المنهج الاستقرائي في البحث العلمي
- فبراير 21, 2019
- مناهج البحث العلمي
المنهج الاستقرائي في البحث العلمي
المنهج الاستقرائي منهج من أهم وأبرز مناهج البحث العلمي، ويعرف المنهج الاستقرائي عند أهل المنطق بأنه الحكم على الكل بما يوجد في جزيئاته الكثيرة.
والاستقراء في اللغة تعني من قرأ الأمر أي تتبعه، ونظر في حاله، أو من قرأت الشيء بمعنى جمعته وضممت بعضه إلى بعض.
ولقد عرف الاستقراء بأنه عملية استدلال صاعد يرتقي الباحث فيه من الحالات الجزئية البسيطة إلى القواعد الكلية العامة، ويتميز الاستقراء بأن نتائجه تكون عادة أعم من مقدماته، ومن الممكن أن يستفيد الاستقراء من الملاحظة والتجربة، وتقنيات البحث المتعبة.
ويعد المنهج الاستقرائي من المناهج المشتركة في العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، ويعتمد هذا المنهج على الملاحظة العلمية، وتعد النتيجة التي يتوصل الباحث إليها في هذا المنهج فتكون معبرة عن القانون الذي تندرج تحته الجزئيات.
ما هو المنهج الاستقرائي ؟
هو المنهج المعاكس للمنهج الاستنباطي، حيث أن المنهج الاستقرائي يقدم معلومات واسعة حول معلومات محددة،
في حين يكون الأمر على النقيض تماما بالنسبة للمنهج الاستنباطي.
وعلى الرغم من وجود هذا الاختلاف بين المنهجين إلا هناك تفاعل دائم بينهما، فالمنهج الاستقرائي يستند على الملاحظات،
في حين يستند المنهج الاستنباطي على أساس النظرية، ويتعاون كلا المنهجين في وصول الشخص إلى الحقيقة.
ويعد المنهج الاستقرائي من المناهج التي يعتمد عليها العلماء بشكل رئيسي، فهو يمد يد العون لهم من أجل تشكيل الفرضيات
والنظريات، وبالتالي يصبح الاقتراب من الحقيقة أمرا ممكنا للغاية.
تعرف على كتاب مفهوم المنهج العلمي من هنا
ما هي خطوات المنهج الاستقرائي ؟
حتى يقوم الباحث بالاستفادة من المنهج الاستقرائي يجب أن يسير وفق مجموعة من الخطوات المتسلسلة،
ومن خلال سطور هذه المقال سوف نقوم بالحديث عن خطوات المنهج الاستقرائي.
-
الملاحظات:
تعد الملاحظات إحدى أهم وأبرز خطوات المنهج الاستقرائي، فهي مجموعة البيانات والمعلومات التي يقوم الباحث بجمعها، وتحليلها، وتلخيصها، وتصنيفها، وذلك لكي يكون قادرا على فهم المنهج الاستقرائي وإدراكه.
أما النوع الثاني من الملاحظات هو الملاحظات البسيطة وتأتي هذه الملاحظة في ذهن الباحث بصورة مفاجئة دون أن يقوم بالتخطيط لها.
-
الفرضيات:
وهي مجموعة من الأفكار التي يطرحها الباحث، ومن خلالها يجب أن يضع تفسير مناسب للمنهج الاستقرائي، ويجب أن يقوم الباحث بوضع عدة فرضيات
ومن ثم يقوم بعقد مقارنات بين هذه الفرضيات من أجل الوصول إلى الفرضية المناسبة للبحث العلمي الذي يقوم به.
-
التجارب:
وتعد التجارب من أهم وأبرز خطوات المنهج الاستقرائي، حيث يعمد الباحث إلى إجراء هذه التجارب، وذلك لكي يعلم إن كان المنهج الذي يسير عليه صحيحا أم غير صحيح.
ما هي أنواع المنهج الاستقرائي؟
للمنهج الاستقرائي نوعين هما الاستقراء الكامل والاستقراء الناقص، ومن خلال سطور مقالنا هذا سوف نتعرف على هذين النوعين.
الاستقراء الكامل:
أو كما يطلق عليه الاستقراء اليقيني ومن خلال يقوم الباحث بمراقبة جميع مفردات الظاهرة التي يقوم بدراستها، وبعد ذلك يصدر الحكم النهائي على هذه المفردات، ويعد هذا النوع من الاستقراء بطيئا وذلك لأن يحتاج إلى وقت طويل حيث يتوجب على الباحث مراقبة الظاهرة بدقة كبيرة وحرص شديد.
ومن التعريفات التي أطلقت على الاستقراء الكامل التعريف الذي يقوم بأنه انتقال الذهن من الحكم على جميع الجزئيات إلى الحكم على كلية، وذلك من خلال تأكد الباحث من أن هذا الأثر هو أمر شامل ومستمر على جميع أفراد عينة الدراسة التي يقوم بدراستها.
ومن خلال هذا النوع من الاستقراء يتأكد الباحث من صحة النتيجة ويقوم بتعميمها، ومن ثم يقوم ببناء قاعدة كلية ذات أساس علمي واضح وثابت عليها.
تعرف على تعريف المنهج العلمي ونشأته من هنا
ولكن يعمم الباحث نتيجة الاستقراء الكامل يجب أن تتوافر ثلاثة شروط، وهذه الشروط هي:
أ- يجب أن تكون نتيجة الاستقراء تم تكرار تقريرها في النصوص أو الملاحظات، أو في القواعد التي تتصل بتلك الظاهرة أو المشكلة المبحوثة.
ب- التأكيد بأن نتيجة الاستقراء قد تم تأكيد مضمونها في مواضع كثيرة، بحيث يجب أن يكون المضمون صحيحا وغير مختل
كما يجب أن لا يتغير المضمون، ولا يظهر بنفس النتيجة التي ظهر فيها في مواضع ثانية سابقة.
ت- الانتشار وهذا يعني أن ينتشر المعنى في المجالات التي تتعلق بالمشكلة أو الظاهرة التي يتم دراستها
بشرط ألا يقتصر الانتشار على باب واحد من أبواب هذه المشكلة.
إما في حال كان الجزئيات التي تم استقراؤها في قضية واحدة أو مشكلة واحدة فإن مسألة انتظام الاستقراء وتعميمه وانتشاره وشموله قد لا يكون قطعيا
وذلك لأن نتيجة الاستقراء قد تكون ظنية وغير مقطوع بها.
الاستقراء الناقص :
أو الاستقراء غير اليقيني، وهو انتقال الذهن من الحكم على الجزئيات إلى الحكم على الكليات، أي أن الباحث ينتقل فيه من الجزء إلى الكل.
ومن خلال هذا النوع من الاستقراء يقوم الباحث بدراسة جزء من مفردات الظاهرة، بحيث يتناول هذا الجزء من كافة جوانبه
فيحدد طبيعته، ويقوم بوضع الأمثلة عليه، وبعد أن يصل إلى النتيجة يقوم بتعميمها على الكل، وعلى الرغم من شيوع
استخدامه إلا أنه لا يقدم معلومات كافية، فقد يتنسى الباحث دراسة معلومات مهمة فيه .
ومن أهم سماته أن الاستدلال به استدلال معرض للاختلال ولاحتمال سقوطه وذلك لأن الباحث لن يقوم باستقراء كافة الجزئيات،
حيث أن الاستقراء الناقص لن يتيح للباحث المرور على كافة الجزئيات ليقوم بالتأكد من الأثر هو عينة في كافة الجزئيات.
ما هي أهمية الاستقراء؟
للاستقراء أهمية كبيرة وعظيمة في مناهج البحوث العلمية، فعليه يتوقف تأليف القواعد العلمية العامة والتوصل إليها،
فعالم الفيزياء لن يكون بقدرته التوصل إلى قواعد علم الفيزياء حول الظاهرة الطبيعية التي يقوم بدراستها ما لم يقم بالتعرف
على الظاهرة، ودراسة جزئياتها، ومن ثم معرفته بكافة تفاصيل هذه الظاهرة
ولذلك لكي يتوصل إلى القواعد العامة التي تتعلق في هذه الظاهرة.
وعالم اللغة العربية أيضا لن يكون بمقدوره أن يعطينا قواعد عامة في اللغة العربية في حال لم يكون قادرا على استقراء المفردات
والجمل في استعمالاتها اللغوية المختلفة، حيث قد يكون للكلمة أكثر من معنى، وتستخدم في أكثر من موضع وفي كل موضع تعبر عن معنى مغاير للموضع السابق.
ومن خلال ما سبق نرى أن المنهج الاستقرائي من أهم وأبرز المناهج في البحث العلمي
ومن المناهج التي ساهمت في مساعدة الباحثين على الحصول على معلومات جديدة حول الظاهرة التي يدرسونها.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة وضحنا من خلالها كل الأمور المتعلقة بالمنهج الاستقرائي.
اقرأ أيضاً:
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة