قواعد المنهج المقارن
يعتبر المنهج العلمي المقارن من المناهج العلمية الهامة، حيث يقوم هذا المنهج على مبدأ المقارنات ما بين المعارف أو الأدوات أو الظواهر أو النتائج وغيرها، لتحديد مواطن التشابه والاختلاف بين الأحداث المختلفة، إلا أن اتباع هذا المنهج يفرض على الباحث قوانين عدة، في هذه المقالة سوف نتحدث عن ” قواعد المنهج المقارن “.
ما هي قواعد المنهج المقارن ؟
يتطلب إعداد المنهج المقارن تنفيذ عدة قواعد وعلى الباحث العلمي الالتزام بها، وهذه القواعد هي :
▪ القاعدة الأولى :
يجب على الباحث في البداية أن يقوم في تحديد الموضوع الذي سيجري عليه المقارنة .
▪ القاعدة الثانية :
يجب على الباحث أن يكون مطلع بشكل كبير حول موضوع البحث المختار .
▪ القاعدة الثالثة :
وتعتبر من القواعد الهامة فبعد تحديد موضوع البحث، يجب على الباحث أن يقوم بتحديد إشكالية البحث، والتي يجب أن تكون واضحة ومحددة، ومن المهم دراستها وتقديم حلول فعالة لها.
▪ القاعدة الرابعة :
وبعد تحديد مشكلة البحث يجب أن يقوم الباحث بتجزئتها وتحديد جميع العوامل التي تؤثر على هذه المشكلة، كما يجب تحديد زمانها ومكانها، حتى يتم أخيرا تطبيق المقارنة عليها .
▪ القاعدة الخامسة :
ومن قواعد المنهج المقارن أن يقوم الباحث بطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات حول موضوع البحث وإشكاليته.
▪ القاعدة السادسة :
ومن القواعد الهامة للمنهج المقارن أن يقوم الباحث بتوضيح وتحديد متغيرات الدراسة للمقارنة، ويتم ذلك من خلال توضيح النقاط التي تلتقي بها هذه المتغيرات، والنقاط التي تختلف عنها، ومن ثم يتم صياغتها على شكل علاقة افتراضية .
▪ القاعدة السابعة :
كما يجب على الباحث أن يقوم بوضع فرضيات البحث، والتي هي عبارة عن تصورات الباحث وتنبؤاته حول حلول ونتائج البحث، إلا أن هذه فرضيات تكون مؤقتة حيث يتم اثباتها أو نفيها أثناء إجراء البحث .
▪ القاعدة الثامنة :
يجب على الباحث أن يقوم بجمع البيانات الكمية حول موضوع البحث، وأن يطلع عليها بشكل كامل ودقيق حتى يتمكن من تطبيق عمليات المقارنة بشكل جيد .
▪ القاعدة التاسعة :
ومن قواعد المنهج المقارن تحديد مصطلحات البحث ومفاهيمه الإجرائية، نظرا لأهمية ذلك في تجميع المشاكل أو الظواهر،
لأن أغلب التخصصات العلمية تستند إلى تعريفات أساسية تساعد الباحث وترشده في إجراء وتطبيق المقارنة .
▪ القاعدة العاشرة :
كما يجب أن يقوم الباحث بجمع المعلومات حول الظاهرة المدروسة في البحث، النظرية منها والتطبيقية، نظرا لأهمية ذلك في عملية المقارنة، وصياغة الفرضيات التي تم إعدادها في بداية البحث .
▪ القاعدة الحادية عشر :
تفسير النتائج وتعتبر من القواعد الهامة للمنهج المقارن، حيث يجب أن يقوم الباحث بتفسير ما توصل له من عمليات المقارنة
حيث يسجل المبرهنات ويحلل ويفسر نتيجة كل منها بعد مقارنتها.
▪ القاعدة الثانية عشر :
كما يجب على الباحث أن يقوم بعملية تنظيم للبحث، حيث يقسم المادة العلمية إلى قسمين قسم نظري، وقسم عملي.
▪ القاعدة الثالثة عشر :
ومن قواعد المنهج المقارن أن يقوم الباحث بتوضيح جميع مواطن التشابه، ومواطن الاختلاف في موضوعه
حتى يتمكن أخيرا من التوصل التجريد البحت النظري .
▪ القاعدة الرابعة عشر :
وتعتبر عرض النتائج من أهم قواعد المنهج المقارن، حيث يتم عرضها وتدقيقها بعد انهاء الباحث لجميع عمليات المقارنة
ومن خلال هذه النتائج يتم الإجابة عن جميع تساؤلات الباحث التي تم وضعها في البداية، كما يتم التأكد من صحة فرضياته أيضا.
▪ القاعدة الرابعة عشر :
كما يجب على الباحث بعد توصله إلى النتائج أن يقوم بتعميمها، وأن يضع جميع مقترحاته وتوصياته لحلول أخرى مستقبلية .
ولتطبيق المقارنة شروط وقواعد أيضا سنطلعك عليها عزيزي القارئ نظرا لأهميتها في إعداد البحث تبعا للمنهج المقارن، والتي هي :
ما هي شروط المقارنة ؟
1- من أهم شروط المقارنة أن تتم ما بين حادثتين على الأقل، بحيث تقام عليهما عملية المقارنة لتحديد كل من أوجه الشبه، وأوجه الاختلاف، ويجب أن تكون هذه المقارنة غير مرتبطة بأي ظرف أو تغير، ومن المهم ذكره هنا أن عملية المقارنة لا تتم على حادثة واحدة.
2- ومن شروط المقارنة أيضا أن يقوم الباحث بجمع البيانات والمعلومات الدقيقة في حال كانت الظاهرة تتطلب دراسات ميدانية، وتتطلب أيضا معلومات موثوقة في حال كانت الظاهرة لا يمكن دراستها بشكل ميداني، وذلك ينطبق على الظواهر التاريخية .
3- ومن أهم شروط المقارنة أيضا أن يكون هناك تشابه أو اختلاف ما بين الظواهر المقارنة، فلا يجوز أن تتم عملية المقارنة بين ظاهرتين لا يمكن تطبيق أي مقارنة بينهما بسبب ابتعاد موضوعهما عن بعضهما .
4- ومن قواعد المقارنة أيضا أن يقوم الباحث بالابتعاد عن السطحية، فيجب أن يتعمق في جوانب الظواهر ليتعرف على جميع طبيعتها، وتحديد إيجابياتها وسلبياتها.
5- ومن أهم شروط المقارنة أن يكون لظاهرة المدروسة زمان محدد، ومكان محدد، وذلك حتى يتمكن الباحث من مقارنتها مع ظاهرة أخرى تتشابه معها لكن في زمان ومكان أخرين .
أما الأن سنطلعك عزيزي القارئ على أنواع المقارنة في المنهج المقارن .
ما هي أنواع المقارنة ؟
▪ النوع الأول : المقارنة المغايرة : ويقصد بالمغايرة أن يكون للظواهر المدروسة نقاط تختلف بها عن بعضها، أكثر من النقاط التشابه.
▪ النوع الثاني : المقارنة الخارجية : ويقصد بهذه المقارنة بأن تتم المقارنة بين ظاهرتين متباعدتين عن بعضهما البعض، كدراسة ظاهرة في بلد معين، وظاهرة أخرى في بلد أخر، وتتم المقارنة هنا بتأثر كل هذه الظواهر من نفس السبب .
▪ النوع الثالث : المقارنة الداخلية : وتتم المقارنة هنا لظاهرة واحدة حدثت في زمان ومكان محدد، حيث تتم دراستها لمعرفة جميع الأسباب التي كانت سبب في حدوثها ليتم تطبيق المقارنة على هذه الأسباب.
▪ النوع الرابع : المقارنة الاعتيادية : وتتم هذه المقارنة بين ظاهرتين أو حادثتين يكون نقاط التشابه بينهما أكثر من نقاط الاختلاف .
ما هي أهداف المنهج المقارن :
وللمنهج المقارن أهداف عديدة ويجب على الباحث الاطلاع الدقيق عليها حتى يكون على دراية كاملة حول الدراسات التي تتطلب دراستها وإعدادها استخدام المنهج المقارن، وهذه الأهداف هي :
1- من أهم أهداف المنهج المقارن هو تلخيص المؤلفات الدراسية وتقسيمها إلى قسمين بحيث يحتوي القسم الأول إلى أوجه التشابه، والقسم الأخر يحتوي على أوجه الاختلاف .
2- كما يهدف المنهج المقارن إلى تحديد إيجابيات الدراسات والأبحاث التي اعتمدت في دراستها على المنهج المقارن، كما يتم تحديد سلبياتها .
3- تساعد الباحث في التعرف على الدراسات الملائمة له ليتم تحديدها، واستبعاد الدراسات الغير ملائمة له .
4- ومن أبرز أهداف المنهج المقارن التعرف على العلاقات والروابط ما بين مكونات وعناصر النصوص .
نستنتج مما سبق :
إن إعداد الأبحاث العلمية يتم ضمن قواعد وقوانين منظمة ومدروسة وذلك حتى يتمكن الباحث من التوصل إلى أدق النتائج وأصدقها .
اقرأ ايضا
: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا
[email protected]
