محتويات المقال
1 المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي

المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي

المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي

قد يتساءل البعض ما هو المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي..؟ وهل هو من فروع علم النفس..؟ ولذلك فإننا سنحاول من خلال هذا المقال التعرف على تعريف المنهج الإكلينيكي ونشأته وأبرز مسلماته ووسائله وميزاته وعيوبه، 

تعريف المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي:

هو احد فروع البحث العلمي المختصة بعلم النفس، حيث يتناول بالتحليل والدراسة الدقيقة تصرفات الأفراد وسلوكهم، مع اختلاف سلوكيات هؤلاء الأشخاص فمنهم الأسوياء ومنهم المنحرفين الغير أسوياء، والذين يجب دراسة حالاتهم وتقديم المساعدة لهم لتخطي مشكلاتهم، ومحاولة تكييفهم مع المجتمع بالشكل الأفضل.

يقوم المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي بدراسة الحالة من قبل الإخصائي النفسي، الذي يجمع كل البيانات والمعلومات عن الشخص بكافة التفاصيل الحياتية والاجتماعية، وكيف نشأ وبأي ظروف عاش حياته وما هي علاقاته وغيرها من المعلومات التي قد يحصل عليها من الفرد ذاته، أو من المحيطين به، وبناء على هذه المعلومات يتم تحليل الحالة والعمل على علاجها.

وبذلك نجد أن المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي يختلف عن المناهج العلمية الأخرى كالمنهج التجريبي مثلاً، لأنه موجه الى الأفراد ولدراسة الحقائق السلوكية المتعلقة بأحد الأفراد، وتقييم سلوكياته ودوافعه، ومدى توافق سلوكياته مع المجتمع، وبالتالي علاج المشكلات والاضطرابات التي قد يعاني منها بعض الافراد.

نشأة المنهج الإكلينيكي:

تعود البداية في استخدام هذا المنهج العلمي الى القرن التاسع عشر الميلادي، ويعتبر رئيس قسم النفس في جامعة بنسلفانيا الطبيب ويتمر، أول من استخدم علم النفس الإكلينيكي عندما عالج عبره أحد الاطفال الصغار الذين يعانون من صعوبة بالنطق، وكان لنجاح العلاج وفق هذا الأسلوب أثر كبير في  انتشار ما يسمى علم النفس الإكلينيكي.

 

المسلمات في المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي:

  • التصور الديناميكي الذي يقوم على أن الإنسان كائن مبني على الحركة والديناميكية التي تولد داخله صراعات سيكولوجية عديدة، فتتم دراسة هذه الصراعات التي يعيشها الفرد الذي تجري عليه الدراسة.
  • إن الشخص وفق المنهج الإكلينيكي هو وحدة كلية واحدة غير قابلة لأن تتجزأ عبر تشخيصها إكلينيكياً،
    ولهذا الامر دور هام للغاية في عملية التشخيص.
  • إن الفرد هو وحدة زمنية كلية، فهذا الانسان عاش تاريخ وعمر زمني وكان له آراء واتجاهات لا يمكن تجاهلها
    علماً أن الوحدة الزمنية هذه تمر بمراحل من التطور، وببعض المحطات التي تترك أثر كبير على شخصية الفرد
    وبالتالي من غير الممكن تجاهل أي مرحلة يمر بها الانسان خلال تشخيص حالته وفق المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي.

 

الوسائل التي يستخدمها المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي:

  • المقابلة: يتم من خلالها اللقاء بين الشخص الفاحص وبين الشخص الذي يتم فحصه، فالحوار بين هذين الشخصين أمر أساسي في هذا المنهج، بحيث يقوم الفاحص بتوجيه عدد كبير من الاسئلة للشخص المفحوص، ليتعرف من خلالها على كل المعلومات والبيانات التفصيلية التي يحتاجها عنه.
  • الاختبارات:يقوم الباحث أو المختص النفسي بتوجيه عدد من الاسئلة والاختبارات للشخص الذي يفحصه
    مما يساعده على تشخيص الحالة وفق المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي.
  • الملاحظات:وهي تعتمد على مهارة المختص في علم النفس الذي يلاحظ سلوكيات المفحوص بدقة، ويمكنه من خلالها جمع الكثير معلومات عن الحالة، وهذا ما يساعده لاحقاً في مرحلة التشخيص.
  • دراسة حالة المفحوص:يقوم الفاحص من خلالها بدراسة سلوكيات الشخص الذي قام بمقابلته، وخصوصاً السلوكيات الشاذة منها، وتحتاج هذه المرحلة الى خبرة وعلم ومهارة في علم النفس من الفاحص، لكي يتمكن من دراسة الحالة بالشكل الصحيح واستخلاص النتائج الصحيحة التي تعطيه القدرة على وضع حلول وعلاجات منتجة.

 

المبادئ المرتبطة في المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي:

التكامل:


فهذا المنهج الذي تجده في علم النفس ينظر الى الفرد على أنه وحدة متكاملة من المعطيات الغير قابلة لأن تتجزأ
ولذلك يفترض النظر الى الشخصية بشكل يظهرها كوحدة متكاملة.

 الربط بين الوقائع:


إن الشخص الذي يخضع للفحص يروي للفاحص عدد من الوقائع الخاصة به، والتي يفترض أن تكون مترابطة وتلتقي في نقاط موحدة
وهنا على الباحث النفسي أن يجمع هذه الوقائع وأن يربطها مع بعضها البعض، ومع حالات مشابهة لها في الواقع، مما يساعده على إيجاد طرق العلاج المناسبة والفعالة.

 

سمات الاختصاصي النفسي الذي يستخدم المنهج الإكلينيكي:

إن استخدام المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي يحتاج من الاختصاصي النفسي ان يحمل صفات وخصائص معينة، فما هي هذه الخصائص..؟

  • أن يمتلك إنسانية كبيرة، وأن تكون من سماته أنه يمتلك الرغبة والقدرة على أن يعتني بالآخرين ويقدم كافة أنواع المساعدة الممكنة لهم.
  • أن يستوعب مشاعر الشخص المفحوص ويتفهم رغباته وحاجاته.
  • واثق من نفسه لدرجة كبيرة وقادر أن يسيطر على نفسه وعلى ردود أفعاله.
  • أن يكون دارس أكاديمي يمتلك الشهادة المناسبة في علم النفس.

 

وفي فقرتنا الاخيرة سنتعرف على مزايا وعيوب المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي
والذي يعتبر من أهم المناهج المتبعة في علم النفس الى جانب المنهج المسحي أو كما يطلق عليه (المنهج الميداني)، بالإضافة الى المنهج التجريبي.

المنهج التاريخي ؟اعداد منهجية الدراسة موقع Master Theses

مزايا المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي:

  • إن هذا المنهج يساعد الشخص الفاحص المختص في علم النفس على أن يلاحظ الشخص المفحوص لمدة طويلة
    وهذا ما سيسمح له من اكتشاف كل تفاصيل حياة هذا الشخص والظروف التي كان لها آثار واضحة وكبيرة على طبيعة وتصرفات وشخصية هذا الفرد
    والتي لا يمكن اكتشافها بهذه الدقة وهذا العمق إلا باتباع المنهج الإكلينيكي.
  • إن هذا المنهج هو الاساس لتكوين الفروض التي يضعها الاختصاصي في علم النفس
    والتي يقوم بالتأكد من صحتها مستخدماً العديد من الطرق الأخرى.

عيوب المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي:

  • إن المعلومات التي قد يحصل عليها الباحث العلمي النفسي من خلال هذا المنهج تفتقر في بعض الأحيان الى الدقة
    كما أنها قد تتأثر بالمعلومات الشخصية التي يمتلكها البحث.
  • من الصعب التعرف على الأسباب والنتائج في سلوك الفرد الذي تتم ملاحظته.

 

وبذلك نكون قد اطلعنا على تعريف المنهج الإكلينيكي وعلى نشأته، كما أننا تعرفنا على المسلمات في المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي والوسائل التي يستخدمها، ثمّ انتقلنا الى المبادئ المرتبطة بهذا المنهج من مناهج علم النفس، وذكرنا سمات الاختصاصي الإكلينيكي، لنختتم المقال بإلقاء الضوء على مزايا وعيوب المنهج الإكلينيكي في البحث العلمي، آملين أن نكون قد وفقنا في ذكر المعلومات التي يحتاجها طلابنا الأعزاء.

 

اقرأ ايضا

خطوات البحث العلمي بالتفصيل

مناهج وأدوات البحث العلمي

أهمية مناهج البحث العلمي

كيفية عمل بحث مدرسي بطريقة سهلة

 

 

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments