شخصية الباحث العلمي
عرفنا أن البحث العلمي هو مخطط تنظيمي ودراسة شاملة يقوم بها الباحث لكشف غموض ظاهرة معينة من خلال عدة خطوات ومراحل وأسس معينة ليخرج في نهاية الدراسة بنتائج وحلول مفيدة.
ولكن من يقوم بكل هذه الخطوات؟ الباحث.
من هو الباحث العلمي:
هو ما يراه القارئ من مهارات وأسلوب معين في طرح تفسير الموضوع والتحليلات والاستنتاجات التي ينشرها الباحث في بحثه، وتختلف من شخص لآخر.
الباحث المتميز تظهر شخصيته جليّاً وبشكل واضح من خلال بحثه، حيث تظهر بوضوح قدرته التحليلية والنقدية خلال مراجع جمع بحثه وكتابته لكل فصل من فصوله.
سمات الباحث الجيد:
الرغبة في البحث:
يجب أن يكون للباحث الرغبة الحقيقية لدراسة بحث ظاهرة ما، وان يكون لديه شغف ورغبة في تبني موضوع البحث، بمعنى ألا يكون مجبراً عليه.
اختيار الموضوع:
وهنا تكمن الأهمية، حيث يجب على الباحث اختيار موضوع أو فكرة معينة يعرف كل خباياها ومطلع على كافة تفاصيلها، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انجاز بحث جيد.
سعة الاطلاع:
أن يكون لديه علم ومعرفة تامة بكل جوانب الموضوع، إضافة إلى أن يكون متنبهاً للمتغيرات التي قد تطرأ أثناء سير البحث.
تدرج البحث:
وذلك يعني أن يبدأ الباحث من الأسهل ثم التدرج شيئاً فشيئاً والانتقال من الأعمق إلى الأصعب، وذلك كي لا تفتر عزيمته عندما ينتقل إلى المرحلة الأضعف، فيصيبه الملل ويضعف بحثه.
التواضع:
سمة هامة من سمات الباحث، يجب ان يبقى بسيطاً، واسع الصدر، ولا يتملكه الغرور وان تكون عنده القدرة على استقبال كل انتقادات التي قد تطال بحثه بكل رحابة صدر وهدوء.
سرعة البديهة:
أن تكون لديه الفطنة بالإضافة إلى قوة الملاحظة، والتركيز العالي والسعي لعدم إغفال أي تفصيل حتى لو كان صغيراً طالما أنه يتعلق بموضوع البحث.
التجرد والحيادية:
وهنا نقصد أن على الباحث يجب أن يتحلى بالموضوعية وعدم الانحياز والانجرار لطرف ما على حساب الآخر
أو تبني آراء غير موثوقة وغير معروفة المصدر قبل أن يتأكد من صحة هذه المعلومات والآراء.
الأمانة العلمية:
على الباحث أن يكون على مستوى عالٍ من الأخلاق التي تمنعه أدبياً من نسب أي أقوال للآخرين لنفسه، بل يجب ذكر المعلومات الأصلية ومرجعية هذه المعلومات.
هدف البحث:
ألا يكون الهدف من إجراء البحث هو المصلحة الشخصية بمعنى الحصول على درجات عالية
بل عليه أن يدرك ان بحثه سيغدو مصدر لطلاب دراسات عليا أو باحثين جدد وعليه ان يتوخى الدقة والإتقان فيه.
المهارات المكتسبة:
وهي ما يتعلمه الباحث وما يلاحظه من أعمال وأبحث قام بها باحثون غيره، فهذه الملاحظات ستضيف رصيداً مهماً في بنك معلوماته.
المهارات الأولية:
ونقصد بها الصفات الأخلاقية للباحث.
اقرأ المزيد:المهارات وتأثيرها على الكتابة في البحث العلمي.
الاستعداد للبحث المستمر:
يجب أن يكون ذو همة ونشاط دائمين في رحلة البحث، ودراسة كل ما يتعلق ببحثه دون تكاسل، وعليه أن يسعى فوراً للبحث بالمشكلة فور التنبه لها
ولا يتقاعس لذا فإننا نرى ان الباحث العلمي الذي يفتقر في أدواته إلى المهارة العلمية والعملية هو عديم الفائدة
لا يقدم شيئاً ولا يضيف أي جديد ولا أي قيمة تذكره على بحثه.
الابتكار:
وهي سمة من أهم وأكثر السمات تميزاً في شخصية الباحث، فالباحث المتميز يجب ان تكون لديه القدرة على الإبداع وابتكار شيء جديد، والقدرة على خلق صيغة معينة في طريقة طرحه للموضوع.
المنهج:
إن المنهج الذي يستخدمه الباحث في تحليله للظاهرة يلعب دوراً هاماً، فالمنهج يعكس مدى فهم الباحث ومعرفته.
الثقة:
الثقة مطلوبة وهي أمر هام حيث يجب أن يكون الباحث واثقاً من نفسه وقادراً على إيجاد مكان له في عالم الباحثين، فالتردد يؤثر على سير البحث.
مبدأ المنافسة:
دائماً المنافسة في كل المجالات مطلوبة، والمنافسة شرط للتطور وإنجاز شيء جديد، ويجب أن يكون لديه الرغبة في الحصول وكسب الجوائز العلمية والمنح البحثية وهذا ما سيوفر له ويجعله من المتميزين.
المرونة:
نقصد بها السلاسة والتعاطي المرن، فإن خلت شخصية الباحث من المرونة والانفتاح على الاخر وتقبل الآراء فتصبح شخصيته جامدة ومنغلقة، عاجزة عن تقديم أي طروحات إيجابية تخدم البحث.
تنظيم الأفكار:
يتطلب مراجعة الباحث لأفكاره والبدء بترتيبها بدءاً من الخطوات الأولى وحتى النتائج.
توصيل الفكرة:
وهي جوهر شخصية الباحث، فالباحث الجيد يحتسب له استطاعته في القدرة على إيصال الأفكار عن طريق تفسير واضح ومفهوم
عن طريق سرد المعلومات وشرح أسباب اختياره للبحث، والغاية المراد من البحث ومدى قناعته بها.
خاصية الكتابة:
الباحث الجيد يسعى ان يترجم أفكاره على الورق بالكتابة بأسلوب علمي راقٍ غير مكرر وغير عادي لألا يقع في فخ الروتين، ومن ناحية أخرى فالباحث الجيد هو الباحث القادر على ربط كل التوصيات والفرضيات والنتائج التي توصّل إليها بتسلسل منطقي.
الناقد:
الباحث الجيد عليه أن يكون ناقداً لنفسه، بمعنى يجب أن يسأل نفسه لماذا وكيف في كل الطروحات التي كتبها ولاحظها، بالإضافة إلى شرح أسباب وتبريرات رفضه أو قبوله للآراء والاستنتاجات التي لاحظها.
إن ميدان البحث العلمي ميدان واسع متشعب متعدد، غني بالأبحاث القيّمة التي قدمت وتقدم الفائدة والمعرفة العلمية
و الباحث الجيد يعرف كيف يجد لنفسه موضع قدم في الميدان الواسع، وهذا لن يتحقق إلا بالعمل الجيد والمثابرة
إغناءً للبحوث العلمية من جهة، ورفد تحليل الظواهر بمنظار جديد ورؤيا جيدة قابلة للتحقيق.
و مما تقدم نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي كان عنوانه ،شخصية الباحث العلمي ، حيث تداولنا العديد من السمات الرئيسية المهمة .
نتمنى لكم الاستفادة ، والله ولي التوفيق .
اقرأ ايضا
: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا
[email protected]