محتويات المقال
1 كتابة تقرير البحث العلمي

كتابة تقرير البحث العلمي

إن كيفية كتابة تقرير البحث العلمي من الأمور المهمة، التي يفترض من أي باحث علمي أو طالب دراسات عليا الاطلاع عليها ومعرفة أسلوب كتابتها بالشكل الأمثل، لما تعود به هذه الكتابة من فوائد على البحث والباحث.

 

مفهوم و أهمية التقرير في البحث العلمي:

مفهوم التقرير في البحث العلمي:

إن تقرير البحث هو السجل الذي يقوم الباحث العلمي بكتابته بهدف استقصاء الظاهرة أو المشكلة البحثية

والكشف عن النتائج التي تمّ التوصل اليها.

علماً أن هذا التقرير يشمل بشكل عام جميع عناصر خطة البحث العلمي، ولكن مع درجة أقل بالتفصيل، وباستخدام

صيغة الماضي على اعتبار أن البحث يتناول دراسة قد أنجزت وانتهت بالفعل.

وبعد كل ما ذكرناه يمكننا القول بأن تقرير البحث العلمي هو أحد العناصر المهمة، والتي تهتم بالنتائج الملموسة

للمشوارالبحثي الذي قام به الباحث، وهي التدوين الكتابي الذي يظهر مجهوداته البحثية من أول عنصر من عناصر البحث الى آخر عنصر فيه.

والتقرير من الخطوات الهامة التي تسعى الى أن توصل للقارئ المعلومات أو الأفكار الواضحة والموجزة عن البحث الذي بين يديه.

 

أهمية كتابة تقرير البحث العلمي:

1. إن التقرير في البحث العلمي يساعد الباحث على أن يطرح ما تناولته دراسته على القراء والمهتمين

في البحث العلمي، فتظهر إمكانيات وقدرات الباحث الأكاديمية، وما يملكه من ابداعات في أسلوبه العلمي والكتابي.

 

2. إن التقرير يعكس القدرات والامكانيات التي يمتلكها الباحث العلمي في تخصصه البحثي، ومدى صدقه وأمانته العلمية.

وهو ما يساهم في تحقيقه للفوائد على مختلف الأصعدة، وبالخصوص الفائدة المعنوية وزيادة شهرة الباحث وانتشار دراسته.

 

3. إن المخطط الذي يبنى عليه التقرير في البحث العلمي، يعتبر أحد الوسائل التي يعتمد عليها في تقييم البحث العلمي بشكل عام.

 

4. إن كتابة تقرير البحث العلمي لا تعني أن الباحث العلمي قد أنهى الدراسة البحثية وهو غير قادر على إجراء

أي تعديل على خطة البحث، فهو يمكن أن يقوم بالتعديلات الجزئية على خطة البحث، وعلى بعض تفاصيل التقرير البحثي.

 

5. يعتبر التقرير من السجلات الوثائقية للمصادر والدراسات السابقة التي تناولت الموضوع البحثي نفسه.

 

6. يعتبر من المراجع الأساسية التي يمكن الاستعانة بها مستقبلاً من قبل الباحثين العلميين في دراساتهم البحثية.

 

7. يعتبر من السجلات الحافظة للنتائج الدراسية، بما يسمح العودة السهلة اليها في أي وقت يحتاج اليها الباحث العلمي، أو أي مهتم بالموضوع البحثي.

 

اقرأ ايضاً: كيفية كتابة الملاحق في التقرير

 

أهداف وخصائص التقرير في البحث العلمي:

أهداف التقرير في البحث العلمي:

هناك العديد من الأهداف التي يسعى الباحث العلمي الوصول اليها من خلال تقرير بحثه العلمي:

1. إن الباحث العلمي يمكن أن يستخدم تقرير دراسته البحثية لكي يظهر كافة تفاصيل الجهود التي

بذلها في بحثه، ليطلع عليها الباحثين العلميين والمهتمين بالمجال العلمي الذي ينتمي اليه الباحث.

 

2. إن التقرير أحد الوسائل الفعالة التي تساهم في تطوير ونشر المعارف الانسانية بشكل عام، والمعارف العملية بصورة خاصة.

 

3. إن نقل المعارف العلمية الجديدة المتمثلة بنتائج البحث والفائدة الناجمة عنها، وما يمكن الوصول اليه

من توصيات بالحياة العملية والعلمية، من الأمور التي يعتبر التقرير وسيلة متميزة لإيصالها.

 

4. يساعد على رفد الأبحاث اللاحقة التي تنتمي الى تخصص البحث العلمي والموضوع البحثي، كما أنه يساهم في الربط

بين مختلف الأفكار العلمية، وبالحصول على الشهادات الأكاديمية والتقديرية، أو الوصول الى المكاسب المعنوية والمادية المتنوعة.

 

خصائص تقرير البحث العلمي:

إن التمكن من كتابة تقرير البحث العلمي بشكل مميز تحتاج الالتزام بعدد من الخصائص الخاصة بالتقرير وأبرزها:

1. إن الدقة والكتابة الأكاديمية السليمة من الشروط الاساسية في مختلف الكتابات الأكاديمية، وأبرزها:

كتابة البحوث العلمية التي يعتبر التقرير جزء رئيسي منها.

 

2. من السمات الأساسية التي لا بدّ للباحث العلمي الالتزام بها عند كتابة تقريره البحثي هي الاختصار والإيجاز.

فهذا شرط أساسي لنجاح التقرير وقبوله.

 

3. للتقرير البحثي العديد من العناصر التي سنتعرف عليها في الفقرة التالية، وهذه العناصر يجب

أن تكون مترابطة بشكل متسلسل منطقي.                                                                                                                                                                                                                                                                                                            

عناصر ومكونات تقرير البحث:

إن كتابة تقرير البحث العلمي يحتاج الالتزام بمختلف مكونات و عناصر التقرير البحثي، فما هي اهم هذه العناصر والمكونات:

 

  • العناصر التمهيدية:

إن الصفحات التمهيدية كعنصر أساسي، تحتوي على عدد من العناصر الفرعية التي يعتبر وجود بعضها أمر ضروري

لا يمكن التغافل عنه كصفحة العنوان على سبيل المثال، وهناك بعض العناصر التي يكون تواجدها أمر ممكن لكنه

غير أساسي كصفحة الإهداء مثلاً.

 

1. الصفحة الخاصة بعنوان التقرير الذي يحمل عنوان البحث، والذي يجب ان يحتوي جميع مواصفات العنوان الجيد

المتوسط الطول، والتي تكون كلماتها واضحة ومفهومة وغير قابلة للتأويل، والتي يستخدم فيها كلمات مفتاحية سليمة.

وتحتوي صفحة العنوان كذلك اسم الطالب وتخصصه، واسم الجامعة والكلية، واسم المشرف في حال وجوده.

مع تاريخ نشر البحث العلمي.

 

2. في حال كانت كتابة تقرير البحث العلمي مرتبطة برسالة ماجستير او دكتوراه، فيحتوي التقرير بصفحاته التمهيدية

صفحة الإجازة أو اعتماد البحث، التي تتضمن القرار الذي يخص لجنة المناقشة.

 

3. صفحة الإهداء التي تقدم عادةً لأشخاص من الاهل أو الأصدقاء، ومن بعض المقربين الذين كان لهم دور هام

في حياة الطالب الشخصية والعلمية، مثل الأب والأم والزوجة على سبيل المثال.

 

4. صفحة الشكر التي تقدم عادةً للأساتذة والمشرفين والجامعة أو أفراد العينة في حال وجودهم، وغيرهم من

المؤثرين في نجاح البحث.

 

من العناصر، نذكر ايضاً:

 

5. توطئة البحث أو ملخص الدراسة التي تكتب عادة في صفحتين واحدة باللغة العربية، وأخرى باللغة الإنجليزية.

 

6. الصفحة الخاصة بجدول او فهرس المحتويات، بحيث تكون صفحات التقرير الداخلية مرقمة بشكل متسلسل، ويحتوي

الفهرس على عناوين التقرير ويظهر رقم صفحة كل منها، مما يجعل الاطلاع على أي عنوان والوصول اليه أكثر سهولة.

 

7. الصفحة الخاصة بقائمة الجداول التي يتضمنها البحث (وذلك في حال وجود مثل هذه الجداول).

 

8. الصفحة الخاصة بقائمة الأشكال والرسوم التي استعان بها الباحث في دراسته (وذلك بحال وجودها في البحث).

 

 

خدمة السرقة العلمية

  • مقدمة التقرير في البحث العلمي:

على الباحث العلمي أثناء كتابة تقرير البحث العلمي أن يتجه بعد الصفحات التمهيدية الى تحديد الإطار العام للبحث.

والذي يكون من خلال المقدمة المختصرة والموجزة، والتي تحتوي على مجموعة عناصر فرعية هي:

1. على الباحث العلمي أن يستخدم المقدمة لتوضيح المشكلة التي يتناولها البحث العلمي، بحيث يفهم

أي قارئ هذه المشكلة وأهميتها، والفائدة المحققة من دراستها.

 

2. على الباحث العلمي أن يشير الى أهمية مشكلة البحث العلمي والأهداف الرئيسية من دراستها.

مع توضيح الفائدة التي يحققها العلم الذي تنتمي اليه المشكلة من هذه الدراسة، وما سينعكس من فوائد على تطور ورفاهية المجتمعات والأفراد.

 

3. الإشارة الى الفرضيات البحثية التي تمثّل التصورات أو التوقعات التي اعتقد الباحث الوصول اليها من خلال:

الدراسة التي يقوم بها.

 

4. في حال قام الباحث باختيار مشكلة بحثية تستلزم جمع المعلومات والبيانات مباشرةً من عينة الدراسة، فيشير

الباحث باختصار الى هذه العينة واختيارها الموضوعي ومدى تمثيلها لمجتمع البحث، وما هو دور المعلومات في الوصول

الى نتائج منطقية وحلول سليمة.

 

من العناصر الفرعية،نذكر ايضاً:

 

5. إن جمع المعلومات من عينة الدراسة يستلزم استخدام إحدى أدوات جمع المعلومات (استبيان، ملاحظة، مقابلة، اختبار)، ويشير الباحث بمقدمته الى الاداة التي اختارها لجمع معلومات البحث، ودورها في الوصول الى النتائج المنطقية السليمة.

 

6. يمكن للباحث العلمي ان يقوم بتعريف مختصر لأهم المصطلحات او المفاهيم الأساسية والمحورية في البحث.

من الأمور الواردة في المقدمة عند كتابة تقرير البحث العلمي، مما يساعد على فهم المصطلحات والمفاهيم من

جميع القراء حتى غير المتخصصين منهم.

 

7. التعريف المختصر بالمنهج المعتمد في الدراسة العلمية، وسبب اختياره بالتحديد، ودور هذا المنهج في تنظيم

وترتيب البحث وبالوصول الى نتائج منطقية سليمة.

 

8. الإشارة الى أبعاد البحث العلمي والحدود والجوانب الخاصة به، وما هي الحدود الموضوعية للدراسة.

وفي حال ارتباطه بزمان محدد أو مكان معين، فيجب الإشارة الى الحدود المكانية والزمانية للبحث التي لا يتخطاها الباحث العلمي في دراسته.

 

  • متن تقرير البحث العلمي:

إن متن التقرير أو محتواه هو القسم الاكبر فيه، وهو الاطار النظري للتقرير الذي يتم تقسيمه الى عدة مباحث أو فصول، حسب حجم التقرير المطلوب من الجهة التي سيقدم اليها، ووفقاً لطبيعة البحث أو الدراسة العلمية.

على أن تكون هذه المباحث والفصول مترابطة مع بعضها البعض، ويكون عرض الأفكار فيها متسلسل ومترابط.

كما يمكننا اعتبار الدراسات السابقة جزء من المتن، حيث أن مباحث المتن تحتوي ضمنها عرض هذه الدراسات وتلخيصها ونقدها، وتوضيح إيجابيات وسلبيات كل منها.

 

  • الاستنتاجات والتوصيات وخلاصة التقرير:

وهو من اهم عناصر كتابة تقرير البحث العلمي، ومن خلاله يعرض الباحث العلمي، للاستنتاجات والحلول التي توصل اليها في دراسته.

وهي قد تكون خاضعة لعمليات الاستدلال العقلي في حال اعتمد الباحث في جمع معلومات دراسته على المصادر والمراجع فقط، كما تعتمد على العمليات الإحصائية في حال جمع معلومات وبيانات البحث مباشرةً من أفراد عينة البحث.

وبناءً على النتائج التي تمّ التوصل اليها يكتب الباحث العلمي خلاصة التقرير، وقد يضع مجموعة توصيات لحل المواضيع المرتبطة بمشكلة البحث، أو لدراسة مواضيع قابلة للدراسة والتطبيق على أرض الواقع.

 

  • ملحقات التقرير:

في نهاية التقرير تأتي ملحقاته ومن أهمها قائمة التوثيق للمراجع والمصادر، التي تتضمن قائمة خاصة بالمراجع والمصادر العربية، وأخرى تليها خاصة بالمصادر والمراجع المكتوبة باللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات الأجنبية.

كما أن الملحقات تتضمن قائمة الجداول والرسومات البيانية، والفهرس وجميع الملحقات التي لم يتم إدراجها في العناصر السابقة عند كتابة تقرير البحث العلمي.

القواعد والفوارق في تقرير البحث العلمي:

 

قواعد يجب مراعاتها في كتابة تقرير البحث العلمي:

1. على الباحث العلمي الحرص على دقة وصحة المعلومات والبيانات التي يقوم بجمعها لدراسته البحثية.

وذلك عبر الاختيار الصحيح لأفراد عينة الدراسة وللأداة الدراسية المستخدمة.

أو من خلال اختيار المصادر والمراجع الموثوقة والمرتبطة بموضوع البحث العلمي وتساهم في وصوله الى النتائج الدقيقة والصحيحة.

 

2. تجنب استخدام الضمائر والألفاظ التي تشير الى الملكية مثل: (أنا، نحن، نرى، نعتقد، أظن..)

وغيرها من عبارات مماثلة، واستبدالها بكلمات مثل (يرى الكاتب، يعتقد المؤلف، يظن الباحث) وغيرها من عبارات مشابهة.

 

3. السعي الى العمل الموضوعي والحيادي في كل أقسام التقرير والبحث العلمي، ومنها أن يلتزم بعرض النتائج

حتى التي تتناقض مع معتقداته أو فرضياته البحثية، وأن يقرن المعلومات والبيانات والاستنتاجات التي يعرضها بالأدلة

والبراهين والأرقام السليمة والمنطقية.

 

4. على الباحث العلمي أن يحرص في كتابة تقرير البحث العلمي على أن تكون الكتابة واضحة ومنطقية ومتسلسلة.

وأن يكون الأسلوب جذاب للقارئ بعيد عن الركاكة والاخطاء اللغوية أو النحوية أو اللغوية.

 

5. إن التسلسل المنطقي والتطوير التدريجي عامل مهم في نجاح التقرير، حيث يستمتع القارئ في قراءة

جميع عناصر التقرير المترابطة مع بعضها البعض، والمصاغة بأسلوب علمي ولغوي سليم.

 

الفارق بين خطة البحث العلمي وتقرير البحث:

قد يخلط الكثير من الطلاب او الباحثين العلميين بين خطة البحث العلمي وبين التقرير، وخصوصاً مع تشابه العديد

من عناصرهما، ولكن في الواقع هناك العديد من الاختلافات بينهما، ومنها:

1. إن الخطة البحثية تكتب قبل الشروع بالإجراءات التنفيذية للبحث، بينما تتم كتابة تقرير البحث العلمي بعد الانتهاء

من اجراءات الدراسة، فمعظم عناصر الخطة تتواجد في التقرير الذي يكتب بصيغة الماضي عن امور حصلت سابقاً.

في حين أن الخطة تستخدم صيغة الحاضر او المضارع للحديث أن أمور ستحدث في المستقبل.

 

2. يحتاج الباحث العلمي في معظم الأحيان الى تعديلات وإضافات عن الكتابة الموجودة في الخطة، فالعمل البحثي

في مراحله العملية المختلفة يستلزم بمعظم الأحيان إجراء عدد من التعديلات من الدمج او الإضافة أو الحذف، مما يستلزم التوسع بشكل أكبر في تقرير البحث عن خطته.

 

3. إن التقرير يشمل في معظم الأحيان مراجعة وعرض للدراسات السابقة التي استند اليها الباحث العلمي في دراسته.

وهذه الدراسات قد لا تذكر في الخطة البحثية التي قد يعيد الباحث العلمي تنسيقها وتبويبها لتكون أكثر انسجاماً مع التقرير النهائي للبحث العلمي.

 

الملخص:

وبذلك نكون قد عرضنا من خلال مقالنا “كتابة تقرير البحث العلمي”..

 مفهوم التقرير في البحث العلمي، وما هي أهداف وأهمية كتابته، كما أننا اطلعنا على خصائص التقرير وعناصره.

الفرق بينه وبين خطة البحث العلمي، بالإضافة الى إلقاء الضوء على القواعد الواجب مراعاتها في كتابة تقرير البحث العلمي.

 

المصادر:

كتابة التقرير النهائي للبحث، 2021، مبتعث

عناصر تقرير البحث، 2021، موضوع

تقرير البحث العلمي، 2021، مبتعث

أساسيات الكتابة الاكاديمية، 2022، كلية الآداب في جامعة الملك سعود

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments