محتويات المقال

أنواع المناهج

تتعدد أنواع المناهج البحثية التي يفترض من اي طالب او باحث علمي التعرف عليها جميعاً، وأن يعرف سمات كل منهج علمي وما هي ميزاته وسلبياته، كي يتمكن من اختيار المنهج الانسب للبحث العلمي الذي يقوم بدراسته، وبالتالي الوصول الى نتائج بحثية صحيحة ودقيقة.

علماً أن المناهج البحثية تتجسد بالإجراءات المنهجية المنظمة، التي تساعد الباحث العلمي على أن يضع تصوراته لإشكالية أو ظاهرة البحث العلمي، فموضوع البحث العلمي هو المحدد الأساسي في اختيار المنهج المناسب الذي يفترض استخدامه في الدراسة البحثية، فإذا كان الباحث العلمي يحتاج الى مراجعة تاريخية لظاهرة ما يريد التنبؤ من خلالها بالمستقبل، فهو يتجه الى اتباع المنهج التاريخي، كما أنه قد يستخدم المنهج التجريبي عندما يكون موضوع البحث علمي تطبيقي، بينما يستخدم المنهج  التحليلي إذا كان البحث العلمي يحتاج الى التعمق في الدراسة، ونجد في الكثير من الابحاث العلمية أن الطالب او الباحث العلمي يستخدم في دراسته أكثر من منهج واحد.

 

تعريف المناهج العلمية:

وهي طريقة التفكير التي يعتمد عليها الطالب أو الباحث العلمي لترتيب أفكاره المرتبطة بإشكالية أو ظاهرة بحثية معينة، فيحلل هذه الأفكار ويقوم بعرضها ليصل الى النتائج والمعلومات المرتبطة بهذه الظاهرة، على ان يقوم بكل هذه المراحل بشكل منظم ومتسلسل ومترابط، بمعنى ان كل مرحلة ينتهي منها هي التي تقود الباحث الى المرحلة التالية.

كما اننا نستطيع تعريف المناهج البحثية بأنها الطريقة العلمية المنظمة التي يتبعها الباحث العلمي، في إطار سعيه لإيجاد حلول علمية لإشكالية أو ظاهرة البحث العلمي، وبذلك تعتبر الطريق الذي يختاره الباحث للوصول الى النتائج البحثية الدقيقة المطلوبة وبالتالي تحقيق أهداف الدراسة العلمية.

أبرز أنواع المناهج البحثية حسب التصنيفات العلمية الحديثة:

تتعدد التصنيفات من قبل العلماء ل أنواع المناهج العلمية، ومن أبرز هذه التصنيفات:

تصنيف ماركيز:

قام العالم ماركيز بتصنيف مناهج البحث العلمي الى ستة انواع أساسية هي: (المنهج التاريخي- المنهج التجريبي- المنهج الفلسفي- منهج الدراسات المسحية- منهج دراسة الحالة- المنهج الأنثروبولوجي).

تصنيف ويتني:

ومن جهته فقد قام العالم ويتني بتقسيم المناهج العلمية الى سبعة انواع اساسية هي: (المنهج الفلسفي- المنهج التاريخي- المنهج الابداعي- المنهج التجريبي- المنهج الوصفي- المنهج الاجتماعي- المنهج التنبؤي).

تصنيف جود وسكيتس:

قسم هذا العالم مناهج البحث العلمي الى أنواع خمسة أساسية هي: (المنهج الوصفي- المنهج التجريبي- منهج دراسة الحالة- المنهج التاريخي- منهج دراسة النمو والتطور).

خصائص المناهج البحثية:

قبل أن نصل الى تفصيل أشهر أنواع المناهج العلمية، سنمر على أبرز خصائص هذه المناهج :

على الرغم من أن مناهج البحث العلمي تختلف في العديد من الأمور، ولكن هناك بعض الخصائص التي تشترك فيها ومن أبرزها:

  • تتبع جميع انواع المناهج العلمية أسلوب منظم سواء بالتفكير أو بالعمل البحثي المعتمد على الملاحظات العلمية والحقائق الصحيحة والدقيقة.
  • يجب على الطالب او الباحث العلمي أن يتسم بعدة امور بغض النظر عن المنهج المتبع، ومنها الحياد والموضوعية والابتعاد عن أية اهواء ذاتية.
  • تنفيذ جميع الخطوات البحثية بصورة متسلسلة ومترابطة.
  • الاعتماد على المناهج البحثية المناسبة لاختبار النتائج التي تمّ التوصل اليها، في أوقات متعددة وأماكن متنوعة.
  • القدرة على توقع الاحداث المستقبلية للظواهر قيد الدراسة، أو كما يعرف بالتنبؤ بالمستقبل.

 

أنواع المناهج العلمية :

المنهج الوصفي: 

إن المنهج الوصفي هو من أكثر المناهج البحث العلمي استخداماً فقد لا يخلو أي بحث علمي منه
ويعتمد هذا المنهج لتحليل ودراسة الظواهر والاشكاليات العلمية التي لها صفة وصفية، اي تلك الظواهر التي تتوافر معلومات غير عددية عنها
وتبقى الابحاث الانسانية والاجتماعية أكثر من يستخدم هذا المنهج. 

للمنهج الوصفي عدة خطوات متسلسلة تبدأ من تحديد ظاهرة او إشكالية البحث، ثمّ جمع جميع المعلومات والبيانات الممكنة عنها
لتوضع أسئلة وفرضيات البحث، ليتجه الباحث الى تقديم الشروح ويجري ما يلزم من تحليلات إحصائية
ثمّ يستخلص النتائج المثبتة بالقرائن والبراهين، كما أن الباحث يختبر الفرضيات ليتأكد من صحتها وامكانية الاعتماد عليها.

وتبقى أبرز ميزات المنهج الوصفي أنه يظهر الظاهرة الوصفية بكل دقة، ويقوم بدراسة العلاقة بين مختلف المتغيرات معتمداً على الموضوعية والتحليل بجمع المعلومات.

بينما يمكن ان نلاحظ أهم عيوبه في صعوبة تعميم النتائج المرتبطة بزمان ومكان معينين
مع محدودية التنبؤ بالنتائج التي تتأثر بصورة كبيرة بالكثير من العوامل التي تغير من النتائج البحثية
كما انه يصعب على الباحث العلمي في المنهج الوصفي ان يحدد المصطلحات او يختبر فرضياته البحثية.

 

المنهج التجريبي: 

وهو من أنواع المناهج البحثية التي تستخدم بكثرة في العلوم التطبيقية، وهو يعتمد على الملاحظة الدقيقة والتجربة العملية التي تسهم بمعرفة الحقائق، وتستخرج النظريات والمسلمات.

للمنهج التجريبي خطوات متعددة هي المشاهدات والملاحظات الدقيقة لإحدى الظواهر التي يتكرر حدوثها، مع تحديد المتغيرات التي تؤثر فيها، ثمّ يصوغ الباحث أسئلة وفرضيات بحثه، ليجري التجارب اللازمة وفق الظروف التي يحددها الباحث نفسه، ليصل على ضوء هذه التجارب الى النتائج والحقائق.

ومن أهم ميزات المنهج التجريبي وصوله للقرائن والبراهين المؤكدة، ومساعدته في التعرف على متغيرات البحث
وما هي العلاقات التي تجمعها مع بعضها البعض، ولكن ما يعاب عليه عدم القدرة على تعميم استنتاجات البحث.

المنهج التاريخي ؟اعداد منهجية الدراسة موقع Master Theses

المنهج الفلسفي: 

يعاكس المنهج الفلسفي المنهج التجريبي، وهو يستهدف الوصول الى مقاصد ومضامين مرتبطة بالمفاهيم التي يتناولها البحث
وتأتي البداية من التعجب من أحد الامور، لتوضع بعد ذلك أسئلة وفرضيات البحث التي توصل الى استنتاجات مبررة بشكل منطقي.

وتبقى أبرز ميزات هذا المنهج من أنواع المناهج البحثية أنه قادر على ان يفسر الظواهر التي لا تخضع لنظم عددية
ولا يمكن للباحث العلمي أن يدرسها كمياً، ولكن ما يعيبه أنه لا يستند الى براهين مؤكدة ودقيقة
مما يجعل استنتاجاته قابلة للمناقشة والجدل من قبل الباحثين المختصين.

المنهج الاستقرائي:

للمنهج الاستقرائي نوعان هما المنهج الاستقرائي الكامل والمنهج الاستقرائي الناقص
حيث ينتقل الباحث العلمي وفق هذا المنهج من الجزء الى الكل ومن الخاص الى العام، معتمداً على أدوات ثلاث رئيسية هي الملاحظة والتجربة والتقدير.

المنهج الاستنباطي (الاستدلالي):

ينتقل الباحث وفق هذا النوع من أنواع المناهج البحثية من الكل الى الجزء ومن العام الى الخاص
أي أنه المنهج المعاكس بشكل تام للمنهج الاستقرائي، ويبقى مجال التربية والتعليم هو المكان الأبرز لاستخدام هذا المنهج الذي يستخدم ثلاث ادوات هي (التجريب العقلي- القياس- التركيب).

المنهج التاريخي:

يسعى الباحث العلمي وفق هذا المنهج العلمي الى دراسة الماضي والتأكد من صحة معلوماته
لعكس هذه الأحداث على أحداث مشابهة لها في العصر الحالي، مما يساعد على التنبؤ بالمستقبل،  فالباحث الذي يعتمد هذا النوع من أنواع المناهج يدرس الأحداث التي حصلت في الماضي ويقوم بوصفها وتحليلها وتفسيرها بشكل منهجي دقيق وعلمي
ليتوصل الى المعلومات التي قد تساهم في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، علماً أن هذا المنهج العلمي الذي يستخدم بكثرة في العلوم التاريخية او الانسانية غالباً ما يتم استخدامه الى جانب أحد انواع المناهج العلمية الاخرى.

 

وبذلك نكون قد عرضنا لكم تعريف مناهج البحث العلمي وخصائصها وتصنيفاتها الحديثة، كما ألقينا الضوء على أهم أنواع المناهج البحثية المتنوعة.

اقرأ ايضا

تاريخ المنهج العلمي

النهج التاريخي عند لانسون

ضبط المتغيرات في المنهج التجريبي

المنهج العلمي في العلوم الاجتماعية

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments