تتضمَّن المقدمة البحثية مجموعة من البنود أو العناصر، والهدف منها توضيح الأسس والمبادئ التي يتبعها الباحث لتفصيل موضوع معين، وتُعتبر المقدمة بمثابة تمهيد أو مدخل يسبق الشروح التي يدونها الباحث في الجزء الثاني من البحث، والذي يتمثَّل في الإطار النظري والدراسات السابقة، أما بالنسبة للأخير من البحث؛ فيتضمَّن الإجراءات والنتائج والتوصيات والمُقترحات، ثم القائمة التي تتضمَّن المرجع والمصادر، ويتبعها المُلحقات، وسنوضح في مقالنا كيفية كتابة مقدمة البحث بالشرح والتفصيل.
كيفية كتابة مقدمة البحث ؟
فيما يلي سنوضح أهم البنود التي يمكن أن يضمنها الباحث عند الحديث عن كيفية كتابة مقدمة البحث ،
مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس بالضرورة أن يدون الباحث جميع هذه العناصر، ويكون ذلك على حسب الحاجة،
ووفقًا لنوعية الموضوع المطروح في البحث أو الرسالة العلمية:
الجُمل الاستهلالية أو الافتتاحية:
ويمكن أن نطلق على هذه الجمل اسم المقدمة الصغيرة، ولا يتخطى حجمها صفحتين على الأكثر؛
حيث يستهلها الباحث بعموميات حول موضوع الدراسة،
وعلى سبيل المثال في حالة كون البحث يتناول العلاقة بين التحصيل الدراسي والمُعاملة الوالدية عند الأطفال دون سن العاشرة؛ فيمكن أن تكون يبدأ الباحث المقدمة بأهمية النشء، ودورهم في الارتقاء بالوطن في المستقبل،
مع ذكر بعض الآيات التي تبين طريقة الوعظ المثالية للأبناء، وكذا أحاديث في ذات السياق.
مفاهيم البحث:
مفاهيم الباحث عبارة عن مجموعة من المصطلحات التي يعرفها الباحث من الناحية الإجرائية،
وكذلك الناحية اللغوية إن أمكن، والأهم وفقًا لما يوصي به خبراء البحوث هو التعريف الإجرائي،
والغرض من ذلك هو أن تتضح الأمور لدى القُرَّاء فيما يقصده الباحث من مفاهيم.
منهج البحث:
وذلك البند من بنود مقدمة البحث يحتوي على الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة المشكلة البحثية،
وقد يكون ذلك المنهج الوصفي، أو المنهج المقارن، أو المنهج التحليلي، أو المنهج الاستقرائي، أو المنهج الإحصائي، أو المنهج التاريخي، أو المنهج التجريبي،
كما ويمكن أن يختار الباحث أكثر من منهج.
مبررات البحث (أهمية البحث):
يستعرض الباحث مجموعة من المبررات التي جعلته يخوض غمار الدراسة، ويحاول أن يجلي المشكلة،
والمبررات أو الأهمية تتشعَّب إلى أهمية منهجية، ويعني ذلك المعارف التي يمكن يبلغها الباحث في مجال تخصصه،
وكذلك أهمية تنفيذية بمعنى الحلول التي يمكن أن تطبق في سبيل معالجة المشكلة.
أهداف البحث:
لكل بحث غاياته التي يرغب البحث في التوصل إليها، وترتبط الأهداف بالجوانب النظرية، وكذلك تساؤلات البحث والفرضيات،
ويشير خبراء الأبحاث إلى أهمية اختيار الكلمات الواضحة عند صياغة الأهداف، وكذلك أن تكون أهدافًا معقولة،
ويمكن أن يقاس مدى تحققها من عدمه بنهاية الدراسة.
حدود البحث:
والحدود البحثية، أو بمسمى آخر “محددات الدراسة” من بين العناصر الأصيلة عند كتابة مقدمة البحث،
وهي عبارة عن حدود إلزامية بمعنى تتضمَّنها مختلف أنواع البحوث، سواء ذات الصلة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية،
أو ذات الصلة بالعلوم الطبيعية،وتتمثَّل الحدود الإلزامية في عنوان البحث،
وهناك حدود اختيارية بمعنى يسوقها الباحث في الدراسة على حسب طبيعة الموضوع والحاجة إليها من عدمه،
ويتمثَّل ذلك في الحدود المكانية، والحدود الزمانية، والحدود البشرية.
إشكالية الدراسة:
ويضع الباحث إطارًا عامًا للمشكلة بمختلف الجوانب المتعلقة بها، وذلك فيما لا يتعدى صفحة،
والهدف من ذلك الجزء هو أن يدرك القارئ المفهوم الذي يعلق بذهن الباحث فيما يخص الإشكالية محل الطرح.
عيِّنة البحث:
البحث بالعينة مطلب مهم لفئة كبيرة من الباحثين، وخاصة في المجالات التربوية وعلم الاجتماع وعلم النفس والإدارة،
ويوفر ذلك النوع من البحوث على الباحثين الوقت والتكلفة، حيث يختار الباحث مجموعة من الأفراد ليمثلوا مجتمع البحث.
