محتويات المقال
1 تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)

تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)

محتويات المقال

إن معرفة تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)، من الأمور الواجبة على أي باحث علمي او طالب دراسات عليا.

كما أن الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا الساعين للتفوق والنجاح يجب أن يعرفوا جميع تصنيفات ومناهج البحث العلمي

و معرفة كيفية استخدام كل منها، ومتى تستخدم؟

كما يجب معرفة مميزات وعيوب كل منها ليستطيع اختيار المنهج الأنسب لدراسته البحثية.

فالاختيار المناسب للمنهج العلمي أمر أساسي للوصول إلى النتائج والحلول المنطقية السليمة، على اعتبار أن:

المنهج يحدد كيفية جمع معلومات البحث وأساليب دراستها ومناقشتها وتحليلها، وتحديد التنظيم الذي يسير به الباحث

للوصول إلى نتائج منطقية سليمة.

خدمة إعداد منهجية البحث

تصنيفات البحث العلمي حسب العلاقات السببية.

 

– أهم تصنيفات البحث العلمي حسب العلاقات السببية.

تتعدد أنواع البحث العلمي وفق التصنيفات المتعددة له..

فالبحث الوصفي والتحليلي يمكن أن يقع ضمن تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي).

في حين يوجد العديد من التصنيفات الأخرى وأبرزها:

  تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني والذي يقسم إلى بحوث تاريخية أو وصفية أو تجريبية.

وأنواع البحوث العلمي وفق المنهج الذي يعتمده الباحث العلمي، وهو من أوسع التصنيفات لتعدد المناهج العلمية بشكل كبير:

كالأبحاث التجريبية، الأبحاث الفلسفية، الأبحاث التاريخية، البحث الاستقرائي أو الاستنباطي، الأبحاث الوصفية، والعديد من الأنواع والتصنيفات الأخرى.

ومن التصنيفات المعتمدة تلك التي تكون وفق الطريقة التي يستمد منها الباحث العلمي معلومات دراسته.

فالبحوث الميدانية والبحوث المكتبية هما التصنيفان للبحث العلمي وفق مصادر المعلومات.

كما نذكر تصنيفات البحث العلمي حسب الطبيعة الخاصة لمحتوى البحث، وهي واسعة مع التعدد الكبير للمجالات العلمية: كالبحث الإقتصادي، البحث القانوني، البحوث العلمية الأساسية، البحث الوثائقي، البحث الاجتماعي، البحث الديني، والعديد من البحوث العلمية التي تصنف وفق مجالها العلمي.

وبالإضافة إلى هذه التصنيفات هناك التصنيف المرتبط بالدرجة العلمية:

كالأبحاث الأكاديمية والأبحاث الجامعية الاولى، والأبحاث وفق الغرض من الدراسة فتكون أبحاث نظرية أو تطبيقية.

ومن ضمن التصنيفات التي عرضناها نجد أن البحوث لا تستمد قيمتها من نفسها، بل هي يمكن أن تستمد قيمتها بالمقدار الذي تخدم به الخطوات والعمليات البحثية بالشكل المفهوم والواضح، 

وبعد عرضنا المختصر للتصنيفات المتعددة للأبحاث العلمية، سنحاول التعرف بشكل تفصيلي أكثر دقة على تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي).

 

– تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي).

إن تصنيف البحث العلمي وفقًا للعلاقات السببية يظهر من خلال صنفين أو نوعين رئيسيين هما:

البحث الوصفي، والبحث التحليلي.

فالخصائص الوصفية أو التحليلية للبحث العلمي هي التي تحدد تصنيفه وفق هذا التصنيف، بحيث يعمل البحث الوصفي

على إيجاد الإجابات عن الأسئلة المرتبطة بظاهرة أو موضوع البحث.

مثل: متى وأين ومن وكيف، وما هو هدف البحث وسبب حصول الظاهرة، وذلك من خلال عمل وصفي يجمع الباحث العلمي من خلاله معلومات البحث.

في حين يعمل الباحث العلمي من خلال البحث التحليلي:

أن يحلل المعلومات والبيانات التي حصل عليها من دراساته وأبحاثه، بمحاولة منه للوصول إلى حلول واستنتاجات منطقية سليمة.

 

البحث الوصفي في الدراسات العلمية.

إن الاطلاع على تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)، يلزمنا التعمق في التعرف على كل من:

البحث الوصفي والبحث التحليلي، والتعرف على العلاقة بينهما، وهو ما سيظهر معنا من خلال فقرات هذا المقال.

 

– مفهوم البحث الوصفي كأحد تصنيفات البحث العلمي حسب العلاقات السببية.

يعتبر البحث الوصفي من أكثر الأبحاث المتبعة في مجالات معينة، حيث يعتمد من خلاله الباحث العلمي على:

جمع المعلومات والبيانات من خلال ملاحظة الظاهرة وجمع المعلومات والبيانات عنها من خلال الوصف.

إن البحث الوصفي وكما يظهر من كلمة الوصفي التي تعني السمات والصفات التي توضح الشيء أو الشخص.

فهو يعمل على ملاحظة ظاهرة البحث ووصفها وتحديد سماتها وأسباب حصولها.

وبناءً على ذلك يمكن أن نعرّف البحوث الوصفية بالأسلوب أو الطريقة التي يتم اعتمادها في دراسة الإشكاليات العلمية عبر وصفها بشكل علمي منطقي سليم.

وبعد ذلك الوصول إلى التفسيرات والحلول المنطقية التي لها براهين ودلائل تعطي الباحث العلمي إمكانية وضع

الأطر التي تحدد إشكالية البحث، وهو ما يسمح بعد الدراسة الدقيقة الوصول إلى نتائج وحلول منطقية سليمة.

 

– أهم أدوات جمع المعلومات في المنهج الوصفي.

من أبرز الأدوات التي تستخدم لإجراء المنهج الوصفي نذكر ما يلي:

 

1. الملاحظة.

تعتبر الملاحظة أكثر أدوات البحث الوصفي استخداماً، وذلك لما تقدمه من بيانات ومعلومات دقيقة تساعد عند دراستها بالشكل السليم الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.

يقوم الباحث العلمي من خلال الملاحظة بمراقبة ظاهرة أو إشكالية البحث، أو مراقبة أفراد عينة الدراسة دون ان تلاحظ وجوده، ويعمد إلى تدوين مشاهداته وملاحظاته، التي يعمل على دراستها واستخدامها وتحليلها للوصول إلى النتائج والحلول الدقيقة.

على الرغم من أن الملاحظة تعتبر من أصدق أدوات البحث العلمي، إلا أنها في الوقت ذاته تعتمد كثيراً على مهارة وخبرة الباحث العلمي ودقة ملاحظته، كما أنها تتأثر بالعوامل الخارجية كالظروف الجوية او ظروف الباحث العلمي الشخصية.

 

2. الاستبيان (الاستقصاء).

من أكثر أدوات البحث العلمي استخداماً في الحصول على المعلومات من أفراد عينة الدراسة الاستبيان أو الاستبانة.

وهي عبارة عن سؤال أو مجموعة أسئلة مرتبطة بموضوع البحث، يقوم الباحث العلمي بصياغتها وفق ترتيب معين يتناسب مع تطور البحث العلمي.

ومن خلال تحليل إجابات أفراد العينة الدراسية يصل الباحث العلمي إلى الاستنتاجات المنطقية السليمة، ويتميز الاستبيان بقدرته على التعامل مع العينات الدراسية الكبيرة، وتكاليفه البسيطة، وإمكانية استخدام الوسائل التكنولوجية فيه:

(الرسائل الإلكترونية، وسائل التواصل الاجتماعي..).

وللاستبيانات عدة أنواع أبرزها الاستبيان المفتوح الذي يترك فيها الباحث للمبحوث حرية الإجابة بالشكل الذي يراه مناسباً.

مهما أطال في الإجابة، وإن تضمنت الإجابة أمور لا تفيد الباحث والبحث العلمي بشيء.

أما النوع الأكثر استخداماً فهو الاستبيانات المقيدة أو المغلقة، ومن خلالها يحدد الباحث العلمي إلى جانب الأسئلة البحثية إجابات لكل سؤال من أسئلة البحث العلمي كأن يحصر الإجابة بين (موافق، غير موافق، غير مهتم)، أو غير ذلك من إجابات محددة لا يحق للمبحوث الخروج عنها أو شرح سبب إجابته.

وعلى الرغم من أن النوع الأول أكثر دقة، إلا أن هذا النوع هو الأكثر سهولة وسرعة في تنظيم وتحليل بيانات البحث العلمي.

أما النوع الثالث فهو الاستبيان المختلط الذي يحتوي على سؤال أو أكثر إجابتهم مفتوحة كما في الاستبيان الحر، وسؤال أو مجموعة أسئلة اجابتها مغلقة كما في الاستبيان المغلق.

 

3. المقابلة.

يتم جمع المعلومات والبيانات من خلال هذا النوع عبر إجراء الباحث العلمي مقابلات مع أفراد عينة الدراسة، بحيث:

يحدد الباحث كيفية إجراء المقابلات فهل هي مقابلات فردية مع كل مبحوث لوحده، أم أنها مقابلات جماعية مع مجموعة

من المبحوثين تجمعهم خصائص واحدة، أم أن المقابلة ستكون جماعية ولكنها ستشمل جميع أفراد عينة الدراسة.

كما أن الباحث العلمي يحدد هل ان المقابلة ستكون مباشرة بوجود الباحث والمبحوث أو المبحوثين بمكان وزمان واحد.

أم أنها ستجري عبر إحدى الوسائل التكنولوجية كالسكايب مثلاً، والتي جعلت إجراء المقابلات أكثر سهولة وأقل تكلفة

وساهمت في تجاوز مشكلات التباعد الجغرافي.

يحدد الباحث العلمي أسئلة المقابلة التي قد تكون إجابتها حرة ومفتوحة، يترك الباحث المبحوث فيها بكامل حريته بالإجابة

دون مقاطعة، حتى إن تحدث بأمور لا تفيد البحث العلمي.

كما أن المقابلة قد تكون مقيدة بتحديد الباحث العلمي لكل سؤال مجموعة من الأسئلة على المبحوث أن يجيب من ضمنها دون أي توسع او شرح، كما ذكرناها في الاستبيان المغلق (المقيد).

أما ثالث أنواع المقابلة فيسمح فيها للمبحوث التحدث بحرية، ولكن مع إمكانية الباحث مقاطعته عندما يسمع الإجابة

التي يبحث عنها، وينتقل إلى سؤال آخر، أو ينهي المقابلة عند انتهاء جميع الأسئلة.

ومن أهم مميزات المقابلة أن الباحث العلمي يلاحظ ردود فعل المبحوث على كل سؤال من أسئلة البحث العلمي.

وهو ما يساعده على ملاحظة صدق المبحوث من عدمه، وهذه الميزة ترفع من دقة النتائج البحثية.

 

اقرأ ايضاً: تصنيف البحث العلمي حسب المعيار الزمني (تاريخية، تجريبية، وصفية).

 

– أهم مميزات البحث الوصفي.

إن اختيار الباحث العلمي للبحث الوصفي من بين تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)، يتأثر بمميزات هذا المنهج، والتي يمكن اختصارها بما يلي:

1. يعتبر البحث الوصفي من الأبحاث التي تتعامل بشكل واقعي مع إشكالية أو ظاهرة البحث العلمي، وذلك:

لأن الباحث العلمي يتعامل مع الظاهرة بشكل مباشر في مكان وجودها.

 

2. يعتبر البحث الوصفي من أكثر الأبحاث العلمية قدرةً على التعامل مع الدراسات المرتبطة بالعلوم الإنسانية أو الاجتماعية.

والتي تساعد على الوصول إلى: وصف كيفي عن السلوك الخارجي للإشكاليات والظواهر البحثية.

مع وصف كمي يسمح بالوصول إلى الأرقام التي ترتبط بظاهرة أو إشكالية البحث، أو الأرقام التي يكون لها علاقة مع الظواهر المحيطة.

 

3. يتميز البحث الوصفي بأنه من البحوث التي تحد لدرجة ما من تدخلات وميول الباحث العلمي، فهي تستمد من الوصف الواقعي للظاهرة البحثية، وهو ما يجعل النتائج أكثر موضوعية وواقعية.

 

4. يساعد البحث الوصفي على اتخاذ قرارات صحيحة ترتبط بموضوع البحث، وتسمح بتقديم الشروح والإيضاحات المرتبطة بالإشكالية البحثية.

 

5. يمكن من خلال المنهج الوصفي أن يقوم الباحث العلمي بمقارنات بين طبيعة الظاهرة أو الإشكالية البحثية

في عدة أمكنة، كأن تتم المقارنة بين ظاهرة التسرب المدرسي في اكثر من بلد.

 

6. يسمح المنهج الوصفي للباحث العلمي أن يقوم بصياغة خبرات وآراء متعددة، وأن يضع التصورات والخطط المستقبلية

التي تسمح بمواجهة عدد من الظواهر الدراسية.

 

– أبرز عيوب المنهج الوصفي.

1. لا يمكن للبحث الوصفي أن يوصل إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة في مختلف المواضيع البحثية.

فهناك الكثير من الإشكاليات والظواهر التي لا يمكن دراستها عبر هذا المنهج لتجنب الوصول إلى نتائج خاطئة وغير سليمة.

 

2. تمتد الدراسات الوصفية على فترات زمنية طويلة في بعض الدراسات، وهو ما يجعل الظروف المحيطة تؤثر على:

عينة الدراسة في العديد من الحالات، وهذا بدوره سيكون له انعكاس سلبي على دقة النتائج في البحث العلمي.

 

3. إن الملاحظات والتحليلات هي الأساس الذي يعتمد عليه في نجاح الدراسات البحثية في معظمها، وهو ما سيجعل

النتائج البحثية في العديد من الأحيان ترتبط بوجهة النظر الشخصية للباحث وميوله ورغباته.

كما أنها ستتأثر سلباً في حال عدم امتلاكه للخبرات والإمكانيات التي تسمح له إجراء بحث موضوعي سليم يصل إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية المستهدفة.

 

– مراحل استخدام البحث الوصفي.

عند اختيار الباحث العلمي للمنهج الوصفي وفق تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي).

فإنه يفترض أن يقوم بمجموعة من الخطوات المنهجية المنظمة، ومن أبرز هذه الخطوات يمكننا أن نذكر ما يلي:

 

1. إن الخطوة الأولى تكون من خلال اختيار المشكلة البحثية التي تحمل جميع مواصفات المشكلة البحثية الأصيلة القابلة للدراسة والحل، ووفق المشكلة البحثية وتخصصها العلمي يختار الباحث العلمي المنهج المتبع الذي يكون في حالتنا هذه المنهج الوصفي هو المناسب.

وبالخصوص عندما تكون الإشكاليات لظواهر إنسانية أو سلوكية كالتدخين، او الزواج، او انتشار الجريمة، أو غير ذلك.

 

2. صياغة أهداف البحث العلمي بشكل واضح ومفهوم سواء كانت أهداف رئيسية او فرعية، والتي يفترض ان تكون أهداف قابلة للدراسة والتحقيق، وأن يتمكن الباحث من الوصول إليها من خلال دراسته البحثية.

 

3. يتجه الباحث العلمي إلى صياغة الأسئلة الاستفهامية، او الفرضيات البحثية التي تظهر تصور الباحث العلمي لما سيصل إليه البحث العلمي من نتائج، وهو ما ستؤكده أو تنفيه النتائج بالأدلة والقرائن والبراهين.

 

خطوات المنهجية المنظمة (تابع).

 

4. يعمل الباحث العلمي على تحديد العينة أو الظاهرة البحثية التي يجب ملاحظتها وجمع المعلومات والبيانات عنها، والهدف من هذه المرحلة تحديد كيفية جمع المعلومات والبيانات السليمة، وما هي الاداة المناسبة لجمع تلك المعلومات.

وهذه المرحلة لها دور أساسي في وصول البحث العلمي للاستنتاجات والنتائج والحلول السلمية، فدقة البيانات والمعلومات

التي يتم جمعها وارتباطها بمشكلة أو ظاهرة البحث العلمي الاساس في نجاح البحث العلمي والوصول إلى استنتاجات منطقية سليمة.

 

5. بعد أن يجمع الباحث العلمي معلومات وبيانات بحثه من إحدى أدوات الدراسة الاستبيانات او المقابلات أو الاختبارات.

تكون المرحلة التالية من خلال تنظيم تلك المعلومات والبيانات وترتيبها ودراستها وتحليلها بالشكل السليم الذي يقود إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

 

6. يعرض الباحث العلمي بشكل مختصر واضح ومفهوم نتائج بحثه العلمي التي يجب ان تكون مثبتة بالأدلة والبراهين.

والتي تحقق الأهداف البحثية جميعها سواء الأهداف الرئيسية أو الفرعية.

 كما أن النتائج يفترض أن تجيب عن أسئلة البحث أو أن تنفي او تؤكد الفرضيات، بالإضافة إلى ضرورة أن تأتي النتائج مرتبطة بمتن البحث وكنتيجة طبيعية لتطور الدراسة البحثية.

 

7. يعرض الباحث العلمي توصياته البحثية للباحثين الآخرين، كأن تكون توصيته بإكمال الدراسة من النقطة التي وصلت

إليها دراسته، أو يلقي الضوء على موضوع مرّ في دراسته، ويستحق أن يدرس بشكّل موسع في بحث جديد.

كما أن هذه المرحلة تشمل الخاتمة التي تظهر أهمية نتائج البحث العلمي، والفوائد التي يمكن الحصول عليها من الدراسة.

بالإضافة إلى عرض العقبات التي واجهت الرحلة البحثية للباحث العلمي وكيفية تخطيها من قبله.

 

 البحث التحليلي في الدراسات العلمية.

إن الاطلاع على تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)، يستوجب الاطلاع بشكل أوسع على البحث التحليلي بعد الاطلاع على البحث الوصفي.

 

– مفهوم البحث التحليلي.

البحث التحليلي هو البحث الذي يقوم الباحث العلمي من خلاله بالعمل على تجزئة أو تقسيم الظاهرة او الإشكالية البحثية

التي تتم دراستها في البحث العلمي، وتحللها إلى العناصر الأولية التي تتشكّل منها، وذلك لجعل دراسة الظاهرة أكثر سهولة، وأن تبلغ الأسباب التي أدت إلى ظهور الظاهرة، وهذه الأداة تستخدم مع أدوات أخرى في العديد من الأحيان.

يعمل البحث التحليلي الذي يعتمد عليه كثيراً في الدراسات الشرعية، على تحليل البيانات بالشكل الذي يسمح بالوصول

إلى استنتاجات منطقية سليمة، وهو يعتمد بشكل رئيسي ثلاث عمليات هي التفكيك والتركيب والتقويم.

 

– عمليات البحث التحليلي.

يعتمد البحث التحليلي بشكل أساسي على العمليات الثلاث التالية:

 

1. التفكيك (التفسير).

وهو العنصر الأول الرئيسي في البحث التحليلي يقوم الباحث العلمي على شرح الموضوع البحثي الذي تتناوله الدراسة، ويعتمد على عملية التأويل عند شرح النصوص والبحوث التي يعمل على دراستها.

يقوم الباحث بتحديد أوجه التشابه أو الاختلاف بين النصوص التي يعمل على دراستها، وتبيان نقاط ضعفها، وما تحتويه من مشكلات.

يتم عرض الدراسة العلمية بشكل موسع، ويلتمس لها التأويلات عبر استرجاع عناصرها الأساسية، والاطلاع على مسببات وعلل الظواهر مما يساعد على توضيحها بشكل متكامل.

تبقى الدراسات الشرعية الإسلامية من أكثر المجالات العلمية التي تعتمد على البحث التحليلي من ضمن تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي).

فالعلوم والبحوث الشرعية تكثر فيها التفسيرات التي  قد تكون تفسيرات بسيطة أو مركبة، وعلى الباحث العلمي أن يكون على معرفة معمقة بكلا النوعين سواء البسيط أو المركب، ليحسن اختيار النوع الملائم لدراسته، والذي يساعده على الوصول إلى نتائج منطقية سليمة.

 

2. النقد .

من أهم العناصر في البحث التحليلي عنصر النقد، والذي يقوم الباحث العلمي من خلاله بنقد ما هو موجود في المصدر الذي يعتمد عليه في دراسته.

والنقد لا يكون للنواحي السلبية من البحث والعمل على إظهارها فقط، فعلى الرغم من أنه يكون بإظهار هذه الأمور والعمل على:

تصحيحها وتعزيز الفجوات في الدراسة السابقة، ولكنه في الوقت ذاته يعمل على توضيح نقاط القوة وإظهارها والاستفادة منها.

وبعد إجراء الباحث العلمي عملية النقد في دراسته البحثية، يتجه إلى وضع التوصيات والآراء المرتبطة بموضوع دراسته، بغض النظر عن كون رأيه إيجابي أو سلبي.

ومن أهم الأمور في النقد أن يكون التقويم علمي سليم للدراسة السابقة، وأن يتم توضيح نقاط القوة وتعزيزها والاستفادة

منها، أو نقاط الضعف فيها والعمل على تصحيحها بالاستناد إلى الأسس العلمية الصحيحة.

 

3. الاستنتاج (التركيب، الاستنباط).

يمكن أن نطلق على هذه العملية أحد الأسماء (الاستنتاج، التركيب، الاستنباط)، ومن خلالها يتجه الباحث العلمي إلى:

تركيب المفاهيم والنتائج، واستنباط واستنتاج الأحكام الصحيحة والجديدة.

للاستنباط نوعين رئيسيين أولهما استنباط جزئي يعود لمجال من مجالات العلم، والباحث العلمي يقوم وفق هذا النوع بأخذ جزء

أو عنصر وارد في دراسة أو نظرية سابقة، والعمل على دراستها وتطويرها بشكل مستمر، وأن يضاف إليها عدد من المعلومات والبيانات الجديدة.

والنوع الثاني هو استنباط كلي الذي يعتبر من الاجتهادات المتكاملة العناصر والأجزاء، والهدف من هذا الاستنباط

تركيب واستنتاج نظريات ودراسات علمية جديدة، وهو من الاجتهادات الشمولية كاملة النظرة العلمية الجديدة.

إن قيام الباحث العلمي بالاستنباط الكلي يشير إلى امتلاك الباحث العلمي لإمكانيات كبيرة، وأن لديه جوانب

مهارية وإبداعية عالية، وبالتالي يتم اكتشاف النظريات المتكاملة التي لم يصل إليها قبله أي باحث علمي سابق.

وبشكل عام فإن الاستنباط الكلي بخلاف الاستنباط الجزئي يظهر شخصية وخبرات وقدرات ومهارات ومعارف الباحث العلمي.

 

– أهم العلوم التي تعتمد على البحث التحليلي.

إن الاطلاع على تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)، يظهر العلوم والمواضيع الرئيسية التي تعتمد على البحث التحليلي.

إن البحث التحليلي يهتم بالتفاصيل والتجزئة والدراسة ثمّ إعادة التركيب، وذلك من أجل الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية مثبتة بالبراهين والقرائن.

وتعتبر العلوم الشرعية بمجالاتها المختلفة كالفقه، التفسير، الحديث، من أكثر العلوم التي تعتمد على البحث التحليلي، والذي تعتمد عليه في الكثير من الدراسات العلوم الاجتماعية المختلفة كالإدارة، الفلسفة، اللغة العربية، علم الاجتماع، علم النفس والعديد من المجالات العلمية الأخرى.

 

– أهم الخطوات في البحث التحليلي كأحد تصنيفات البحث العلمي حسب العلاقات السببية:

 

في جميع البحوث التي تستخدم أحد المناهج العلمية التي يرافقها المنهج التحليلي.

فإن هذا المنهج من العوامل المساعدة لتحقيق الاستنتاجات أو الخلاصات البحثية، والتي تكون من خلال الخطوات التالية:

 

1. الإجابة عن الأسئلة البحثية أو تأكيد الفرضيات أو نفيها، ففي حال استخدم الباحث العلمي أسئلة البحث يساهم المنهج التحليلي في الإجابة عن هذه الأسئلة.

أما في حال استخدم فرضيات تظهر علاقة بين متغيرات البحث، وتوضح توقعات الباحث العلمي لما سيصل إليه البحث العلمي

من نتائج، والتي يساهم المنهج التحليلي في تأكيدها أو نفيها بالأدلة والبراهين.

وبالتالي يكون لهذا المنهج الدور الرئيسي بتحقيق أهداف البحث من خلال نتائج الدراسة، أي أنه يساهم بترتيب وتنظيم

بيانات ومعلومات البحث بما يسمح بتفسير فرضيات البحث بتأكيدها أو نفيها، أو بالإجابة عن أسئلة البحث.

 

2. المرحلة المختصرة والنهائية تكون بصياغة نتائج البحث بشكل واضح يجيب عن الأسئلة البحثية، ويظهر العلاقة بين متغيرات البحث ويربط بينها ويبين العلاقة فيما بينها.

 

– إمكانية استخدام المنهج التحليلي دون المناهج العلمية الأخرى.

إن المنهج التحليلي لا يستخدم عادةً بمعزل عن أحد مناهج البحث العلمي الأخرى، فهو يكون مساعد ومتمم لتلك المناهج.

فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن دراسة حالة انتشار ظاهرة الجريمة في مجتمع معين، فإن ذلك يحتاج استخدام المنهج المناسب للتأكد من انتشار هذه الظاهرة، وتغطية أسبابها ومختلف جوانبها، وبعد دراستها وفق المنهج العلمي المناسب وفق رؤية الباحث (كاستخدام المنهج الوصفي مثلاً).

يتجه إلى استخدام المنهج التحليلي لدراسة الجزيئات التي وصل إليها بكل عمق، ويستخدم الوسائل التحليلية والإحصائية بمعادلاته المختلفة للوصول إلى حلول واستنتاجات بضوء ما يجري استنتاجه من النتائج المنطقية المثبتة.

 

 – أهم المناهج العلمية التي تستخدم رفقة المنهج التحليلي.

إن المنهج التحليلي يستخدم رفقة العديد من مناهج البحث العلمي الأخرى، ويكون المكمل لتلك المناهج.

ومن أبرز تلك المناهج العلمية يمكننا أن نذكر:

 

1. المنهج الوصفي التحليلي.

إن المنهج التحليلي يرتبط بالمنهج الوصفي بالعديد من الدراسات العلمية، حيث يتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي

من خلال ملاحظة الباحث العلمي للإشكالية أو الظاهرة ووصفها بشكل علمي دقيق يحيط بها يشكل كامل.

ومن خلال عمليات الوصف يتم جمع بيانات ومعلومات البحث العلمي، وبعد ذلك تأتي مرحلة دراسة المعلومات، وترتيبها وتنظيمها

وتحليلها وفق الطريقة السليمة، بما يساهم في الوصول إلى استنتاجات او حلول منطقية سليمة، والاستنباط للنظرية او النتيجة القابلة للتعميم.

 

اقرأ ايضاً: كيفية استخدام المنهج الوصفي التحليلي

 

2. المنهج المقارن التحليلي.

إن المنهج المقارن التحليلي يستخدم بشكل رئيسي في الدراسات والأبحاث الاجتماعية، ومن خلالها يقوم الباحث العلمي

بإجراء مقارنات بين ظاهرتين أو أكثر بأماكن متعددة ومختلفة، والعمل على المقارنة فيما بينها للوصول إلى أوجه الاختلاف والتشابه فيما بينها، بما يساهم في إيجاد الحلول والاستنتاجات في العديد من المجالات بالخصوص بالدراسات الإنسانية.

 

3. المنهج الفلسفي التحليلي.

من أبرز المناهج العلمية التي تستخدم على نطاق واسع المنهج الفلسفي الذي يستخدم بالعديد من الدراسات

والإشكاليات العلمية، وبالخصوص المجالات المرتبطة بالأخلاق والمبادئ المعنوية المختلفة الغير قابلة للقياس كمياً.

ومنها على سبيل المثال العدل، الخير، الصدق الحق، الإيمان، وغيرها من أمور مماثلة، ويعتبر هذا المنهج من المناهج التي يستخدمها أهم الباحثين والمفكرين العلميين.

 

اقرأ ايضاً: المنهج المقارن والمنهج الوصفي

 

– فوائد استخدام المنهج التحليلي كأحد تصنيفات البحث العلمي حسب العلاقات السببية.

إن المنهج التحليلي من المناهج العلمية الأساسية التي لها العديد من الفوائد من أبرزها:

 

1. يسمح المنهج التحليلي بتجزئة الإشكالية أو الظاهرة البحثية لوحدات أصغر وأكثر بساطة، بما يسمح بجعل دراستها أكثر سهولة، وهو ما يساعد على جعل الرؤية أكثر وضوحاً.

فدراسة المشكلة بكليتها يبقى أصعب من تجزئتها إلى عدة جزئيات ودراسة كل منها على حدة قبل إعادة تركيبها واستنباطها.

 

2. الاعتماد على عملية النقد والشرح لتوضيح البحث العلمي، فعملية النقد بما تتضمنه من شرح وتفصيل دراسي، وبالتالي توضيح كافة الأمور الغامضة بالبحث العلمي.

وهذه العملية يجب أن تتسم بالموضوعية والحيادية، فلا تكون وفق الرؤية الشخصية للباحث العلمي، وإنما ضمن الرؤية العلمية الموضوعية للبحث العلمي.

 

3. الوصول إلى الحلول والاستنتاجات البحثية من ضمن محتويات البحث العلمي، وهي من العبارات التي يفترض أن يضمها البحث العلمي، وتكون من خلال خلاصة بنود يصل الباحث العلمي إليها، وتدّعم بالبراهين والأدلة الرقمية أو الوصفية، وهذه الناحية تظهر بشكل جلي أهمية البحث التحليلي من ضمن المناهج العلمية.

وهنا نشير إلا أن النتائج والحلول البحثية جزء أساسي من أي دراسة علمية، إلا أنها تبقى أكثر دقة وموضوعية عند الاعتماد على المنهج التحليلي.

 

الملخص.

وبذلك نكون قد اطلعنا من خلال مقالنا “تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)”.

على أهم تصنيفات البحث العلمي المختلفة، كما خصصنا المقال للاطلاع التفصيلي حول مفهوم البحث الوصفي في الدراسات العلمية، وأهم أدوات جمع المعلومات والبيانات وفق هذا المنهج.

مع عرض مراحل استخدام البحث الوصفي، وأهم مميزات هذا المنهج وأبرز عيوبه، ثمّ اطلعنا على مفهوم البحث التحليلي، وعملياته الرئيسية الثلاث سواء من تفسير ونقد وتركيب واستنباط.

كما عرضنا لأهم المناهج العلمية التي تستخدم رفقة المنهج التحليلي، وفوائد استخدام المنهج التحليلي في البحث العلمي.

وذلك من خلال مقالنا حول تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)، سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين الأعزاء.

 

 

المصادر:

المنهج الوصفي تعريفه وخصائصه، 2021، مبتعث

مناهج البحث العلمي وأنواعه وأهمية البحث العلمي، 2020، المقال

المنهج التحليلي في البحث العلمي، 2021، مبتعث

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments