أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية

من الصعب أن نجد أحد يجادل في أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية، فكل ما نعيشه في عالمنا الحالي من تطور ورفاهية، يعود الجزء الأكبر منه إلى الدراسات البحثية من مختلف الفروع والتخصصات العلمية.

وتظهر أهمية الأبحاث في العديد من الجوانب، أولها ما يحصل عليه الباحث العلمي الذي قام بإعداد وكتابة البحث، لتمتد الفوائد للتخصص العلمي للدراسة البحثية، وهو ما ينعكس على تطور المجتمعات والأمم ورفاهية الأفراد.

ومع انتشار شبكة الإنترنت بات تداول الدراسات البحثية أمراً أكثر سهولة، وأصبحت المعلومات والبيانات في متناول جميع المهتمين أو المختصين، وهو ما ساعد على انتشار العلوم وتطورها بشكل أسرع، وفي انعكاسها الكبير على الحياة اليومية التي نعيشها.

 

مفهوم البحث العلمي وأهم أهدافه.

 

مفهوم البحث العلمي.

إن البحث العلمي هو إجراء علمي يسعى الباحث العلمي من خلاله لإنتاج المعارف العلمية وتطويرها.

وهو يتكون من عمليات منهجية علمية منضبطة تساهم في الوصول إلى اكتشافات علمية جديدة في مختلف

التخصصات العلمية، كما أن الأبحاث قد تعمل على نقد نظريات أو أبحاث سابقة والعمل على تعزيزها او تصويبها

أو نفيها، أو سد الفجوات البحثية فيها.

 

تنشأ من خلال البحوث العلمية أساليب جديدة وتساعد على صياغة فرضيات، خلق إبداعات وابتكارات جديدة، وفي تطوير المنهجيات والمناهج وتجديدها.

وتظهر أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية من مساهمته الفاعلة بخلق التطور والتقدم في كافة المجالات المعرفية.

ومساعدة البشر على الاستفادة المثلى من الأدوات المحيطة، كما أنه مصدر لإيجاد الحلول الاجتماعية وتقديم الابتكارات التكنولوجية التي تنعكس على حياة الأفراد اليومية.

 

أهم أهداف البحوث العلمية.

1. الوصول إلى اكتشافات وحقائق جديدة في مختلف المجالات والتخصصات العلمية، والوصول إلى التجديد والابتكار.

 

2. السعي إلى دراسة الظواهر والمشكلات المجتمعية، والوصول إلى حلول جذرية ونتائج منطقية علمية سليمة

للمشكلات أو القضايا المطروحة، بما يساعد على تطور المجتمع وإيجاد الحلول لكل ما يعترض مختلف المجتمعات.

 

3. تطوير العلوم من مختلف التخصصات وإثراء المعارف، كما ان البحوث تساعد على تطوير المناهج والخطوات العلمية والبحثية.

 

4. التنبؤ وتوقع المستقبل.

 

5. دراسة أبحاث ودراسات او نظريات سابقة، بهدف نفيها ونقضها، أو توضيح النواقص والثغرات فيها والعمل على سدها، أو تعزيزها، أو تأكيدها.

 

6. تعتبر الدراسات العلمية البحثية من أهم وأبرز الأدوات في العلم والتعليم والكثير من المجالات الأخرى، التي تعتمد على الدراسات البحثية في تطويرها.

 

 

اقرأ ايضاً: كيفية صياغة أهداف البحث العلمي

 

أهمية البحث العلمي بالنسبة للطالب أو الباحث العلمي

إن أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية تظهر بشكل رئيسي على طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي

الذي أنجز البحث العلمي أو اطلع عليه، وتظهر فوائد الدراسات البحثية على الباحث العلمي بشكل أساسي من خلال ما يلي:

 

• أهمية البحث العلمي  الأولى بالنسبة للطالب أو الباحث العلمي: زيادة القاعدة المعرفية للباحث.

تساعد الدراسات العلمية في اطلاع الباحث العلمي أو طلاب الدراسات العليا على الكثير من المعلومات والبيانات

وبالتالي زيادة قاعدتهم المعرفية، واكتساب المعارف الجديدة، والبقاء على تواصل تام مع كل ما هو جديد بالتخصص العلمي للباحث العلمي.

فالباحث العلمي أو أي مختص أو مهتم، يستطيع من خلال الدراسات البحثية البقاء مطلع على كل ما يصدر بتخصصه العلمي.

فعلى سبيل المثال فإن الطبيب يواكب كل  التطورات والاكتشافات المرتبطة بمجاله الطبي، وبذلك يبقى قادراً على تطوير عمله بما ينعكس على جميع المراجعين له من المرضى.

 

• أهمية البحث العلمي الثانية بالنسبة للطالب أو الباحث العلمي: علو شأن الباحث العلمي.

إن قيام الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا بالدراسات البحثية المهمة، فيه علو من شأنه العلمي والعملي، فينال

الشهرة المعنوية، ويحقق العديد من الفوائد على الصعيد المالي.

وعلى الصعيد العلمي فإن إجراء الدراسات البحثية وما يتضمنه من اطلاع على معلومات ودراسات، يسمح للباحث بتوسيع

قاعدته المعرفية وبزيادة خبرته في القيام بالأبحاث بمختلف مراحله الدراسية.

كما أن نشر الباحث العلمي لدراسته البحثية في المجلات العلمية المحكمة يحقق له العديد من الفوائد، فهو من ناحية

يسمح للباحث العلمي أن يترقى بالسلم الوظيفي وخصوصاً في الجامعات والمؤسسات البحثية.

كما ان معظم الجامعات في مرحلة الدراسات العليا تمنح الطلاب الذين قاموا بإعداد الأبحاث ونشرها، أولوية على زملائهم

عند توزيع مقاعد مرحلة الماجستير أو الدكتوراه، وهو ما يظهر أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية للباحث.

 

 

• أهمية البحث العلمي الثالثة بالنسبة للطالب أو الباحث العلمي:الوصول إلى أهداف بحثية أدق وأكثر أهمية.

يستطيع الباحث العلمي من خلال اطلاعه على الدراسات الأخرى، ومن خلال إبداعاته ومهاراته وما يمتلكه من معارف وخبرات أن يصل إلى أهداف بحثية أكثر أهمية. 

وأن يحدد هذه الأهداف بدقة أكبر، وبالتالي الوصول إلى دراسات ناجحة وأكثر فائدة للباحث نفسه من جهة، ولتطور العلوم والمجتمعات من جهة أخرى.

 

• أهمية البحث العلمي الرابعة بالنسبة للطالب أو الباحث العلمي: قدرة الباحث على تحليل الظواهر.

يمكن للباحث العلمي من خلال الدراسات البحثية امتلاك إمكانيات أكبر على الدراسة المعمقة للإشكاليات والظواهر البحثية.

وذلك من خلال التفكير العقلاني المنطقي المعمق، والقدرة على اكتشاف المسببات للظواهر البحثية، والوصول بالدراسة إلى حلول ونتائج منطقية سليمة.

 

• أهمية البحث العلمي الخامسة بالنسبة للطالب أو الباحث العلمي:اكتساب أخلاقيات الباحث العلمي.

على الباحث العلمي الساعي إلى تطوير نفسه على مختلف المستويات العلمية والشخصية أن يتحلى بأخلاقيات الباحث العلمي.

وهي اخلاقيات حميدة تطور من شخصية الإنسان وترفع من شأنه.

 

فأول ما يطلبه العمل العلمي الأكاديمي هو الالتزام بالأمانة العلمية، وتجنب الانتحال والسرقة الأدبية من الآخرين والحفاظ على حقوقهم.

ويكون ذلك من خلال التوثيق العلمي الأكاديمي السليم لجميع المصادر المباشرة وغير المباشرة في البحث العلمي.

 

كما أن أخلاقيات الباحث العلمي تمنعه من دس المعلومات والبيانات المغلوطة، ومن وضع أسماء في البحث لم تشارك فيه اصلاً، أو عدم

وضع أسماء ساهمت في إعداد وكتابة البحث العلمي.

كما أن البحث العلمي يلزم الباحث التحلي بالتواضع في تعامله مع الآخرين وبالخصوص مع أفراد عينة الدراسة، مع ضرورة الحفاظ على

أسرارهم وعدم تعريضهم لأي أخطار أو أضرار، إلا بعد إخبارهم بطبيعة البحث الذي يشاركون فيه والحصول على موافقتهم الشخصية.

 

بالإضافة إلى أن الباحث العلمي يجب ان يتحلى في دراساته البحثية بالأخلاق التي تمنعه من البحث بأي أمر يخالف الأديان، او القوانين، أو الاعراف المجتمعية، للبلد الذي يعد البحث فيه أو ينشره فيه.

 

اقرأ ايضاً: أهمية البحث العلمي في تنمية ذاتك ومهاراتك

 

أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية.

كما ظهر في فقراتنا السابقة فإن البحث العلمي له دور رئيسي في حياتنا اليومية، وله تأثير في مختلف المجالات المرتبطة:

بالصحة، أو التعليم، أو الرفاهية، أو الكثير من الأمور الأخرى، كما أن أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية تظهر بشكل رئيسي من خلال ما يلي:

 

• زيادة جودة الحياة.

تساهم البحوث العلمية بشكل هائل في زيادة جودة الحياة للأفراد، ويظهر ذلك بالدراسات في معظم المجالات العلمية

وهو أمر يصعب حصره، ومن الأمثلة الهامة عليه نذكر.

تساهم الدراسات الطبية في الحفاظ على حياة الأفراد، وإيجاد الأدوية واللقاحات والوسائل المساعدة التي تساعد على

التشخيص أو العلاج أو غير ذلك، كما انها تساهم بإنقاذ حياة الكثيرين، وفي تخطي مئات الملايين لمشكلاتهم الصحية.

كما أن الدراسات العلمية ساهمت بالتطور التكنولوجي من مختلف المجالات، وما ساهم فيه هذا التطور من رفاهية للبشرية، وفي نقل الإنسان إلى مراحل لم يكن من الممكن تخيلها قبل عقود بسيطة.

وبالإضافة إلى ذلك فإن أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية تظهر بتحسين جودة الحياة، وذلك من خلال الوصول إلى حلول ونتائج منطقية لمختلف الإشكاليات والقضايا المجتمعية.

 

• الأبحاث العلمية تمد الإنسان بالمعرفة.

كما أوضحنا في الفقرات السابقة فإن قيام الباحث العلمي بإجراء دراسات بحثية مهمة يحقق له فوائد كبيرة، ولكن أهمية هذه الدراسات لا تقتصر على الباحثين العلميين، فهي تمتد لجميع الأشخاص، وبالخصوص المتخصصين المهتمين بالمجال العلمي للبحث العلمي المنشور.

فهي قد تكون من أهم مصادر المعلومات للبحوث والرسائل والأوراق العلمية اللاحقة.

كما أنها تكسب الأفراد فهم أعمق، وتؤثر بشكل كبير على إدراك الإنسان والأفعال التي يقوم بها، وهي تثري حياة الأفراد

بمختلف المجالات الصحية، والتكنولوجية، والاجتماعية، وبالتغذية، وإدارة الأعمال وغيرها من مجالات أخرى مرتبطة بحياة الإنسان.

كما أن قراءة الشخص حتى غير المتخصص تنمي من معارفه، وتصقل المهارات التحليلية، وتساعد في الوصول إلى إمكانية

التفكير النقدي، وممارسة حكم موضوعي مبني على الأدلة لا على الشائعات أو الآراء.

 

• الأبحاث العلمية عامل أساسي للتطور باتجاه الأمام.

إن أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية تظهر من خلال دفعها الحياة البشرية نحو الأمام في مختلف المجالات.

فعلى سبيل المثال ساهم الطب الحديث بإنقاذ حياة مئات الملايين بإيجاد اللقاحات لأمراض كالملاريا والسل أو غير ذلك.

كما أن التكنولوجيا وغيرها من أنواع العلوم التي تتطور ساهمت في نقل البشرية إلى مكان آخر في مختلف المجالات، وهو ما ساعد الإنسان على أن يصل إلى تطور متسارع غير مسبوق كالتطور في مجال الاتصال على سبيل المثال.

 

• انعكاس التطور البحثي على المؤسسات الصناعية والاقتصادية.

انعكس  التطور العلمي في مجالاته المختلفة على المؤسسات الصناعية والاقتصادية، فهذه الدراسات ساهمت في الوصول إلى صناعات

كثيرة لم تكن معروفة سابقاً، وهو ما انعكس على الأوضاع الاقتصادية.

 فالدراسات العلمية وخصوصاً التطبيقية منها استخدمت في خلق الكثير من الاختراعات التي تنعكس على نجاح المؤسسات صناعياً واقتصادياً.

 

• أهمية البحث العلمي للأمم والدول.

إن تقدم الدول يقاس بتطور الدراسات العلمية فيها، ولذلك فإننا نجد أن جميع الدول المتقدمة أو الباحثة عن النمو تشجع البحوث والباحثين العلميين، وتقدم كل أشكال الدعم لهم.

كما أن الدول تدعم العلم والتعليم والجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية، وهو ما ينعكس إيجاباً على تطور الدول والمجتمعات.

فالتقدم العلمي سينعكس على جميع المجالات في الدولة كالصناعة والزراعة والتجارة، وفي الصحة والطب، واستغلال الموارد الطبيعية، وفي الجيش والكثير من المجالات الأخرى التي تظهر أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية لمواطني الدولة.

وفي الختام نجد أن البحوث العلمية من أهم الوسائل الرئيسية التي تساهم بتنمية المعارف، واكتشاف الحقائق من مختلف التخصصات العلمية.

كما أن الدراسات العلمية من مصادر التطوير للصناعات والمؤسسات المختلفة، وبتطوير العلم والتعليم والمؤسسات العلمية، كما أن تطور الأمم والدول يتوقف على الاستراتيجيات المختلفة.

 

الملخص.

وبذلك نكون قد اطلعنا في مقالنا لليوم “أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية” على مفهوم البحث العلمي، وعلى أهم أهداف البحوث العلمية.

ما أهمية البحث العلمي بالنسبة للطالب أو الباحث العلمي، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية.

سائلين الله عز وجل التوفيق في تقديم كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين.

 

أهمية البحث العلمي، 2021، مبتعث

البحث العلمي وحياتنا اليومية، 2021،  lookinmena

ما هي أهمية البحث العلمي في الحياة اليومية، 2021، studyshoot