ويخضع ذلك الاختيار لمدى توافق وتجانس جميع مفردات الدراسة، ويمكن قياس ذلك من خلال معادلات التوزيع الطبيعي والانحراف المعياري،
وتلك من الأمور المهمة كي يستطيع الباحث أن يستخدم ما يبلغه من استنتاجات في التعميم على جميع المفردات.
ومن المهم أن يشير البحث لعدد المبحوثين المختارين، وطريقة الاختيار الإحصائية،
مع التأكيد على أن ذلك يعبر عن المجتمع بالكامل.
أدوات البحث:
أدوات البحث، أو بمسمى آخر أدوات الدراسة، تُستخدم في سبيل تجميع البيانات والمعلومات من الأفراد المستجيبين،
ويوجد كثير من أنواع أدوات البحث مثل الاستبيان الذي ينقسم إلى استبيان مغلق ويتضمَّن أسئلة يضع لها الباحث إجابات،
واستبيان مفتوح والأسئلة التي يتضمَّنها غير محددة بإجابات، وهي تشبه الأسئلة الإنشائية، ويمكن أن يجيب عنها المستجيبون بشكل مفتوح،
وهناك الاستبيان المغلق المفتوح، ويتضمن أسئلة مغلقة ومفتوحة،
وهناك الاستبيان المصور.
من بين أنواع أدوات البحث العلمي الأخرى كل من: الاختبارات والملاحظة والمقابلة وطرق القياس الكَمِّي، وعلى الباحث أن يدون ضمن مقدمة البحث بند يوضح فيه أي الأدوات سيستخدمها.
تُعتبر الأسئلة والفرضيات من بين العناصر الأساسية الواجب تضمينها عند كتابة مقدمة البحث،
والأسئلة تتمثَّل في صيغ استفهامية يطرحها الباحث حول مشكلة البحث،
أما بالنسبة للفرضيات فهي عبارة عن تخمين أو توقع للعلاقة بين متغيرات البحث،
وتكتب الفرضيات في صورة خبرية، ومن الممكن كتابة تساؤلات البحث ضمن بند إشكالية البحث، أو كتابته مع جزء الفرضيات، وكلا الإجراءان صحيح.
ما الفرق بين المقدمة والتمهيد في البحوث العلمية؟
المقدمة عبارة عن مدخل يُهيِّئ المُطالعين لمتابعة القراءة؛ من خلال طرح بعض العموميات التي تتضمَّنها الدراسة،
أما التمهيد فهو حلقة وصل بين المقدمة ومحتوى البحث، ويتضمَّن جوانب غير مرتبطة بالبحث، كأن يتحدث الباحث عن طبيعة التخصص الذي يدرسه وأهميته،
وكل من المقدمة والتمهيد يُكتبان في صورة فقرات كبيرة، ولا يتضمَّنان أي عناوين جانبية،
أما بالنسبة للحجم فالمقدمة قد تفوق التمهيد من حيث عدد الصفحات.
بعض العناصر المهمة التي يدونها الباحث قبل كتابة مقدمة البحث العلمي ؟
من بين العناصر المهمة عند ذكر كيفية كتابة مقدمة البحث والتي تسبق تدوين المقدمة كل من:
صفحة العنوان:
وتشمل صفحة العنوان بيانات جهة الدراسة؛ سواء اسم الجامعة أو تخصص الباحث، وكذا القسم الذي يتبعه،
وبعد ذلك يكتب العنوان في وسط الصفحة ببنط عريض، ويليه اسم الطالب مُعد البحث، والأساتذة المشرفين،
ثم السنة التي دون فيها البحث.
صفحة الإهداء:
تُعتبر صفحة الإهداء من بين العناصر المهمة التي تكتب قبل مقدمة البحث، ويتفنن الباحثون في كتابة الإهداءات؛
فنجد من يمدح أمه أو أباه أو إخوته أو زوجته أو أخواته… وغيرهم، وذلك أعترافًا بفضل من له فضل في بلوغ الباحث مراتب علمية متقدمة.
صفحة الشكر والتقدير:
وهي صفحة شبيهة بصفحة الإهداء غير أنها تتضمَّن شكرًا للأكاديميين المسؤولين عن البحث،
ويمكن أن يشكر فيها الباحث جهات التعليم بالدولة، أو جماعة المفحوصين ممن قدموا بيانات ومعلومات ساعدت الباحث على فهم المشكلة ووضع النتائج وتفسيرها.
صفحتا الملخص:
وفي ذلك الجزء يكتب الباحث صفحة لملخص البحث بالعربية، وأخرى بالإنجليزية،
ويتضمَّن ذلك الملخص عرض لمحتوى البحث العلمي بصورة مُوجزة، وذلك العنصر يسبق كتابة مقدمة البحث مباشرة.
بعد طرحنا كيفية كتابة مقدمة البحث ؛ ندعو الله أن يُصلح لنا أمورنا، ويُجنِّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم وبَارِك على سيِّدنا مُحمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسَلِّم.
اقرأ أيضاً، مقالات مهمة تساعدك في إنجاز البحث العلمي:
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
