المنهج التاريخي في النقد

المنهج التاريخي في النقد

محتويات المقال:
– تعريف المنهج التاريخي.
– تعريف عملية نقد المعلومات في المنهج التاريخي.
– لماذا نقوم نقد المعلومات بواسطة المنهج التاريخي؟
– خصائص نقد المنهج التاريخي.
– مستويات النقد في المنهج التاريخي.
– صفات الناقد في المنهج التاريخي.

تتم دراسة الحقائق والظواهر التاريخية باتجاهين الأول هو اتجاه المنهج العلمي التاريخي، والثاني هو الاتجاه النقد التاريخي، حيث يقوم الباحث بدراسة النظم بمتغيراتها مع إجراء المقارنات عليها،
لذلك تعد عملية النقد للمنهج التاريخي من أهم عمليات التي يقوم عليها هذا المنهج.

تعريف المنهج التاريخي:

– يعرف المنهج التاريخي بأنه المنهج الذي يعتمد عليه الباحثين والعلماء في دراسة الأبحاث المختصة في مجال التاريخ والعلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها.
– كما يعرف المنهج التاريخي بأنه الطريقة العلمية أو الأسلوب العلمي الذي يعتمده العلماء في جمع المعلومات والبيانات التي تخص الحقائق التي دونت في الفترات الزمنية السابقة.
– الباحث في المنهج التاريخي لا ينتهي دوره عند جمع المعلومات وحسب، وإنما يقوم بنقدها وتصحيحها بأسلوب موضوعي وبعيدا عن انحياز شخصي، لتأكد من مدى مصداقيتها وموثوقيتها، ليصل الباحث أخيرا إلى النتائج الصحيحة والمرجوة.
– كما يعرف المنهج التاريخي بأنه المنهج الذي يقوم على مبدأ أن معرفة تاريخ المجتمعات ضرورة لازمة لفهمها ولفهم تطورها، حيث يقوم المنهج على إحياء الأحداث وإعادة دراستها وتوصيفها لوصول إلى نتائج تمكن الباحثين من وضع توقعات مستقبلية.

تعريف عملية نقد المعلومات في المنهج التاريخي:

– تعرف عملية نقد المعلومات في المنهج التاريخي بأنها العملية التي تتعلق بخبرة الباحث، وتعتمد على مجهوده العلمي الشخصي.
– حيث تعرف عملية النقد بأنها العملية التي يقوم بها الباحث العلمي على محتوى البحث وفق لاستراتيجيات وطرق علمية صحيحة وعلمية بحيث تظهر مواطن القوة في المعلومات المتضمنة ضمن البحث، وجوانب الضعف أيضا.
– كما من الممكن أن نطلق على عملية نقد المعلومات في المنهج التاريخ بالتعليق التي يقوم الباحث بوضعه عل المعلومات وإدلاء رأيه الشخصي بها.

لماذا نقوم بعملية نقد المعلومات بواسطة المنهج التاريخي؟

هناك الكثير من يتساءل حول عملية نقد المعلومات ولماذا نقوم بهذه العملية، فيما يلي سيتم الإجابة على هذا السؤال.
نقوم بعملية نقد المعلومات بواسطة المنهج التاريخي للأسباب التالية:
1- إن عملية النقد في المنهج التاريخ تمنح للباحث فرصة في تقديم رأيه ضمن محتوى البحث.
2- إن نقد المعلومات يعطي مصداقية للبحث العلمي نظرا لكون الباحث يوضح من خلال عملية النقد نقاط القوة والضعف للمعلومات المتضمنة في البحث.
3- المنهج التاريخي في النقد يدفع الباحث بالعوة إلى الأزمنة السابقة بشكل أدق ومتكرر، مما يعطي للبحث نتائج أكثر دقة ومصداقية، إضافة لإعطاء الباحث القدرة الكبيرة على وضع التنبؤات للأحداث المستقبلية.
4- إن نقد المعلومات في المنهج التاريخ تعد من الدراسات الهامة والمنفردة بذاتها.
5- وتكمن أهمية عملية النقد أيضا كونها تؤدي إلى زيادة في فهم المحتوى العلمي للبحث، ذلك لأن عملية النقد تشمل عمليات أخرى كالتحليل والتفسير والشرح وإجراء المقارنات بين النتائج.

خصائص نقد المنهج التاريخي:

للمنهج التاريخي في النقد عدة خصائص والتي هي:
1- يجب أن يتصف النقد في المنهج التاريخي بالمبالغة والكثير من البحث والتقصي، حتى يضمن الباحث موضوعية نقده.
2- كما يجب أن يحقق النقد في المنهج التاريخي الربط ما بين محتوى البحث والمعلومات المنساقة حوله.
3- كما يجب أن يركز الناقد على محتوى النص العلمي مع محيطه الخارجي، ويبتعد عن الدخول في خصوصية النص وتفاصيله.
4- كما يجب أن يقوم الناقد بالتعامل مع النص المراد نقده كأنه نص مجهول، ليقوم من خلال بحثه وعودته للمصادر العلمية المختلفة بتأكيده والتعريف به، أو من خلال الوثائق أو الصور يستطيع أيضا إثباته.
5- كما يجب أن تعتبر أغلب النصوص التي تم نقدها مصادر علمية هامة يمكن للطلاب والباحثين العودة لها والاستفادة منها.
6- كما يجب أن يتصف النقد العلمي بتعميم النتائج والاستقراء.

مستويات النقد في المنهج التاريخي:

إن عملية النقد التي يقوم بها الباحث تستمر طالما البحث معرض للتعديل، لأن المصدر الأول للمعرفة هي الملاحظة الغير مباشرة فالباحث في المنهج التاريخ يسلم لقضايا كثيرة من غير أن يكون على تعايش معها.
وهذا ما جعل للنقد مستويات والتي هي:

1- المستوى الأول: النقد الخارجي:

ويتمثل هذا المستوى بطرح عدة أسئلة يجب الإجابة عنها، وهذه الأسئلة:
▪ متى تم إعداد الوثيقة وكتابتها؟
▪ وما هي أسباب كتابة هذه الوثيقة؟
▪ هل اتصفت الوثيقة بالموضوعية أم كان الكاتب متناقض؟
▪ هل تم إعداد الوثيقة من قبل الكاتب بكامل صحته أو كان يعاني من مرض معين؟
▪ حيث يجب على الباحث أم يجد الأجوبة لهذه التساؤلات المهمة حتى يتأكد من صحة المعلومات وعدم تعرضها لأي تزوير.
▪ كما تكمن أهمية هذه التساؤلات بكشف من قام بكتابة الوثيقة هل المؤلف نفسه؟ أم هناك من ساعده من المؤلفين.
▪ وفي المختصر نستطيع القول أن هذا المستوى من النقد يعتمد على صدق المعلومات المذكورة وصدق مؤلفها.

2- المستوى الثاني: النقد الداخلي:

ويتمثل هذا المستوى أيضا بطرح عدة أسئلة يجب الإجابة عنها.
وهذه الأسئلة:
▪ هل كانت الحقيقة المذكورة في الوثيقة صحيحة أم حاول الباحث بتحريفها؟
▪ ما هي الدوافع التي جعلت الكاتب يقوم بكتابة وإعداد هذه الوثيقة؟
▪ وهل كانت الوثيقة مكتوبة بخط الكاتب أم بخط شخص أخر؟
▪ هل الوثيقة كاملة أم هناك نصوص تم حذفها، أو نصوص تم إضافتها؟
▪ وهل اللغة المستخدمة في كتابة الوثيقة هي اللغة نفسها المستخدمة في فترتها الزمنية؟
▪ ولكي يتم الإجابة على جميع هذه التساؤلات يجب أن يتأكد الباحث أن جميع الأحداث المسجلة في الوثيقة ممكنة الحدوث.
▪ كمان يجب أن تكون شخصية الباحث غير منحازة وبعيدة عن أي تعصب.
▪ وفي المختصر نستطيع القول أن هذا المستوى من النقد يعتمد على صدق الوثيقة وصحتها وصحة مصادرها.

صفات الناقد في المنهج التاريخي :

ونظرا لتعدد المجالات العلمية وتفرعها وتعدد مصادرها، يجب أن يتصف الناقد بعدة صفات أساسية والتي هي:
1- يجب أن يكون الناقد من محبي التاريخ وهاوي له.
2- كما يجب أن يكون شخص صبور لأن الحصول على المعلومة يتطلب الكثير من الجهد والوقت.
3- يجب أن يكون الناقد شخص ذكي وهادئ وحذر.
4- أن يكون لديه شغف ورغبة كبيرة في التقصي والبحث والربط بين المواضيع المختلفة.
5- أن يقوم بعمليات البحث بشكل منفرد عن محيطه.
6- يجب أن يكون شخص متأمل وطموح ويسعى لتميز دائما.
7- عدم التسرع في إطلاق الأحكام، والتأني بذلك إدراكا منه لأهمية كل حكم وخطورة الخطأ به.

نستنتج مما سبق:

– يقوم المنهج التاريخي في النقد على مستوين أساسيين كما ذكرنا أعلاه النقد الداخلي والنقد الخارجي.
– كما يجب أن يتصف النقد بعدة خصائص أهمها المبالغة والتقصي والتعميم والاستقراء الناقص.
– كما يجب أن تتمتع شخصية الناقد التاريخي بالصبر والتأني والطموح والشغف الكبير في دراسة التاريخ.