محتويات المقال
1 الطرق المباشرة وغير المباشرة عند جمع المعلومات في البحث العلمي

الطرق المباشرة وغير المباشرة عند جمع المعلومات في البحث العلمي

محتويات المقال

تتعدد طرق جمع المعلومات في البحث العلمي والتي يفترض من أي طالب دراسات عليا أو باحث علمي معرفتها

بشكل دقيق، وذلك ليحسن استخدام الطريقة المناسبة التي تمنحه أدق البيانات التي تساهم في الوصول إلى

نتائج منطقية سليمة.

فلكل طريقة من طرق جمع المعلومات والبيانات ميزاتها وعيوبها، وما يمكن استخدامه في تخصص معين وموضوع

محدد لا يمكن استخدامه في تخصص وموضوع آخر.

وتبقى مشكلة او ظاهرة البحث العلمي والتخصص الذي تنتمي إليه العامل الرئيسي في اختيار الطريقة التي

يتم جمع معلومات وبيانات البحث العلمي من خلالها.

في الخطوة التالية التي تلي تحديد موضوع أو ظاهرة البحث العلمي، على الباحث أن يتخذ القرار السليم في

اختيار الطريقة التي سيعتمدها لجمع بيانات ومعلومات بحثه.

وهو في هذه الحالة قد يتجه إلى البيانات الغير مباشرة عبر الدراسات السابقة المتعددة

(كتب، أبحاث، منشورات المجلات والمؤتمرات العلمية)، التي يجب أن تتسم بالموثوقية والحداثة وارتباطها الوثيق بمشكلة البحث العلمي.

كما انه قد يستخدم إحدى أدوات الدراسة لجمع معلومات البحث من أفراد مجتمع البحث أو عينة الدراسة الممثلة

لمجتمع البحث وتحمل خصائصه.

ونظراً لأهمية الاعتماد على جمع المعلومات والمعلومات السليمة للوصول إلى نتائج وحلول سليمة، فإننا سنعمل

من خلال سطورنا القادمة الاطلاع على مختلف طرق جمع المعلومات في البحث العلمي، وإيجابيات أو سلبيات استخدام كل طريقة منها.

 

الطرق غير المباشرة عند جمع المعلومات في البحث العلمي:

يمكن جمع المعلومات بشكل غير مباشر من الدراسات السابقة التي يمكن تصنيفها في نوعين رئيسيين، هما:

 

  • المصادر الأولية عند جمع المعلومات في البحث العلمي:

تعتبر البيانات الأولية من أهم طرق جمع المعلومات في البحث العلمي، حيث تعتبر من المصادر الموثوقة التي تثري البحث وتغنيه.

فهي المصادر الأساسية والأصلية للبيانات المرتبطة بموضوع البحث العلمي، وهي التي وردت وتمَ كتابتها من قبل الأشخاص الذين كانوا شهوداً على الأحداث وعاصروها.

وتعتبر من المصادر الأصلية على اعتبار أنها تكون قد دونت بالزمن نفسه الذي حصلت فيه الحادثة أو الظاهرة التي تعتبر مرجعاً للبحث الحالي.

وكمثال عن المصادر الأولية نذكر الوثائق الرسمية، المنحوتات التاريخية، التسجيلات الصوتية أو تسجيلات الفيديو، التشريعات، الآثار، الصور الفوتوغرافية.

وبشكل عام فإن مصادر البيانات الأولية تتميز بموثوقيتها وصدقها، وأنها تعكس الحقائق التي تنقلها، وبالخصوص أن من قام بتدوين هذه المصادر هم من شهود العيان على الأحداث المنقولة.

 

  • المصادر الثانوية عند جمع المعلومات في البحث العلمي:

كما يظهر من اسمها فالمصادر الثانوية هي المصادر الغير أصلية أو أولية، وهي البيانات التي يتم الحصول عليها من مصادر مستمدة بدورها من المصادر الأولية.

 

تكون البيانات والمعلومات الثانوية صادرة من أشخاص لم يشاهدوا الحدث المنقول أو يعاصروه بصورة شخصية، ولكنهم نقلوه بناءً على شهادات ومصادر أشخاص آخرين.

 

ومن الأمثلة عن المصادر الثانوية الكتب التي تناولت أحداث حصلت في الماضي، أو المصادر التي تعمل على تحليل عدد من المصادر الأولية، بحيث تنقل المعلومات والبيانات من المصادر الأولية إلى المصادر الثانوية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

 

تبقى المصادر الأصلية هي الأهم والأكثر موثوقية، والتي يساهم توثيقها في إثراء البحث وإظهار مجهودات الباحث العلمي،

ولكن بالرغم من ذلك فإن الاعتماد الأكبر للباحثين العلميين يبقى على المصادر الثانوية، لأن الوصول إليها يبقى أسهل

باعتبارها متوافرة بشكل أكبر من المصادر الأولية.

 

اقرأ ايضاً: مصادر البحث العلمي

 

طرق جمع المعلومات في البحث العلمي:

تبقى الطرق المباشرة لجمع المعلومات في البحث العلمي من أبرز وأهم طرق جمع المعلومات في البحث العلمي

وأكثرها استخداماً، وسنعمل فيما تبقى من هذا المقال على عرض أهم هذه الطرق ومميزات وعيوب استخدام كل منها.

 

ويبقى التخصص الدراسي والموضوع البحثي هو المحدد الرئيسي في اختيار أسلوب أو أداة جمع المعلومات للبحث العلمي. 

كما أن الوقت الذي يمتلكه الباحث لجمع المعلومات والتكاليف المالية التي يستطيع تغطيتها، من العوامل التي

يمكن أن تؤثر على اختيار الأداة الدراسية التي سيجمع من خلالها بيانات ومعلومات البحث، ومن أهم هذه الأدوات نذكر.

 

أولاً- الاستبيان (الاستبانة، الاستقصاء):

إن الاستبيان أو كما يسميه البعض “الاستقصاء” أو “الاستبانة” من أكثر طرق جمع المعلومات في البحث العلمي استخداماً

وذلك لما تمتلكه من ميزات كثيرة، كتكاليفها البسيطة، وقدرتها على التعامل مع العينات البحثية الكبيرة.

تتألف الاستبانة من سؤال أو مجموعة أسئلة يحددها الباحث العلمي بشكل مسبق، ترتبط بموضوع البحث العلمي، ينتقل

فيها من العام إلى الخاص ثمّ الأكثر تخصصاً، ويمكن من خلال ترتيب وتنظيم وتحليل إجابات المستجيبين الخاضعين للدراسة الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

وللوصول إلى استبيان سليم يجب على الباحث العلمي أن يختار اللغة البسيطة والمفهومة من قبل أفراد عينة البحث،

وعدم الإطالة في الاسئلة قدر الإمكان، مع ضرورة عدم المبالغة في عدد الأسئلة كي لا يشعر المبحوث بالملل الذي يدفعه إلى الاستهتار أو التسرع في الإجابات.

كما أن الاختيار السليم لمجتمع البحث، وللعينة الدراسية الممثلة بشكل دقيق لهذا المجتمع شرط أساسي

من شروط الوصول إلى بيانات صحيحة تقود إلى استنتاجات وحلول منطقية.

 

اقرأ ايضاً: خطوات كتابة نموذج الاستبيان في البحث العلمي

 

أنواع الاستبيان في البحث العلمي:

للاستبيانات العديد من الأنواع من أبرزها:

 

  • الاستبيان الحر (المفتوح):

يقوم الباحث من خلال هذا النوع من أنواع الاستبيان بطرح سؤال أو مجموعة أسئلة ترتبط بالإشكالية أو الظاهرة البحثية.

ويترك لأفراد عينة الدراسة الحرية الكاملة في الإجابة على أسئلة الاستبانة، بالشكل الذي يرونه مناسباً، وبغض النظر عن إطالتهم في الإجابات، أو في خروجهم احياناً عن المعلومات التي يحتاج إليها الباحث العلمي.

 

وعلى الرغم من أنها تمنح عادةً إجابات دقيقة وسليمة، إلا أنه من الصعب الاعتماد على الاستقصاء المفتوح وخصوصاً

مع العينات ذات الحجم الكبير، لكبر حجم المعلومات والبيانات وبالتالي صعوبة تنظيم وترتيب البيانات، وصعوبة تحليلها

وحاجتها لوقت طويل جداً.

 

  • الاستبيان المقيد (المغلق):

يمكن اعتبار الاستبيانات المقيدة أو المحددة من أكثر طرق جمع المعلومات في البحث العلمي شيوعاً، فمن خلالها:

يضع الباحث العلمي سؤال أو عدة أسئلة مرتبطة بموضوع البحث بشكل مباشر وتساهم في وصوله إلى نتائج منطقية سليمة.

 

ويحدد الباحث العلمي لكل سؤال من أسئلة البحث العلمي عدد من الإجابات المحددة، التي يفترض على المستجيب

أن يختار أحدها حتماً، دون ان يحق له تقديم شروحات أو معلومات إضافية.

وكمثال عن هذا النوع تكون إجابات المبحوثين محصورة بين (أعتقد حصول نزاع، لا اعتقد حصول نزاع، لا أعرف)

(أؤيد الانفصال، لا أؤيد الانفصال)، وغيرها الكثير من الإجابات التي ترتبط بالسؤال المطروح.

 

وبشكل عام تتميز هذه الاستبيانات بسهولة تنظيمها وترتيبها وتحليلها، وإن كانت البيانات التي تجمع من

خلالها أقل دقة من البيانات التي تجمع في الاستبيان المفتوح. 

 

  • الاستبيان المقيد الحر:

أو كما يسمى الاستبيان المغلق المفتوح، ومن خلاله يضع الباحث العلمي في استمارة استبيانه سؤال أو أكثر

تكون الإجابة عليها بشكر مفتوح وحر كما ذكرنا في الاستبيان الحر.

 

كما أن هذه الاستمارة ذاتها تحتوي كذلك على سؤال أو عدة أسئلة تكون الإجابة عليها مقيدة وبخيارات محددة، كما

أشرنا في الاستبيان المقيد.

 

  • الاستبانة المصورة:

إن استخدام الاستبيان كأداة جمع المعلومات في البحث العلمي مع العينة التي لا تستطيع القراءة

والكتابة كالأطفال على سبيل المثال، لا يمكن أن تتم بالأساليب التي عرضناها سابقاً.

 

وهو ما يجعل الباحث العلمي يعتمد على الأشكال والرسومات عند تحديد الإجابات، ويجيب المبحوث من خلال

الإشارة على الصورة التي يراها تمثّل الإجابة التي يقتنع بها.

 

ويبقى الاعتماد على المقابلات أفضل بكثير في حال التعامل مع الأفراد الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، وهو يمنح

بيانات أكثر دقة وموثوقية.

 

مميزات استخدام الاستبيان في جمع بيانات البحث العلمي:

إن تحديد طرق جمع المعلومات في البحث العلمي تتوقف بجزء كبير منها على مميزات عيوب كل أسلوب منها، فما هي أهم ميزات الاستبيانات:

1.تعتبر الاستبانة الأداة الأكثر استخداماً في جمع معلومات وبيانات البحث العلمي، وذلك كنتيجة لسهولة إجراء الاستبيان،

حتى مع العينة الدراسية المتوزعة على نطاق جغرافي واسع، وذلك من خلال الوسائل التكنولوجية

كالايميل على سبيل المثال، والذي يسمح استخدامه بتجاوز هذه العقبات

 

2.تعتبر الاستبيانات من أدوات البحث العلمي الأقل تكلفة من النواحي المادية، وذلك في حال مقارنتها

مع أي أداة أخرى من أدوات جمع المعلومات.

 

3.إن الاستبيان هو الأداة الأكثر قدرة على التعامل مع مجتمعات بحثية كاملة، أو مع عينات دراسية لها حجم كبير جداً.

 

4.يسمح الاستبيان للأفراد الخاضعين للدراسة المحافظة على سرية بياناتهم الشخصية، وبالخصوص أنهم

غير ملزمين بالإعلان عن أسمائهم وشخصياتهم، وهذه السرية تسمح لهم الإجابة بشكل أكثر حرية.

 

5.إن استخدام الوسائل التكنولوجية في توزيع استمارات الاستبيان، يسمح للمستجيبين أن يختاروا المكان والزمان

المناسب بالنسبة إليهم للإجابة، فهم ليسوا مضطرين أن يجيبوا عليها في مكان أو وقت محدد لا يشعرون فيه بالراحة الجسدية أو النفسية.

 

عيوب استخدام الاستبيان في جمع بيانات البحث العلمي:

1.على الباحث العلمي أن يصوغ أسئلة الاستبيان بشكل جيد ومفهوم بالنسبة للعينة الدراسية، فعدم الصياغة السليمة

قد تؤدي إلى عدم فهم أفراد عينة الدراسة للأسئلة المطروحة، وبالتالي تقديم إجابات غير سليمة او غير دقيقة، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على سلامة ودقة الاستنتاجات البحثية.

 

2. إن التعامل غير السليم من قبل الباحث العلمي مع أفراد عينة الدراسة سواء بالتعامل المتعالي، أو بعدم شرح

موضوع البحث وأهميته، والدور الهام الذي يلعبه المستجيبين في الوصول إلى النتائج السليمة المنتظرة. 

قد يؤدي إلى تعامل المستجيبين باستهتار مع الاستبيان، وبالتالي لا تكون إجاباتهم صحيحة، وهو ما سيؤثر على نتائج البحث.

 

3.على الباحث العلمي أن يقوم بتنسيق استمارات الاستقصاء بصورة جيدة، وأن يحرص على خلو الاستمارة

من الأخطاء الإملائية أو النحوية أو اللغوية، وتجنب إكثار عدد الأسئلة أو إطالتها.

لأن ذلك سيشعر المبحوثين بالملل والتعب، وقد يعتقدون أن الدراسة غير مهمة، فتكون إجاباتهم متسرعة أو مستهترة، مما

يؤثر على سلامة البيانات، وبالتالي سلامة نتائج البحث.

 

ثانياً- المقابلة:

تعتبر المقابلة من أبرز طرق جمع المعلومات في البحث العلمي بشكل مباشر من أفراد العينة الدراسية، وقد

ساهم التطور التكنولوجي وإمكانية استخدام وسائل الاتصال الحديثة في زيادة الاعتماد على هذه الأداة الدراسية.

 

فبعد أن كان الباحث العلمي مضطر للتواجد هو والافراد الخاضعين للدراسة بنفس المكان الجغرافي وبالوقت ذاته، بات بالإمكان استخدام إحدى الطرق التكنولوجية كالسكايب مثلاً لإجراء المقابلة دون الحاجة لتنقل الباحث والمبحوث إلى أي مكان، وبغض النظر عن التواجد المكاني لكل منهما.

 

يقوم الباحث العلمي بتصميم المقابلة وتحديد أسئلتها والترتيب الذي ستسير عليه، كما يحدد مكانها وزمانها، وكيفية إجرائها.

علماً أن المقابلات قد تتم بشكل جماعي لكامل أفراد عينة الدراسة، كما يمكن أن تكون فردية لكل مبحوث لوحده، كما أن الباحث العلمي قد يقوم بتوزيع المستجيبين إلى مجموعات تحمل كل مجموعة منها خصائص وسمات معينة، ويجري المقابلة مع كل مجموعة منها لوحدها.

 

ويقوم الباحث العلمي بتدوين الإجابات المستجيبين، كما أنه يقوم بتدوين ردود أفعالهم على كل سؤال من الأسئلة، لأن ذلك سيساعده على الوصول إلى الإجابات الدقيقة من المستجيبين.

 

أنواع المقابلات في البحث العلمي:

إن المقابلات في البحث العلمي قد تكون فردية أو جماعية، فهي قد تكون مباشرة أو عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها قد تكون مقابلات منظمة أو شبه منظمة.

ومن جهة أخرى يمكن تصنيف المقابلات وفق حرية إجابة الأفراد الخاضعين للدراسة، وذلك وفق التصنيف التالي:

 

  • المقابلات الحرة (المفتوحة):

من خلال هذه الطريقة من طرق جمع المعلومات في البحث العلمي يقوم الباحث العلمي بطرح سؤال أو أسئلة المقابلة على أفراد عينة الدراسة الذين يجيبون على هذه الاسئلة بكامل حريتهم دون مقاطعة من الباحث العلمي.

وهم قد يطيلون في الإجابة ويشرحون سببها، كما أنهم قد يطرحون العديد من الأمور والمعلومات التي لا تفيد الباحث العلمي في دراسته.

ولأنها تحتاج إلى وقت طويل في المقابلة وترتيب إجاباتها وتحليلها، فإن الباحث العلمي لا يعتمد عليها في معظم الأحيان بالرغم من سلامة معلوماتها بالأعم الأغلب.

 

  • المقابلات المحددة (المقيدة):

وفي هذا النوع من المقابلات لا يكتفي الباحث العلمي بوضع أسئلة الاستبيان التي سيطرحها على المستجيبين، بل يحدد لكل سؤال من الأسئلة مجموعة خيارات على المبحوث الإجابة من ضمنها دون أي شرح او إطالة أو توسع بالإجابات، ودون ان يبدي رأيه سوى باختيار أحد الإجابات المطروحة عليه (كما في الاستبيان المقيد).

وهذا النوع هو الأقصر من ناحية الوقت، والأسهل من ناحية الترتيب والتنظيم والتحليل، وإن كانت دقته أقل من الأنواع الأخرى.

 

  • المقابلات الشبه مقيدة:

وهو النوع الثالث الاكثر استخداماً عند اعتماد المقابلة كأداة في جمع معلومات وبيانات البحث العلمي، ومن خلاله يطرح الباحث العلمي سؤاله على المبحوث ويترك له حرية الإجابة، ولكنه يستطيع في أي وقت يشعر أنه وصل إلى البيانات المطلوبة التي يبحث عنها، ان يقاطع المبحوث، وأن ينتقل إلى سؤال آخر، أو أن ينهي المقابلة عند انتهاء الأسئلة.

 

مميزات استخدام المقابلة في جمع بيانات البحث العلمي:

يتجه العديد من الباحثين العلميين لاستخدام المقابلات كأداة دراسية، على اعتبارها من أهم طرق جمع المعلومات في البحث العلمي، ولما تمتلكه من مميزات أبرزها:

1.إن المقابلة تسمح للباحث العلمي أن يتعرف بشكل حقيقي وواقعي على الظروف التي يعيشها أفراد عينة الدراسة

سواء من ناحية البيئة التي يعيشون فيها أو الظروف الشخصية التي تواجههم.

وبالتالي يكون الباحث أكثر قدرة على صياغة الأسئلة التي تتناسب مع مستوى المبحوثين، والتأكد من مدى صدقيتهم.

 

2.يمكن للباحث العلمي من خلال دقة ملاحظته وخبرته أن يلاحظ ردود الافعال الصادرة عن المستجيب في

كل سؤال من أسئلة المقابلة، وهو عامل مساعد على الوصول إلى بيانات ومعلومات أكثر دقة.

 

3.تعتبر البيانات والمعلومات التي يحصل عليها الباحث العلمي من خلال المقابلات موثوقة في معظم الأحيان، واكثر

مصداقية من بعض الأدوات الدراسية الأخرى كالاستبانة على سبيل المثال.

 

4.إن المقابلات واللقاء المباشر بين الباحث العلمي والمستجيبين تسمح للمستجيب أن يستفسر عن

أي سؤال لا يفهمه بالشكل الصحيح، كما أن الباحث العلمي يستطيع أن يطلب من المبحوث توضيحات

إضافية حول نقطة معينة، وهو ما لا يمكن الحصول عليه عند استخدام أداة أخرى لجمع المعلومات.

 

5.يمكن للباحث العلمي أن يتحكم بشكل كامل بالكيفية التي تجري فيها المقابلة، وبجميع الأمور المرتبطة

بتصميم أو إعداد المقابلة، وبالمكان والزمان الذي تجري فيه.

 

عيوب استخدام المقابلة في جمع بيانات البحث العلمي:

على الرغم من الميزات العديدة التي تقدمها المقابلات للباحث العلمي، إلا أن الاعتماد عليها فيه بعض السلبيات او العيوب، ومن أبرزها:

1.لا يمكن الاعتماد على المقابلات كأداة لجمع المعلومات البحثية مع العينات الدراسية ذات الحجم الكبير، فهناك

صعوبة كبيرة بإجراء المقابلات مع العدد الكبير، وهو ما يتطلب وقت وجهد كبيرين غالباً لا يكون الباحث العلمي ممتلكاً لهم.

 

2.تعتبر المقابلات من الأدوات الدراسية التي تحتاج إلى جهد ووقت أطول من معظم الادوات الدراسية الأخرى.

 

3.إن المقابلات المباشرة تحتاج عادةً إلى تكاليف مالية عالية، وخصوصاً مع الانتقال إلى مكان جغرافي

يتواجد فيه الباحث والمبحوث، ولكن استخدام الوسائل التكنولوجية ساهم في تخفيض التكاليف والتخلص من هذه السلبية.

 

4.إن الوصول إلى بيانات ومعلومات دقيقة من استخدام المقابلات يتأثر بشكل كبير جداً بتجاوب المبحوث مع الباحث،

ومدى تعاونه مع الباحث واقتناعه بأهمية الدراسة وبأن المعلومات والبيانات التي سيقدمها ذات أهمية كبيرة وتساهم

في الوصول إلى نتائج بحثية هامة، وهنا يظهر أهمية التعامل المتواضع والمحترم مع المبحوث لكسب احترامه وثقته.

 

 

ثالثاً- الملاحظة:

تعتبر الملاحظة من طرق جمع المعلومات في البحث العلمي المهمة، بكل من البحوث التطبيقية أو النظرية.

من خلال هذه الاداة الدراسية يتجه الباحث العلمي إلى مكان حدوث الظاهرة البحثية، ليراقب الظروف المحيطة

بالظاهرة، وسلوكيات العينة الخاضعة للدراسة.

على الباحث العلمي الذي يراقب سلوكيات المبحوثين الخاضعين للدراسة أن يحرص على أن لا يلاحظ المبحوثين وجوده، وذلك لكي لا يغيروا سلوكياتهم، وأن يبقوا يتصرفون على طبيعتهم التي توصل إلى بيانات دقيقة تساهم في الحصول على استنتاجات دقيقة.

على الرغم من دقة معلوماتها وبياناتها، إلا أن الملاحظة تعتبر من أكثر أدوات البحث العلمي تأثراً بمدى خبرة ومهارة الباحث العلمي، وبمدى دقة ملاحظته.

علماُ أن الملاحظة لها عدة انواع، فهي قد تكون مباشرة أو غير مباشرة، كما أنها قد تكون

فردية أو جماعية، وهناك الملاحظة المنظمة والملاحظة البسيطة، بالإضافة إلى وجود ملاحظات محددة أو غير محددة.

 

مميزات استخدام الملاحظة في جمع بيانات البحث العلمي:

1.تعتبر إحدى الادوات التي تساعد على الوصول إلى بيانات دقيقة غير مصطنعة يصعب الوصول إليها

عند استخدام أدوات دراسية أخرى.

 

2.تسمح الملاحظة للأفراد الخاضعين للدراسة التصرف على سجيتهم من خلال مراقبتهم دون أن يشعروا

مما يعطي بيانات ومعلومات دقيقة وعميقة.

 

3.إن عدم تدخل الباحث العلمي في مجتمع البحث أو الظاهرة الدراسية يجعل من الملاحظة إحدى الأدوات الدراسية الحيادية.

 

4.تسمح الملاحظة للمستجيبين ملاحظة سلوكيات ومشاعر الأفراد الخاضعين للدراسة، وهي

من أكثر الأدوات التي يمكن الوصول إليها عند التعامل مع الأشخاص الغير قادرين على القراءة والكتابة كالأميين عل سبيل المثال.

 

عيوب استخدام الملاحظة في جمع بيانات البحث العلمي:

1.تعتبر الملاحظة من ادوات جمع المعلومات المحدودة بزمان ومكان معينين.

 

2.إن ملاحظة المبحوثين ان هناك من يراقب سلوكياتهم وتصرفاتهم سيدفعهم إلى تغييرها مما يؤثر على

سلامة البيانات وبالتالي سلامة النتائج البحثية.

 

3.تتأثر الملاحظة بالعديد من العوامل ومنها العوامل الخارجية كالطقس مثلاً، أو بحصول طارئ مع الباحث كالمرض مثلاً.

 

4.تتأثر الملاحظات كثيراً بما يمتلكه الباحث العلمي من خبرات وإمكانيات، وبمدى دقة ملاحظته

كما أنها تتأثر بأهواء وآراء ومواقف الباحث العلمي.

 

5.تبقى الملاحظة محدودة بالزمان والمكان، فالباحث العلمي لا يستطيع أن يكون في نفس الوقت بأكثر من مكان

وبالتالي فإن الظاهرة التي ترتبط بأماكن متعددة لا يمكن ملاحظتها بالوقت ذاته.

 

رابعاً- الاختبارات:

تعتبر الاختبارات من طرق جمع المعلومات في البحث العلمي التي تستخدم بالعديد من المجالات العلمية، وبشكل

خاص في العلوم الإنسانية والأبحاث التجريبية التي تعتبر من أكثر المجالات التي تعتمد على الاختبارات في جمع

معلومات وبيانات البحث العلمي.

ويساهم التصميم السليم للاختبارات، والاختيار الصحيح للعينة الدراسية في استخلاص البيانات الدقيقة التي تساعد على الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.

إن الاختبارات في البحث العلمي لها أنواع متعددة فقد تكون اختبارات جماعية أو فردية، كما أنها قد تكون

اختبارات شفهية أو مكتوبة، وبالإضافة إلى ذلك فهي قد تكون اختبارات تحصيل أو اختبارات ميول.

 

الملخص:

وبذلك نكون قد عرضنا من خلال مقالنا “خصائص مناهج البحث العلمي”..

وبذلك نكون قد اطلعنا على طرق جمع المعلومات الغير مباشرة في البحث العلمي، وذلك من مصادرها الاولية والثانوية.

كما اطلعنا على أهم المعلومات المرتبطة بالاستبيانات، والمقابلات، والملاحظة، والاختبارات التي تعتبر من أبرز طرق جمع المعلومات في البحث العلمي بشكل مباشر من مجتمع البحث أو العينة الدراسية.

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض المعلومات المفيدة للباحثين العلميين أو طلاب الدراسات العليا.

 

المصادر:

طرق جمع البيانات في البحث العلمي، 2018، موضوع

أساليب جمع البيانات في البحث العلمي، 2021، مبتعث

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments