التحليل المحوري أو الموضوعي

إن التحليل المحوري أو الموضوعي بات ضرورة في عصرنا الحالي الذي يعيش ثورة تكنولوجية معلوماتية في مختلف المجالات.

وهذه الثورة المعلوماتية جعلت المعلومات والبيانات تتضاعف بشكل هائل، وهي ما زالت تتواصل وتزداد في أحجامها، والتنوع بالأشكال

والتباين في الأوعية التي تحولت من التقليدية إلى الرقمية الإلكترونية مع تعدد اللغات التي تنتج هذه البيانات والمعلومات.

إن التطورات التكنولوجية الهائلة لم تطال مجالات دون أخرى، بل هي طالت كافة المجالات الطبية والاقتصادية والسياسية والثقافية

والاجتماعية وغيرها من مجالات جعلتنا نعيش في عالم آخر هو أقرب إلى القرية الصغيرة.

 

خدمة التحليل الإحصائي

 

بالرغم من أن هذه التطورات الثورية كان لها فوائد و ايجابيات جمة بالنسبة للعلوم والأفراد والمجتمعات، ولكن بالوقت نفسه فإنها

أوجدت مشكلات أو أزمات تواجه كل باحث عن البيانات والمعلومات التي ترتبط باهتماماته أو تخصصه العلمي.

فالطوفان الهائل في كم المعلومات والبيانات جعلت الوصول الباحث العلمي او أي راغب بالوصول إلى معلومات معينة، يجد صعوبات كبيرة بذلك.

إن الصعوبة التي تواجه مستخدمي الشبكة العنكبوتية هي صعوبة كبيرة جداً تزداد يوماً بعد يوم، مع تضاعف عدد الصفحات والمواقع

التي توجد بالملايين، والتي يوجد في كل منها الملايين من البيانات والمعلومات.

 

ومع وجود هذا الكم الهائل من البيانات والمعلومات ومع صعوبة الوصول إليها، فقد ظهرت الحاجة إلى وجود وسائل وتقنيات متطورة

تساهم في ضبط وتنظيم البيانات والمعلومات ذات الهائل الحجم بشكل دقيق وبكفاءة عالية.

كما أنه ساهم في تيسير عمليات الوصول والحصول على البيانات والمعلومات واسترجاعها، وهو ما يسمح بالاستفادة من المعلومات بشكل كامل.

ونحن بدورنا سنعمل من خلال سطورنا القادمة على عرض أهم المعلومات عن التحليل المحوري أو الموضوعي.

 

سائلين الله تعالى التوفيق في عرض كل ما هو مفيد بالنسبة لكم.

 

مفهوم التحليل المحوري أو الموضوعي:

– مفهوم التحليل المحوري أو الموضوعي يشير إلى العملية التي من خلالها من الممكن أن يفحص الوعاء الببليوجرافي بأي أسلوب كان.

 –  اخصائي المعلومات يمكن أن يساعد في تحديد أسلوب الوصف الأكثر فعالية للوعاء الببليوجرافي، وبعد ذلك يتم استخدامها في التسجيل الببليوجرافي كنقاط دخول.

– إن التحليل المحوري يسعى إلى أن تتم فحص الوثيقة والتعرف على المفاهيم التي تشملها الوثيقة، والعمل على استيعابها بالشكل الأمثل.

وهو ما يسمح تحديد أسلوب الوصف الأمثل القادر على التعبير عن المفاهيم التي ترد بالوثيقة.

إن التحليل الموضوعي يعتبر من أهم الأجزاء في عملية التنظيم للمعلومات، وهو أمر يرتبط بالمحتوى الموضوعي لمختلف مصادر البيانات والمعلومات.

ويمكن أن نقسم التحليل المحوري أو الموضوعي إلى قسمين: أحدهما تحليل موضوعي لفظي يعتمد على الألفاظ في استخدام التعابير عن مواضيع مصادر المعلومات.

والقسم الآخر فهو تحليل محوري رمزي يستخدم الأرقام أو الحروف عند الدلالة على موضوع المصدر الخاص بالمعلومات.

إن عملية التحليل المحوري تكتسب خطورتها وأهميتها من أنه عندما لا تحدد المفاهيم والأفكار الواردة بالنص أو الوثيقة بشكل واضح.

فإن ذلك سيؤدي لأن يعبّر عنها بأسلوب خاطئ، وهو ما لا يسمح الوصول عبر شبكة الإنترنت إلى الوثيقة.

 

وبالتالي فإن عملية التحليل الموضوعي تستوجب القراءة الكاملة للنص أو الوثيقة أو لجزء منه أو للملخص في حال كان موجوداً، وهو ما يسمح بالوصول إلى المفاهيم التي تكمن بالنص بصورة دقيقة، وبعد ذلك يتم تحويل تلك المفاهيم إلى وصف دقيق قادر على التغطية الشاملة لمحتوى الوثيقة.

 

وبناءً على كل ما ذكرناه فإننا نستطيع القول بأن التحليل الموضوعي أو التحليل المحوري، هو تعبير عن المضمون الموضوعي لمصادر

البيانات والمعلومات عبر استخدام كلمات مفتاحية قادرة على التعبير عن موضوع النص أو الوثيقة.

 

وهو ما يعتبر أحد أجزاء الفهرسة الموضوعية، علماً أن التحليل المحوري يعتمد على عدة أدوات تتجسد بالمكانز، قوائم رؤوس الموضوعات، خطط التصنيف.

 

الأدوات التقليدية في التحليل المحوري أو الموضوعية:

 

  • نُظم التصنيف:

إن التصنيف لأي شيء يعني العمل على تجميعه وترتيبه وفق خصائص ومميزات معينة، بحيث يكون لكل مجموعة مميزات تفرقها عن غيرها من المجموعات.

وهذا الأمر يجب أن يكون بأسلوب أكاديمي منهجي منظم ومضبوط، والتصنيف يكون من خلال جمع المتشابهات من المعلومات بمورد واحد، بحيث يكون الفصل الآخر لموارد غير متشابهة.

إن التشابه والاختلاف يتحددان وفق أسس معينة كالموضوع والمحتوى الفكري الذي تحتويه الوثائق والنصوص، وهو ما يمثّل خاصية

جوهرية أساسية لموارد البيانات والمعلومات، حيث يبقى المحتوى الفكري لأي وعاء فكري أهم معالمه وأفضل خصائصه.

إن الهدف من وضع أنظمة التصنيف هو جعل عملية تنظيم الكتب والمعلومات وفق أسس وأساليب علمية منظمة، والهدف من وضع

مخطط التصنيف ليس التحليل الموضوعي للمعلومات والوثائق.

 

ونظم التصنيف يمكن أن تقسم إلى قسمين أساسيين هما:

1. نظم تصنيف عامة  وهي التي تغطي كافة الفروع المعرفية، وأشهر هذه النظم هي: التصنيف العشري العالمي، تصنيف

ديوي العشري، التصنيف الببليوجرافي لبليس، تصنيف مكتبة الكونجرس الأمريكية، ، تصنيف الكولون لرانجاناثان.

2. نظم تصنيف متخصصة وهي التي تغطي أحد فروع المعرفة، وأشهر هذه النظم نذكر: تصنيف علم المكتبات والمعلومات الخاص بروث

آنييل وجاك ملز، التصنيف الببليوجرافي لعلوم الدين الإسلامي  من عبد الوهاب أبو أنور، تصنيف المكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

ومن المهم الإشارة إلى أن الفهرسة والتصنيف بينهما علاقة وثيقة جداً، فكل منهما يقع ضمن إطار مجموعة عمليات واحدة فقط، وهي تسمى

“العمليات الفنية”.

يمكن ملاحظة أن المكتبات بشكل عام تضم قسم واحد يشمل كلا العمليتين بالتصنيف، وهذه العملية الموحدة المسماة الإجراءات الفنية، والتي

تعتمد بصورة رئيسية على اختيار رؤوس الموضوعات.

بحيث ترتبط ارتباط وثيق فلكل عملية من العمليتين لها محتوى فكري خاص لوعاء المعلومات، والفرق الأساسي بينهما بأن التصنيف عن الموضوع

يعبر عنه باستخدام أحد الرموز المحددة، بينما يعبر عن الموضوعية باستخدام عدة كلمات أو كلمة واحدة.

 

  • قوائم رؤوس الموضوعات:

من ضمن الأجزاء الرئيسية في عملية الفهرسة هناك الفهرسة الموضوعية، والتي ترتبط بالمحتوى الفكري أو الموضوعي للمعلومات

والبيانات التي تضم رؤوس الموضوعات والتصنيف.

في عملية الاختيار لرؤوس الموضوعات، نجد أن الباحث العلمي أو أي شخص يقوم بالفهرسة يختار كلمة او عدة كلمات معبّرة عن الموضوع.

 تتجمع بالفهرس تسجيلات مواد تعمل على معالجة موضوع المحتوى وذلك تحت إطار مفهوم “رأس الموضوع”، ووفق ما عرضناه فإن

رأس الموضوع يجسد نقطة الاتاحة للتسجيل الببليوجرافية بالفهرس.

إن قوائم رؤوس الموضوعات تتجسد بالمداخل الموضوعية التي يضمها الفهرس الموضوعي، فهي عبارة مصطلحات يقوم باستخدامها

من يقوم بالفهرسة، بهدف الدلالة عن الموضوعات لمصادر المعلومات.

إن من يقوم بالفهرسة يعمل أولاً على الكشف عن الموضوعات، وبعد ذلك يتم الانتقاء بين المعلومات الدالة بدقة عن الموضوعات.

ولذلك يتم تسهيل وتيسير لوصول المستفيد لمصادر أخرى، وهي تعالج الموضوع ذاته الذي يتم البحث عنه.

وهذا الأمر يمنحصورة واضحة عن أهمية الاختيار لرؤوس الموضوعات.

 

العناصر الأساسية لبنية رؤوس الموضوعات:

1. أشكال رؤوس الموضوعات والتي تقسم إلى أشكال خمسة وهي: رأس الموضوع المركب، رأس الموضوع البسيط، رأس الموضوع المقلوب، رأس الموضوع المعقد، رأس الموضوع اسم العلم.

 

2. الحواشي برؤوس الموضوعات والتي يتم التعريف بأنها التوجيهات أو التعليمات الداخلة على رؤوس الموضوعات، وهي لا تعتبر من أجزائها، وهذا العنصر له فئات أربع هي: حاشية التفريغ الجغرافي، الحاشية الحدية، الحاشية التفسيرية، التي تدل على الجنسية.

 

3. التفريعات برؤوس الموضوعات وهي تتجسد في العديد من التصنيفات وهي: تفريع زمني، تفريع مكاني جغرافي، تفريعات التراجم والأدب واللغة، التفريع الشكلي.

 

4. علامات الترقيم فلكل علامة من علامات الترقيم دلالتها المحددة، والتي يتم استخدامها بهدف الفصل بين رؤوس الموضوعات.

 

5. الإحالات برؤوس الموضوعات.

 

  • المكانز:

إن المكنز هو أحد أدوات ضبط المصطلحات المستخدمة بالترجمة من اللغة الأم إلى اللغة المستهدفة التي تسمى لغة النظام.

وبالتالي فإن وظيفة المكنز تكون من ناحية البناء التي يكون المكنز بها عبارة عن مفردات ديناميكية منضبطة لمصطلحات يكون الاتصال

فيما بينها نوعياً ودلالياً لتغطي أحد الحقول المعرفية.

وبذلك نجد بأن المكنز ليس قائمة لرؤوس الموضوعات بالمفهوم التقليدي وليس معجماً.

إن كل من قوائم رؤوس الموضوعات والمكانز تهدف للإمداد بالوصول لمصادر المعلومات موضوعياً عبر تقديم مصطلحات ثابتة، والاعتماد عليها

يكون بدل من المصطلحات الغير مضبوطة ولكن تبقى المكانز متكونة من المصطلحات المقيدة والمصطلحات المفردة التي تجسد في معظم

الأحيان مفاهيم مفردة.

في حين أن قوائم رؤوس الموضوعات تتجه إلى أن يتم استخدام  المصطلحات المفردة، بالإضافة الجمل السابقة الربط والمصطلحات.

إن المكنز له نوعين من المصطلحات أولهما يدعى “الواصفات” وهي المصطلحات التي يمكن استخدامها بهدف التكشيف، وثانيهما هو

اللاواصفات التي تعتبر من المصطلحات الغير قابلة الاستخدام.

إن الواصفات بالمكنز تتكون من المفاهيم أو تركيبات المفاهيم، ومن مصطلحات تدعى الكيانات المنفردة كأسماء الهيئات وأسماء الأشخاص والأسماء الجغرافية.

وفي عالمنا العربي فإن مكنز الجامعة العربية هو أكبر المكانز العامة العربية، وهو المكنز العربي الاول الذي يحتوي ثلاث لغات هي:

العربية والفرنسية والإنجليزية.

 

التحليل المحوري من التقليدية إلى البيئة الرقمية:

تتطور المعرفة البشرية بكل مستمر في مختلف المجالات، ويبقى التطور التكنولوجي بالاتصالات والمعلومات من أكثر المجالات

التي شهدت تطورات تكنولوجية هائلة.

وهذا كله ساهم في تضاعف الدراسات والمنتجات الفكرية المنشورة بشكل هائل، لدرجة من الصعب أو المستحيل معها استرجاع

النتاج والوصول إليه من خلال المستفيد.

إن الانتشار المتزايد للمعلومات والبيانات المتواجدة على شبكة الانترنت سواء لناحية الكم أو النوع، جعلت من الضروري أن تتطور الأدوات والأساليب

التي يتم من خلالها تنظيم هذه المعلومات التي تتضاعف بشكل هائل، وهو ما يجعل من الصعب اكتشاف المعلومات التي تعتبر أكثر نفعاً لتلبي حاجات المستفيد.

وبناءُ على كلما ذكرناه نؤكد بأن الأدوات التقليدية لم تعد ممكنة أو قابلة للاستخدام في عملية الوصول إلى المعلومات والبيانات في

عالمنا الرقمي، وبالتالي فإن الضرورة والحاجة جعلت مواكبة هذه التطورات الرقمية التكنولوجية المتسارعة أمر لا بدّ منه في عالمنا الحالي.

وهو ما ساهم في ظهور العديد من الأدوات الحديثة القابلة للاستخدام في التحليل المحوري أو الموضوعي، والتي تسمح باسترجاع

ما يحتاجه المستفيد من بيانات ومعلومات، ومن أبرزها الأنطولوجيا، التاكسونومي، الفوكسونومي، التوسيم.

 

الملخص.

وبذلك نكون قد اطلعنا من خلال مقالنا لليوم “التحليل المحوري أو الموضوعي”.

 على مفهوم التحليل الموضوعي أو المحوري ، وعلى كيفية تحول التحليل المحوري من التقليدية إلى البيئة الرقمية.

كما تعرفنا على نُظم التصنيف، وعلى قوائم رؤوس الموضوعات، والمكانز، والتي تعتبر أهم الأدوات التقليدية في التحليل المحوري أو الموضوعية.

 

سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في عرض كل ما هو مفيد لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين الأعزاء.

 

التحليل الموضوعي Subject Analysis، 2020، عادل السلمي

التحليل الموضوعي والتصنيف، 2020، مصابيح المعرفة للعلوم التقنية وتقنية المعلومات

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments