أهداف البحث العلمي في علم النفس
- يونيو 20, 2021
- البحث العلمي
أهداف البحث العلمي في علم النفس
النفس البشرية هي أكثر التعبيرات غموضاً على مر التاريخ، ولطالما كانت الأكثر إثارة للبحث لمحاولة فهمها وتوقع سلوكها، ودأب العلماء على البحث في أعماق هذه النفس المعقدة التركيب، غير الملموسة، وحاولوا فصل النفس عن الجانب الفلسفي والانتقال به إلى علم محدد له أسس ومفاهيم واضحة، وبما إن العلم تراكمي فتعددت وتطورت مفاهيم وأهداف علم النفس وقضاياه على مر السنوات، حتى وصل إلى الشكل الحالي، في هذه المقالة سنوضح أهم المفاهيم الأساسية التي يحتاجها كل دارس مهتم بعلم النفس، ونحدد أهداف البحث العلمي في علم النفس.
ما هو علم النفس؟
علم النفس علم أكاديمي ذو نطاق واسع يتخصص في فهم النواحي السلوكية والعقلانية والفكرية المبنية على دراسة مجموعة من الظواهر الإدراكية وغير الإدراكية، ويركّز علماء النفس في تصنيف علومهم الإدراكية وفهمها على فهم خصائص الدماغ البشري، والتي يتم دراستها والتعمق بها من خلال فريق متطور من العلماء المختصين والباحثين في مجال علم الأعصاب، ومن الناحية الاجتماعية يُصنف علم النفس بأنه علم مجتمعي يسهم في عملية الفهم والتطوير الفردي والجماعي من خلال عدد من المبادئ العلمية العامة، وإجراء بعض الأبحاث العلمية على حالات مختلفة من المجتمع.
ما هي موضوعات علم النفس؟
علم النفس يهتم بنفسية الإنسان وسلوكياته، وكل مكنونه الداخلي، ويحاول علم النفس تفسير هذا السلوك ودراسة رد الفعل للعديد من المواقف، وتكوين تصور كامل لتصرفات الأشخاص، ولهذا فإن علم النفس يدرس الإنسان من عدة نواحي، ومنها:
النشاط العقلي:
العقل هو أساس الكمال للإنسان، وهو المؤثر الأساسي على تصرفات الإنسان، ولكن علم النفس لا يقتصر فقط على دراسة العقل البشري، ولكن هناك جزء فسيولوجي وجزء اجتماعي يساهم في السلوك البشري.
العمليات النفسية:
المقصود بالعمليات النفسية هو الظواهر النفسية، فالإنسان يقوم بفعل السلوك وفقاً للمؤثرات النفسية والعاطفية، فسلوك الإنسان يسيطر عليه العقل وفقاً للأنا الأعلى، وتتمثل العمليات بالإدراك والإحساس والتفكير والانتباه.
الشخصية:
المقصود بالشخصية هنا هي سمات الشخصية، وهي السمات التي تجعل الإنسان يقوم بفعل السلوكيات، وهذا السلوك يكون وفقاً لمجموعة من التفاعلات الاجتماعية والانفعالات العاطفية، وكل هذه الخصائص تشكّل شخصية الإنسان المكونة من المعتقدات والإحساس والعاطفة والتفاعلات والسلوك.
ما هي مجالات علم النفس؟
المجالات النظرية في علم النفس وتنقسم إلى:
علم نفس الشخصية:
يهتم بدراسة الشخصية البشرية والفروق الفردية، ووفقاً للنظيرات السلوكية فإن الشخصية هي نتاج تفاعل الفرد ومجتمعه، وقد اختلف تعريف الشخصية والعامل معها من مدرسة نفسية إلى أخرى، ومن أشهر العلماء الذين تعمقوا في تحليل الشخصية سيجموند فرويد وماسلو وغوربون ألبورت.
علم النفس الاجتماعي:
هو الفرع الذي يستخدم الأساليب العلمية لمعرفة كيف يتأثر فكر ومشاعر وسلوكيات الأفراد من خلال التواجد المفترض أو التخيلي للأفراد الآخرين، ومن أهم موضوعات علم النفس الاجتماعي التنشئة الاجتماعية، اتجاهات الرأي العام، الحاجات النفسية الاجتماعية للفرد وملائمتها للمجتمع، البحث في بناء المجتمع وتركيبه، المعايير الاجتماعية، الدوافع الاجتماعية للسلوك البشري، المؤثرات التي تحدد السلوك الجمعي للمجتمع، وأدوات قياس الرأي العام وكيفية التأثير فيه.
علم النفس التجريبي:
يهدف إلى خلق طرق جديدة لأساليب البحث العلمي، وتطوير أساليب التجارب العلمية لتطوير مناهج البحث في علم النفس، وذلك للخروج بعلم النفس من الطور الفلسفي للطور التطبيقي العلمي، ومن أهداف علم النفس التجريبي، أن يدرك المتعلم أهمية المنهج العلمي في حل مشكلات علم النفس، معرفة عناصر المنهج التجريبي وأهم مفاهيمه، الانتقال من الجانب النظري لعلم النفس إلى الجانب التطبيقي، التجربة النفسية ومتغيراتها وشروطها، وتوظيف التجارب العلمية في دراسة العديد من ظواهر علم النفس.
علم النفس الفسيولوجي:
يهتم بدراسة الأساس الفسيولوجي للسلوك الإنساني، والعلاقة بين جسم الإنسان وسلوكه، والأعراض الجسدية الناشئة ذات الأسباب النفسية، ومن أهم الموضوعات التي يهتم بدراستها علم النفس الفسيولوجي علم النفس العصبي، العلم النفسي الدوائي، علم نفس الحواس، وعلم النفس الهرموني.
الميادين التطبيقية في علم النفس وتنقسم إلى:
علم النفس الرياضي:
من العلوم الحديثة ويُنسب تأسيسه إلى العالم كولمان غريفيث في بدايات القرن الماضي، وهو فرع من فرع علم النفس التطبيقي الذي يهدف لدراسة السلوك الرياضي والجوانب النفسية للحركة البشرية. تتمثل أهداف علم النفس الرياضي في تحسين أداء اللاعبين، التأهيل النفسي في التعافي من الإصابات، تأهيل اللاعبين للتعامل مع الضغوط النفسية، حل المشاكل بين أعضاء الفريق، وحل المشاكل النفسية مثل الخوف من لقاء الجمهور في الألعاب الفردية والجماعية.
علم النفس الحربي:
كان للحربين العالميتين أكبر الأثر في ظهور هذا الفرع من علم النفس، ويهدف إلى دراسة الظواهر النفسية وقت الحرب. من أهم أهداف علم النفس الحربي الكشف النفسي على الجنود لمعرفة المعتلين عقلياً وغير الصالحين للتجنيد، رفع الروح المعنوية للجنود من خلال توجيه السلوك الجمعي، وتأهيل المحاربين جراء الصدمات النفسية الناتجة عن آثار الحرب.
علم النفس التنظيمي/الصناعي:
يهدف إلى الاستفادة من أسس علم النفس ونظرياته في ميادين العمل وزيادة الإنتاجية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الإنسان تجاه مجتمعه. أهداف علم النفس الصناعي الموائمة بين العامل ومكان عمله، التهيئة المجتمعية والنفسية لمكان العمل، زيادة الإنتاجية وتحقيق الأرباح، تحقيق الاستقرار في مناخ العمل، وحل النزاعات بين العاملين والإدارات المختلفة.
أهداف البحث العلمي في علم النفس
الفهم:
يتمثل الهدف الأول لعلم النفس بالإجابة عن السؤال “كيف ولماذا يحدث السلوك؟” فكل واحد منا يريد أن يعرف كيف تحدث الأشياء
ولماذا تحدث على الشكل الذي تحدث فيه
ونحن نشعر شعوراً أفضل عندما نستطيع أن نفسر ظاهرة ما، وكثيراً ما قيل إن الفهم عبارة عن الهدف الأساسي للعلم
فالإنسان بطبيعته مدفوع نحو المعرفة والفهم وإزالة الغموض ومحاربة ما لا يعرفه.
التنبؤ:
يتمثل الهدف الثاني لعلم النفس في الإجابة عن الأسئلة “متى؟ وماذا؟”
لأن محك أو معيار الفهم الذي يتبناه العلماء هو التنبؤ، ولذا يمكن القول إن أي محاولة لزيادة الفهم ذات قيمة حين تكون نتائج الوصف هي التنبؤ الدقيق عن الظاهرة ذات الصلة من ناحية أو حين يؤدي الوصف إلى التنبؤ عن ظواهر أخرى ذات علاقة بالظاهرة الأصلية
ففي العلم تُقيّم المفاهيم والنظريات من خلال المدى الذي تسمح فيه بإجراء التنبؤات التي لم يكن بالإمكان
أن تحدث في غياب هذه المفاهيم. إجراء التنبؤات يشكل دوافع ذهنية معرفية لدى الفرد لتشكيل حلول
والفرد مدفوع بطبيعته لإيجاد الحل لمشكلاته.
الضبط:
يعني الضبط قدرة العالم على التحكم ببعض العوامل المستقلة لمعرفة أثرها في العوامل التابعة
وهذا يستدعي بالضرورة ضبط بعض خصائص العالم الخارجي وكذلك بعض الخصائص المتعلقة بالفرد موضوع الدراسة
لأن محاولة ضبط العوامل هو الذي يميز العالم عن الإنسان العادي
فالعالم لا يصدر أحكامه إلا بعد عدد من الملاحظات المضبوطة التي تسمح له بإصدار حكم فيه درجة من التعميم.
خاتمة
يعتبر علم النفس علماً لأنه يستخدم الطريقة العلمية في الدراسة، حيث يلاحظ عالم النفس السلوك كظاهرة ويتقصى ذلك لتحديد مظاهره ودوافعه.
بدأ علم النفس جزءاً من الدراسات غير المضبوطة وتقدم إلى أن أصبح علماً يخضع للضبط والتحكم والتجريب والتنبؤ
ويهدف علم النفس إلى التفسير والفهم والتنبؤ والضبط والتحكم، حيث تتعدد الاتجاهات في فهم السلوك وتفسيره
ومرد ذلك إلى تعدد وجهات النظر وأساليب دراسة الظاهرة، وإن تعدد دوافع السلوك وتعدد أهدافه فرض تعدد ميادين علم النفس.
اقرأ ايضا
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة