مُشكلة البحث العلمي هي التي تُثير فُضولَ الباحث، وتجعله يُطلق العنان في التفكير، ومن ثم يطرح مجموعة من التساؤلات؛ بهدف كشف المكنون، والسير قُدُمًا من خلال خطوات رصينة داعمها المنهج العلمي، وينتهي ذلك بوضع نتائج مُقرنة بتفسيرات واضحة، وسنتناول في موضوعنا خصائص المشكلة العلمية، مع أطروحات أخرى حول ذلك.
محاور مهمة حول المشكلة العلمية :
المشكلة العلمية تمثل أمرًا غير اعتيادي، ويصعب أو يُستعصى فهمه، ويتطلب دراسة وتمحيصًا،
وينتهي ذلك بنتائج ذات نتائج منطقية، سواء أكانت رقمية، أو وصفية، أو كمِّية، تبعًا لنوعية الموضوع.
في ضوء المشكلة العلمية يحدد الباحث: عنوان البحث، وأهداف البحث، وأهمية البحث، و مصطلحات البحث،
وحدود الدراسة، ونوعية المنهج العلمي، وعينة البحث، و أدوات البحث (الاستبيان، والملاحظة، والمقابلة، والاختبارات)،
ونوعية المعلومات التي تساعد في تحليل المشكلة،
ومن ثم اختيار المصادر والمراجع المناسبة، وأدبيات البحث (الدراسات السابقة)، وتساؤلات البحث، وفرضيات البحث.
يتوجَّب على الباحث أن يختار مشكلة أصيلة، بمعنى لم يتم تناولها من قبل من جانب الباحثين،
وفي حالة اختيار مشكلة علمية سبق أن ساقها الباحثون في أبحاثهم أو رسائلهم؛ فوجب أن يكون ذلك بدافع الوصول لاستنتاجات جديدة، سواء بشكل جزئي أو كلي.
أن يتوافر للمشكلة مصادر ومراجع:
تُعتبر المصادر والمراجع ركيزة أساسية عند قيام الباحث العلمي بدراسة مشكلة بحثية،
لذا يجب اختيار مشكلة بحث علمي يتوافر لها معلومات؛ كي يستطيع الباحث توضيح جميع الجوانب المحيطة بها،
ويبلغ النتائج السليمة في النهاية.
ما المصادر التي يمكن أن يستلهم منها الباحث المشكلة العلمية؟
الكتب والمؤلفات:
في طليعة المصادر التي تساعد الباحث في اشتقاق مشكلة البحث الكتب والمؤلفات في مجال تخصص الباحث،
والباحث النَّهِم لا تمر عليه القراءات مرور الكرام، ويمكن أن يقف أمام مشكلة تستدعي التفكير والدراسة.
المناقشات العلمية:
تدور المناقشات العلمية في الاجتماعات الرسمية، مثل: المؤتمرات أو الندوات، أو غير الرسمية في القاعات المغلقة بين الباحثين،
وقد يُفضي ذلك إلى مشكلة علمية جديرة بالدراسة.
التـجارب الحياتية:
نمر جميعًا بتجارب في الحياة، ومن الممكن أن يصوغ الباحث المشكلة العلمية في ظل ما يلقاه من سلبيات،
وخاصة من ترتبط مجالاتهم بالمجتمعات البشرية، مثل متخصصي علم النفس وعلم الاجتماع والإدارة والاقتصاد… إلخ.
الخواطر الإنسانية:
إن العالم ليس كغيره، وذهنه دومًا مشغول بما يُواجهه، سواء في العمل أو خارجه،
ويمكن أن يجول بمخيلته أطروحة مهمة، ومن ثم يسعى لتحليلها،
ولكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار خصائص المشكلة العلمية السابق طرحها.
ما العلاقة بين المشكلة العلمية وتساؤلات البحث والفرضيات؟
العلاقة بين المشكلة العلمية و التساؤلات والفرضيات علاقة وطيدة، فالمشكلة هي التي تُثير التساؤلات،
ولا يوجد بحث علمي منظم دون تساؤلات، وفي ضوء تلك التساؤلات يقوم الباحث بالتفصيل والتفسير والتوصل إلى إجابات.
الإجابة عن تساؤلات البحث إما في صورة فرضيات، والفرضية تتمثل في تخمين يصوغه الباحث بصورة خبرية كحل مؤقت يسعى الباحث لإثبات صحته،
وهو عبارة عن علاقة بين متغيرين يُطلق على أحدهما المتغير المستقل (بمعنى المؤثر أو السبب)،
والآخر عبارة عن المتغير التابع (بمعنى المؤثر عليه أو النتيجة).
وجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة أن يضع الباحث فرضيات كتابع للتساؤلات البحثية،
ويكون ذلك على حسب طبيعة الفرض، حيث إن هناك بعض الدراسات الوصفية التي يصعب فيها وضع فرضيات؛
نظرًا لعدم وضوح المتغيرات بشكل متكامل، ويتغلب الباحث على ذلك بالاستشهاد والتدليل وفقًا للأسس المنطقية،
ويخضع ذلك للقبول والرفض أيضًا، وعلى الرغم من تعرض تلك النوعية من الدراسات التي لا تعتمد على الفرضيات للنقد عن غيرها، فإن هذه هي الطريقة المُثلى لدراستها.
ما موضع المشكلة العلمية عند كتابة البحث؟
يصوغ الباحث مشكلة أو إشكالية البحث بعد جُمل المقدمة المُختصرة، ويكون ذلك في صفحة، أو أقل،
والهدف هو توضيح مُختصر جوانب وأبعاد الدراسة؛ كي يكون هناك اتساق لنفس درجة الفهم بين الباحث والقراء،
ويتبع ذلك تساؤلات البحث، وهناك بعض الباحثين ممن يضعون المشكلة العلمية في بند مستقل،
ويضمون بند التساؤلات مع فرضيات البحث.
نموذج لصياغة المشكلة العلمية:
عنوان البحث:
تأثير استخدام أسلوب الإدارة بالأهداف على أداء العاملين
(دراسة ميدانية في شركة البترول (س) بالمملكة الأردنية الهاشمية)
مشكلة الدراسة:
تتمحور مشكلة الدراسة في عدم إلمام العاملين في شركة البترول (س) بتأثير الإدارة بالأهداف على أدائهم؛
حيث تلاحظ أن الأداء منخفض في تلك المؤسسة، وهناك حاجة لزيادة الإنتاجية، وخفض مستوى النفقات،
واستخدام طرق حديثة لبلوغ ما يُصاغ من أهداف، من خلال تغيير الواقع بطرية نظرية وعملية،
وينصبُّ البحث الحالي على معرفة تأثير الإدارة بالأهداف على أداء العاملين.
السؤال الأساسي:
هل هناك تأثير للإدارة بالأهداف على أداء العاملين في شركة البترول (س) بالمملكة الأردنية الهاشمية؟
الأسئلة الفرعية:
ما تصورات المفحوصين في شركة البترول (س) بالمملكة الأردنية الهاشمية حول أسلوب الإدارة بالأهداف؟
ما تصورات المفحوصين في شركة البترول (س) بالمملكة الأردنية الهاشمية حول أداء العاملين؟
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم