موقع اعداد رسائل الماجستير و الدكتوراة
المنهج الوصفي مميزاته والأدوات المُستخدمة
المنهج الوصفي من أقدم المناهج المُستخدمة في البحث العلمي، كما أنه يُستخدم في حياة الإنسان بوجهٍ عامٍّ، فإدراك الأمر أو الشيء يلزمه تعبير وصفي؛ وقد وصفَ الإنسان القديم حياته، وطريقة معيشته، وأدقَّ أموره الاجتماعية بالصور، أو بالرموز الكتابية، وعلى الرغم من أن ذلك كان غير مُرتبط بمنهج مُرتَّب، فإنه كان وسيلة مثالية ساهمت في التَّعرُّف على مكنون الحضارات القديمة، وفي مراحل تالية أصبح للوصف منهج مُؤصَّل، وطريقة علمية صريحة وواضحة يستطيع عن طريقها الباحث أن يبني منظومته البحثية؛ بما يُساعد في التنفيذ على النحو الذي ينبغي أن يكون، ومِنْ ثَمَّ استخراج نتائج دقيقة، تتبعها خطوة لاحقة لا تقل أهمية؛ وهي وضع حلول (توصيَّات) لمشكلة بحثية يُعاني منها الوسط العلمي أو المُجتمعي، وهو ما سوف يكون محلًّا لموضوعنا حول المنهج الوصفي مميزاته والأدوات المُستخدمة، ويُضاف إلى ذلك أسئلة أخرى مُتنوِّعة في السياق نفسه.
مقولة شهيرة مُتداولة بين خبراء البحث العلمي: “الوصف هو بداية الوصول للمعرفة والعلم”، ويتنوَّع مفهوم المنهج الوصفي
وفقًا لعديدٍ من الجوانب؛ سواء الجانب اللغوي، أو الاصطلاحي، أو الإجرائي:
مُصطلح “المنهج الوصفي” يتكوَّن من شقِّين:
كلمة “المنهج”، وهي تعني الطريقة، أو الأسلوب، والجمع “مناهج”، والمصدر “نهج”، ومن بين الكلمات المُرتبطة بالمصدر
كل من: منهجية، وأنهج، والنهيج، ومنهاج، ونهوج، وانتهاج… إلخ.
كلمة “الوصفي”، وهي تعني السمات والخصائص المتعلقة بإنسان، أو حيوان، أو جماد، وهي أحد المُشتقَّات من المصدر (وَصَفَ)،
ومن بين الكلمات ذات العلاقة بالمصدر كل من: وصف، واتِّصاف، وصفات، وتوصيف، وموصوف، وصفة، ومستوصف، ووصيف… إلخ.
والمنهج الوصفي يعني الطريقة المنظمة لاستخدام الوصف، أو أسلوب الوصف.
المنهج الوصفي من الجانب الاصطلاحي يعني استخدام أسلوب الوصف في دراسة المشاكل العلمية، والتي يصعب معها
استخدام المناهج الأخرى ذات الصلة بالعلوم الكمية بشكل مباشر.
المنهج الوصفي من الجانب الإجرائي يعني مجموعة من الخطوات المُرتَّبة بشكل منطقي، والتي تعتمد على توصيف مشكلة،
ومعرفة ما خلف الكواليس (الأسباب التي أدَّت لحدوثها)، وبمعرفة الأسباب يكون الباحث قد قطع شوطًا كبيرًا نحو الحل.
المنهج الوصفي مميزاته والأدوات المُستخدمة
كما سبق أن أوضحنا كون المنهج الوصفي يتطلَّب خطوات مُرتَّبة، وسوف نذكرها بشكل مُختصر فيما يلي:
اقرأ ايضاً: تصنيف البحث العلمي حسب العلاقات السببية (وصفي وتحليلي)
من أبرز مميزات المنهج الوصفي ما يلي:
كان هناك إشكاليات فيما مضى؛ نظرًا لاستخدام المنهج التاريخي والاستقرائي في تفسير الظواهر الإنسانية، وكان ذلك غير
مُناسب، ويشوبه كثير من السلبيات؛ حيث إن تلك الظواهر الاجتماعية لا يُمكن حصرها من خلال هذه الطرق، والأحرى هو تبنِّي
منهاج جديد عماده الوصف بشكل علمي، وذلك يُعَدُّ من مميزات المنهج الوصفي المهمة.
تتبُع المشكلة أو الظاهرة محل البحث في مقدمة مميزات المنهج الوصفي؛ حيث يُتيح للباحث التفكير بعُمق، والحصول على
معلومات في فترات زمنية ماضية، ومُتابعة ما يحدث في الفترة الرَّاهنة، ووضع تصوُّر للأبعاد المُستقبلية، وذلك الجانب على قدر
كبير من الأهمية في حالة وجود ظاهرة سلبية إنسانية، وما أكثرها في الوقت الحالي، وعلى سبيل المثال: انتشار ظاهرة الإلحاد
أو اللا دينيين في مُجتمعاتنا، وهي مشكلة جديرة بالدراسة، ويُمكن للباحثين من خلال المنهج الوصفي التَّعرُّف على مدى
الانتشار، والأسباب، وتيسير الحلول أو العلاج.
من بين مميزات المنهج الوصفي المُساهمة في تحديد الإجراءات المُتَّبعة في البحث، وبشكل منطقي، وكذلك وضع تصوُّر
للمتغيرات البحثية، ومِنْ ثَمَّ دراسة العلاقة فيما بينها، سواء عن طريق طرح الأسئلة الاستفهامية، أو استخدام الفروض،
وقياس مدى الترابط والعلاقة.
يُعَدُّ عنصر التَّوصُّل لتفسيرات ونتائج تتعلَّق بمشكلة أو موضوع الدراسة من مميزات المنهج الوصفي، وبالتأكيد يكون ذلك في ظل
ترابُط بين وحدات البحث العلمي البنائية، بداية من اختيار موضوع الدراسة، مرورًا بصياغة أسئلة أو فرضيات البحث، ثم شرح
الموضوع، والوصول للأسباب، وكل ذلك يُتيح للباحث قناعات موضوعية وفقًا لقرائن.
من أهم الأدوات المُستخدمة في المنهج الوصفي، والتي تُساهم في جمع المعلومات ما يلي:
يُعتبر الاستبيان من أبرز الأدوات المُستخدمة في المنهج الوصفي، وهي وسيلة محورية للتَّوصُّل لمعلومات وبيانات فيما يخصُّ
السلوكيات والتوجُّهات بالنسبة للأفراد، والاستبيان عبارة عن أسئلة مُتنوِّعة يصوغها الباحث، لها علاقة بالمشكلة البحثية، ويتم
استخدامها من أجل الاستقصاء، وذلك في ضوء اختيار عيِّنة دراسة يتم اختيارها وفقًا لطُرُق منهجية مُختلفة، وهناك أنواع متعددة
للاستبيان، مثل الاستبيان المفتوح، والاستبيان المُغلق، والاستبيان المُتنوِّع، والاستبيان الإلكتروني.
والمُقابلة كما يتضح من اسمها عبارة عن لقاء يجمع بين البحث، وشخص أو مجموعة من الأشخاص، ويتم طرح أسئلة يستشفُّ
منها الباحث معلومات تتعلَّق بالبحث الخاص به، وهي من الأدوات المُستخدمة في المنهج الوصفي، وهناك أنواع عدَّة منها،
وعلى سبيل المثال هناك المُقابلة المفتوحة غير المُحدَّدة بإجابات، والمُقابلة المُغلقة، وفيها يطرح الباحث إجابات؛ ليختار منها
المفحوصون الإجابة، وهناك تصنيفات أخرى للمُقابلة، مثل: المُقابلة الإلكترونية عبر تطبيقات الحاسب الآلي، والمُقابلة الشخصية… إلخ.
وفي ذلك النمط من الأدوات المُستخدمة في المنهج الوصفي يقوم البحث بجمع المعلومات؛ من خلال مُلاحظة المبحوثين أو
الظاهرة محل البحث، وتدوين المعلومات في بطاقة يُطلق عليها “بطاقة المُلاحظة”، ومن أنواع المُلاحظة ما يتم بشكل مباشر
أو غير مباشر… إلخ.
عيوب المنهج الوصفي
هناك بعض العيوب التي فنَّدها خبراء البحث العلمي؛ والتي تظهر جرَّاء استخدام المنهج الوصفي في البحث العلمي، ومنها على سبيل المثال:
أفضل طريقة لتجنُّب عيوب المنهج الوصفي هي استخدام مناهج علمية أُخرى مُساعدة، وعلى سبيل المثال يُمكن أن يستخدم
معه كل من المنهج المُقارن، والمنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي… إلخ، لتعظيم الدِّقَّة بالنسبة للنتائج البحثية، وفي الوقت نفسه تلافي العيوب.
وفي آخر موضوعنا حول المنهج الوصفي مميزاته والأدوات المُستخدمة ؛ لا يسعنا إلا أن ندعو بالتوفيق لجميع المُنخرطين في المجالات التعليمية… نُحِبُّكُم في الله.
اقرأ أيضاً:
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة
أول موقع عربي يقوم باعداد رسائل الماجستير والدكتوراة من الألف إلى الياء بطريقة أكاديمية ممنهجة وباحترافية عالية لتحقيق أفضل النتائج للطلبة من كافة الدول حول العالم ومن معظم الجامعات العربية وغير العربية من مختلف التخصصات العلمية، تم البدء بهذا الموقع كخطوة ريادية وبالتعاون من أهل الخبرة والاختصاص بحيث نقوم بخدمة طلبة الدراسات العليا من خلال اعداد رسائل الماجستير واعداد الأبحاث والأوراق العلمية وتحكيمها ونشرها.