محتويات المقال
1 صعوبات البحث العلمي وأنواعها

صعوبات البحث العلمي وأنواعها

إعداد وتنفيذ البحث العلمي ليس بالأمر الهيِّن، ومشوب بكثير من صعوبات البحث العلمي ، ويبدأ ذلك منذ تفكير الباحث في اختيار موضوع معين، ويتبعه كتابة خطة البحث العلمي (مُقترح البحث)، وفقًا لإجراءات منهجية حسب ما تشترطه جهات البحث، وبعد ذلك تقديم الخطة، وَمِنْ ثَمَّ الانتظار لحين القبول، وحال المُوافقة تبدأ صعوبات أخرى عند تنفيذ تفاصيل الخطة وصياغتها كتابيًّا، وسنوضح في مقالنا صعوبات البحث العلمي بالتفصيل.

ما صعوبات البحث العلمي ؟

صعوبات البحث العلمي التي ترتبط باختيار الموضوع:

عند اختيار الباحث لموضوع دراسة معين يجب أن تكون المشكلة قابلة للدِّراسة والفحص، ويجب ألا يكتفي الباحث بأن تعجبه مشكلة ما،

فليست كل الإشكاليات قابلة للفحص والتقصي بالطريقة العلمية، والأمر يتطلَّب نتائج منطقية مُدعمة بالرقميات على قدر المستطاع، ووفقًا لإجراءات منظمة.

صعوبات البحث العلمي المتعلقة بجهات الدراسة والمشرف:

يُمكن أن نطلق على تلك النوعية من صعوبات البحث العلمي بمسمى صعوبة عدم التوافق،

وتكميم قُدرات بعض الباحثين حسب وجهة نظرهم، فعلى سبيل المثال قد نجد المشرف يُملي متطلبات يرى الباحث أنها غير مناسبة،

أو لا تتوافق مع وجهة نظره فيما يخص التفاصيل، وحل هذه المشكلة يتمثَّل في التفاهم واستخدام الباحث للمنطق والتحاور مع المشرف؛ كي يصلوا لأرضية مشتركة.

نجد بعض الجهات البحثية التي قد يري الباحثون من ووجهة نظرهم أنها مُتعنِّتة معهم، وذلك عند تقديم المُقترحات أو خطط البحث العلمي،

ويطلبون منهم تعديلها أكثر من مرة، ويجب ألا يأخذ الباحث ذلك على مضض، وأن يفهم أولًا لماذا التعديل؟ وبالطبع فقد يجد أنه مُخطئ وجهة الدِّراسة على حق، ويُمكن أن يتناقش مع المقيمين حول ذلك للوصول لحل،

وكثير من الدكاترة داخل أروقة الجامعات متفهمون وسلسون، ويُمكن أن يتقبلوا وجهات النظر المُغايرة، وفي النهاية يجب على الباحث ألا يقف عند مشكلة.

صعوبات البحث العلمي التي ترتبط بالمنهجية:

صعـوبات مُتعلقة بالمصادر والمراجع:

وتأتي تلك الصعوبة بين أبرز صعوبات البحث العلمي التي تُواجه الباحثين،

وعلى سبيل المثال في حالة اختيار الباحث موضوعًا عن فُوَّهات القُطب الشمالي، فإن ذلك لا يتوافر له كثير من الموضوعات والأفكار،

وحبَّذا أن يبتعد الباحث عن مثل هذه النوعية من الموضوعات؛ حيث إن مُقيمي البحوث يدققون فيما يسوقه الباحث من مصادر ومراجع،

وكلما زاد عددها أصبح ذلك شاهدًا على حرص البحث في إجلاء الإشكالية التي يسوقها بجميع أبعادها.

يتطلَّب إعداد خطة البحث العلمي تضمين الباحث للمصادر والمراجع التي سيستعين بها في تفصيل جنبات البحث،

وبعد المُوافقة على الخطة يجب على الباحث أن يستشهد بقرائن من المصادر والمراجع،

على أن يتبع النسق العلمي في عملية التوثيق، حيث إن لذلك أهمية كبيرة في تدعيم مبدأ الأمانة العلمية؛ بمعنى نسب الباحث الأفكار لمُنتجيها.

الاستعانة بالمصادر والمراجع يجب أن تكون بحدود، وفي ظل ما تشترطه الجهات البحثية من نسب،

فعلى سبيل المثال نجد أن بعض الجامعات تقر نسبة 15% للاقتباس، وأخرى 20%… وهكذا، وفي حالة ما إذا تجاوز الباحث تلك النسبة فسيعتبر ذلك انتحالًا علميًّا، وبما يستوجب مُعاقبة الباحث.

صعوبات متعلقة باختيار المنهج العلمي:

يُعرف المنهج العلمي Methodology على أنه طريقة يسير الباحث على أثرها في دراسة مشكلة أو قضية أو ظاهرة ووفقًا لمجموعة من الخطوات،

ولقد ظهرت هذه المناهج منذ القدم، غير أن التأصيل النظري لهذه المناهج بمعنى وضع مفاهيم وأسس وقواعد لها لم يبدأ إلا في القرن السابع عشر،

وكان ذلك يد مجموعة من العلماء الأوروبيين ومن بينهم: جاليليو، وأرنست برنهام، وكلود برنارد، وفرانسيس بيكون، وجون ستيوارت ميل، وروجر بيكون، وفريدريك لوبلاي… وغيرهم.

يجد كثيرون من الباحثين صعوبة في اختيار المنهج العلمي المناسب لموضوع البحث،

وفي ذلك خطوط عامة؛ حيث نجد أن الإشكاليات المرتبطة بالعلوم الاجتماعيَّة والإنسانية يُمكن أن يستخدم فيها الباحثون المنهج الوصفي بمُختلف تفريعاته:

مثل المنهج التحليلي، والمنهج الوصفي الارتباطي، والمنهج المسحي، ومنهج دراسات الرأي العام، أما بالنسبة للإشكاليات المرتبطة بالعلوم الطبيعية فيُمكن أن يستعين الباحثون بالمنهج التجريبي.

من المُفضل أن يستخدم الباحث منهجًا واحدًا أو أكثر بهدف سد الثغرات التي تشوب كل منهج،

وتعظيم الإيجابيات قدر المستطاع، وفي النهاية تبقي النتائج التي يبلغها الباحث هي المعيار الرئيسي على جودة البحث، وبالتَّالي صحَّة ما استعان به الباحث من مناهج.

صعوبات البحث العلمي

صـــــــــعوبات متعلقة بعينة الدِّراسة:

يُقصد بعينة الدِّراسة مجموعة من الأفراد يختارهم الباحث بعناية وبأسلوب علمي، بهدف الحصول على المعلومات التي تلزمه،

والبحوث التَّطبيقية هي التي تتطلَّب ذلك، بغرض علاج الإشكاليات التي توجد في الواقع العملي.

من المهم أن تكون عيِّنة الدِّراسة معبرة عن مجتمع البحث؛ حتى يستطيع الباحث أن يُطبق ما يتوصل إليه من نتائج على جميع مفردات المجتمع،

وهو ما يطلق عليه مبدأ التعميم، ولكي يصل الباحث لهدفه يجب أن يكون هناك اتساق وانسجام بين جميع المفردات في الخصائص والسمات.

صـــــــعوبات متعلقة بأدوات الدِّراسة:

صعوبات البحث العلمي التي تتعلَّق بأدوات الدِّراسة البحثية متنوعة، ويظهر ذلك فيما يلي:

اختيار أداة البحث العلمي المناسبة يتطلَّب دقة، ووفقًا لما يمتلكه الباحث من أموال،

وفي ذلك نجد أن أداة الاستبيان هي أقل أدوات البحث من حيث التكلفة، ويليها الملاحظة، ثم المقابلة، وعلى الباحث أن يُوازن ذلك في البداية عند اختياره للموضوع،

ويسأل نفسه: هل ذلك الموضوع سينجم عنه تكلفة كبيرة نظرًا لاستخدام أداة مُكلفة، وَمِنْ ثَمَّ ينأى بنفسه عن ذلك، ويختار موضوعًا يستخدم فيه أداة أقل تكلفة.

إن تطبيق أداة البحث العلمي ذاتها قد يشوبه صعوبات، ومنها ما يتعلَّق بالمبحوثين (عيِّنة البحث)؛

ففي كثير من الأحيان لا يستطيع الباحث أن يحصل على المعلومات والبيانات التي يبتغيها،

وقد يكون السبب في ذلك هو عدم التعامل بشكل جيد مع المبحوثين، وَمِنْ ثَمَّ عزوفهم عن الإدلاء بالمعلومات،

أو قد يكون السبب عيبًا في تصميم أداة البحث، وصعوبة في فهم الباحثين للأسئلة، وبالتَّالي قصور في الإجابات.

صـــــعوبات متعلقة بالدِّراسات السَّابقة:

تعُرف الدِّراسات السَّابقة على أنها بحوث لها صلة بموضوع البحث أو الرسالة التي يفصلها الباحث،

وتُعد صعوبات البحث العلمي المتعلقة بالدِّراسات السَّابقة إحدى أشهر الصعوبات، ففي كثير من الأحيان قد لا يجد الباحث مؤلفات أو بحوثًا أو رسائل علمية سابقة على موضوع البحث.

والحل هو التفتيش عن أقرب البحوث والرسائل السَّابقة لما فصَّله البحث؛ حتى لو كان ذلك بنسبة ضئيلة،

ولكن هناك سؤالًا محل طرح: ماذا ينبغي على الباحث أن يفعل في حالة عدم وجود دراسات سابقة؟

والإجابة في تلك الحالة هو أن يذكر الباحث في خطة البحث المبدئية أنه قام بالبحث والتفتيش في المكاتب ودور النَّشر والمجلات العلمية المحكمة،

ولم يستطع الوصول لدراسات سابقة، غير أنه في هذه الحالة يجب ألا يقطع الباحث بعدم وجود دراسته سابقة،

ويُرجع الأمر لكونه لم يستطع التَّوصُّل لذلك، حتى لا يصبح ذلك قرينة على الباحث،

فلربما كان هناك دراسات، ولم يتسنَّ للباحث بلوغها، وليترك الباحث الباب مفتوحًا.

صعوبات البحث العلمي التي تتعلَّق بالوقت المتاح:

اختيار الباحث موضوعًا معينًا يجب أن يكون مُتوائمًا ومُتسقًا مع ما مُتاح من وقت،

وليس بالضرورة أن يختار الباحث موضوعًا يتطلَّب تفاصيل وإجراءات تتخطى المدة الزمنية المتاحة لتسليم البحث أو الرسالة،

والمعيار في ذلك هو جودة الفكرة الرَّئيسيَّة للموضوع، وأصالة المادة العلمية.

ولنا في بعض البحوث الجامعية خير مثال على ذلك؛

حيث إن هناك بعض الطلاب الجامعيين يصوغون بحوثهم فيما لا يزيد على 50 صفحة،

ولكن تتضمَّن قيمة حقيقة، وتُثير إعجاب المُقيمين، ولن نكون مُبالغين إذا ما قلنا إن جودة ذلك يفوق ما يُنظمه الباحثون في مراحل الدِّراسات العُليا.

صعوبات البحث العلمي المرتبطة بالتمويل:

تُعتبر صعوبات التمويل من أبرز صعوبات البحث العلمي، وتمويل البحث العلمي إما ذاتيًّا من خلال توفير الباحث للنفقات والمتطلبات المادية،

وإما من خلال جهات الدِّراسة؛ حيث إن كثيرًا من جهات البحث العلمي تعتمد مبالغ مالية في سبيل تطوير البحث العلمي،

وسواء تم تمويل البحث بطريقة ذاتية أو من خلال جهة،

فيجب عليه أن يُوازن بين ما هو مُتاح من أموال، بمعنى أن يختار موضوع دراسة في ضوء ذلك.

صعوبات البحث العلمي المرتبطة بالتقنيات:

إن الجانب التقني من بين العوامل المهمة لنجاح البحث العلمي، وخاصة البحث التي ترتبط بالعلوم الطبيعية،

مثل: الكيمياء، والطبيعية، والأحياء، والطب، والعلوم الدوائية، والهندسة… وغيرها،

ويلزم لذلك تكنولوجيات؛ كي يستطيع الباحثون الوصول لنتائج علمية، وحل هذه المشكلة يتمثَّل في مُطالعة المسؤولين لكل ما جديد في الخارج، ومحاولة المُحاكاة،

وذلك ليس بعيب، فكثير من الدول التي وضعت أقدامها في المقدمة أتبعت تلك الطريقة،

فنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية قامت بترجمة جميع البحوث الروسية، واتخذت من ذلك قواعد انطلقت منها نحو التَّطوير.

صعوبات البحث العلمي التي ترتبط بالتنفيذ الكتابي:

تُوجد مجموعة من صعوبات البحث العلمي عند تنفيذ البحث أو الرسالة كتابةً، وسنُبيِّنها فيما يلي:

صعوبات عند صياغة العنوان:

إن الشك والريبة هو الشعور المشترك بين جمع الباحثين الذين يرغبون في تدوين دراسات بحثية صحيحة من الناحية المنهجية والمظهرية،

وصياغة العنوان ذات أهمية كبيرة، حيث إن ذلك هو المنظم لجميع جنبات خطوات البحث،

وصياغة العنوان مشوبة بالصعوبات، فكيف للباحث أن يضع عنوانًا منضبطًا؟

يجب أن يكون عنوان البحث قصيرًا وغير مُطوَّل في حدود ستين حرفًا أو بين 10-15 مفردة.

يجب أن يعكس العنوان ما يفصله الباحث من محتوى داخل الموضوع.

يجب أن يتضمَّن عنوان البحث المُتَغيِّرات العمومية للدِّراسة.

يجب أن يكون العنوان واضحًا من حيث المفردات التي يستخدمها الباحث.

صـعوبات عند كتابة الأهمية والأهداف:

من بين الصعوبات الكتابية عدم تمييز كثير من الباحثين بين أهمية وأهداف البحث:

أهمية البحث:

نجد أن الأهمية لها جانب نظري، بمعنى القواعد والأسس التي سيُضيفها البحث لأحد التخصصات العلمية،

أو أهمية ميدانية، بمعنى المُعالجات التي سيضعها الباحث للإشكالية محل الدِّراسة.

أهداف البحث:

الأهداف ذات صلة وطيدة بكل من التساؤلات والفرضيات، وقد يكون هناك تشابه من حيث المعنى،

ولا يُوجد غضاضة من ذلك، أما بالنسبة لمعايير جودة أهداف البحث فتتمثَّل في اختيار الألفاظ الواضحة،

مع إمكانية إخضاع الأهداف للقياس بنهاية الدِّراسة، وكذلك أن تكون الأهداف منطقية ويُمكن تحقيقها.

أهمية البحث يضعها الباحث في ضوء السؤال:

(لماذا اخترت موضوع البحث؟)، أما أهداف البحث فيصوغها الباحث بناءً على السؤال: (ما الذي ينبغي أن أحققه من البحث؟).

صعوبات في صياغة فرضيات البحث:

من الناحية المنهجية فإن صياغة الفرضيات تُعتبر الإجراء الأمثل بعد كتابة تساؤلات البحث،

فهي تمثل إجابة عن تساؤلات البحث، وتتطلَّب الفرضيات استخراج الباحث لجميع العوامل والمُتَغيِّرات،

سواء المستقلة أو التابعة، وتنظيم ذلك في صورة علاقات خبرية، ويُعتبر ذلك من بين صعوبات البحث العلمي.

في كثير من الأحيان لا يستطيع الباحثون التَّوصُّل للمُتَغيِّرات بالصورة المثالية، إما بسبب ضعف في خبراتهم،

وإما نتيجة لطبيعة موضوع البحث ذاته، وفي حالة ضعف الخبرة يُمكن أن يتغلب الباحث على هذه الصعوبة؛ من خلال الاستعانة بالمتخصصين،

وفي حالة كون الموضوع غير واضح من حيث مُتَغيِّراته؛ فيُمكن أن يكتفي الباحث بالتساؤلات على أن يوسع من دائرة الاطلاع على المصادر والمراجع؛ كي يسوق دلائل عقلية نصية.

صعوبات متعلقة بالسلامة اللغوية:

كثير من الباحثين يمتلكون أفكارًا جد مهمة، غير أنهم في النهاية يصوغون ذلك بأسلوب كتابي غير مُنضبط،

وَمِنْ ثَمَّ يضيع مجهوداهم بسبب عدم وضوح التعبير، أو قصور في الإملاء أو النحو أو الصرف.

لحل تلك الصعوبة يُمكن اللجوء لأحد المُتخصصين في التدقيق اللغوي، ومُعالجة جميع السلبيات، والخروج بالبحث بالهيئة اللغوية المطلوبة.

صعوبات تتعلَّق باختيار المعادلات الإحصائية:

تتمثَّل تلك الصعوبة في عدم قُدرة الباحث على اختيار الوسائل الإحصائية المناسبة؛

سواء ما يتعلَّق بطريقة اختيار عيِّنة البحث النموذجية، أو تحليل العلاقة بين العوامل والمُتَغيِّرات التي تحملها الفرضيات،

وحلًّا لهذه الصعوبة يُمكن أن يلجأ الباحث لمُتخصص في ميدان التحليل الإحصائي يمتلك القُدرة على التعامل مع موضوع البحث،

وكذلك استخدام برامج الحاسب التي ترتبط بذلك.

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments