البحث الوصفي : تعريفه وخطواته
- نوفمبر 5, 2019
- البحث العلمي
خطوات البحث الوصفي مُتنوِّعة، ويُستخدم فيها المنهج الوصفي من الجانب الإجرائي، وبالطبع قد يستلزم ذلك مناهج أخرى بنسبة أقل، وحسب طبيعة الدراسة، وجدير بالذكر وجود مسميات أخرى للمنهج الوصفي مثل “المنهج النوعي”، أو “الكيفي”، أو “الإحصائي”، وجميعها مصطلحات تعكس بُعدًا نظاميًّا يبدأ من اختيار الباحث لقضية الدراسة، ثم السعي حثيثًا لسبر أغوارها، ولكن يشترط في ذلك أن تكون المشكلة مرئية وواضحة، بمعنى يمكن ملاحظتها وتتبعها، لتكرر حدوثها.
ويُعَدُّ البحث الوصفي من أكثر أنواع البحوث انتشارًا؛ نظرًا لوجود كَمٍّ كبير من العلوم الاجتماعية والإنسانية، مثل: علم الإدارة، وعلم النفس والاجتماع، والاقتصاد، والقانون.. إلخ، وبالطبع في الإمكان أن نستخدم المنهج الوصفي في تفصيل علوم الطبيعة كالفيزياء، والأحياء، والكيمياء، وغيرها، وذلك بالتزامن مع استخدام مناهج علمية أخرى بصورة أساسية؛ لتعضيد كثير من المسائل التي يصعبها قياسها كميًّا، وفيما يلي سنتناول أطروحات محورية فيما يخص ذلك.
الخلاف بين علماء المنهجية حول خطوات البحث الوصفي :
ظهر الخلاف بين علماء المناهج في كينونة خطوات البحث الوصفي؛
فمنهم من رأى أنها تتمثل في توصيف أو وضع التصورات التي توضح طبيعة مشكلة البحث، ثم صياغة تساؤلات، والإجابة عنها من خلال تجميع المعلومات والبيانات (المنهج الوصفي الكلاسيكي).
والبعض الآخر رأى أن الأمر أوسع من ذلك، وينبغي أن يتطرق البحث الوصفي لتحديد متغيرات البحث، وتأكيد وجود علاقة بينها من عدمه، ونسبة هذه العلاقة ووجهتها، وسبب نشوء المشكلة، وفي ذلك يتم استخدام عيِّنات دراسية من الأفراد تمثل المجتمع الشامل للدراسة مع الاهتمام بالبُعد التاريخي القريب (منهج دراسة العلاقات المتبادلة)،
وتفرع من ذلك المنهج كل من: منهج دراسة الحالة، والمنهج السببي المقارن، والمنهج الارتباطي.
وآخرون رأوا أن البحث الوصفي لا يكتفي بالتوصيف وتحديد متغيرات الدراسة وإيجاد العلاقة، والاكتفاء بالسكون من الجانب الزمني، وحتمية التحرك بشكل ديناميكي، وذلك لحاجة بعض القضايا لمتابعة الظواهر في مراحل زمنية متلاحقة،
وهنا ظهر (منهج دراسات التطور والنمو).
والبعض الآخر رأى أهمية تأصيل منهج وصفي يتناول مجتمعًا دراسيًّا بأكمله أو عيِّنة كبيرة منه،
وهناك ظهر (المنهج الوصفي المسحي)، وما تفرع منه مناهج علمية أخرى،
مثل: المنهج التربوي التعليمي، والمنهج الوثائقي، ومنهج دراسات الرأي العام، ومنهج تحليل المضمون، ومنهج المسح الاجتماعي، ومنهج تحليل العمل.
أعلام المنهج الوصفي:
- قبل أن نلقي الضوء على أعلام المنهج الوصفي لا بد أن نشير إلى أن المنهج معمول به منذ القدم، ولم يكن وليد العصر،
وتبارى بنو البشر في وصف البيئة المحيطة بهم منذ الأزل، وكذلك الأزمنة والسمات والأفراد والأشياء،
ولا ينبغي أن ننسى الوصف المعنوي لما يعتقد الشخص، وظهر كثير من التعريفات للوصف، واستخدمت الصور البلاغية في المدح تارة، وفي الذم تارة،
لذا ينبغي أن نفرق بين الوصف كتاريخ، والوصف كمنهج علمي.
- يُعتبر عالم اللغويات الفرنسي الجنسية “فرديناند دي سوسور” (1857-1913م) هو واضع اللبنات الأولى لقواعد المنهج الوصفي، وأن لم تكن الهيئة كما هو عليه الحال الآن،
والشاهد أن “دي سوسور” أوضح أهمية استخدام اللغة في توصيف المشاكل الاجتماعية،
وتأثر في ذلك بالعالم “إميل دور كايم” (1858-1917م)، والذي يعتبر مؤسس علم الاجتماع في صورته الحديثة،
ومن ثم اعتبر “دي سوسور” أن اللغة في حد ذاتها ما هي إلا واقعة ذات صبغة اجتماعية،
ومن هذا المنطلق ظهر ما يعرف بالبحث التربوي.
ما خطوات البحث الوصفي بصورته الكتابية العصرية؟
يبدأ البحث الوصفي بشعور الباحث بمشكلة البحث، ومن هنا يظهر الدافع والحافز في تبني تلك الإشكالية ومعالجتها،
وخطوات البحث الوصفي في صورته النصية أو الكتابية كما يلي:
اختيار عنوان البحث:
يُعَدُّ اختيار العنوان هو بداية خطوات البحث الوصفي، ومن المهم أن يكون ذلك العنوان معبرًا عن القضية أو المشكلة المثارة بشكل مجمل،
ويمكن صياغة عنوان البحث أو الرسالة في صورة وصفية تحتوي على متغير واحد مستقل،
مثل: ظاهرة زواج القاصرات، أو متغيرين مستقبل، وتابع مثل: فاعلية المشاركة الاجتماعية في رفع الحالة المعنوية للمسنين، أو تأثير إدارة التخطيط الاستراتيجي في استمرارية النشاط التجاري،
ويعرف متغير البحث على أنه شيء قابل للنقصان أو الزيادة، ويمكن قياس ذلك بصورة كمية أو رمزية.
مقدمة البحث أو الرسالة:
يتناول الباحث محاور ومشكلة البحث بشكل عام في جزء المقدمة، والتي تمثل تمهيدًا يُهيِّئ القراء لاستكمال باقي الأجزاء الشارحة.
أهمية وأهداف البحث:
من أبرز خطوات البحث الوصفي جزءا الأهمية والأهداف، وأهمية البحث توضح المبررات، التي جعلت من باحث يختار قضية دون غيرها،
وأهداف البحث تمثل الجوانب التطبيقية العلمية التي يسعى الباحث لأن يحققها، وهي مرتبطة بصورة مباشرة بتساؤلات البحث والفرضيات.
حدود البحث:
حدود البحث بمثابة تقنين لشروح البحث، وانصبابها على جوانب معينة دون غيرها لدواعي التركيز والتعمق، وبعيدًا عن العمومية التي لا تناسب البحث العلمي،
ومن أبرز تصنيفات حدود البحث كل من: الحدود الجغرافية، والحدود البشرية، والحدود الموضوعية، والحدود الزمنية،
وبالطبع قد لا يحتاج الباحث إليها جميًعا، ويمكن تضمين ما يناسب نوعية موضوع البحث.
مشكلة البحث:
وهو جزء صغير يركز فيه الباحث على تعريف المشكلة، التي يثيرها في بحثه أو رسالته كملخص.
مصطلحات البحث:
وتلك الخطوة من أهم خطوات البحث الوصفي، وفيها يقوم الباحث بشرح وتعريف المتغيرات المستقلة والتابعة،
سواء من الجانب اللغوي أو الإجرائي، وبما يتيح الفرصة للقراء من أجل تفهُّم مقاصد الباحث،
وفي الوقت نفسه تجنب أوجه النقد في حالة وجود مصطلحات قابلة للتأويل بأكثر من معنى.
صياغة تساؤلات البحث أو الفرضيات:
ويُعَدُّ ذلك الإجراء هو الأبرز بين خطوات البحث الوصفي، وتعتمد الدراسة على ذلك بالكلية، ويلعب الحدس والتخمين دورًا مهمًّا في صياغة تساؤلات البحث أو الفرضيات،
فما زالت المعلومات التي يمتلكها الباحث مبدئية ومحدودة، ولا يستطيع إيجاد الحلول دون الاطلاع على المراجع والمصادر على اختلاف تصنيفاتها،
وكذا ما يتوافر من دراسات سابقة، ومن المهم أن تكون التساؤلات والفرضيات عاكسة لموضوع الدراسة، وذات صلة به، وأن تكون قابلة للتحقيق، والقياس الكمي أو النوعي.
عيِّنة البحث وأدوات الدراسة:
معظم الأبحاث الوصفية تتطلب اختيار الباحث لعينة من الأفراد، أو بمسمى أدق مفردات لمجتمع الدراسة،
والهدف هو حصول الباحث على معلومات يستطيع من خلالها فهم المشكلة، وبلوغ القرائن، وهنا يلعب تحليل البيانات إحصائيًّا دورًا مهمًّا.
الإطار النظري:
يُعتبر جزء الإطار النظري هو الجزء الشارح لقضية البحث، وهو من بين خطوات البحث الوصفي المهمة، وأكثر صفحات البحث الوصفي تنصبُّ على ذلك الجزء،
وينقسم إلى: أبواب وفصول ومباحث ومطالب، ويختلف التقسيم وفقًا لمتطلبات موضوع البحث، وشروط جهات الدراسة، إلى غير ذلك من المحددات،
والأهم من طريقة التقسيم هو تتبع الباحث للأفكار بشكل منظم ومنطقي، ويتضمن الإطار النظري جزءًا آخر في غاية الأهمية، ويعول عليه المُقيِّمون أهمية كبيرة في تبيان الفائدة والجديد من البحث الراهن.
جزء الخاتمة:
ويتضمن ذلك الجزء بنودًا مهمة، ومنها:
النتائج:
وهي عبارة عن الخلاصة من البحث، ويتضح بها الإجابة عن التساؤلات البحثية، أو العلاقة بين الفرضيات المُصاغة في الأجزاء الأولى من البحث.
توصيات الباحث:
وهي تُعبِّر عمَّا يراه الباحث من حلول فاعلة، وذلك على حسب مقدار فهمه للموضوع، والجوانب التي تم تناولها في ضوء حدود البحث.
مقترحات البحث:
في كثير من الأحيان قد يتفرع من مشكلة البحث قضايا أخرى، فكل ما يبدأ بالشك ليس بالضرورة أن ينتهي إلى يقين بصورة كاملة، بل من الممكن أن ينبثق عن ذلك إشكاليات أخرى،
وهنا يطرح الباحث موضوعات محددة ليتناولها الباحثون، ولها صلة مباشرة بموضوع البحث الحالي، ويقدمها ليقوم الباحثون الجُدُد بتتبُّعها.
الخاتمة:
وهي جزء كتابي محدود بين خطوات البحث الوصفي، ويشرح فيه الباحث ما قابله من صعوبات، وطريقة تجاوزه لها، مع ذكر لأهم استنتاجات البحث.
المراجع والمصادر:
وهي قائمة لجميع ما وثَّقه الباحث من مراجع ومصادر، مع ترتيبها بصورة أبجدية، والبدء بالمراجع العربية، فالإنجليزية.
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة