محتويات المقال
1 الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية

الكتابة الأكاديمية من حيث: ( الأنواع، المراحل، الأهمية )، هي المحاور التي سنحاول الاطلاع عليها في سطورنا القادمة التي نأمل أن تحقق لكم الفائدة المرجوة منها.

وبالخصوص أن هذا النوع من الكتابة هو أهم أنواع الكتابة بالمطلق، لما يحققه من فوائد جمّة للأمم والمجتمعات، ونظراً لأنه الوسيلة الرئيسية لتطور العلوم ورقي المجتمعات وشعوبها، وفي تبادل الثقافات والمعارف والعلوم من مختلف التخصصات العلمية.

ولكن تحقيق الفائدة من هذه الكتابة يتوقف على الالتزام بكتابتها بالشكل السليم، الذي يلتزم بجميع مراحلها وشروطها وعناصرها.

 

مفهوم الكتابة الأكاديمية وأنواعها:

مفهوم الكتابة الأكاديمية:

 

إن الكتابة الأكاديمية تطلق على نوع الكتابة الذي يلتزم بأسلوب ونسق لغوي دقيق ومتخصص، ويعتمد على:

الأدوات والألفاظ  والتراكيب التي ترتبط به، ولهذه الكتابات أسلوب صياغتها الخاص، ودلالات ومعاني وخصائص.

تختلف بشكل كبير عن خصائص ومتطلبات الكتابة الأدبية وغيرها من أنواع الكتابات.

ترتبط الكتابة الأكاديمية بالعلوم من مختلف التخصصات، ويستخدمها:

الباحثون العلميون، والطلاب، وجميع الأكاديميين بما يرتبط بمجالهم العلمي، ليظهروا نتاجهم الفكري وما يمتلكونه من قدرات وإبداعات.

وتبقى أهم أنواع الكتابة الأكاديمية ما يرتبط بكتابة الأبحاث العلمية، ورسائل الماجستير أو الدكتوراه، والأطروحات العلمية، والأوراق والتقارير ومختلف الدراسات العلمية الأخرى.

 

أنواع الكتابة الاكاديمية:

 

إن الكتابة الأكاديمية هي وكما ذكرنا أهم أنواع الكتابة بشكل عام، ولهذه الكتابة بنفس الوقت فروع ثانوية

على الكاتب الاكاديمي إتقانها، ويمكن اعتبار هذه الفروع الخاصة من انواع الكتابة الاكاديمية أما أبرزها فهي:

 

  • كتابة المقترح أو خطة البحث:

 

إن كتابة مقترح البحث أو خطة البحث العلمي من أهم فروع أو أنواع الكتابة الأكاديمية، فمن خلالها:

يضع طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي خارطة الطريق التي سيسير عليها في مشواره البحثي.

 

ويعتبر المقترح الوسيلة الأساسية لقبول اللجان المختصة الرسالة العلمية والانتقال إلى مراحلها التنفيذية، وهو ما يساعد الباحث العلمي على التخطيط السليم لعمله البحثي ويوفر له فرص نجاح كبيرة.

 

وكما جميع أنواع الكتابة الأكاديمية فعلى الباحث العلمي الالتزام بخطته ومقترحه البحثي بالموضوعية

والحياد، وكتابته وفق المنهجية العلمية المعتمدة، مع الالتزام بجميع الشروط الخاصة والعامة التي تفرضها

الجامعة او أي جهة سيقدم إليها البحث العلمي.

 

ويشمل المقترح او الخطة البحثية عادةً عنوان البحث، وملخص عنه وعرض أهمية الموضوع وسبب اختياره مع المقدمة، الاسئلة أو الفرضيات، المنهجية المتبعة، مراجعة الأدبيات، الاستنتاج، توثيق المصادر والمراجع.

وكما لاحظنا فهذا عمل يحتاج إلى دقة وموضوعية والابتعاد عن جميع الرغبات والميول الشخصية.

 

  • كتابة الأبحاث والرسائل العلمية والأطروحات:

 

من أنواع الكتابة الأكاديمية الرئيسية بل والأهم هي تلك المرتبطة بالأبحاث والرسائل والأطروحات العلمية.

وهي لها معايير واجراءات عالية، وبنفس الوقت لها فوائد جمّة على مختلف الأصعدة، سواء بما يخص الطالب

أو الباحث العلمي، أو تطور العلوم والمجتمعات وإيجاد الحلول لمختلف الظواهر والإشكاليات.

ويبقى المنهج المعتمد وأسلوب الكتابة في هذا النوع هو الأعلى والأكثر دقة، ومن خلاله لا يعتمد إلا على

المصادر ذات المصداقية والموثوقية العالية، مع العمل على دراستها ومناقشتها بشكل سليم يوصل إلى نتائج

مثبتة بالقرائن والبراهين، مع توثيق كامل ودقيق وسليم لكامل المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في البحث العلمي.

 

  • كتابة المقالات العلمية:

 

إن المقالات تبقى من أكثر أنواع الكتابة الأكاديمية شيوعاً، على الرغم من أن البعض قد يشكك في تصنيفها ضمن هذا النوع من الكتابة.

إلا أنها أثبتت فعاليتها وقدرتها على الانتشار السريع، والفائدة الكبيرة التي تقدمها في مجالات النشر العلمي.

ولكن ذلك يحتاج إلى شروط محددة بالصياغة العلمية الموضوعية، والابتعاد عن الميول والأهواء والرغبات الخاصة أو المجتمعية.

والأهم من كل ذلك الاعتماد على عرض الحقائق والمعلومات والبيانات الدقيقة الموثوقة ذات المصداقية العالية، وأن تكون صياغة المقال بشكل علمي مترابط ومتناسق، وأن يكون التسلسل متميز وسليم.

 

  • الكتابة المجردة:

 

وهذا النوع من الانواع الشائعة جداً كذلك، وهو يشمل العديد من المجالات ككتابة الملخص العلمي، أو التقرير، أو غير ذلك من فروع للكتابة الأكاديمية.

وهي كما هو واضح من اسمها كتابة مجردة بعيدة عن العواطف والرغبات والآراء الشخصية، وتعتمد على الحقائق

والأرقام والنتائج المثبتة، وهي تحتاج الالتزام بالعديد من المعايير الأكاديمية أو الشكلية كالالتزام بحجم محدد على سبيل المثال.

 

اقرأ ايضاً: كتابة تقرير البحث العلمي

 

أهمية الكتابة الأكاديمية ومراحلها:

 

أهمية الكتابة الأكاديمية:

 

تظهر أهمية الكتابة الأكاديمية من خلال العديد من الفوائد التي ترتبط بها، والتي تسمح هذه الكتابة بتحقيقها، ومن أبرز هذه الفوائد يمكننا ان نذكر ما يلي:

1. تسمح الكتابة الاكاديمية للطالب أو الباحث العلمي أو أي أكاديمي إظهار أفكاره العلمية، ونتاجه الفكري المتميز الذي:

يظهر مهاراته وإمكانياته وذكائه، وهو ما يسمح له بالوصول إلى فوائد شخصية كبيرة على مختلف المستويات المعنوية والمادية.

 

2. تحتاج الكتابة الأكاديمي من الباحث أو أي أكاديمي القيام بعمليات بحث طويلة في مصادر المعلومات، وبالمتابعة

الدقيقة لكل ما هو جديد في مجاله العلمي، وهو ما ينمي من معارفه العلمية، وينمي من قدراته وخبراته، فيصبح

أكثر قدرة على الوصول إلى مضمون علمي مميز وأصيل، والتعبير عنه بالأساليب والطرق المتميزة.

 

3. إن الكتابات الأكاديمية المختلفة تساعد على عرض وتوثيق المعلومات والأفكار والحقائق، وأن تتطور العلوم

من مختلف التخصصات، وبإيجاد الحلول لمختلف الظواهر والمشكلات، كما ان الفضل الأكبر في حفظ العلوم وعدم

تلاشيها يبقى للكتابة الأكاديمية التي لم تحافظ على المنتج العلمي وحسب، بل كان لها الفضل الأكبر في تطوره.

 

4. إن وصول الباحث العلمي أو الطالب أو أي أكاديمي إلى كتابة أكاديمية سليمة ومتميزة سيحقق له النجاح

الذي يزيد من تقديره لنفس، وتتعزز الثقة بالنفس لديه، وسيكون أكثر قدرة ورغبة على تطوير مستوى أبحاثه وكتاباته.

 

5. تواكب الكتابة الأكاديمية كل ما يصدر من مقالات او أوراق علمية، او أبحاث، وغيرها من الدراسات الحديثة.

وهو ما يسمح للمهتمين أو المتخصصين بأي مجال علمي، البقاء على اطلاع تام بكل جديد يصدر في تخصصهم العلمي.

الكتابة الأكاديمية - خدمة خطة البحث

مراحل الكتابة الاكاديمية:

 

إن أحد العناصر الرئيسية في مقالنا الكتابة الأكاديمية (الأنواع، المراحل، الأهمية)، يرتبط بالتعرف على مراحل هذا النوع من الكتابة.

فالكتابة الأكاديمية عمل علمي منهجي يمر بمراحل واجراءات منظمة، ولا يمكن أن تنجح من خلال عمل عشوائي غير منظم، فما هي مراحل الكتابة الأكاديمية:

 

  • مرحلة التخطيط للكتابة الأكاديمية:

 

لا يمكن للباحث العلمي أو الطالب أو أي عامل في المجال الاكاديمي أن يتجه إلى مرحلة الكتابة

بشكل مباشر، فنحن لسنا أمام عمل أو كتابة أدبية تحتاج فقط إلى أفكار وتخيلات الكاتب. 

بل هي كتابة تحتاج إلى وضع مخطط وتصور مسبق للشكل الذي سيتم به العمل، وما هي المعلومات

التي سيتم الاعتماد عليها. والعمل على جمعها من مختلف المصادر سواء مصادر مباشرة أو غير مباشرة.

 

وهذه المرحلة التمهيدية لها أهمية كبيرة جداً بنجاح الكتابة الأكاديمية، وهي تحتاج إلى مهارات ومعارف واسعة، والعمل

المنهجي والمنظم، الذي يتم من خلاله تبويب المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها، والعمل على فرزها وتحديد المعلومات

التي سيتم استخدامها والاعتماد عليها في المرحلة التالية من المراحل الخاصة بالكتابة الأكاديمية.

 

  • مرحلة الكتابة الأكاديمية:

 

وهي أهم مراحل الكتابة الأكاديمية، ومن خلالها يعمل الباحث العلمي أو الطالب على تحويل المخطط الذي قام بوضعه

بالمرحلة السابقة، إلى نتاج علمي فعلي مكتوب بشكل سليم ووفق الحدود والمشوار المحدد بالخطة المحددة مسبقاً.

 

يحتاج الكاتب الأكاديمي أو الباحث العلمي في هذه المرحلة وضع جميع إمكانياته ومعارفه في المجال الذي ينتمي

إليه عموماً، وبموضوع كتابته بصورة خاصة، وأن يستخدم صياغة لغوية ملائمة.

 

مع ضرورة التنظيم والتبويب بفقرات ومباحث وفصول متسلسلة ومترابطة، والاعتماد على الحقائق والمعلومات والبيانات الموثوقة، وعرض النتائج التي لا تكون تعبير عن رأي شخصي، بل هي نتاج عمل أكاديمي لا يعرف المشاعر والميول الشخصية، بل يعتمد على البراهين والقرائن والأدلة.

 

وهنا نجد أننا أمام مرحلة لا يمكن أن تنجح دون الاعتماد على المرحلة الأولى والالتزام بالمخطط المحدد مسبقاً.

 

  • مرحلة المراجعة والتدقيق:

في آخر مراحل الكتابة الأكاديمية يعمل الباحث العلمي أو الطالب أو الاكاديمي المتخصص على مراجعة ما قام بكتابته

في نصه او بحثه العلمي، على أن يقوم بهذه المرحلة بكل هدوء ودقة لاكتشاف أصغر الأخطاء او الهفوات وتصحيحها لتظهر بالشكل الأمثل الذي يظهر لجميع القراء.

 

وفي هذه المرحلة من المراحل الخاصة بالكتابة الأكاديمية مراحل فرعية يجب الالتزام بها للوصول إلى أفضل كتابة ممكنة، وهذه المراحل الفرعية هي:

 

1. مراجعة النص أو البحث الأكاديمي من ناحية الترتيب والتسلسل المنطقي للمعلومات والأفكار، والعمل على التأكد

من الوضوح والترابط بين مختلف الفقرات والفصول والأبواب، وأن التنقل بينها كان بشكل تدريجي متناسق يساهم في:

تطوير النص او البحث، ليتم الوصول إلى الاستنتاجات والحلول بشكل علمي وموضوعي.

 

2. التأكد من الالتزام بالأمور والاجراءات الشكلية والتنظيمية، فالكتابات الأكاديمية وبالخصوص المرتبطة بالأبحاث

والرسائل العلمية، ستقدم إلى الجامعات او الجهات الأخرى العلمية، وهي غاباً ما تحدد تنسيق وإجراءات معينة يجب الالتزام بها.

 

ولأن النجاح وتحقيق الهدف المنشود لن يتوقف في مثل هذه الحالات على العمل الأكاديمي السليم

والموضوعي فقط، فعلى الباحث العلمي أو الطالب أن يحرص على أن يكون التنسيق الموضوعي والشكلي ملتزم بالشروط والاجراءات المطلوبة من الجهة التي ستقدم إليها الدراسة العلمية.

 

وهنا سيحتاج من الباحث أن يكون ملتزم بنوع الخطوط وأحجامها في العناوين الرئيسية او الفرعية، او حجم  الخط لعناوين

الفقرات أو للمتن، والالتزام بحجم الهوامش وبالمسافات بين السطور، وكيفية التهميش، وغيرها من شروط مرتبطة بالأمور الشكلية والتنسيقية.

 

  • مراجعة النص الأكاديمي لغوياً:

من أهم شروط مختلف أنواع الكتابة الأكاديمية سلامة النص او البحث العلمي من الناحية اللغوية، أو الإملائية، أو النحوية.

وهو ما يحتاج مراجعة لغوية لكي يظهر النص بصورة سليمة خالية من جميع الأخطاء النحوية أو اللغوية أو الإملائية.

 

وهذه المراجعة وخصوصاً في البحوث والرسائل العلمية تحتاج إلى شخص متخصص بالمجال اللغوي، الذي يمتلك

معارف ومهارات واسعة في هذا المجال.

لأن الإخلال بهذه الناحية سيكون له تأثير سلبي كبير على جودة البحث أو الرسالة العلمية، مما قد يؤدي إلى:

رفضها، وهو ما يمكن تجنبه من خلال الاستعانة بمدقق لغوي محترف، يقوم هو بمهمة هذه المرحلة من مراحل الكتابة الأكاديمية.

 

ويبقى موقعنا الأكاديمي المتخصص من اهم من يقدم خدمة التدقيق اللغوي بأعلى معايير الجودة والاحترافية، بما يسمح

بخروج البحث أو الرسالة العلمية مترابطة، وخالية من أية أخطاء نحوية ولغوية وإملائية، مع الحرص على وضع جميع علامات الترقيم في موقعها المناسب.

 

خصائص الكتابة الأكاديمية:

بعد ان اطلعنا على الكتابة الأكاديمية، من حيث: (الأنواع، المراحل، الأهمية)، من المفيد بل والضروري التعرف على أهم خصائص هذا النوع من الكتابة، والتي تحملها مختلف أنواع الكتابة الأكاديمية، وهي:

1. إن الموضوعية والحياد هي السمة الرئيسية التي لا بدّ من الالتزام فيها بالكتابة الأكاديمية في مختلف المراحل وجميع الأنواع.

وهو ما يكون من خلال ترك المعتقدات والميول الشخصية جانباً، والاعتماد على الحيادية وعرض جميع البيانات والمعلومات

والنتائج المثبتة والسليمة، حتى إن خالفت آراء ومعتقدات الكاتب الأكاديمي.

 

2. من سمات وخصائص هذا النوع من الكتابة الالتزام بالوضوح والصراحة، فتكون اللغة مفهومة والعبارات متسلسلة ومترابطة

وفق المنهجية المطلوبة، والعلاقات مفهومة واضحة ومترابطة.

 

3. على الباحث أو أي كاتب أكاديمي أن يدرك أنه مسؤول عن كل ما يرد في دراسته وكتابته الأكاديمية، وبالتالي يتعامل

معها بكل جدية واهتمام ودقة.

 

4. على الباحث العلمي استخدام لغة أكاديمية فصحى، وتجنب الكلمات واللهجات المحلية أو العامية، مع ضرورة

الحرص على السلامة اللغوية وخلو النصوص من أية أخطاء إملائية أو نحوية، أو لغوية.

وهذه السلامة اللغوية مطلوبة في البحوث والرسائل العلمية بشكل خاص، ولتجنب رفض هذه الدراسات يتم الاستعانة

بالمدقق اللغوي المحترف القادر على تقديم نص سليم تماماً من الناحية اللغوية والنحوية والإملائية (يقدم موقعنا الإلكتروني خدمة تدقيق لغوي ذات جودة عالية).

 

5. يستخدم الباحث العلمي في كتابته الأكاديمية أسلوب علمي عقلاني، أساسه الاعتماد على حقائق مثبتة بالحجج

والبراهين والأدلة، وبهذا النوع يجب الحرص على الدقة والابتعاد عن المبالغات.

مع ضرورة ان يكون السرد قوي ومفهوم لا ضعيف وغامض، والأهم من ذلك البقاء ضمن السياق والمنهج البحثي

وعدم تجاوز الموضوع وحدوده، مما يؤثر على سلامة الاستنتاجات التي تمّ الوصول إليها.

 

6. إن الكتابة الأكاديمية كما ذكرنا كتابة موضوعية حيادية، وهو ما يستوجب من الباحث العلمي أو الطالب

او الكاتب الأكاديمي تجنب ضمائر الملكية وأسلوب الأنا في كتابته.

بحيث يعتمد على كلمات مثل: (وصلت الدراسة إلى..، بناءً على المعلومات..، يعتقد الباحث..)

 

من خصائص الكتابة، نذكر ايضاً:

 

ومثل هذه الكلمات أو العبارات، مع  تجنب كلمات مثل: (اعتقد، أظن، أنا، أرى، نعتقد، نظن، نحن، نرى) وغيرها من كلمات او عبارات مشابهة.

 

7. إن الأمانة العلمية وتجنب السرقة الأدبية والاحتيال من أهم قواعد وشروط الكتابة الأكاديمية، ولأن الاقتباسات المباشرة

أو غير المباشرة وجمع المعلومات والبيانات من المصادر والمراجع من أساسيات العمل الأكاديمي، فإن الباحث العلمي

أو الكاتب الأكاديمي يفترض أن يعمل على توثيق جميع مصادر ومراجع معلوماته بشكل علمي أكاديمي سليم.

 

8. تعتمد الكتابة الأكاديمية على البراهين والادلة والتواريخ والأرقام المثبتة، والحقائق التي لا لبس فيها، وهي

لا تستخدم بالحقول المعرفية والأدبيات والتراث العلمي، وهذا الأمر من العوامل الإضافية التي تستوجب الدقة

والصدق، وأن يتم العرض متكامل ودقيق، ويعتمد  على النظريات والحقائق والإحصائيات المثبتة.

 

9. لا يمكن نجاح الكتابة الاكاديمية عموماً، وكتابة الأبحاث والرسائل العلمية بشكل خاص إلا مع ترابط وسلامة الفقرات.

بحيث تكمل بعضها بعضاً، فكل فقرة أو فصل يكمل الفكرة السابقة ويطورها، ويمهد للفكرة اللاحقة حتى يتم الوصول الى

الحلول والاستنتاجات بشكل سلس مترابط وسليم.

 

10. على الباحث العلمي أن يستخدم كتابته الأكاديمية لإظهار مدى عمق تفكيره، ومدى ما يمتلكه من معارف وثقافة

في تخصصه العلمي عموماً، وبموضوع كتابته بشكل خاص، وهو ما يحتاج إلى لغة قوية وجهد كبير ووقت طويل يبذل بالعمل البحثي.

 

11. إن الكتابة الأكاديمية في جميع مراحلها ترفض إظهار أي انحياز معتمد على رؤية شخصية، او بسبب الانتماء

لمنظمة أو مجتمع او غير ذلك، فلا انحياز شخصي أو مجتمعي بالكتابات الأكاديمية.

مع ضرورة تجنب التعرض للمواضيع التي لا تتوافق مع الديانات السماوية، أو تشريعات وقوانين البلد الذي يجري

البحث، أو تتعارض مع العادات والتقاليد المجتمعية فيه.

 

12. على الطالب أو الباحث العلمي ان يستخدم في كتابته الأكاديمية لغة حذرة، أي أن تكون بعيدة عن الأسلوب

الدعائي أو العبارات القاطعة، بل الاعتماد على لغة تقبل النقد، كأن يستخدم عبارات مثل يرى الباحث..، انتهت الدراسة إلى..، وغيرها من كلمات او عبارات مشابهة.

 

الأخلاقيات الواجب اتباعها في الكتابة الاكاديمية:

إن خصائص الكتابة الأكاديمية تستوجب من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يحمل مجموعة من

السمات والمواصفات، وأن يلتزم بمجموعة من الأخلاقيات العلمية ومن أبرز هذه الأخلاقيات نذكر ما يلي:

 

1. الحرص على المصداقية والأمانة العلمية، والتي تكون من خلال توثيق جميع الاقتباسات المباشرة أو

غير المباشرة، وإظهار البيانات والحقائق والمعلومات كما هي بالواقع دون أي تأثير للعامل الشخصي أو المجتمعي.

وعلى سبيل المثال:

يجب عرض جميع البيانات والمعلومات المرتبطة بشكل وثيق بموضوع الدراسة العلمية، وعدم الاكتفاء، بعرض ما يتناسب منها مع ميول ورغبات الباحث العلمي.

كما ان النتائج تعرض كما وصلت إليها الدراسة، ولا ينقص أو يضاف إليها أي شيء للتناسب مع رغبات الباحث او فرضياته الدراسية التي صاغها في بداية البحث.

 

2. من الضروري أن يحترم الباحث العلمي أو الطالب او أي كاتب بالمجال الأكاديمي مجهودات الآخرين، فلا يقوم بالتعدي

على أعمالهم التي تعتبر ملكية فكرية خاصة بهم، فإن اعتمد على أي مصدر أو مرجع لأي كاتب أو باحث علمي، يجب توثيق ذلك بالشكل الصحيح الذي يظهر المالك الفكري لما يعرض.

 

3. من المهم للغاية أن يتجنب الباحث العلمي كل أشكال الانحياز التي تتنافى مع الموضوعية والحياد العلمي، والابتعاد عن:

الآراء والميول الشخصية، وعدم اختيار العينة الدراسية أو عرض المعلومات أو الحقائق والنتائج بما يتوافق مع مصالحه وميوله الذاتية، أو فكر المجتمع، حتى وإن تعارضت مع الواقع المنطقي العلمي.

 

4. مع البدء بأي عمل أكاديمي من جميع أنواع الكتابة الأكاديمية يفترض على الباحث أو الكاتب الأكاديمي

أن يتجرد من أي حكم مسبق، ومن أي موقف خاص، وأن يقوم بالعمل العلمي بشكل لا يتأثر بأي شكل بالعلاقات الشخصية

ولا يكون مبنياً عليها، حيث أن ذلك سيشكّل عيب جوهري يوصل إلى نتائج غير دقيقة، إن لم تكن مخالفة تماماً للصواب.

 

من أبرز هذه الأخلاقيات، نذكر ايضاً:

 

5. إن العمل العلمي الأكاديمي وبالخصوص في جانبه البحثي يحتاج إلى جهود كبيرة، وإلى وقت طويل، وعمل دقيق، وهذا

كله لا يمكن تحقيقه إلا بتحلي الباحث العلمي أو الطالب بالهدوء والتنظيم والصبر والتحمل.

وبهذا الجانب تحديداً ينصح الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يختار مشكلة البحث العلمي الأصيلة

والجديدة، والتي تحمل جميع مواصفات العنوان البحثي السليم، ولكن بنفس الوقت أن تكون من الظواهر او

المشكلات التي يميل إلى دراستها والوصول بها إلى نتائج وحلول منطقية سليمة.

لأنه من خلال هذا الميل سيبذل كل جهوده وسيقضي الكثير من الوقت في عمله البحثي دون أي كلل او ملل، وهذه عوامل رئيسية في نجاح الكتابة الأكاديمية التي يؤدي الاستعجال والتسرع فيها إلى الفشل وعدم تحقيق الأهداف المنتظرة.

 

6. إن الحرص والدقة والهدوء من أهم سمات الباحث أو الكاتب الأكاديمي الناجح، فهذا الحرص والهدوء والعمل الدقيق سيجعل الأخطاء أقل بكثير.

فالخطأ وارد لدى أي انسان سواء بالحياة الطبيعية أو الدراسية، ولكن هناك فرق بين أن يكون الخطأ نتيجة عدم قصد وبعد

عمل سليم، وبين الخطأ الناتج عن الاهمال والتسرع وعدم الاهتمام، فهذه الأخطاء تشبه الأخطاء عن سوء نية التي تخرج الكتابة الأكاديمية عن أبرز وأهم أخلاقياتها.

 

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم الكتابة الأكاديمية، وما هي أنواع هذه الكتابة، كما تعرفنا على أهمية الكتابات الأكاديمية المختلفة ودورها الكبير في نشر البحث العلمي، وتبادل الثقافات والعلوم بين مختلف الأمم والمجتمعات.

ثمّ عرضنا مختلف مراحل الكتابة الأكاديمية سواء التمهيدية أو الكتابية، أو المراجعة والتدقيق، بالإضافة إلى إلقاء الضوء بشكل تفصيلي على مختلف خصائص الكتابة الأكاديمية، وعلى الأخلاقيات الواجب اتباعها في مختلف المراحل في الكتابة الاكاديمية.

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض كل ما تحتاجون إليه من خلال هذا المقال الكتابة الأكاديمية (الأنواع، المراحل، الأهمية).

 

المصادر:

أساسيات الكتابة الأكاديمية، 2022، جامعة الملك سعود

مراحل الكتابة الأكاديمية، 2021، تعليم جديد

أنواع الكتابة التي يجب على جميع الأكاديميين إتقانها، 2021، الأمنيات برس

 

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments