تعريف المشكلة العلمية وخصائصها
يعتبر اختيار المشكلة العلمية خطوة من أهم خطوات إعداد الأبحاث العلمية، حيث تكمن أهمية البحث من أهمية المشكلة العلمية المتناولة ضمنه، ويعود اختيار هذه المشكلة لعدة شروط وقواعد والتي يجب على الباحث العلمي الاطلاع عليها والعمل بها، حتى يتمكن أخيرا من تقديم بحث علمي متكامل وبأفضل صورة، في هذه المقالة سوف نطلعك عزيزي القارئ حول ” تعريف المشكلة العلمية وخصائصها “.
تعريف المشكلة العلمية :
▪ تعرف المشكلة العلمية بأنها جزء من أجزاء البحث العلمي الهامة، وتعتبر المشكلة العلمية أمر يصادفه الباحث أثناء حياته الإجتماعية أو المهنية أو أثناء قراءاته الكثيرة، ويكون من الضروري دراسته والبحث عنه، نظرا لصعوبة فهمه وأهمية إيجاد الحلول والنتائج له .
▪ كما تعرف مشكلة البحث العلمي بأنها الأمر الذي يثير الكثير من فضول الباحث حتى يتعرف عليه ويحدد له جميع أبعاده وأثاره، كما هي السبب الأول للقيام في عملية البحث ورحلة التفكير العميق.
▪ وتحل المشكلة العلمية عن طريق جمع المعلومات والبيانات حولها، من أجل تفسيرها وتحليلها، ويجب أن تكون حلول ونتائج البحث حول المشكلة العلمية مقترنة بالكثير من الحجج والبراهين.
▪ تصاغ مشكلة البحث على شكل جمل خبرية أو جمل استفهامية، حيث تستفسر هذه الجمل حول طبيعة العلاقة ما بين متغيرات البحث ومن الممكن أن تكون هذه المتغيرات اثنين أو أكثر تبعا لموضوع البحث، وبالتالي يكون الهدف من البحث الإجابة حول هذه التساؤلات والاستفسارات .
▪ وسنذكر هنا بعض التعريفات لعدد من الباحثين :
1- رجاء دويدي :
عرفت المشكلة العلمية بأنها سؤال يهدف إلى إيجاد العلاقة ما بين المتغيرات .
2- لارامي وفالي :
أما الباحثين لارامي وفالي فقد عرفا المشكلة العلمية بأنها رأي الباحث الخاص حول قضية معينة وحلوله المبينة على المنطق، وهذا الذي ما يميزها عن غيرها من الدراسات التي تتناول نفس موضوع البحث .
3- موريس أنجرس :
عرف موريس أنجرس مشكلة البحث العلمية بأنها عبارة عن تساؤل هادف، يحرص الباحث على الدراسة والتفكير العميق به .
وإن لاختيار وإعداد المشكلة العلمية عدة خصائص التي سنقوم بتوضيحها فيما يلي حتى يتمكن الباحث من الاختيار الصحيح للمشكلة قبل دراستها والبحث عن حلول لها :
ما هي خصائص المشكلة العلمية :
▪ الخاصية الأولى : يجب أن تكون المشكلة العلمية مستمدة من الواقع:
إن خيال الباحث العلمي مهم جدا أثناء البحث والدراسة وذلك حتى يتمكن من وضع الفرضيات واستنتاج الحلول، إلا أن اختيار المشكلة يجب أن يكون من الواقع حتى يتمكن الباحث من قياسها واختبار صحتها وفحصها .
▪ الخاصية الثانية : يجب أن تكون المشكلة العلمية المختارة من ضمن إمكانية الباحث المالية :
وهذه الخاصية تعتبر من الخصائص الهامة التي يجب أن تتحقق عند اختيار المشكلة العلمية، فهناك الكثير من الباحثين لم يستطيعوا إكمال أبحاثهم بسبب عدم قدرتهم المالية على ذلك برغم من أهمية دراستهم وشغفهم في انهائها، فيجب على الباحث التأكد من إمكانياته المالية أو إمكانية الجهة المسؤولة عن انجاز هذا البحث، ودراسة هذه المشكلة .
▪ الخاصية الثالثة : يجب أن تكون المشكلة العلمية المختارة من ضمن تخصص الباحث العلمي :
وتعتبر أيضا من أهم خصائص المشكلة العلمية، حيث يجب على الباحث عند اختياره للمشكلة أن تكون من ضمن تخصص العلمي بحيث يكون قادر على التعمق والبحث
في دراستها وتحليلها، لذا يجب عند اختيار الباحث للمشكلة العلمية أن تكون دراستها من ضمن قدرته ومهارته العلمية .
▪ الخاصية الرابعة : يجب أن تكون المشكلة العلمية غير مجردة أو معزولة :
ويقصد بذلك أنه يجب أن تكون هذه المشكلة لها ارتباطات مع العديد من الإشكاليات الأخرى، بحيث يتمكن الباحث من التعمق بها ودراسة جميع أبعادها وجوانبها، وجمع أكبر عدد ممكن للحقائق والبيانات .
▪ الخاصية الخامسة : يجب أن لا تكون المشكلة العلمية مبهمة أو غامضة :
أي يجب على الباحث عند اختياره للمشكلة العلمية أن تكون إلى حد ما واضحة وقابلة لتطبيق أساليب البحث وأدواته عليها .
▪ الخاصية السادسة : يجب على الباحث عند اختيار المشكلة أن يكون لها هدف واضح :
يجب أن تتناول المشكلة العلمية قضية معينة بحيث يهدف الباحث إلى حلها، وكما يحب عند إعداد صياغتها الأخذ بعين الاعتبار جميع المتغيرات والشروط العلمية .
▪ الخاصية السابعة : يجب أن تكون دراسة المشكلة ذات أهمية وفائدة علمية :
وتعتبر من أهم خصائص المشكلة العلمية، حيث يجب أن يكون من دراسة المشكلة أهمية تعود بالفائدة إلى التخصص أو المجال العلمي الذي تنتمي له
إضافة لفائدتها وعلى الفرد والمجتمع ككل، حيث يجب أن يحصل الباحث في النهاية على حلول ونتائج يتم الأخذر بها وتطبيقها
فليس من المنطق أن يكون يدرس ويبحث الباحث حول مشكلة ليس لها أي أهمية .
▪ الخاصية الثامنة : يجب أن تكون المشكلة العلمية قائمة وقابلة لتنبؤ :
ومن أبرز خصائص المشكلة العلمية أن يكون لها تداعياتها أو لها مساؤى وأخطار والتي لابد من التنويه لها وتجنبها
كما من المهم أن تكون مستمرة بحيث يستطيع الباحث أن يضع تصوراته وتوقعاته المستقبلية لها .
▪ الخاصية التاسعة : ومن خصائص المشكلة العلمية أن تكون مشوقة علميا ومثيرة للاهتمام لدى الباحثين والقراء .
▪ الخاصية العاشرة :
كما يجب أن يكون للمشكلة العلمية المدروسة دراسات سابقة وخبراء أخرين بحيث يستطيع الباحث العودة إليهم أثناء دراسته طلبا للمساعدة والنصيحة.
▪ الخاصة الحادية عشر :
يجب على الباحث عند اختياره للمشكلة العلمية أن تكون جديدة:
ومن خصائص االمشكلة الهامة أن تكون جديدة وغير متداولة أو مدروسة من قبل حتى يتمكن الباحث من التوصل إلى نتائج جديدة وهامة .
▪ الخاصية الثانية عشر : يجب أن يكون للمشكلة العلمية طابع اجتماعي :
ومن الخصائص الهامة للمشكلة العلمية أن يكون للمشكلة طابع اجتماعي وانساني، فما تم ملاحظته أن المشكلة العلمية
التي لها بعد انساني تتمتع بمميزات وفائدة أكبر من غيرها من مشاكل، على اعتبار هناك إمكانية لتطبيق نتائج الدراسة وتقديم الحلول الفعالة لها .
▪ الخاصية الثالثة عشر : يجب أن تكون مناسبة لوقت الباحث :
كم يجب اختيار المشكلة العلمية بحيث يتم انجازها في الوقت المحدد وعلى أكمل وجه .
▪ الخاصية الرابعة عشر : يجب عند اختيار الباحث للمشكلة العلمية أن يتوفر لها العديد من المصادر والمراجع :
يجب أن تتوفر للمشكلة العلمية المختارة الكثير من المراجع والمصادر العلمية كالكتب أو المقالات أو الصحف وغيرها الكثير
وذلك حتى يتمكن الباحث من العودة لها وجمع المعلومات والبيانات حولها .
نستنتج مما سبق :
تتعدد الخصائص التي يجب أن تحققها المشكلة العلمية والتي لا تقل إحداها أهمية على الأخرى
فالبحث العلمي يجب أن يعرض المشكلة العلمية مستمدة من الواقع حتى يتحقق الهدف الأساسي من البحث والذي هو تحقيق التقدم والتطور العلمي المنشود .
اقرأ ايضا
: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا
[email protected]
