة ورقم الصفحة على يسار الصفحة، وموضوع الجدول في المنتصف، وذلك في ثلاث صفحات منظمة، وكذلك الأمر بالنسبة لفهرس الملاحق.
أسلوب كتابة البحث:
اختار الباحث الكلمات المناسبة، وجعلها بجمل ذات معنى متماسك وبشكل صحيح وأسلوب بسيط، واختصر الجمل بأقل الألفاظ، ولم يستخدم الضمائر الشخصية بل كتب بلغة الغائب، وهذا هو الصحيح في كتابة البحوث، بيد أن الباحث استخدم عبارات يُنصح ألاّ يكثر منها مثل قارن الباحث، يرى الباحث، قام الباحث، استفاد الباحث، استخدم الباحث، حاول الباحث، استعرض الباحث، اعتمد الباحث، ولكنه في الوقت ذاته استخدم عبارات ممتازة مثل كشف، يمكن القول، يلاحظ، أظهر، يتفق، توصل
تنظيم الباحث الحقائق المتوافرة دون خلط
تبين، اتضح. راعى الباحث تنظيم الحقائق المتوافرة دون خلط، ورتبها بشكل منسق بحيث جمع كل ما يتصل بالموضوع أو الفكرة في موضوع واحد، ثم انتقل للفكرة أو الموضوع الآخر، واهتم بالترتيب المنطقي للأفكار، فنسق الأفكار والآراء بشكل تدريجي فكل فكرة تقود للفكرة التي تليها، كما رتب الباحث وناقش الموضوعات الرئيسية ثم الفرعية، وكذلك رتب الأفكار الرئيسية ثم الثانوية، ووُفق الباحث في الجانب اللغوي والنحوي للكتابة، فقد كتب رسالته بلغة عربية سليمة من الأخطاء اللغوية والنحوية، واستعمل الباحث رموز الكاتبة استعمالاً صحيحاً. طبع الباحث رسالته وملخصها في نسخ متماثلة النوع من حيث الحجم في ورق أبيض من النوع الجيد، وعلى وجه واحد فقط، وبلون واحد من الحبر وهو اللون الأسود، والتزم الباحث بمعايير الهوامش وترقيم الصفحات والجداول والعناوين، ولكنه بالغ في الاقتباس مما يخفي شخصية الباحث مع اتباع الدقة المتناهية في نقل الاقتباس وقد اقتبس من مصادر أصلية.
الإطار النظري للبحث:
استعرض الباحث عدة مواضيع، وعدد سبع وعشرون دراسة سابقة عشرة منها دراسات أجنبية وسبعة عشر عربية
وعرض الباحث الدراسات وفق عدة محاور، وتتميز معظم الدراسات المتناولة بالحداثة، ولم يبدأ بالدراسات التي لها علاقة مباشرة بالبحث بل جعل ترتيبها الأخير
ووضح مدى ارتباط تلك الدراسات بموضوع الدراسة، واحتوت كل دراسة من الدراسات السابقة على ملخص يتضمن أهم عناصرها
واختتم الباحث الدراسات السابقة بتعقيب ذكر فيه ملخصاً لأبرز النقاط، وأشار إلى نقاط الضعف والقوة بحيث ميز دراسته الحالية عن الدراسات السابقة
واستفاد الباحث من الدراسات السابقة في تصميم استبانة البحث.
أساليب المعالجة الإحصائية:
راعى الباحث تطبيق جميع المقاييس والاختبارات المستخدمة في تحليل البيانات، وذكر مدى ملائمة كل أسلوب ومقياس للبيانات المحددة.
عرض النتائج وتفسيرها:
قام الباحث بعرض نتائج الدراسة بشكل مرتبط بتساؤلات الدراسة، ورتب النتائج وفق ترتيب أسئلة الدراسة، وتناول تفسير البيانات الواردة في الجداول بصورة تجعل القارئ يدرك معنى الأرقام فيها لتجنب اللبس والتشتت، وربط الباحث نتائج الدراسة بالإطار النظري للدراسة وبنتائج الدراسات السابقة والمقارنة بينهما، وراعى الباحث الموضوعية والابتعاد عن التحيز عند مناقشة النتائج.
توصيات الدراسة ومقترحاتها:
ذكر الباحث سبعة عشرة توصية تتميز بأنها إجرائية وقابلة للتنفيذ وغير خيالية ومنسجمة مع عنوان البحث ومشكلته وأهدافه
وكانت التوصيات مختصرة ودقيقة ومحددة، وأضاف الباحث مقترحات لدراسات مستقبلية وعددها ستة وهي دقيقة ومترابطة وقابلة للدراسة والبحث.
الصفحات التكميلية:
كان عدد المراجع العربية واحد وستون مرجع لم يراعي فيه الترتيب الأبجدي ولا الزمني، وعدد المراجع الأجنبية ثمان وعشرون
مرجع راعى فيها الأسلوب العلمي في كتابة المراجع، وميّز الباحث ملاحق البحث بعناوين وأرقام يسهل الرجوع إليها.
خاتمة
يجب على الناقد أن يذكر مميزات الموضوع قبل الخوض في نقده حتى يكون منصفاً لجوانب الموضوع وصاحبه مع اعتبار أن كل موضوع له مميزاته وعيوبه
حتى ولو فاقت العيوب المميزات فلا بد من إعطاء الإيجابيات حقها حتى لا يهمش الفكر الإنساني عامة والعلمي خاصة
وحتى لا يتأصل هذا الفكر السلبي من ذكر السلبيات فقط في العقلية المتعلمة وبالتالي اكتسابها طريقة سلبية في إدارة الأمور
النقد العلمي
ليس مجرد كلمات تُقال لإنهاء أو إشعال موقف يلهب الوسط العلمي، فالنقد العلمي وسيلة للبناء وليس للهدم، فيه تُبنى العقول وتُدرب على الفكر التحليلي والمنطقي المبني على الحجة وليس على التخمينات، النقد العلمي مبني على القراءة والتحليل وعلى فلسفة للناقد يسعى إلى توصيلها وتوطيدها في عقل قراءه.
اقرأ ايضا
للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا :
00962786468632
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة