محتويات المقال
1 المنهج التجريبي في البحث العلمي

المنهج التجريبي في البحث العلمي

المنهج التجريبي في البحث العلمي

تختلف المناهج التي يقوم الباحثين والطلبة الأكاديميين باتباعها عند إعدادهم لأبحاثهم العلمية أو رسالاتهم الجامعية الخاصة بهم، وذلك استناداً لما تتطلبه هذه الدراسات من أدوات، وأساليب للوصول إلى تحقيق الأهداف المتعلقة بها، واختلاف الطرق المعنية بحل مشكلات الدراسة، أو الظواهر المختلفة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ اختيار منهج البحث العلمي يعتمد بصورة أساسية على مجال هذا البحث، وتخصصه الرئيسي، ونوعه المحدد، لذلك فعلى الباحث أو الطالب معرفة كافة الجوانب والمعلومات التي تتعلق بمختلف مناهج البحث العلمي، وأنواعه، وذلك بهدف اختيار المنهج المناسب للدراسة، وفي هذا المقال نتناول أهم المعلومات والمفاهيم الخاصة بالمنهج التجريبي، وأهميته، وأهدافه.

تعريف المنهج التجريبي في البحث العلمي

يمكن تعريف المنهج التجريبي على أنه المنهج الذي يقوم بصورة أساسية على ملاحظة جميع التغيرات التي تنتج عن آثار

الظواهر المختلفة، أو المشاكل البحثية، وهو المنهج الذي يعمل على إجراء تغيير مقصود بهدف اختبار الفروض السببية، والإحاطة

بكل ما يتعلق بمعرفة العلاقة السببية، وذلك عن طريق إدخال المتغيرات التجريبية إلى الظاهرة أو الواقع، وضبط المتغيرات

والعوامل المؤثرة الأخرى، وهو ما يسمى بالظروف المضبوطة، ويعتبر المنهج التجريبي أحد أفضل، وأهم مناهج البحث العلمي، نظراً لفائدته العظيمة للإنسان.

خدمة إعداد منهجية الدراسة

نشأة المنهج التجريبي

تعود نشأة المنهج التجريبي إلى ظهور الإنسان منذ الخلق الأول، حيث يعد هذا المنهج قديماً قدم الإنسان، والذي حاول مراراً

معرفة خفايا الطبيعة التي خلقها الله عز وجل، ثم شرع في تجريب، واختبار، وتحليل المواد والظواهر المعروفة، والصالحة لخدمة

الإنسان، وتتالت الأعمال التجريبية على مدى التاريخ، وتمّ تطوير هذه التجارب إلى حين إنشاء هذا المنهج القائم بحد ذاته.

دور اليونانيين في استحداث المنهج التجريبي

كان لليونان وشعبها، وعلمائها دوراً عظيماً في استحداث وتطوير المنهج البحثي التجريبي، والذي تتطلب ظهوره وتثبيت أركانه

وقواعده عملاً وجهداً كبيراً، وواضحاً، بدءاً من عهد العالم سقراط ومن سبقه، وقد شملت الفلسفة اليونانية على العديد من

النظريات والأجزاء التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمنهج التجريبي، ويعتبر العالم ديمقرايطس (وهو واحداً من أبرز الفلاسفة اليونانيين)

أحد العلماء والفلاسفة الذين آمنوا بأن المعرفة يجب أن تكون مجربة ويقينية على الإطلاق، كما طرح العالم كارنيدس في القرن

التاسع قبل الميلاد فكرة تعني أن عملية الاستنباط لا يتم فيها تقديم معرفة كالمعرفة التجريبية، بالإضافة إلى أن المعرفة المطلقة

لا يمكن اعتبارها معرفة ضرورية، وفي دفاع هذا العالم عن الاحتمالات تم بناء القاعدة الرئيسية للمواقف التجريبية.

أهمية المنهج التجريبي في البحث العلمي

يمتلك المنهج التجريبي أهمية كبيرة وواسعة في حياة الإنسان بشكل عام، والباحثين أو الطلاب بشكل خاص،

وتتلخص أهمية هذا المنهج البحثي فيما يأتي:

1- يقوم اعتماد المنهج التجريبي بشكل رئيسي على توضيح وبيان المعالم الخاصة بالتجربة العلمية، ويكون ذلك عن طريق اتباع مبادئ التجربة، والملاحظة المضبوطة.

2- يعطي المنهج البحثي التجريبي الفرصة للوصول إلى النتائج الصحيحة، والحقائق، بالإضافة إلى أنه يتيح سن القوانين الضرورية،

والتعرف إلى الطرق السليمة التي تساعد على الوصول إلى أعمق، وأبعد نقطة للعمل مع المشكلة البحثية أو الظاهرة،

مما يسهل اكتشاف ما فيها بواسطة التجربة العلمية.

3- تكمن القيمة الأساسية للمنهج البحثي التجريبي في العلوم التطبيقية، إذ يبين هذا المنهج طبيعة العلاقة بين مختلف

الظواهر المتباينة، كما يتحقق من الفروض التي يقوم الباحث بوضعها، وذلك بواسطة القيام ببعض التجارب العلمية الخاصة بحل المشكلات.

4- يعتمد استخدام المنهج التجريبي في البحث العلمي على ضبط كافة العوامل والمتغيرات الأساسية التي تتسبب في الظاهرة، ماعدا أحد العوامل أو المتغيرات.

خدمة إعداد ونشر الأبحاث

أهداف المنهج التجريبي في البحث العلمي

يتم استخدام المنهج التجريبي في الأبحاث العلمية لتحقيق العديد من الأهداف، ومن أهمها ما يأتي:

تفسير الأبحاث التربوية والنفسية:

تشكل التفسيرات المبدئية مرحلةً متطورة من مراحل البحث العلمي، والتي تعقب مرحلة الوصف القائمة بصورة أساسية على

إنشاء شبكة عميقة تصل سبب المشكلة والآثار المترتبة عليها ببعض التفسيرات المبدئية، ويؤدي هذا التفسير دوراً محورياً

وأساسياً في الأبحاث التربوية والنفسية، ويشار إلى أنّ هذه التفسيرات المبدئية تنتمي إلى الفئة الخاصة بالفروض المجموعة باستخدام وسائل صحيحة عن طريق البيانات التي يضعها الباحث.

التنبؤ بالدراسات التجريبية:

تهدف العديد من الأبحاث والدراسات إلى تحقيق التنبؤ، وتعتبر هذه المرحلة مرحلةً متقدمة من التفسير، ويشار إلى أن التنبؤ

ينتمي إلى المنهج التنبؤي، والذي يهدف إلى التحكم في العوامل في الدراسات التجريبية على مستويات عدة معقدة.

طرق المنهج التجريبي في البحث العلمي

ينقسم المنهج التجريبي إلى ثلاثة طرق رئيسية، والتي تهدف إلى إثبات البراهين، والأدلة التي تمّ وضعها من قبل الباحث

العلمي في دراسته أو بحثه أثناء العملية البحثية، وفيما يأتي تفصيل لهذه الطرق:

الطريقة الأولى، وهي طريقة المقارنة:

وتشكّل هذه الطريقة الوسيلة التي يتم من خلالها توضيح وبيان المقارنات التي أُقيمت بين مجموعة معينة من الظواهر، أو

العوامل التي تتسبب في الإحداث الأولي للظواهر، وتعتمد هذه المقارنة على الوصول إلى النتائج المبنية على العديد من الأسباب الواقعية والمنطقية.

الطريقة الثانية، وهي طريقة الاختلاف:

وتعني هذه الطريقة غياب النتيجة المبنية على أساس غياب المسببات المتعلقة بحدوث الظواهر، ويمكن حصر هذه الطريقة في

إجراء المقارنة بين حالتين متشابهتين، ومتماثلتين بين كافة الحالات، وتتواجد الظاهرة أو المشكلة في أحد هذه الحالات ولا تتواجد في الأخرى.

الطريقة الثالثة، وهي طريقة التغيرات النسبية:

تشكل هذه الطريقة تصوير الترابطات الموجودة بين ظاهرتين مختلفتين، والتي تتغير إحداهما اعتماداً على التغير الحاصل في

الظاهرة الأخرى، والتي قد تمثل السبب أو النتيجة، أي أنّ هدف هذه الطريقة يتمثل في تحديد طبيعة العلاقة بين مختلف العوامل المتغيرة والتي ترتبط بالظواهر المختلفة.

خطوات المنهج التجريبي

يتوجب على الباحث القيام بالعديد من الخطوات عند قيامه بالمنهج التجريبي في البحث العلمي أو الدراسة الخاصة به،

ومن أهم هذه الخطوات ما يأتي:

1- على الباحث أولاً الإحاطة بماهية وطبيعة المشكلة البحثية الرئيسية، وتحديد هذه المشكلة.

2- ثانياً يتوجب على الباحث مراجعة ودراسة المشاكل السابقة، والاطلاع على نتاجات الدراسات المتعلقة بالدراسات السابقة.

3- ثالثاً يتم صياغة وعرض التساؤلات، والفروض الملائمة للبحث العلمي.

4- يتوجب على الباحث في هذه النقطة وضع التصميم التجريبي الخاص بمشكلة البحث العلمي أو الدراسة المحددة.

5- في هذه المرحلة يتم اختيار العينة الخاصة بالبحث العلمي، وإجراء الاختبارات اللازمة عليها.

6- يقوم الباحث في هذه الخطوة بتعيين الأفراد المحددين لعينة البحث أو الدراسة، بالإضافة إلى اختيار المجموعات، والاختبار اللازم دراستها فيه.

7- يتوجب على الباحث في هذه الخطوة أن يبدأ في تقسيم العينة الخاصة بالبحث العلمي بصورة عشوائية إلى مجموعتين، أو ثلاث مجموعات، أو عدد أكبر من ذلك.

8- يقوم الباحث في هذه المرحلة بتجميع كافة البيانات والمعلومات، وتجهيز الاختبارات والتحليلات المنشودة.

9- يعرض الباحث في هذه الخطوة، ويحلل، ويفسر النتاجات الفرضية، والبيانات، بالإضافة إلى أنه يقوم بتنظيمها، وإعداد التقارير المفيدة والتي تساهم في قبول الفرضيات، أو رفضها.

10- يعرض الباحث في هذه الخطوة أخيراً النتائج، ويقارن بين النتائج السابقة، والنتائج النهائية على شكل تقارير نهائية تتناسب مع أغراض التوصيات والنشر.

 

اقرأ ايضاً:

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments