المنهج الوصفي
- أكتوبر 27, 2020
- البحث العلمي, المقالة العلمية, مناهج البحث العلمي
المنهج الوصفي
إن المنهج الوصفي هو أحد أهم مناهج البحث العلمي وأكثرها استخداماً، وذلك نظراً لمرونته الكبيرة وشموليته وامتلاكه القدرة على دراسة ووصف الواقع بصورة دقيقة.
تظهر أهمية المنهج الوصفي كذلك في الرسائل العلمية التي يعدها الطلاب وخصوصاً رسائل الماجستير والدكتوراه
حيث يتعرف الباحث العلمي من خلاله على ظاهرة أو مشكلة ما، ويقوم بتحليل هذه الظاهرة ويقارنها مع ظواهر أخرى، ليقوم بعد ذلك بتقييمها.
أما الاب الروحي لهذا المنهج فهو “فردينان دي سوير”، علماً أن العرب قبل الاسلام هم أول من استخدم المنهج الوصفي، ولكن استخدامهم لم يكن منظماً بالشكل المنهجي المعروف حالياً بل كان عشوائياً لحد ما، وبعد ظهور الدين الإسلامي وتطور المجتمعات العربية تطور المنهج كثيراً عند العرب.
وفي عالمنا الحالي أصبح المنهج الوصفي أحد أهم وأكثر المناهج العلمية استخداماً، وقد وضعت أسسه العلمية نتيجة للحاجة الكبيرة لوصف المشكلات والظواهر التي تواجهها المجتمعات بمختلف المجالات.
تعريف المنهج الوصفي:
هو أحد مناهج البحث العلمي التي تدرس المشكلات العلمية أو الظواهر عن طريق الوصف العلمي، والغاية هي الوصول لتفسيرات علمية منطقية مثبتة بالبراهين والقرائن والأدلة.
أهم ميزات المنهج الوصفي:
- يعتبر هذا المنهج أكثر مناهج البحث العلمي تناسباً مع الأبحاث العلمية المرتبطة بدراسة الظواهر أو المشاكل الانسانية والاجتماعية، ومن خلاله يمكن أن يحصل الباحث على وصف كيفي للسلوك الخارجي الخاص بالظواهر، وعلى الوصف الكمي الذي يمكن من خلاله التعرف على الأرقام المتعلقة بالظاهرة أو المشكلة.
- من اهم ميزات المنهج الوصفي أن اسلوبه واقعي بالتعامل مع ظاهرة أو مشكلة البحث، وذلك لأن الباحث عند استخدامه يكون متواجداً في ميدان الدراسة.
- يمكن من خلاله القيام بالمقارنات بين طبيعة المشكلة أو الظاهرة التي تتم دراستها في أمكنة مختلفة، وعلى سبيل المثال يتم المقارنة في أسباب التسرب المدرسي في عدة دول مختلفة تتواجد فيها هذه الظاهرة.
- إن المنهج الوصفي يقدم التوضيحات والشروحات الخاصة بالدراسة العلمية، وهذا ما يساعد الباحث على اتخاذ القرارات الصائبة.
- يمكن للباحث العلمي الذي يعتمد في دراسته على المنهج الوصفي أن يقوم بصياغة الآراء الخاصة بوضع التصورات المستقبلية والخطط التي تساهم بمواجهة بعض المشكلات الخطيرة.
أهم الأدوات التي يستخدمها المنهج الوصفي للحصول على المعلومات والبيانات:
-
الملاحظة
: وهي من أدوات الدراسة المستخدمة بكثرة في المنهج الوصفي، حيث يقوم الباحث العلمي الذي يستخدم هذه الأداة بمرقبة الظاهرة أو عينة الدراسة بشكل دقيق، ويقوم بتدوين كل ما يتعلق بها، وعادة ما تحتاج هه الاداة الى خبرة ومهارة من قبل الباحث ليتمكن من خلال الملاحظة ان يحدد سلوكيات ظاهرة الدراسة.
-
الاستبيان
: وهو أحد أشهر أدوات الدراسة التي يستخدمها الباحث العلمي وخصوصاً عندما يعتمد في بحثه المنهج الوصفي
ومن خلال الاستبيان يقوم الباحث بصياغة مجموعة من الاسئلة المتعلقة بالظاهرة أو المشكلة البحثية التي يقوم بدراستها
ثمّ يقدمها لعينة الدراسة للإجابة عليها، علماً أن للاستبيان عدة انواع وهي الاستبيان المفتوح والاستبيان المقيد والاستبيان المفتوح المقيد الذي يجمع بين النوعين. -
المقابلة
: وهناك أكثر من نوع للمقابلة فقد تكون مقابلة جماعية أو مقابلة فردية، حيث يجري حوار بين الباحث وعينة الدراسة، يحصل من خلالها الباحث العلمي على البيانات والمعلومات التي تفيد المادة البحثية والظاهرة التي يقوم بدراستها
ومن ميزات هذه الاداة الدراسية أن الباحث يستطيع من خلالها التعرف على انفعالات عينة الدراسة وردات فعلها.
أنواع المنهج الوصفي:
في المنهج الوصفي هناك العديد من الأنواع التي يمكن للباحث العلمي أن يستخدمها لتحقيق أهدافه البحثية، وأهم هذه الأنواع:
-
المنهج المسحي:
ويسمى كذلك بالدراسات المسحية، ومن خلاله يقوم الباحث بدراسة ظاهرة أو مشكلة ما موجودة في مجتمع أو مكان معين
فيجمع كافة البيانات والمعلومات الخاصة بهذه المشكلة، ويحللها ثمّ يظهر نتائجها في إطار سعيه لإيجاد حلول منطقية وواقعية لها
من خلال خطط علمية وإصلاحية، وهذا ما يحقق الهدف المطلوب وهو تطوير المجتمع والتخصص العلمي، علماً أن المنهج المسحي ينقسم لعدة انواع هي:
الدراسات المسحية التعليمية:
وهي مختصة بمجال التعليم بحيث تغطي الجوانب القانونية والمالية والادارية التي تتعلق بالتعليم
وتوضع الخطط الهادفة لتطوير العملية التعليمية والرفع من كفاءتها، كما أن الدراسة المسحية التعليمية تهتم بتطوير مهارات المعلمين
فتوضع الخطط اللازمة للدورات التدريبية التي يخضعون لها لتطوير مهاراتهم في التعامل مع تلاميذهم وفهم مناهجهم وطريقة إعطائها للطلاب بشكل أفضل
وبالإضافة لذلك فإن هذا النوع من الدراسات يهتم بالطلاب ومراقبة حالاتهم من النواحي الصحية والاجتماعية والعقلية، مع مراعاة الفروق الموجودة بين الطلاب.
وبذلك نجد أن هذه الدراسات تهتم بكل ما يتعلق بالعملية التعليمية، بداية من تطوير مناهج الدراسة وطرق التدريس
امتداداً الى توفير كافة الأدوات التي تساعد المدرسين على تطبيق منهاجهم التعليمي وإيصال المعلومة للطلاب بالشكل الأمثل.
الدراسات التحليلية المتعلقة بتحليل الوظائف:
وهي دراسات تتعلق بالمدرسين، وذلك من خلال جمع المعلومات والبيانات التي تتعلق بواجباتهم
وتظهر مطالبهم وما يواجههم من صعوبات، كما أن هذه الدراسات تهدف لإيجاد أفضل أجواء ممكنة للعمل
بحيث يعمل كل شخص ضمن المجال والتخصص الذي يناسبه، ويحصل على أجور تتلاءم مع عدد ساعات العمل و الجهود المبذولة من قبله.
الدراسات المسحية التي ترتبط بتحليل الحقائق والمضمون:
وهي الدراسات التي تدرس الواقع بطريقة غير مباشرة، فيحصل الباحث العلمي على معلوماته وبياناته
من خلال التقارير والوثائق والكتب والسجلات ومقاطع الفيديو أو الصوت وغيرها من المصادر الأخرى، ليقوم بعد جمع المعلومات باستخراج النتائج منها.
الدراسات المسحية المرتبطة بالرأي العام: وفيها يعتمد الباحث العلمي على إحدى أدوات الدراسة التي ذكرناها سابقاً، كالملاحظة أو المقابلة أو الاستبيان.
-
دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة:
وتنقسم هذه الدراسات المنتمية الى المنهج الوصفي الى ثلاثة أنواع رئيسية هي:
الدراسات المقارنة: ويقوم الباحث العلمي من خلالها بالدراسة والمقارنة بين مجموعتين متشابهتين أو اكثر، ولكنهما لا تقومان بنفس السلوك، فيكون هدف هذه الدراسات معرفة الأسباب التي جعلت سلوك هاتين المجموعتين يختلف.
الدراسة الارتباطية:
يمكن من خلال هذه الدراسات تحديد العلاقة بين متغيرين أو أكثر، ومعرفة طبيعة العلاقة بينهما.
دراسة الحالة:
ويهدف الباحث العلمي من خلال هذه الدراسة أن يكشف عن ظاهرة أو سلوك ما
وذلك من خلال دراسة حالة لشخص أو لعدد من الأشخاص، خلال زمن محدد بصورة مسبقة.
-
الدراسات التطويرية
: أما النوع الثالث من المنهج الوصفي فهو الدراسات التطويرية التي تقسم بدورها الى نوعين رئيسيين هما:
دراسات الاتجاه:
ويدرس الباحث من خلال هذا النوع الظاهرة او المشكلة البحثية في الوقت الحالي، ثمّ يقوم بمتابعتها في الفترات اللاحقة
وقد يبدأ الباحث وفق دراسات الاتجاه بدراسة ظاهرة البحث بالزمن السابق ثمّ بالزمن الحالي ليصل الى دراستها لاحقاً في المستقبل.
دراسات النمو:
تهدف هذه الدراسات المتبعة في المنهج الوصفي الى تحديد فئة من المتعلمين، ثمّ دراسة نموهم الاجتماعي والعقلي والانفعالي.
وبذلك نكون قد تعرفنا من خلال هذا المقال على تعريف المنهج الوصفي وأهم ميزاته،
وعلى أهم الأدوات التي يستخدمها هذا المنهج للحصول على المعلومات والبيانات، ثمّ القينا الضوء على الأنواع المختلفة في المنهج الوصفي، سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات التي تبحثون عنها.
اقرأ ايضا
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة