النظرية في علم الاجتماع

النظرية في علم الاجتماع

محتويات المقال:
– تعريف مفهوم النظرية في علم الاجتماع.
– أهمية النظرية في علم الاجتماع.
– أنواع النظرية في علم الاجتماع.

يتكون العلم من جانب يرتبط بالإحساس، وجانب يرتبط بالعقل، فإن الصورة المثالية للمعرفة لا تنفصل عن مفهوم النظرية الذي يجب أن تشمل كل الوقائع التي اكتشفت، وتربط بين جميع المفاهيم لتصل أخيرا إلى التعميمات المطلوبة والمترابطة.
وكان للعلم الاجتماع دور كبير في تقديم النظرية التي تعكس الهدف الأساسي من هذا العلم والذي هو تحقيق تقدم للمجتمع ومعالجة جميع مشاكله وتفسير حالاته.

تعريف مفهوم النظرية في علم الاجتماع:

– ظهرت النظرية في علم الاجتماع بعد الثورة الفرنسية التي بدورها أوضحت الكثير من المفاهيم، ووضعت تعاريف تصف كل منها كمفهوم الدولة والمجتمع والناس، والتي تصب أهمية تعريف كل منها في صلب النظرية الاجتماعية.
– تعرف النظرية الاجتماعية بأنها افتراض معين مبني على المشاهدة والملاحظة إلى ما يحدث ضمن الواقع الاجتماعي، حيث يهدف هذا الافتراض إلى وضع التحليلات والتفسيرات لطبيعة المجتمع.
– تعرف النظرية الاجتماعية أيضا بأنها النظرية التي تهدف إلى جمع الروابط الفردية بهدف ترتيب وتنظيم واثبات المعرفة الاجتماعية.
– النظرية في علم الاجتماع هي مجموعة من القضايا المحددة والمصاغة بأسلوب واضح يحوي عدة مفاهيم متماسكة، لتصل أخيرا إلى تعميم يغني فكر الباحث ويصله إلى النتائج المرجوة الدقيقة التي تفسر وتحلل الواقع الاجتماعي.
– تبحث النظرية الاجتماعية عن الأفعال وطريقة التصرفات والمعتقدات عند البشر، حيث تتولد الأفكار المجتمعية ضمن البنية الاجتماعية لتنتقل إلى الأفراد والعائلات والمجموعات.

أهمية النظرية في علم الاجتماع:

تكمن أهمية النظرية الاجتماعية في عدة نقاط أهمها:
1- تساعد النظرية الاجتماعية في وصف وتفسير الكثير من السلوكيات عند البشر، فهناك الكثير من الحقائق والنتائج التي تعتبر بالنسبة لنا مسلمات، إلا أنها نظريات اجتماعية جاءت بعد الكثير من البحث.
2- توصف النظرية الاجتماعية بأنها المنظور الأولى الذي يعود إليه الباحث لفهم وتفسير الكثير من السلوكيات والأفعال التي تصدر من الناس بعشوائية.
3- تكمن أهمية النظرية في علم الاجتماع في هدفها الأساسي والذي هو إعطاء الباحثين والمفكرين أسلوب علمي لتفكير في سلوك الفرد.
4- كما أن للنظرية الاجتماعية أهمية في كونها تشارك الكثير من العلوم الأخرى كالفلسفة والسياسة وذلك بهدف الحصول على تسمية للمفاهيم التي تتداخل بها معهم، فبذلك لتصل لأكبر عدد من الجمهور.

أهمية النظرية في علم الاجتماع:

5- كما أن للنظرية العلمية دور كبير في اتخاذ القرارات التي لها تأثير كبير على المجتمع، وذلك نظرا لأن القرارات الخاطئة غالبا ما تنتج من سوء تفسير وتحليل للبنية المجتمعية وخصائصها، وبالتالي يكون لهذه القرارات أثر سلبي وللمدى البعيد على حياة الناس.
6- هناك الكثير من المشاكل التي تظهر في المجتمع تتطلب حل وعلاج نهائي، كإدمان المخدرات، ازدياد جرائم القتل، والاغتصاب وغيرها، والذي علاجها يتطلب من صاحب القرار العودة إلى الدراسة الجذرية لهذه المشاكل وأسبابها والذي تقدمه لنا النظرية في علم الاجتماع.
7- كما تكمن أهمية النظرية الاجتماعية في قدرتها على وضع توقعات وتصورات لكثير من القضايا، والذي يساعد الجهة صاحبة القرار في أخذ الإجراءات قي الوقت المناسب للمشاكل.
8- وللنظرية الاجتماعية أهمية في مساعدة الناس على فهم البيئة الاجتماعية والعالم أثناء تطوره ونموه.

أنواع النظرية في علم الاجتماع:

النظرية الاجتماعية تنقسم إلى عدة نظريات كلاسيكية والتي هي:

1- النظرية الأولى: نظرية الصراع:

▪ يعتقد باحثي هذه النظرية أن البنية الاجتماعية ما هي إلا منبع ومصدر أساسي للصراعات بين فئات المجتمع المختلفة.
▪ وتطورت هذه النظرية على مدى التاريخ، ففي منتصف القرن التاسع عشر، طرح أحد أهم منظرو هذه النظرية والذي يدعي جادل كارل ماركس طبيعة الرأسمالية الاقتصادية التي تنص على سيطرة الطبقة الوسطي على الطبقة الضعيفة والمستغلة.
▪ فالإيديولوجية المنتشرة في المجتمع الرأسمالي أن الاقتصاد يعود بالفائدة لكل شخص يعمل ويريد أن يعمل.
▪ أما في القرن العشرين جاء من غير هذا المفهوم ووسعه، حيث أثبت العالم ماكس ويبر كل من مفهوم الوضع الاقتصادي، ومفهوم الوضع الاجتماعي.
▪ حيث تناقش هذه النظرية الصراع الدائم بسبب عدم المساواة والذي يعود لأسباب متعددة أبرزها العمر والجنس والعرق وغيرها.

2- النظرية الثانية: نظرية الوظيفة الهيكلية:

▪ كان للمنظرون الاجتماعيون في البداية اعتقاد بأن المجتمع متوازن بأسلوب ديناميكي، ولكنه يستجيب للتطورات والضغوطات.
▪ الناس في المجتمع كتلة متكاملة ومتنوعة، تحافظ على بعضها من خلال مجموعة من القيم والروابط الاجتماعية.
▪ وأوضح العالم إميل دوركهايم أن فعل الانتحار الذي يقوم به الفرد هو فعل نظامي.
▪ ومن الملاحظ أن نسبة الانتحار تكون منخفضة في المجتمعات التي تحقق نسبة اندماج وتوافق اجتماعي عالي.
▪ كما نصت هذه النظرية على أن أساس التماسك والانسجام في المجتمع هو الاجماع على القيم الهامة.
▪ كما تسيطر مؤسسات خاصة على الأشخاص اللذين لديهم ميول اجتماعي منحرف.
▪ كما يوجد مؤسسات عقابية دورها ابعاد كل المحتجين والمعارضين على العرف الاجتماعي المتداول.

3- النظرية الثالثة: نظرية التفاعل الرمزي:

▪ لقد ناقش هربرت بلومر مفهوم التفاعل الاجتماعي فكان له رأي بأن التفاعل يدعم فكرة “”معرفة الفرد من نحن”
والمعنى السطحي للأمور والأشياء، كأن يصدر أفعال وتصرفات فندرس تأثير هذه الأفعال ونفسرها
لنعرف معنى هذه التصرفات ونقوم بضبطها.
▪ وتم تطبيق التفاعل الرمزي من قبل إيرفينج جوفمان على وصمة العار، أي أن الأشخاص اللذين لديهم تشوه جسدي واضح
أو تشوه في طبيعة الشخصية أو حالة معينة ضمن المجتمع كعرق أو دين، فهؤلاء الأشخاص يشعرون بالخجل وبأن هويتهم في المجتمع مشوهة، فيتأقلم هؤلاء عن طريق إخفاء وصمة العار، فيقربون من الأشخاص اللذين يتشابهون معهم.

4- النظرية الرابعة: نظرية علم اجتماع نظريات المعرفة:

▪ يفترض أصحاب هذه النظرية أن الحقيقة قابلة للجدل والنقاش دائما، فهم يشككون في المعرفة والطبيعة الموضوعية لها
فهم لديهم قناعة تجاه الوسيط الاجتماعي.
▪ يجتمع منظرو هذه النظرية على مفاهيم كل من القوة والخطاب لتوضيح وتفسير كيفية تتغير المعارف مع مرور الوقت عليها
وكيف تؤثر على الكثير من الأفكار والمعرف، وتستخدم هذه النظرية بشكل واضح في تحليل الخطابات، والنشرات الإخبارية والإعلامية أي النصوص أجمع.

5- النظرية الخامسة: النظرية النسائية:

▪ ركز أصحاب هذه النظرية على التأثير العميق الذي يسببه عدم المساواة ما بين المرأة والرجل، على صحة وحياة النساء.
▪ كما يجادل أصحاب هذه النظرية أهمية التنوع في المجتمع ليتم فهم التجربة بشكلها الصحيح.
▪ جميع النظريات التي تتعلق بالنساء تساعد بشكل واضح في فهم المعرفة.

نستنتج مما سبق:

– من الصعب جدا تصور المجمع بلا منظرو علم الاجتماع والنظرية الاجتماعية المتطورة عبر الزمن.
– حيث أحدثت النظرية في علم الاجتماع تقدم كبيرا وتفسير دقيق وتحليل صحيح لجميع الظواهر الاجتماعية
وساعدت الناس في فهم طبيعة المجتمع وظواهره.
– في مقالتنا أعلاه قمنا بالتحدث عن مفهوم النظرية الاجتماعية وعن أهميتها وعم النظريات التي تتألف منها.