طريقة كتابة البحث العلمي بالتفصيل

طريقة كتابة البحث العلمي

طريقة كتابة البحث العلمي تتطلب إلمام الباحثين والباحثات بمجموعة من الخطوات، وما يتبع ذلك من تفاصيل مُتعلقة بها، وبما يساعد في النهاية على تنفيذ بحث أو رسالة علمية تَجد التقييم المناسب من جانب الجهات المسؤولة عن ذلك، ومن هذا المنبر وجب التنويه لأهمية أن يكون البحث إبداعيًا، ومُغايرًا لما يكتبه الآخرون، ومُفيدًا من الجانب العلمي، ونحن نلمس ما يعاني منه بعض الباحثين من قصور؛ سواء من حيث القدرة على التعبير اللغوي عما يدور بأذهانهم من أفكار، أو في الجوانب الإجرائية وعدم الدراية بها بالقدر الكافي، لذا سنعمل جاهدين على سد مختلف الثغرات عبر فقرات مقالنا: طريقة كتابة البحث العلمي ؛ كي يخرج الباحث بمعارف قيمة تُمكنه من تحدي الصعاب، وكتابة البحث أو الرسالة العلمية بالأسلوب الأمثل.

ما الإجراءات التي تسبق كتابة البحث العلمي؟

يوجد إجراءات سابقة على كتابة البحث العلمي، وسنوضحها فيما يلي:

  • اختيار الموضوع محل البحث:

إن البحث العلمي في هيئته الأكاديمية يتطلب إجراءات سابقة على الكتابة التنفيذية،

ويتمثل ذلك في اختيار موضوع الدراسة (البحث)، وهناك جهات علمية تتيح للطلاب طرح موضوع على حسب رغبتهم،

وأخرى تفرض على الباحثين موضوع معين، أو تقدم خيارات لاختيار الباحثين من بينها،
وسواء أكان طريقة الاختيار ذاتية أو مقترحة من جهات التعليم؛ فعلى الباحث أن يمتثل للشروط المطلوبة.

  • تقديم مشروع البحث (خطة البحث):

مشروع البحث (خطة البحث) عبارة عن نموذج يدون فيه الباحث البيانات الخاصة به،

وكذلك البنود الأساسية للبحث أو الرسالة المقترحة، ومن بين ذلك: عنوان البحث، وأهمية البحث، وأهداف البحث، وأهم المراجع والدراسات السابقة، وسؤال أو فرضيات البحث، مع توقعات للنتائج التي يرجو الباحث تحققها،

وبناء على ذلك تجتمع لجنة تقييم الخطط البحثية المقترحة؛

من أجل فحص مشروع البحث، ومطابقة ذلك للشروط، وإبداء الرأي بالموافقة أو رفض المقترح.

ما طريقة كتابة البحث العلمي ؟

تتمثل طريقة كتابة البحث العلمي في مجموعة من الخطوات المرتبة، ولكل خطوة طريقة في التنفيذ، وتفاصيل ذلك فيما يلي:

العنوان:

  • عنوان البحث له أكثر من طريقة في صياغته؛ فهناك من يتبع الأسلوب الوصفي،

وفي ذلك يضع الباحث مُتغيرًا أساسيًا في العنوان؛ مثل: “طريقة التفكير العلمي عند ابن الهيثم”،

وهناك من يتبع أسلوب العلاقة والأثر، وفي ذلك يضع الباحث متغيرين أصيلين مثل: “تأثير الأخصائي الاجتماعي في البيئة المدرسية”.

  • عنوان البحث يخضع لعديد من الاعتبارات، ومنها: الإيجاز: بمعنى المحدودية في عدد الكلمات؛ فيجب ألا يتخطى خمس عشرة مفردة،

والوضوح: بمعنى اختيار كلمات بسيطة في العنوان،

والأصالة: بمعنى أن يكون فريدًا وغير منسوخ،

والحداثة: بمعنى أن يتناول البحث قضية جديدة، أو موضوعًا قديمًا بغرض التجديد،

والقيمة: والمقصد من ذلك هو أن يطرح الباحث موضوعًا مفيدًا، ويقدم قيمة عامة.

الإهداء:

من بين العناصر المهمة في طريقة كتابة البحث العلمي وضع إهداء؛

ليقدم فيه الباحث الشكر لأحد الأبوين أو كليهما، أو لزوجته، أو لأخيه، أو أخته، أو لصديق مقرب،

وهو من البنود التي تأخذ طابع المديح، ومن المهم أن يكتبها الباحث بأسلوب إنشائي متميز؛

يعبر فيه عن اعترافه بالجميل والفضل لأصحاب الفضل.

ملخص البحث:

وهو عبارة عن صفحة مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية، وفيها يضع الباحث أهم الفصول والأبواب والمباحث التي شملها البحث.

المقدمة:

  • تعتبر المقدمة أحد الإجراءات الأساسية في طريقة كتابة البحث العلمي ، وهي عبارة عن حد فاصل بين العنوان، وباقي إجراءات البحث،

وتحتوي المقدمة على شرح طبيعة البحث بصورة مختصرة، والبعض من الطلاب يُفضلون بدء المقدمة بحمد الله والثناء عليه،

والصلاة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا غضاضة في ذلك،

كما يمكن تضمين المقدمة بحديث أو آية قرآنية ذات صلة مباشرة بموضوع البحث.

  • وسنتوقف بعض الشيء عند إشكالية في مضمون المقدمة؛

حيث إن هناك البعض ممن يدخلون بنود أهمية البحث وحدود البحث ومنهج البحث من بين عناصر المقدمة،

وذلك هو المعمول به في أبحاث المدارس والتخرج الجامعي،

وبعض آخر من الباحثين ينفذون بنودًا منفصلة عن المقدمة لكل من الأهمية والأهداف والحدود البحثية، وذلك هو الشائع في الماجستير والدكتوراه.

أهمية البحث:

وتُعتبر أهمية البحث من بين البنود المحورية في طريقة كتابة البحث العلمي،

وهي عبارة عن أسباب ومبررات ودوافع الباحث، والتي جعلته يتناول موضوع البحث عن غيره من الموضوعات العلمية.

أهداف البحث:

إن وضع هدف أو أهداف للبحث من بين المحاور الأساسية في طريقة كتابة البحث العلمي،

ولا يستوي الأمر دون وجود ما يحفز الباحث، ويجعله يثابر ويجتهد لبلوغ ما يتمناه، ويتمثل ذلك في الأهداف،

وهناك اختلافات شاسعة بين أهمية البحث، وأهداف البحث، فالأخير جوانب تشغل ذهن الباحث، ويسعى لتحقيقها،

ومن بين اعتبارات صحة أهداف البحث أن تكون مرتبطة بالموضوع الرئيسي بصورة مباشرة أو غير مباشرة،

وأن تكون واقعية، وأن تصاغ بكلمات واضحة، مع إمكانية قياسها كونها تحققت أم لا في نهاية الدراسة.

المنهج العلمي:

تختلف المناهج العلمية الواجب تحديدها عند كتابة الباحث العلمي، ولكل نوعية من الأبحاث ما يناسبها من مناهج؛

ومن أهمها: المنهج المقارن، والمنهج التجريبي، والمنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج الاستنباطي، والمنهج الفلسفي، والمنهج الشرعي… إلخ.

حدود البحث:

تساعد حدود البحث العلمي الباحث في تركيز أفكاره بجانب معين، وبما يتيح له التعمق،

وهي بند أساسي في طريقة كتابة البحث العلمي،

وتتمثل في أربعة حدود وهي:

الحدود الموضوعية: وتعني طبيعة موضوع البحث المصاغ في العنوان،

والحدود المكانية: وهي تعني دولة البحث، أو المدينة أو القرية.. إلخ،

والحدود الزمانية: والمقصد منها فترة القيام بانجاز البحث،

وعينة البحث أو الدراسة: وهي تعني ما يختاره البحث من عينات، سواء كانت أشخاصًا أو كيانات اعتباريه؛

كي يستخلص منها المعلومات والبيانات المباشرة،

وفي ذلك يستخدم الباحث أدوات البحث العلمي مثل: الاستبيان، أو بطاقة الملاحظة، أو الاختبارات، أو المقابلة.

مصطلحات البحث العلمي:

هناك مصطلحات رئيسية لكل بحث علمي، وهي التي يدور البحث حولها، وهي محور مهم في طريقة كتابة البحث العلمي ،

وينبغي تعريف كل مصطلح لغويًا، وكذلك إجرائيًا، ويوجد بعض الباحثين ممن يكتفون بالتعريف الإجرائي؛ على اعتباره الأهم.

إشكالية البحث:

إن إشكالية البحث هي ما دعت الباحث لتناول موضوع الدراسة، وذلك الجزء من العناصر المحورية في طريقة كتابة البحث العلمي

 ويجب أن يلخصها الباحث في بند مستقل؛ كي يتفهم القراء ما يعنيه الباحث على وجه التحديد.

أسئلة البحث أو الفرضيات:

تُعتبر أسئلة البحث أو الفرضيات عماد طريقة كتابة البحث العلمي ، ولن يكون هناك مسمى لبحث علمي دونهما،

وأسئلة البحث عبارة عن أطروحات يطلقها الباحث بصورة استفهامية؛ وتتضمن المتغير المستقل بمفرده، أو بالاقتران بمتغير تابع،

أما الفرضيات؛ فيجب أن تتضمن متغيرين أحدهما مستقل والثاني تابع، وتُكتب بأسلوب خبري،

وهنا يأتي سؤال مهم: أيهما أختار لبحثي أسئلة أم فرضيات؟ والإجابة تتوقف على نوعية البحث ففي حالة كونه وصفيًا فيفضل استخدام الأسئلة،

وفي حالة كونه يتعلق بقضية قابلة للقياس؛ فيمكن استخدام الفرضيات، مع إمكانية استخدام الاثنين معًا.

الإطار النظري:

يمثل الإطار النظري جسد البحث، وهو جزء أصيل في طريقة كتابة البحث العلمي ، ويتكون من الأبواب، وما تقسم إليه من مباحث، وبالمثل فصول، ومطالب،

وهناك جزء آخر في الإطار النظري، ويُعرف باسم الدراسات السابقة، وهو عبارة عن بحوث ماضية ذات صلة بالدراسة الحالية.

نتائج البحث:

إن القيمة من البحث العلمي تتضح وبشدة في جزء نتائج البحث، وهو عبارة عن ملخص لما توصل إليه الباحث،

وينبغي أن يكون مُدعمًا بالبراهين والشواهد الموثقة، وترتبط النتائج بالفرضيات أو الأسئلة البحثية بشكل مباشر،

وبالمثل ترتبط بأهداف البحث، وتُعتبر من أهم العناصر في طريقة كتابة البحث العلمي.

طريقة كتابة البحث العلمي موقع Master Theses

توصيات البحث:

وهي تمثل الحلول الإيجابية لموضوع أو قضية البحث العلمي، وهى نتاج للفهم المتعمق من جانب البحث لمختلف جوانب الدراسة.

مقترحات البحث:

إن البحث العلمي قاطرة لا تتوقف، وينبثق من كل بحث أو رسالة علمية مجموعة أخرى من القضايا،

ويقترح الباحث على جموع الباحثين من ذوى الصلة بالتخصص بعض من الموضوعات المهمة كي يتصدوا لدراستها.

الخاتمة:

يُعد جزء الخاتمة هو آخر الإجراءات في طريقة كتابة البحث العلمي ، ويستعرض فيها الباحث جملًا مختصرة عن مشكلة البحث،

والظروف غير الجيدة التي واجهته وتخطَّاها، مع إبراز أهم النتائج، والتوصيات، ويجب أن يظهر الباحث تواضعًا في مفردات الخاتمة.

ملحوظة مهمة: هناك من يضع بابًا كاملًا لخاتمة البحث، ويتضمن النتائج والتوصيات والمقترحات ثم فقرات يختم بها، وآخرون يخصصون جزءًا مستقلًا لكل بند، وكلتا الطريقتين صحيحة.

المصادر والمراجع:

هناك إجراءان أساسيان فيما يتعلق بتوثيق المصادر والمراجع، وهما التوثيق في محتوى البحث، ثم الكتابة في قائمة نهائية بعد الانتهاء من كتابة الخاتمة،

ومن أهم طرق التوثيق العلمي كل من: APA، وHARVARD، وMLA، ولكل منها أسلوب منهجي.

ملحقات البحث:

وذلك الجزء عبارة عن الصور ونماذج أدوات البحث العلمي التي استخدمها الباحث، والجداول، والمخطوطات.

بعض الإرشادات المهمة المرتبطة بكتابة البحث العلمي:

  • الترابط بين إجراءات البحث: من المهم أن يتبع البحث الأسلوب المنهجي المُتعارف عليه عند كتابة الأبحاث العلمية بمختلف تصنيفاتها،

ويربط بين جميع الأجزاء، في سبيل تحقيق الأهداف المصاغة في بداية البحث، مع اتضاح ذلك في النتائج،

وفي ذلك وجب اتباع خط سير مُوحَّد عماده المعلومات والبيانات المباشرة، وفي صلب موضوع البحث، وبعيدًا عن الحشو والتكرار.

  • تسلسل أفكار المضمون:

يجد كثير من الباحثين صعوبة كبيرة عند كتابة مضمون البحث العلمي (الأبواب، والفصول، والمباحث)،

والسبب في ذلك هو عدم وجود الكم الكافي من المعلومات، لذا وجب الاطلاع بصورة موسعة، وخاصة بالنسبة لمن يدرسون بالدراسات العليا،

مع أهمية التسلسل في الأفكار، والفكرة تبدأ بنظره عامة، ثم بعد ذلك تفصيل مع ذكر أمثلة،

وهذا هو المبدأ الواجب اتباعه عن تناول التصدي لطرح أحد الأفكار في باب أو فصل أو مبحث.

  • مراجعة البحث العلمي لغويًا:

يختلف مدى الحاجة للتدقيق اللغوي بعد كتابة البحث العلمي؛ حيث نجد أن أبحاث المدارس والجامعات لا تحتاج لذلك،

فالغرض الرئيسي منها هو منح الطلاب درجات تقيميه تضاف إلى المجموع أو التقدير الكلي،

أما رسائل الدراسات العليا؛ فهناك ضرورة لتدقيقها، كي تخرج بأسلوب الصياغة السليم، حيث إنها تعرض في النهاية على الأوساط العلمية، وتُصبح مرجعًا.

وبنهاية استعراضنا لتفاصيل طريقة كتابة البحث العلمي ؛ نتمنى من الله أن تتحقق آمال جميع الباحثين والباحثات، سواء في الجوانب العلمية أو الحياتية.

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments