خصائص مناهج البحث العلمي
- نوفمبر 21, 2022
- المدونة
تتعدد خصائص مناهج البحث العلمي التي على أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا معرفتها والاستفادة
منها بالشكل الأمثل.
كما يفترض على الباحث العلمي أن يتعرف على جميع المناهج العلمية كل منها على حدة، ومعرفة سماتها، و
خصائصها، ومميزاتها وعيوبها، ومتى يستخدم كل منها.
وهذا ما يسمح للباحث العلمي اختيار المنهج العلمي الملائم لدراسته البحثية، بما يسمح له الوصول إلى
استنتاجات وحلول منطقية سليمة.
علماً أن الوصول إلى هذه الاستنتاجات والحلول السليمة مرتبط بشكل وثيق بالاستخدام الصحيح للمنهج العلمي، لأنه
يحدد كيفية جمع بيانات البحث العلمي وأسلوب عرضها ودراستها وتحليلها، ويرتبط بشكل البحث العلمي وتنظيمه بشكل كامل.
ومن المفيد الإشارة إلى أن الأبحاث الدقيقة والعالية مثل رسائل الدكتوراه، قد تحتاج من الباحث العلمي أن يعتمد
في دراسته البحثية على أكثر من منهج علمي واحد، وذلك للوصول إلى الدراسة المنطقية الناجحة.
وتستمد المناهج العلمية أهميتها من أهمية البحث العلمي الذي هو الأداة الرئيسية للتطور العلمي من مختلف التخصصات، و
هو الذي يساهم في تطور الشعوب والأمم ورقيها، وهو المقياس الأساسي لتقدم الدول ولمدى سعيها للتقدم والنمو.
كما أنه يدفع الدول المتقدمة أو الباحثة عن النمو إلى تقديم كل أشكال الدعم للعلماء والباحثين العلميين
وللجامعات والمؤسسات البحثية والعلمية، وذلك للوصول إلى أهم الدراسات البحثية التي تساهم في تطور الأمم، و
لإيجاد الحلول للمشكلات والظواهر المجتمعية المختلفة.
مفهوم و أهمية مناهج البحث العلمي:
مفهوم مناهج البحث العلمي:
إن كلمة مناهج ومفردها منهج تدل على السبيل أو المسلك الذي سيتبعه الباحث العلمي أثناء عمله البحثي.
في حين أن كلمة البحث العلمي فهي تشير إلى الاستكشاف والتقصي للإشكاليات والظواهر البحثية التي تنتمي إلى مجال علمي محدد، والتي تحتاج إلى الوصول إلى استنتاجات أو حلول منطقية.
وبناءً على ما ذكرناه يمكن أن نشير إلى أن منهج البحث العلمي يشير إلى العمليات المنظمة العلمية التي يستخدمها الباحث العلمي في عمليات الاستكشاف والتقصي العلمي عبر اسلوب علمي محدد، والهدف الوصول إلى حقائق واكتشافات جديدة.
او حلول خلاقة، أو تأكيد أو نفي أو تعزيز نظريات وأبحاث علمية سابقة.
يطلق المنهج العلمي على عدد من التقنيات والأساليب والادوات العلمية الخاصة التي يعتمدها الباحث العلمي، وذلك
بهدف فحص ودراسة الظواهر أو المشكلات البحثية، أو للتعمق في دراسة النظريات أو الحقائق أو البحوث السابقة، بهدف
تعديلها أو تعزيزها، أو نفيها، أو تأكيدها.
ومن أكثر تعاريف منهج البحث العلمي شيوعاً بأنه العمل العلمي البحثي المنظم، الذي يهدف إلى استقصاء البيانات والمعلومات، والعمل على توضيح ظاهرة أو مشكلة البحث العلمي، وذلك بما يساعد على فهم أسباب الظاهرة والآليات الملائمة للبحث،
بما يقود إلى استنتاجات وحلول مثالية سليمة.
أهمية مناهج البحث العلمي:
قبل الاطلاع على أبرز خصائص مناهج البحث العلمي من المفيد الاطلاع على أهمية هذه المناهج، والتي تظهر في العديد من الأمور وأبرزها:
-
تنظيم الدراسة البحثية وترتيب أفكار الباحث العلمي:
إن العمل البحثي يتطلب من الباحث العلمي الاطلاع على كم كبير جداً من المعلومات والبيانات البحثية، والتي يختار منها
ما يرتبط بشكل وثيق بموضوع البحث العلمي، حتى تساهم في إثراء البحث العلمي وإغنائه.
وهذه المعلومات والبيانات التي سيتم اعتمادها في البحث العلمي، تحتاج إلى ترتيب وتنظيم وعرض ودراسة وتحليل، وذلك
وفق أحد المناهج العلمية المتخصصة التي تتناسب مع موضوع البحث، وهو ما يساهم في وصول الباحث العلمي إلى دراسة منطقية سليمة لها نتائج منطقية سليمة.
-
تنظيم الوقت والجهد:
إن اتباع الباحث العلمي للمنهجية البحثية المناسبة لتخصص البحث وموضوعه، تسمح له أن ينظم وقته وجهده
بشكل سليم، وهو ما يبعد العمل عن العشوائية وبالتالي التوفير الكبير لوقت الباحث وجهوده.
وهو ما يستلزم من الباحث العلمي أن يحرص على اعتماد المنهج العلمي المناسب لدراسته البحثية، بما يسمح
الوصول إلى النتائج المنطقية السليمة بأقل وقت وجهد ممكن.
-
الاستفادة القصوى من المعارف السابقة:
يمكن للباحث العلمي الجيد الذي يسعى إلى تطوير نفسه، ويبحث عن الوصول إلى دراسات علمية عالية الجودة
أن يستفيد من خبرات الباحثين السابقين وخبراتهم.
فيطلع على الأبحاث العلمية التي تنتمي إلى نفس التخصص العلمي، وتناقش مواضيع مشابهة، ويتعرف على
المناهج العلمية المستخدمة فيها، وما هي فعاليتها بالوصول إلى دراسة منطقية متكاملة وناجحة.
وبذلك تزداد معارف الباحث العلمي وخبرته في الاختيار السليم للمنهج العلمي الذي يتلاءم مع تخصصه البحثي، ومع
المشكلة البحثية التي يتناولها في دراسته، مستفيداً من تلك البحوث السابقة التي اطلع عليها.
وشيئاً فشيئاً سيكون الباحث العلمي قد حصل على المعارف والخبرات المعمقة التي تسمح له الاختيار السليم
للمنهج العلمي الملائم لدراسته، وأن يستخدم عند الحاجة أكثر من منهج علمي في دراسة واحدة، مع ما
يحتاجه استخدام المنهجية المتعددة من خبرات ومهارات واسعة للباحث العلمي.
-
الوصول إلى دراسة متكاملة وناجحة:
بعد كل ما ذكرناه، ومن خلال ما سيتضح لنا عند عرض خصائص مناهج البحث العلمي سنجد أن المنهج العلمي المناسب
هو العامل الرئيسي للوصول إلى بحث علمي شامل ومتكامل، ونتائجه سليمة ومنطقية ومثبتة بالأدلة والبراهين.
فلا يمكن تفسير ظاهرة البحث، أو الإحاطة بإشكالية الدراسة البحثية، إلا بالاختيار السليم للمنهج العلمي، واستخدامه
بالشكل الصحيح الذي يسمح بالوصول إلى نتائج منطقية دقيقة.
اقرأ أيضًا: تصنيف مناهج البحث العلمي.
خصائص مناهج البحث العلمي، وضرورة أستخدامها:
خصائص مناهج البحث العلمي:
لكل منهج من مناهج البحث العلمي خصائصه ومميزاته وعيوبه الخاصة، والتي يجب على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا التعرف عليها بشكل دقيق ومعمق.
ولكن في نفس الوقت هناك العديد من خصائص مناهج البحث العلمي التي تكون مشتركة بين مختلف هذه المناهج، والتي يمكننا اختصارها بالأمور التالية:
- تساعد المناهج العلمية المختلفة في توسيع مدارك الباحث العلمي، وفي توسيع آفاق رؤيته وخبرته ومعرفته في تخصصه العلمي عموماً، وبالعمل البحثي بشكل خاص.
- إن المناهج العلمية بشكل عام تستند إلى عدد من الظواهر التي يستطيع الباحث العلمي ملاحظتها ببساطة وسهولة، وفي كافة الأماكن أو الأزمنة.
- إن القابلية للتنوع والتعدد هي السمة الأساس في خصائص مناهج البحث العلمي، ومن الخصائص الرئيسية كذلك المرونة وعدم الجمود، مع القابلية للتغير والتكيف من زمان إلى آخر بناءً على التطور العلمي الذي تشهده العلوم المتنوعة.
- تمتاز مناهج البحث العلمي بأنها علمية وموضوعية، وبالتالي فهي بعيدة تماماً عن أي شكل من أشكال التحيز العاطفي، أو الأهواء والميول الشخصية، أو المعتقدات الذاتية أو المجتمعية.
- تعتبر المناهج العلمية من الأساليب الفكرية المتميزة، ومن العمليات التي تنظم الدراسات بشكل سليم بالاستناد على الملاحظة، مع شمول المنهج العلمي لمراحل متسلسلة ومترابطة.
- تسمح المناهج في البحث العلمي للباحث أن يتثبت من سلامة نتائجه البحثية، في جميع الأوقات وباستخدام الأدوات والمنهجيات المناسبة لذلك.
- إن إمكانية التنبؤ والسماح للباحث العلمي بتوقع وتصور ما يمكن الوصول إليه من ظواهر مستقبلية، أحد أبرز خصائص مناهج البحث العلمي بغالبيتها.
- إن التعميم للنتائج التي تمً التوصل إليها على المواضيع والظواهر المشابهة، من الأمور التي يمكن اعتبارها أحد الخصائص الرئيسية للمنهج البحثي.
وبالتالي يمكننا القول بعد اطلاعنا على خصائص مناهج البحث العلمي، أن الاستخدام السليم للمناهج العلمية أمر أساسي وضروري لنجاح الدراسة العلمية.
ما هي ضرورة استخدام المنهج العلمي؟
- تسمح المناهج العلمية المتعددة للباحث العلمي أن يصل في العديد من الأحيان إلى مواضيع ومشكلات بحثية جديدة وأصيلة.
- تساهم في نجاح البحث العلمي وبالتالي المشاركة الفعالة في تطور العلوم من مختلف التخصصات، وتقدم المجتمعات والأمم ورفاهية الأفراد المنتمين إليها.
- تسمح للباحث العلمي إتمام البحث العلمي بالشكل السليم، وبالتالي الوصول إلى بحث علمي ناجح له نتائج منطقية مثبتة بالأدلة والبراهين.
- تساهم المناهج في البحث العلمي في جمع البيانات العلمية المرتبطة ببعضها البعض في دراسة بحثية واحدة بما يحقق الفائدة، مع المساهمة بالوصول إلى أمور جديدة.
- تسمح للباحث العلمي عرض البيانات والمعلومات السابقة بأسلوب جديد يؤدي إلى الوصول إلى اكتشافات أو رؤى جديدة لم يتم الوصول إليها مسبقاً.
أهم المناهج في البحث العلمي:
بعد اطلاعنا على مفهوم وأهمية وخصائص مناهج البحث العلمي، من المفيد التعرف على عدد من أبرز هذه المناهج، وأكثرها شيوعاً واستخداماً، مع عرض معلومات موجزة عن كل منهج علمي منها، فما هي أبرز المناهج العلمية وأكثرها استخداماً:
-
المنهج الوصفي:
للمنهج الوصفي العديد من المناهج العلمية المتفرعة عنه، ويمكن اعتباره بشكل عام المنهج العلمي الأكثر شيوعاً
واستخداماً في العديد من الدراسات البحثية، المنتمية إلى العديد من المجالات والتخصصات العلمية.
قد يستخدم الباحث العلمي في بحثه العلمي المنهج الوصفي ويعتمد عليه كمنهج وحيد في الدراسة البحثية، كما أنه
في أحيان أخرى قد يرى أنه من المناسب استخدامه مع أحد المناهج الأخرى للإحاطة بإشكالية أو ظاهرة البحث
والوصول بها استنتاجات أو حلول منطقية سليمة.
وتبقى الظواهر والمواضيع والإشكاليات البحثية التي لها نزعة وصفية، من أكثر الدراسات التي تعتمد على المنهج الوصفي، وذلك بهدف وصف الظاهرة أو المشكلة البحثية بشكل دقيق.
وبعد جمع البيانات والمعلومات من خلال الوصف الدقيق لظاهرة أو كشكلة البحث، يتجه الباحث إلى دراسة هذه البيانات وتحليلها ، للوصول إلى الاستنتاجات والحلول القابلة للتعميم على مجتمعات بحثية مشابهة لمجتمع الدراسة في البحث قيد الدراسة.
إن الوصف الدقيق لظاهرة أو إشكالية البحث من أبرز الميزات لاستخدام المنهج الوصفي، الذي يساعد على اكتشاف العلاقات بين المتغيرات البحثية بصورة موضوعية سليمة، وبناءً على التحليل العلمي السليم لما تمّ جمعه عبر المنهج الوصفي من معلومات وبيانات بحثية.
أما أبرز العيوب والسلبيات التي قد تواجه الباحث العلمي عند استخدامه للمنهج الوصفي، أن بيانات ومعلومات البحث لا تكون في بعض الحالات معلومات وبيانات دقيقة، مما يؤثر على جودة البحث العلمي وسلامة استنتاجاته او الحلول التي يعرضها.
وبشكل خاص فإن هذا المنهج قابل للتأثر بالآراء والميول التي يحملها الباحث العلمي، أو بالتوجهات التي يسعى للوصول إليها.
-
المنهج التاريخي:
يعتبر المنهج التاريخي أحد مناهج البحث العلمي المستخدمة على نطاق واسع في العديد من الدراسات البحثية، والتي تستخدم لوحدها في بعض البحوث العلمية، كما أنها في عدد كبير من البحوث الأخرى تستخدم مع مناهج البحث العلمي الأخرى.
يحاول الباحث العلمي من خلال المنهج التاريخي أن يقوم بجمع معلومات وبيانات البحث العلمي المرتبطة بمشكلة البحث العلمي، والواردة في دراسات سابقة وأحداث ماضية، والعمل على دراستها وتحليلها ومقارنتها بأحداث وقعت بالزمن الحالي.
وهو ما يساعد الباحث العلمي على التنبؤ بالمستقبل، وبذلك نكون أمام وسيلة تسمح بتفسير الظواهر البحثية الحالية بناءً على الخبرات التي تستمد من الماضي بهدف تحديد ما يتوقع من توجهات مستقبلية.
ووفق خطوات المنهج التاريخي وبعد تحديد إشكالية البحث العلمي التي يمكن ربطها بسوابق تاريخية، يدرس
الباحث العلمي كيفية تطور الظاهرة التاريخية ويجمع المعلومات والبيانات المرتبة بها من المصادر الموثوقة
ذات المصداقية، ويسقطها بعد ذلك على الظاهرة الحالية بما يسمح له التنبؤ بالمستقبل.
للمنهج التاريخي العديد من المميزات أهمها أنه لا يعتمد المصادر والمعلومات إلا بعد نقدها والتأكد من مصداقيتها، ومن
ثمّ يقوم باختبار الفروض ودراسة المعلومات للوصول إلى نتائج منطقية سليمة.
وتبقى أبرز عيوب هذا المنهج العلمي أن المعلومات التي يتم جمعها قد لا تكون ذات مصداقية إذا لم تكون من
المصادر الأولية، وربما تتعرض عبر الزمن للتحريف بما يضعف مصداقيتها ويقلل موثوقيتها.
-
المنهج التجريبي:
إن الخصائص التي يحملها المنهج التجريبي من خصائص مناهج البحث العلمي التي ترتبط بشكل خاص بالتخصصات التطبيقية، فمجالات مثل الفيزياء والكيمياء والعلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية، من أكثر التخصصات التي تعتمد عل هذا المنهج.
وهو من المناهج التي تعتمد على إجراء الاختبارات التطبيقية العملية، ومراقبتها وملاحظتها بشكل دقيق، وبناءً
على المنهج التجريبي يقوم الباحث العلمي باتباع مجموعة من الخطوات بداية من تحديد الإشكالية أو الظاهرة البحثية.
ومن خلال الاختبارات والملاحظات تتم دراسة المشكلة والوصول بها إلى نتائج منطقية سليمة، وبعد ذلك يقوم
الباحث العلمي بالتدخل في مراحل معينة للتحكم بالمتغير المستقل وقياس التأثير على المتغيرات التابعة.
وبالتالي من المهم للغاية في المنهج التجريبي أن يتم تحديد متغيرات البحث المستقلة والتابعة، والقيام بصياغة فرضيات البحث، وتتم التجارب للتحقق من الفروض ويقوم الباحث بتدوين الملاحظات بما يساعد على الوصول إلى الاستنتاجات والحلول، وتقديم توصيات الباحث.
من أهم ميزات المنهج التجريبي أنه من المناهج المرنة التي يمكن أن تعدّل فيها التجارب بما يتوافق مع الظروف
المختلفة، وهو ما يساعد في تأكيد الإثباتات وتحديد متغيرات البحث ودراسة العلاقات فيما بينها.
في حين أن عيوب المنهج الأساسية أن مهارة الباحث واستخدامه السليم لأدوات الدراسة له تأثير كبير على سلامة
الدراسة، وبالتالي فإن عدم الاستخدام السليم لأدوات الدراسة سيؤثر على سلامة النتائج، وإمكانية التعميم لنتائج البحث.
-
المنهج الاستقرائي:
يعتمد المنهج الاستقرائي على الانتقال من الجزء باتجاه الكل، فيبدأ الباحث العلمي بالدراسة والبحث في جزئيات الدراسة.
ثمّ يتطور شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى عموميات البحث.
ويستخدم المنهج الاستقرائي بشكل رئيسي بالعلوم الطبيعية، كما أن العلوم الإنسانية او الاجتماعية تعتمد عليه وإن
كان هذا الاعتماد يكون بشكل أقل.
-
المنهج الاستنباطي:
وهو المنهج المعاكس للمنهج الاستقرائي، فالمنهج الاستقرائي ينتقل من الجزء باتجاه الكل في حين أن
المنهج الاستنباطي ينتقل فيه الباحث العلمي من الكل باتجاه الجزء.
إي أن الباحث يبدأ بدراسة إشكالية أو موضوع البحث بشكل كلي، ثمّ ينتقل لدراسة الأجزاء التابعة للكل، بحيث
تتم دراسة المسلمات والنظريات والقواعد العامة، ثمّ الانتقال إلى جزئيات هذه النظريات والقواعد التي يتناولها البحث العلمي.
-
المنهج المقارن:
إن المنهج المقارن يعتمد بشكل رئيسي على أسلوب المقارنة بين ظاهرتين بحثيتين أو أكثر، وتوضيح ما هي أوجه
الاختلاف أو التشابه بين تلك الظواهر التي تتم دراستها، وذلك في فترة زمنية معينة، وهو ما يساعد الباحث العلمي
على الوصول إلى العوامل التي تسبب حصول ظاهرة معينة.
وتعتبر مجالات علمية مثل الفقه المقارن، وعلوم اللغات، الآداب، والعلوم القانونية من أكثر المجالات التي تعتمد
على المنهج المقارن في دراساتها البحثية.
يسعى الباحث العلمي عند اعتماده على المنهج المقارن العديد من خطوات البحث العلمي، بدايةً من تحديد
الظاهرة البحثية، ودراستها من جميع جوانبها، وتحديد الظاهرة أو الظواهر التي ستتم المقارنة معها، وبعد ذلك تتم الدراسة والمقارنة لتحديد نقاط الاتفاق والاختلاف بين مختلف متغيرات البحث.
وبناءً على المقارنات الحاصلة بين مختلف ظواهر البحث يصل الباحث العلمي إلى النتائج التي تتم مقارنتها
كذلك مع النتائج للدراسات السابقة التي لها صلة بموضوع البحث.
هناك ميزات متعددة للمنهج المقارن، فهو من أفضل مناهج البحث العلمي في مجالات معينة، والذي يساعد
في الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية تساهم في تطوير العلوم وإيجاد الحلول للإشكاليات البحثية.
وبالرغم من امتلاكه لميزات عديدة، فإن الباحث العلمي يواجه العديد من التحديات في حال اعتمد على المنهج المقارن، ومن أبرزها الصعوبة في تحديد المفاهيم الرئيسية التي لها طابع عام.
ملخص :
وبذلك نكون قد عرضنا من خلال مقالنا “خصائص مناهج البحث العلمي”..
وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم مناهج البحث العلمي، وأهمية هذه المناهج البحثية من مختلف النواحي.
كما تعرفنا ما هي ضرورة استخدام المنهج العلمي؟ وعرضنا مجموعة من أهم المناهج في البحث العلمي.
بالإضافة إلى إلقاء الضوء بشكل تفصيلي على أبرز خصائص مناهج البحث العلمي.
سائلين الله تعالى التوفيق في عرض كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين الأعزاء.
المصادر:
خصائص مناهج البحث العلمي، 2021، مبتعث
ما المقصود بمنهج البحث،2018،موضوع
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة