إن الحديث عن مقدمة حول منهجية البحث العلمي هو امر بالغ الأهمية بالنسبة لأي طالب أو باحث علمي،
لأن هذه المنهجية هي شرط ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه للوصول الى بحث علمي مقبول وجيد،
يمنح الطالب العلامات التي يبحث عنها ويسمح للطالب أو الباحث العلمي بنشر الدراسة بإحدى المجلات العلمية المحكمة.

ويعود السبب في ذلك لأن منهجية البحث العلمي هي الوسيلة التي يعتمدها الباحث لتنظيم البحث،
والطريق التي يسير عليها للوصول الى دراسة علمية مترابطة تصل الى النتائج الصحيحة التي يبحث عنها.

ما هو المقصود من منهجية البحث العلمي:

هي عدد من الخطوات التي يعتمدها الباحث العلمي لتنظيم الدراسة العلمية التي يقوم بها،
والتي يمكنه من خلالها دراسة ظاهرة او موضوع البحث بشكل علمي دقيق يوصله الى نتائج بحثية وحلول صحيحة ودقيقة لمشكلة البحث.

فالمنهجية هي الخطوط الرئيسية التي تسير عليها خطة البحث وليس الدراسة بمجملها،
وهذا ما يجعل الأبحاث العلمية متميزة عن بعضها من حيث المواضيع والمتن،
ولكنها متفقة في اتباعها منهجية أكاديمية علمية واحدة تنظم البحث وتساعد الطلاب والباحثين العلميين
على إعداد رسائلهم وبحوثهم العلمية من مختلف الاختصاصات.

خصائص منهجية البحث العلمي:

قبل وصولنا الى الحديث عن مقدمة حول منهجية البحث العلمي، من المفيد التعرف على أبرز خصائص هذه المنهجية وهي:

التنظيم الكامل في طريقة التفكير والعمل بأسلوب منظم، بحيث تنفذ كافة خطوات البحث العلمي الأكاديمية بصورة مترابطة ومتسلسلة.
إمكانية اختيار المناهج البحثية المتلائمة مع موضوع البحث العلمي مما يسمح الوصول الى نتائج دقيقة وصحيحة.
إن اتباع منهجية البحث العلمي يجبر الباحث الالتزام بالحياد والموضوعية، والابتعاد عن الاهواء والآراء الشخصية.
تسمح للباحث العلمي والقارئ المتخصص التنبؤ بما سيصل اليه البحث.

الخطوة السابقة ل مقدمة حول منهجية البحث العلمي:

تحديد إشكالية أو ظاهرة البحث العلمي:

قبل الشروع في أي دراسة أو بحث علمي يفترض على الباحث أن يحدد الإشكالية أو الظاهرة التي سيدور البحث حولها ويحاول إيجاد الحلول لها، وبالرغم من أن هذه الخطوة تعتبر خطوة تمهيدية وسابقة للدراسة، ولكنها الخطوة الأساس لنجاح البحث العلمي، فهي تحتاج الى الابداع وشعور الطالب او الباحث بالظاهرة، فكلما كان هذا الباحث مبدعاً ودقيقاً ومبتكراً كلما كان اختياره لإشكالية أكثر أهمية في تخصصه العلمي، وتكون الظاهرة جديدة وأصيلة وتحقق الفائدة لهذا التخصص العلمي وللمجتمع الإنساني بشكل عام.

وعلى الباحث العلمي عند اختياره ظاهرة او إشكالية بحثه، أن يختار الظاهرة التي يشعر برغبة وحب لدراستها فهذا سيساعده على الإبداع في الدراسة، كما يفترض أن تكون هذه الظاهرة قابلة للدراسة واقعياً، وتحقق الفائدة للعلم والمجتمع، بالإضافة الى امتلاك الباحث القدرات العلمية والمادية لإنجاح الدراسة والوصول بها الى نتائج وحلول علمية صحيحة وتمتاز بالدقة.

المراحل التي تتضمنها منهجية البحث العلمي:

عنوان البحث العلمي:

قبل كتابة مقدمة حول منهجية البحث العلمي، يفترض تحديد عنوان جيد مناسب لهذا البحث الذي قرر الباحث دراسته، ويفترض أن يكون هذا العنوان واضح ومفهوم وسهل الحفظ ومعبر عن الإشكالية والظاهرة التي سيناقشها البحث العلمي، كما يجب أن يكون العنوان متوسط الطول لأن العنوان القصير لن يعبر عن ما ستناقشه الدراسة، والعنوان الطويل لن يكون مناسب لأنه منفّر وممل بالنسبة للقارئ.

مقدمة حول منهجية البحث العلمي:

إن المقدمة هي البوابة التي تسمح للقارئ التعرف عن كل ما سيناقشه البحث، وهي الوسيلة التي يستخدمها الباحث العلمي لجذب القارئ الى الغوص في البحث، وهذا ما يحتاج منه كتابة مقدمة مختصرة لا تتجاوز الصفحة الواحدة، وأن تتم صياغتها بأسلوب مفهوم وبكلمات واضحة ومترابطة وخالية من الأخطاء الإملائية.

ومن الشروط الاخرى في مقدمة حول منهجية البحث العلمي أن تشمل كل ما سيناقشه البحث، وما هي الإشكالية والمنهجية التي ستتبع في الدراسة.

وضع أسئلة وفرضيات البحث العلمي:

بعد تحديد العنوان الخاص بالدراسة، على الطالب أو الباحث العلمي أن يضع أسئلة وفرضيات بحثه، والتي تشمل ما يتوقع الباحث الوصول اليه من نتائج، ولكي تكون الفرضيات والأسئلة صحيحة يفترض أن تشمل كل ما سيتم طرحه ودراسته في البحث، وأن تصاغ بطريقة مفهومة وبكلمات واضحة بعيداً عن أية مصطلحات غير مفهومة ومبهمة.

المباحث والأبواب والفصول الخاصة بالبحث:

من شروط مقدمة حول منهجية البحث العلمي أن يقسم الباحث العلمي أو الطالب دراسته الى مباحث وأبواب وفصول، ويمكن اعتبار هذه المرحلة اهم مراحل منهجية البحث العلمي، لأنها تتضمن لبّ البحث العلمي ومحوره، وهو يحتاج من الباحث وضع كل وقته وجهده وما يملكه من معلومات، وأن يعود الى المصادر والمراجع لدراسة كل ما يتعلق بمشكلة أو ظاهرة البحث (مع الالتفات الى ضرورة توثيق هذه المصادر والمراجع وفق إحدى طرق التوثيق الأكاديمية المعتمدة عالمياً)، كما أنه في هذه المرحلة يستخدم الباحث منهج علمي أو اكثر ويختار عينة الدراسة والأدوات المناسبة للحصول على معلومات وبيانات دقيقة وصحيحة، والتي يجري تحليلها للوصول الى نتائج وحلول علمية دقيقة لظاهرة البحث العلمي.

إن كل ما ذكرناه يحتاج من الباحث أن ينظم البحث العلمي، وأن يجري تصنيفه لمباحث وأبواب وفصول، فتطرح أفكار رئيسية يجري تقسيمها الى أفكار فرعية، على أن يتم كل ذلك بترتيب سلس ومنطقي ومنضبط، وبكلمات مفهومة وواضحة، فالترابط بين الكلمات والجمل والفقرات والأفكار والابواب والفصول التي تكمل بعضها، هو شرط أساسي للوصول الى منهجية البحث العلمي الناجحة.

نتائج البحث العلمي:

وهي الخلاصة التي يصل اليها الباحث العلمي في نهاية دراسته العلمية، وهي الجزء الذي يركز عليه كثيراً الاساتذة والمقّيمين في البحث أو الرسالة العلمية، فبعد تحليل البيانات والمعلومات وفق إحدى الأساليب الإحصائية العلمية، يجري استخلاص النتائج، ويجري التعبير عنها بجمل وفقرات قصيرة لها دلالات معبرة، مع ضرورة ان تكون مدعمة بالبراهين أو الارقام.

الخاتمة وتوصيات الباحث العلمي:

وهي الخطوة الأخيرة في منهجية البحث العلمي، حيث يقوم بعض الباحثين بدمج التوصيات مع خاتمة البحث، بينما يقوم آخرون بكتابة كل منها بشكل منفصل عن الآخر، فمن خلال التوصيات يذكر الطالب او الباحث العلمي، كل ما واجهه من صعوبات في الدراسة، وما هي الأمور التي استفاد منها وينصح باعتمادها، كما أنه يقدم بعض المقترحات التي قد تكون مفيدة لغيره من الباحثين العلميين، وخصوصاً لجهة إكمال الدراسة من النقطة التي وصل اليها هذا البحث.

ومن الامور التي تتشابه فيها الخاتمة مع مقدمة حول منهجية البحث العلمي، أنها يفترض أن تكون مختصرة لا تتجاوز الصفحة الواحدة، وأن تكتب بكلمات مفهومة وواضحة ومترابطة، ويوضح الباحث من خلالها كل ما حصل معه في الدراسة وما ناقشه فيها، ويوضح المنهجية التي استخدمها حتى وصل الى النتائج الدقيقة والصحيحة.

وبذلك نكون قد تعرفنا على المقصود من منهجية البحث العلمي وما هي خصائصها، بالإضافة الى إلقاء الضوء على مراحل المنهجية العلمية، وبالخصوص توضيح مقدمة حول منهجية البحث العلمي، آملين أن نكون قد وفقنا في عرض المعلومات التي تحتاجون اليها.

اقرأ ايضا

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

تعرف علينا أكثر