محتويات المقال
1 متغيرات البحث التجريبي

متغيرات البحث التجريبي

محتويات المقال

إن تحديد متغيرات البحث التجريبي من الأساسيات التي تقوم عليها الدراسات التجريبية، والتي تعتبر بدورها

من أهم أنواع الدراسات في البحوث العلمية، ولها دور كبير في تطوير العلوم والأمم والمجتمعات.

لا بدّ على الباحث العلمي الذي يعمل على إنجاز بحث تجريبي من تحديد متغيرات البحث سواءً من المتغير

المستقل (التجريبي) الذي يعبّر عن العامل الذي يسعى الباحث لقياس تأثيره على المتغير أو المتغيرات التابعة.

أو المتغير التابع وهو المتغير الذي يتم قياسه تأثير المتغير أو المتغيرات المستقلة عليه.

 بالإضافة إلى المتغيرات الدخيلة التي تعتبر من العوامل التي تؤثر على المتغير التابع، وذلك من خلال تداخلها

مع المتغير المستقل في التأثير على المتغير او المتغيرات التابعة.

خدمة اعداد منهجية البحث التجريبي

 مفهوم المتغيرات في البحث التجريبي:

إن المتغير هو الشيء القابل لأن يقاس عليه وضبطه ومعالجته والتحكم به في أثناء العمل البحثي، بحيث تتجه

الدراسات العلمية إلى أن تحليل المتغيرات التي يمكنها وصف الفكرة أو التجربة أو الظاهرة، حيث ترتبط خصائص

المتغيرات في الأبحاث العلمية بشكل وثيق بنوعها.

إن تعريف المتغيرات إحصائياً يكون بأنها الأشياء التي تقبل التغيير أو القياس بشكل كمي أو كيفي، وهي قد تكون

متغيرات لها قابلية التأثير كالمتغير المستقل، أو تكون لديها قابلية تأثر كما هو موجود بالمتغير التابع.

وتبقى إمكانية التحكم والضبط للباحث العلمي هي صاحبة الدور الرئيسي في وصول البحث التجريبي إلى نتائج بحثية سليمة ودقيقة.

 

ضبط متغيرات البحث التجريبي:

إن البحث أو المنهج التجريبي مرتبط بشكل وثيق بمفهوم الضبط، بحيث يقوم الباحث العلمي بالتعامل مع العمليات

السببية التي تتم بين متغيرات البحث المستقلة والتابعة، وهو ما يحتاج من الباحث العلمي العمل على ضبط أو عزل

جميع التفسيرات المحتملة أو البديلة التي تتم دراستها.

إن المتغير أو المتغيرات التابعة قد تتأثر بالعديد من العوامل غير المتغير التجريبي (المستقل)، وهو ما يستلزم من

الباحث التجريبي العمل على ضبط هذه العوامل والتحكم بها والسماح للمتغير المستقل دون غيره التأثير على المتغير التابع.

إن المتغير التابع يمكن أن يتأثر بخصائص الأفراد الذين تجري التجارب عليهم، وهو ما يفرض على الباحث العلمي أن

يقوم بإجراء تجاربه على مجموعتين متكافئتين، بحيث لا يكون هناك أية فروق بين الأفراد سواء بالمجموعة التجريبية

أو الضابطة عبر دخول المتغير التجريبي على المجموعة الضابطة.

إن المتغيرات التابعة تتأثر بإجراء الاختبار او التجربة، وهو ما يستوجب ضبط الاجراءات لكي لا تؤدي إلى أية تأثيرات إيجابية أو سلبية على النتائج.

إن المتغير التابع قد يتأثر بالعوامل الخارجية ومنها على سبيل المثال حالة الطقس، أو الضوضاء، أو الإضاءة، أو غيرها من العوامل التي تؤكد على ضرورة الضبط لهذه المتغيرات.

 

أنواع متغيرات البحث التجريبي:

تتعدد أنواع متغيرات البحث التجريبي ومنها ثلاثة أنواع رئيسية هي: (المتغيرات المستقلة، والمتغيرات التابعة، والمتغيرات الدخيلة)، وأبرز هذه الأنواع للمتغيرات البحثية نذكر ما يلي:

 

  • المتغير المستقل:

إن المتغير المستقل متغير أساسي في البحث التجريبي، ويطلق على المتغير أو المتغيرات التي تؤثر بمتغيرات البحث دون أن تتأثر بها.

والمتغيرات المستقلة هي متغيرات قابلة للقياس كمياً أو كيفياً، ومن خلال ضبط ومعالجة الباحث العلمي للمتغير المستقل تتم مراقبة ودراسة التأثيرات التي تحصل على المتغير التابع أو المتغيرات التابعة.

في حال لم تظهر أية تأثيرات على المتغير التابع فلا تكون هناك أية علاقة بين المتغيرات ويرمز إليها بالرقم 0، أما في حال كان هناك تأثير إيجابي فيرمز إلى التغيير+1، وإن كان التأثير سلبي فيرمز إليه -1.

وكمثال عن هذا النوع من أنواع متغيرات البحث العلمي قد يكون موضوع البحث يستهدف أسلوب تدريس مادة اللغة الإنجليزية على طلاب الصف الثاني الأساسي، وتأثيره على مستوى الطلاب.

فأسلوب التدريس يكون المتغير المستقل للبحث، بينما مستوى الطلاب هو المتغير التابع الذي يمكن أن يتأثر إيجابياً أو سلبياً بأسلوب التدريس.

إن المتغيرات المستقلة تسمى في البحث التجريبي المتغيرات التجريبية، وذلك لأن الباحث العلمي يعتمد عليها عند إجراء الاختبارات والتجارب التي تقيس مدى تأثيرها على المتغير البحثي.

و للمتغيرات المستقلة عدة تصنيفات منها المتغيرات المستقلة المضبوطة التي يمكن للباحث العلمي أن يتدخل فيه بشكل مباشر، ولكن مع الحفاظ على التوزيع لوحدات العينة بناءً على خاصيات محددة.

كما أن للمتغيرات المستقلة تصنيف هو المتغيرات المستقلة المتحكم بها، وهي المتغيرات التي يمكن أن تتغير حالتها و القابلة للضبط من خلال التدخل المباشر للباحث العلمي.

 

  • المتغير التابع:

من أهم متغيرات البحث التجريبي المتغيرات التابعة وهي المتغيرات التي تتأثر بالمتغيرات المستقلة دون ان تؤثر بها.

بحيث تحصل هذه التأثيرات على المتغير التابع نتيجة الضبط والتأثير على المتغير المستقل، ووفق وجود تأثير سواء

كان تأثير سلبي او إيجابي تتحدد نتائج البحث التجريبي.

فالباحث العلمي لا يقوم بأي تأثير مباشر او ضبط للمتغير التابع بل يكتفي بملاحظته ومراقبة ما يصيبه من تغيرات

نتيجة الضبط والتحكم الحاصل على المتغير المستقل.

إن العلاقة بين المتغيرات في البحث العلمي هي التي تحدد النوع الخاص بكل متغير، فعندما يكون المتغير يؤثر ولا

يتأثر فهو متغير مستقل، بينما يكون المتغير التابع عندما يتأثر هذا المتغير بالمتغيرات الاخرى.

 

  • المتغير الدخيل: 

وهو المتغير الذي يكون من متغيرات البحث العلمي، فهو من المتغيرات الثانوية المستقلة، وهو أحد العوامل التي

تؤثر بالعلاقة التي تربط كل من المتغير المستقل مع أحد المتغيرات التابعة، ولكن دون أن يستطيع الباحث العلمي أن يضبطه او يتجنب تأثيراته.

إن المتغيرات الدخيلة متغيرات غير قابلة للقياس ولا يمكن أن يتم التعامل معها او قياسها بشكل مباشر عبر الإجراءات البحثية.

يقوم الباحث العلمي الذي يواجه عدة مواقف من إشكاليات رئيسية تتمثل بوجود عدد من المتغيرات المستقلة الممكنة.

وهي متغيرات تؤثر على المتغيرات التابعة أو المتغير التابع.

وعلى سبيل المثال فإن البيئة التي يعيش فيها الطالب، أو الميول السياسية له، أو الظروف المالية له تؤثر على التحصيل

العلمي له، وهي من المتغيرات الدخيلة عند قياس تأثير أسلوب دراسي معين.

 

  • المتغيرات المتداخلة:

إن المتغيرات المتداخلة أحد أنواع المتغيرات الدخيلة فهي تتداخل مع نتيجة البحث، والمتغيرات المتداخلة تتميز بقدرة

الباحث العلمي أن يضبطها ويتعامل معها بأسلوب إحصائي، وذلك من خلال استخدامه لتحليل البيانات المغايرة أو المصاحبة.

 

  • المتغيرات الضابطة:

وهي متغيرات مستقلة ثانوية أخيرة، كما أنها متغيرات لها تأثيرات ظاهرة، وإن كانت لا تدخل بالتصميم الرئيسي للدراسة البحثية التجريبية.

إن الهدف في هذه المتغيرات هو اكتشاف الأثر بالمتغيرات او  المتغير التابع، فالباحث التجريبي يتجه إلى إزالة تأثيره

او حذفه إن أمكن، وذلك ليتأكد من طبيعة العلاقات التي تربط متغيرات البحث الرئيسية مع المتغيرات التابعة.

 

  • المتغيرات المعدلة:

وهي تعتبر من أصناف المتغيرات المستقلة الثانوية في البحث العلمي، ويقوم الباحث العلمي بقياسها والتعامل معها

بهدف التحقق من وجود علاقات أو عدم وجودها بين المتغير المستقل الأساسي مع المتغير التابع.

 

 

أنواع الضبط في البحث التجريبي:

إن ضبط البحث التجريبي يتم من خلال ضبط التجارب المعملية من ثلاثة مجالات وهي: البيئة التي تتم فيها التجربة أو الدراسة

ومتغيرات البحث التجريبي التي تقوم دراستها في البحث العلمي، والمبحوثين أو الظاهرة الخاضعة للتجربة، وذلك وفق الشكل التالي:

 

  • الضبط البيئي:

إن البحث التجريبي يتيح للباحث العلمي أن يعزل الموقف التجريبي عن التأثيرات التي يمكن أن تأتي من متغيرات أخرى

ليست مدروسة، كما يتم عزله عن باقي المتغيرات العلمية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على المتغير أو المتغيرات التابعة.

ولا يلزم البحث التجريبي الباحث العلمي أن يضبط بيئة التجربة على نحو محدد، وإنما عليه أن يضبط التجارب بالشكل الذي

يراه ملائما للتجربة، وهو يعمل على تعديل عمليات الضبط أو يغيرها وكيفما شاء.

 

  • ضبط المتغيرات:

إن الأبحاث التجريبية تسمح للباحث العلمي أن يضبط ويتحكم بالمتغيرات المستقلة، ويلاحظ التأثيرات التي تحدثها على

المتغيرات التابع، مع تحديد الكيفية التي تتم من خلالها معالجة المتغيرات والتعامل معها.

 

  • ضبط العينة الخاضعة للدراسة:

إن البحوث التجريبية تسمح للباحث العلمي أن يضبط عملية اختيار الظاهرة الخاضعة للدراسة، أو الأفراد الخاضعين للدراسة، بحيث تتم عملية توزيع المبحوثين إلى مجموعتين الاولى تجريبية والثانية ضابطة، وبعد ذلك تتم المعالجة التجريبية للبحث العلمي.

 

أهداف عملية الضبط في البحث التجريبي:

  • عزل متغيرات البحث التجريبي:

إن الباحث العلمي يقوم في بعض الأحيان بدراسة أثر أحد المتغيرات، كأن يتم تأثير المتغير على سلوكيات الشخص

الذي قد يتأثر كذلك بمتغيرات أو عوامل أخرى، وهذا ما يستلزم عزل كافة العوامل الأخرى وأن يتم إبعادها عن الاختبار أو التجربة.

 

  • تثبيت المتغيرات في البحث التجريبي :

ومن خلال هذه العملية تستخدم مجموعات متكافئة أي أن الباحث العلمي يقوم بتثبيت كافة المتغيرات المؤثرة، لأن المجموعات التجريبية تماثل المجموعة الضابطة.

تؤثر المجموعة الضابطة بالمجموعة التجريبية أو العكس، وعندما يضيف الباحث العلمي المتغير التجريبي فإن هذا ما تتميز به المجموعة التجريبية.

 

أهمية متغيرات البحث التجريبي:

إن المتغيرات في البحث التجريبي بأنواعها المختلفة لها أهمية كبيرة، وتبقى المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة أهم المتغيرات في

البحث العلمي، وتظهر أهمية متغيرات البحث التجريبي بشكل رئيسي من خلال ما يلي:

 

1. إن المتغيرات المستقلة في الأبحاث التجريبية تعتبر المنطلق الأساسي لكل فرضية من فرضيات البحث العلمي.

فالمتغير الذي يمكن أن يؤثر على المتغيرات التابعة، هو المسبب الرئيسي للمشكلة او الظاهرة البحثية.

 

2. إن المتغيرات التابعة يمكن أن تعتبر المفهوم الأساسي المحدد للإشكالية البحثية، وهذا ما يمكن اعتباره المنطلق

الأساسي لكافة أنواع الأبحاث التجريبية في المجالات والتخصصات العلمية المتنوعة.

 

3. يعمل الباحث التجريبي على دراسة الأدبيات والدراسات السابقة ومناقشتها، والعمل على دراسة العلاقة التي تربط

الدراسات السابقة مع الدراسة قيد البحث، وذلك بناءً على المتغيرات التي اعتمدها الباحث العلمي في البحث التجريبي.

 

4. إن متغيرات البحث التجريبي المستقلة والتابعة تعتبر المفاهيم والمنطلقات الرئيسية التي يعتمدها الباحث العلمي

عند التحري عن الدراسات السابقة وأدبيات الموضوع.

 

5. إن المتغيرات في البحوث التجريبية تعتبر المحور الرئيسي للبيانات والمعلومات البحثية بالمستخلص الدراسي المعتمد

على دراسة متغيرات البحث التجريبي، وما هي العلاقات فيما بين هذه المتغيرات.

 

6. إن اختبار الفرضيات في البحث التجريبي يعتمد بصورة رئيسية على دراسة المتغيرات المتعددة للبحث العلمي.

والتأكد ما هي العلاقات التي تربط فيما بين هذه المتغيرات، وهل هذه العلاقات إيجابية أو سلبية.

 

7. إن الاستنتاجات والحلول التي يتم الوصول إليها من قبل الباحث العلمي ترتبط بصورة كبيرة بمتغيرات البحث التجريبي.

وما هي العلاقة بين تلك المتغيرات، وهو ما يتوجب على الباحث التجريبي أن يعرضه بشكل واضح ومفهوم في استنتاجات وحلول البحث العلمي.

 

المجموعات في البحث التجريبي:

إن الباحث العلمي يعتمد خلال إنجاز التجربة على مجموعتين رئيسيتين وهما:

 

  • المجموعة التجريبية:

إن المجموعة التجريبية هي المجموعة التي تتعرض للمتغير المستقل (التجريبي)، وذلك بهدف معرفة مدى تأثير المتغيرات

المستقلة على المتغيرات التابعة.

 

  • المجموعة الضابطة (الشاهدة):

إن المجموعة الشاهدة أو الضابطة  تقدم فوائد كبيرة للباحث العلمي التجريبي، وهي المجموعة التي لا تتعرض للمتغيرات

المستقلة، والتي تبقى تحت الظروف الطبيعية.

 

تصميم التجربة في الأبحاث التجريبية:

إن الباحث التجريبي أثناء دراسته قد يستعين بأحد أنواع التصميمات التجريبية، والتي يمكن من خلال الاستعانة بها جمع البيانات والمعلومات

الضرورية من ميدان التجربة، وذلك بهدف التحقق من مدى صحة فرضيات البحث ومطابقتها مع الواقع، وهذه التجارب أو المجموعات هي:

 

  • قياس قبل التجربة وبعدها على مجموعة أفراد واحدة:

 ويعتمد على هذا التصميم بهدف معرفة الأثر الذي يتركه العامل المستقل عليها، وبالتالي تخضع المجموعة لتأثيرات العامل المستقل.

إن حالة المجموعة تجري دراستها قبل التعرض للمتغير المستقل وبعد التعرض اليه، وذلك لمعرفة مدى التأثر بالعامل المستقل (التجريبي).

إن تصميم البحث التجريبي بهذه الطريقة يتميز بسهولة بنائه واستخدامه لأنه يعتمد على متغير تابع فقط، وهو ما يعني أن النتائج عادةً تكون دقيقة نتيجة الفرق الذي يصيب أداء المتغير التابع ومدى تأثره بالمتغير المستقل خلال التجربة.

ولكن بالوقت ذاته فإنه هذا التصميم يعاب عليه أن التغيرات التي تحصل على المتغير التابع قد لا تكون بسبب تأثيرات المتغير المستقل وحسب، بل قد يكون هناك مؤثرات وعوامل أخرى قد أثرت فيه.

أما أكثر الحالات التي يعتبر هذا التصميم مفيداً فيها فهي عندما تكون مدة الاختبار أو التجربة قصيرة، أو عندما يكون للمتغير المستقل أثر واضح بشكل كبير.

  • قياس قبل التجربة وبعدها لمجموعتين:

بعد أن تعرفنا على كيفية إجراء التجربة على متغير واحد، فإن التصميم قد يكون على أكثر من متغير، كاستخدام الباحث العلمي لمجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة خاضعة للعامل الأولى التجريبي.

بحيث تترك المجموعة الثانية بالتجربة في الظروف الطبيعية، فالفرق يكون بين المجموعتين ينتج من خلال تأثر المجموعة التجريبية بالعامل المستقل.

إن التجارب قد تجري باستخدام مجموعتين او أكثر لتزداد الدقة في النتائج، كأن يجعل الباحث العلمي مجموعتين تجريبيتين ومثلهما ضابطتين، وتخضع كلا المجموعتين للمراقبة البعدية والقبلية لاكتشاف أهم النتائج، ويكون ذلك من خلال ما يلي:

إجراء اختبار قبلي على كلا المجموعتين قبل أن يتم إدخال المتغير المستقل، إجراء اختبار  بعدي يقيس تأثير المتغير المستقل على المتغير التابع، حساب الفرق بين القياسين قبل إدخال المتغير المستقل وبعده.

 

  • قياس بعد إجراء التجربة لمجموعتين:

إن التجربة قد تجري على مجموعتين من الأفراد وذلك لقياس أثر العامل المستقل عليها، فيتم إخضاع كلا المجموعتين لتأثير العامل المستقل.

وبعد ذلك يتم دراسة حالة كل مجموعة منهما بعد التعرض لتأثير العامل التجريبي للبحث، بحيث يكون الفرق بكل جماعة هو الناتج عن تأثير العامل المستقل وناتجاً عنه.

ويستند الباحث العلمي في هذا التصميم ووفقاً للموضوع البحثي على التجربة القبلية البعدية، التجربة القبلية البعدية مع استخدام الجماعة الضابطة مع وجود إمكانية أن يزيد الباحث من عدد المجموعات، أو على التجربة البعدية.

ومن الأمور التي يمكن للباحث التجريبي أن يقوم بالاستعانة بها إضافةً لما ذكرناه:

 

  • التجربة المقارنة:

ويقوم الباحث العلمي وفق هذه التجربة بتصميم بحثه على أحد الأسس التي عرضناها سابقاً، ولكن مع إضافة لكل نوع جماعة واحدة.

فعلى سبيل المثال عندما يستعمل الباحث العلمي التجربة البعدية، فإن يقوم بإضافة مجموعة أخرى، وبالتالي يكون لديه مجموعتين تجريبيتين ومجموعة ضابطة واحدة.

 

  • أسلوب تدوير المجموعات أو التجربة الدائرية:

في حال كان لدى الباحث العلمي مجموعتين أو أكثر، وأراد تجاوز أية أخطاء قد يقع بها نتيجة اعتماده على أحد الطرق التجريبية السابقة، فقد يلجأ إلى أسلوب تدوير المجموعات الذي يسمى كذلك التجربة الدائرية.

ولكي يتحقق الباحث العلمي من أن المتغير التابع قد تأثر بالمتغير المستقل، فإنه يعمل على إدخال متغيرات تجريبية على كل مجموعة من المجموعات التي قام بتصميمها، فتصبح بذلك المجموعة الضابطة مجموعة تجريبية، والمجموعة التجريبية هي المجموعة الضابطة.

 

  • طريقة التوائم:

إن الباحث العلمي يلجأ إلى تصميم هذا الأسلوب من التجارب عندما يستخدم مجموعتين، فتكون كل مجموعة منهما تضم توأم واحد أو أكثر من ذلك، ليدخل المتغير المستقل بعد ذلك على المجموعة التجريبية، في حين تبقى المجموعة الضابطة كما هي.

تعتمد المقارنة بشكل كامل على التوأم أو التوائم، وتبقى الدراسات البيئية او الوراثية التي تعمل على تحديد الصفات العامة الجسمية والذكاء وغيرها من خصائص شخصية أكثر من يعتمد على هذا النوع من أنواع التصميم التجريبي.

ولكن بالوقت نفسه من الصعب من الناحية العملية أن يجد الباحث العلمي العدد الكافي من التوائم لكي يحقق تكافؤ بين كل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية.

 

أهم خطوات المنهج التجريبي:

بعد أن اطلعنا على أهم المعلومات المرتبطة بمختلف متغيرات البحث التجريبي، من المفيد الاطلاع على الخطوات الرئيسية التي يقوم بها الباحث العلمي الذي يعتمد على المنهج التجريبي في البحث، وهذه الخطوات هي:

 

  • التحديد الدقيق لمشكلة البحث العلمي:

على الباحث العلمي أن يقوم بتحديد مشكلة البحث بشكل دقيق من جميع جوانبها، وأن يعمل على صياغتها وتوضيحها بالشكل السليم، وأن يظهر أهداف البحث، وأهمية الدراسة وفوائدها على التخصص العلمي للبحث، أو انعكاساتها على المجتمع والأفراد.

 

  • صياغة فرضيات البحث التجريبي:

من أهم الخطوات في البحث التجريبي صياغة الباحث العلمي لفرضياته البحثية، ومن خلالها يظهر العلاقة بين مختلف متغيرات البحث التجريبي، كما يظهر توقعاته لما سيصل إليه البحث التجريبي من نتائج، وهو ما ستؤكده النتائج لاحقاً أو تنفيه بالبراهين والأدلة.

علماً ان الباحث العلمي يجب أن يحرص على صياغة فرضياته البحثية بشكل متناسق ومتسلسل، يتناسب مع تطور البحث العلمي الذي يعمل على دراسته.

 

  • اختيار التصميم التجريبي:

كما مرّ معنا فإن تصميم البحث التجريبي متعددة، وهو ما على الباحث العلمي معرفته بشكل دقيق وسليم، ليختار في هذه المرحلة التصميم المناسب لدراسته البحثية، والذي يساهم في نجاح البحث العلمي ووصوله إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

 

  • إجراء التجربة وجمع بيانات البحث العلمي:

وهي الخطوة الجوهرية التي يتم من خلالها إجراء التجربة البحثية ومراقبتها وملاحظتها وجمع المادة العلمية الخاصة بها.

 

  • تحليل معلومات البحث وعرض النتائج:

بعد إجراء التجربة وجمع المعلومات والبيانات منها، يتجه الباحث العلمي إلى تنظيم ودراسة وتحليل هذه المادة العلمية، ليصل إلى النتائج البحثية المنطقية السليمة المؤكدة بالبراهين والأدلة، والتي تؤكد فرضيات البحث او تنفيها بالدليل والبرهان.

 

الملخص

وبذلك نكون قد اطلعنا من خلال مقال “متغيرات البحث التجريبي” على مفهوم المتغيرات في البحث التجريبي.

وما هي الكيفية التي تتم من خلالها ضبط هذه المتغيرات، مع عرض أنواع المتغيرات التي يعتبر أبرزها المتغير المستقل والمتغير التابع والمتغير الدخيل.

وبعد ذلك عرضنا أهم أنواع الضبط في البحث التجريبي، وما هي الأهداف الرئيسية لعمليات الضبط في هذه الدراسات البحثية.

لنتجه بعد ذلك للاطلاع على المجموعات في البحوث التجريبية، وما هي أبرز تصاميم التجارب في الأبحاث التجريبية.

بالإضافة لإلقاء الضوء على أهم خطوات المنهج التجريبي، وأهمية متغيرات البحث التجريبي.

 

سائلين الله تعالى أن يكون قد وفقنا في عرض كل ما هو مفيد ومهم لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين الاعزاء.

 

 

المصادر:

مناهج وتقنيات البحث التجريب، 2022، جامعة محمد لمين دباغين سطيف

متغيرات البحث التجريبي، 2022، موضوع

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments